أَتعَبتَ سَمعي بِطولِ اللَومِ فَاِقتَصِرِ | |
|
| ماذا أَهَمَّكَ مِن نَومي وَمِن سَهَرِي |
|
عَدِمتَ رُشدَكَ كَم نَومٍ عَلى ضَمَدٍ | |
|
| قُل لي أَمِن حَجَرٍ صُوِّرتَ أَم بَشَرِ |
|
يا جاثِماً لِسِهامِ الذُلِّ تَرشُقُهُ | |
|
| ما أَنتَ إِلّا قَتيلُ العَجزِ وَالخَورِ |
|
ثِب قائِماً وَاِركَبِ الأَخطارَ مُقتَحِماً | |
|
| فَإِنَّما يَركَبُ الأَخطارَ ذُو الخَطَرِ |
|
وَلا تَكُن مِثلَ ما قَد قالَ بَعضُهُمُ | |
|
| غَيمٌ حَمى الشَمسَ لَم يُمطِر وَلَم يسِرِ |
|
أَفي القَضِيَّةِ أَن أَبقى كَذا تَبَعاً | |
|
| وَالقَومُ قَومي وَأَربابُ العُلى نَفَري |
|
كَم ذا اِنتِظاريَ وَالأَنفاسُ في صَعَدٍ | |
|
| وَالظُلمُ في مَدَدٍ وَالعُمرُ في قِصَرِ |
|
عَلى حