إِلى مَ أُرَجّي ضُرَّ عَيشٍ مُنَكَّدا | |
|
| وَأُغضي عَلى الأَقذاءِ جَفناً مُسَهَّدا |
|
وَكَم أَعِدُ النَفسَ المُنى ثُمَّ كُلَّما | |
|
| أَتى مَوعِدٌ بِالخُلفِ جَدَّدتُ مَوعِدا |
|
إِذا قُلتُ يَأتي في غَدٍ ما يَسُرُّني | |
|
| وَجاءَ غَدٌ قالَ اِتَّئِد وَاِنتَظِر غَدا |
|
فَهَلّا اِنقَضَت تَبّاً لَها مِن مَواعِدٍ | |
|
| كَمِثلِ نُعاسِ الكَلبِ ما زالَ سَرمَدا |
|
عَدمتُ الفَتى لا يُنكِرُ الضَّيمَ وَالرَّدى | |
|
| عَلى خَطأٍ يَغتالهُ أَو تَعَمَّدا |
|
وَلا عاشَ مَن يَرضى الدَنايا أَهَل رَأى | |
|
| جَباناً عَلى مَرِّ اللَيالي مُخَلَّدا |
|
وَهَل ماتَ مِن خَوضِ الرَّدى قَبلَ يَومِهِ | |
|
| فَتىً لِوَطيسِ الحَربِ ما زالَ مُفئَدا |
|
وَهَل سادَ راضٍ مَرتَعَ الذُلِّ مَرتَعاً | |
|
| وَهَل فازَ راضٍ مَورِدَ الذُلِّ مَورِدا |
|
وَهَل عَزَّ بِالأَعداءِ مِن قَبلِ تُبَّعٍ | |
|
| مَليكٌ تَمَطّى المُلكَ كَهلاً وَأَمرَدا |
|
وَهَل طابَ عَيشٌ بِالمُداراةِ أَو صَفا | |
|
| لَوَ اِنّ المُداري راحَ بِالخُلدِ وَاِغتَدى |
|
فَحَتّى مَ أُبدي لِلموالي تَجَنُّباً | |
|
| وَصَدّاً وَأُبدي لِلأعادي تَوَدُّدا |
|
وَشَرُّ بِلادِ اللَهِ أَرضٌ تَرى بِها | |
|
| كُلَيباً مَسُوداً وَاِبنُ آوى مُسَوَّدا |
|
وَأَشقى بَني الدُنيا كَريمٌ يَسوسُهُ | |
|
| لَئيمٌ إِذا ما نالَ شبعاً تَمَرَّدا |
|
فَيا ذا العُلى وَالمَجدِ وَالمَنصِبِ الَّذي | |
|
| سَما فَعَلا حَتّى على النَّجمِ أَتأَدا |
|
أُعيذُكَ أَن تَرضى المقامَ بِبَلدَةٍ | |
|
| تَراها وَما تَحوي لِأَعدائِها سُدى |
|
يَجِلُّ بِها مَن كانَ ذا عُنجُهِيَّةٍ | |
|
| خَفيفاً عَلى الأَعداءِ خَلفاً مُلَهَّدا |
|
أَخو عَزمَةٍ كَالماءِ بَرداً وَهِمَّةٍ | |
|
| هَوَت فَاِحتَوَت مِن هامَةِ الحوتِ مَقعَدا |
|
تَرى بابَهُ لا يُهتَدى غَيرَ أَنَّهُ | |
|
| تَرى بَينَ أُذنَيهِ طَريقاً مُعَبَّدا |
|
فَقُم وَاِلتَمِس داراً سِواها فَإِنَّما | |
|
| أَخو العَزمِ مَن قَد رامَ أَمراً تَجَرَّدا |
|
فَكاسٌ إِذا أُسقي بِها اليَومَ مُكرَهاً | |
|
| أَخوكَ سَتُسقى مِن فُضالَتِها غَدا |
|
وَحِلمٌ يُدَنّي الضَيمَ مِنكَ سَفاهَةٌ | |
|
| وَجَهلٌ تَرُدُّ الضَيمَ شِرَّتهُ هُدى |
|
وَلا خَيرَ في هِلباجَةٍ كُلَّما أَتى | |
|
| إلَيهِ الأَذى أَبدى خُضوعاً وَأَسجَدا |
|
وَمالَ إِلى بَردِ الظِلالِ وَراقَهُ | |
|
| مَقالُ إِماءِ الحَيِّ لا غالَكَ الرَدى |
|
وَلَكِنَّ ذا عَزمٍ إِذا هَمَّ لَم يُبَل | |
|
| أَوَسَّدَ ذا الطَعن الثَرى أَم تَوَسَّدا |
|
كَثيرَ سُهادِ العَينِ لا في مَكيدَةٍ | |
|
| يُهينُ بِها الأدنين مَثنىً وَمَوحدا |
|
فَكَم أَتَحَسّى الضَيمَ مُرّاً وَأَمتَري | |
|
| عَقابيلَ خِلفٍ قَد أَزى وَتَجَدَّدا |
|
وَكَم يَعتَريني بِالأَذى كُلُّ مُقرِفٍ | |
|
| إِذا سُئِلَ الحُسنى أَغَدَّ وَعَربَدا |
|
فَئيدٌ كَعِلّوصِ الأَباءِ لَدى الوَغى | |
|
| وَإِمّا مَشى بَينَ البَغايا تَقيّدا |
|
تَراهُ عَلى أَعدائِهِ ماءَ مُزنَةٍ | |
|
| وَفي رَهطِهِ الأَدنى حُساماً مُجَرَّدا |
|
فَلا تَقعُدَن مُحبَنظِئاً خَوفَ مِيتَةٍ | |
|
| سَتَأتي فَما تَلقى جَواداً مُخَلَّدا |
|
وَلا تَكُ مِئلافاً لِدارِ مَذَلَّةٍ | |
|
| وَلَو فاضَ واديها لُجَيناً وَعَسجَدا |
|
وَسِر في طِلابِ المَجدِ جِدّاً فَإِنَّني | |
|
| رَأَيتُ المَعالي لا يُواتينَ قعدُدا |
|
فَلو لَم يُفارِق غِمدَهُ السَيفُ في الوَغى | |
|
| لَما راحَ يُدعى المَشرَفيَّ المُهنَّدا |
|
وَلَولا اِنتقالُ البَدرِ عَن بُرجِهِ الَّذي | |
|
| بِهِ النَقصُ لَم يُدرِك كَمالاً وَأَسعدا |
|
وَلَو نامَ سَيفٌ بِالحُصيبِ وَلَم يَلِج | |
|
| عَلى الهَولِ لَم يُدعَ المَليكَ المَمَجَّدا |
|
وَلَم يَنشَعِ الأحبوشَ كَأساً مَريرَةً | |
|
| وَيَجمَع في غُمدانَ شَملاً مُبَدَّدا |
|
وَحَسبُكَ أَن تَلقى المَنايا وَقَد رَجَت | |
|
| حِباكَ المَوالي وَاِتَّقَت بَأسَكَ العِدى |
|
خَليليّ مِن حَيّي نِزارٍ رُعِيتما | |
|
| وَجُوزيتُما الحُسنى وَجاوَزتُما المَدى |
|
أَلا فَاِطلُبا غَيري نَديماً فَرُبَّما | |
|
| تَشامَختُ قَولاً سِيمَ خَسفاً فَأَبلَدا |
|
فَلي عَن ديارِ الهونِ مَنأىً وَمَرحَلٌ | |
|
| إِذا النِّكسُ ظنَّ العَجزَ عَقلاً فَأَفرَدا |
|
وَعِندي عَلى الأَحداثِ رَأيٌ وَعَزمَةٌ | |
|
| وَعيسٌ يُبارينَ النَعامَ المُطَرَّدا |
|
وَخَيرُ جِوارٍ مِن عَدوٍّ مُكاشِحٍ | |
|
| جِوارُكَ ضِبعاناً وَسيداً وَخُفدُدا |
|
وَلَيسَ مَناخُ السوءِ حَتماً مُقَدَّراً | |
|
| عَلَيَّ لِأَن أَضحى مَقَرّاً وَمَولِدا |
|
فَكَم فارقَ الأَوطانَ مِن ذي ضَراعَةٍ | |
|
| فَأَصبَحَ في كُلِّ النَواحي مُحَسَّدا |
|
وَكَم واتَنَ الأَوطانَ مِن ذي جَلادَةٍ | |
|
| فَأَضحى بِها مِن غَيرِ سُقمٍ مُسَخَّدا |
|
فَإِن أَرتحِل عَن دارِ قَومي لِنبوَةٍ | |
|
| وَيُصبِحُ رَبعي فيهمُ قَد تَأَبَّدا |
|
فَقَد رَحَلَ المُختارُ عَن خَيرِ مَنزِلٍ | |
|
| إِلى يَثرِبٍ تَسري بِهِ العِيسُ مُصعَدا |
|
وَجاوَرَ في أَبناءِ قَيلَةَ إِذ رَأى | |
|
| سَبيل القِلى وَالبُغضِ مِن قَومِهِ بَدا |
|
كَذا شِيمُ الحُرِّ الكَريمِ إِذا نَبا | |
|
| بِهِ وَطَنٌ زَمَّ المَطايا وَأَحفَدا |
|
أَأَقنَعُ بِالحظِّ الخَسيسِ وَلَم أَكُن | |
|
| كَهاماً وَلا رَثَّ المَساعي مُزَنَّدا |
|
وَلا بَلتعانيّاً إِذا سيمَ خِطَّةً | |
|
| تَمَطّى وَناجى عِرسَهُ وَتَلدَّدا |
|
وَأَلقى المَنايا لَم تُسامَ بِأرجُلي | |
|
| نَجائِبُ لَم يَحمِلنَ إِلّا مُنجَّدا |
|
سَأُمضي عَلى الأَيّامِ عَزمَ اِبنِ حُرَّةٍ | |
|
| يَرى العودَ فيما تَكرَهُ النَفسُ أَحمَدا |
|
فَإِمّا حَياةً لا تُذَمُّ حَميدَةً | |
|
| يُحَدِّثُ عَنها مَن أَغارَ وَأَنجَدا |
|
أَنالُ المُنى فيها وَإِمّا مَنِيَّةً | |
|
| تُريحُ فُؤاداً أَحَّ مِن غُلَّةَ الصَدى |
|
وَأَهجُرُ داراً لَو يَحِلُّ اِبنُ قاهِثٍ | |
|
| بِها راحَ مَسحوتاً مِنَ المالِ مُجحِدا |
|
يُدَبِّرُها أَوباشُ قَومٍ تَنَكَّبُوا | |
|
| عَنِ الرُشدِ حَتّى خِلتُ ذا الغَيَّ أَرشَدا |
|
إِذا رَضِيَ الأَعداءُ مِنهُم مَهانَةً | |
|
| بِأَخذِ الجِزى عَدُّوهُ نَصراً مُؤَيَّدا |
|
أَقاموا الأَغاني بِالمَغاني وَضَيَّعُوا | |
|
| كِرامَ المَساعي وَالثَناءَ المُخَلَّدا |
|
فَلَو أُحسِنُ التَصفيقَ وَالرَقصَ فيهِمُ | |
|
| وَرَفعَ المَثاني وَالغِناءَ المُهَوَّدا |
|
لَعِشتُ عَزيزاً فيهمُ وَلما اِجتَرا | |
|
| يَمُدُّ إِليَّ الضَّيمَ باعاً وَلا يَدا |
|
وَلا راحَ شُربُ المُقرِفينَ ذَوي الخَنا | |
|
| بِها نَهَلاً عَبّاً وَشُربي مُصَرَّدا |
|
وَلَو أَنَّني كُنتُ اِتَّخَذتُ رَذِيَّةً | |
|
| أُوَيطِفَ رَغّاءً لَدى الشَدِّ أَكبَدا |
|
وَصاحَبتُ مِن أَدنى البَوادي مُكَشَّماً | |
|
| ضَعيفَ الأَيادي قاصِرَ الجاهِ مُسنَدا |
|
لَكانَت سَنِيّاتُ الجَوائِزِ تَرتَمي | |
|
| إِلى حَيثُ أَهوى بادِياتٍ وَعُوَّدا |
|
وَلَكِنَّني لَم أَرضَ ذاكَ صِيانَةً | |
|
| لِعِرضِيَ أَن أُعطي المُعادينَ مِقوَدا |
|
وَأَكبَرتُ نَفسي أَن أُجالِسَ قينَةً | |
|
| وَدُفّاً وَمِزماراً وَعُوداً وَأَعبُدا |
|
وَأَن أَجعَلَ الأَنذالَ حِزباً وَشيعَةً | |
|
| وَلَو جارَ فِيَّ الدَهرُ ما شاءَ وَاِعتَدى |
|
فَلَستُ بِبِدعٍ في الكِرامِ وَهَذِهِ | |
|
| سَبيلُ ذَوي الإَفضالِ وَالبَأسِ وَالنَدى |
|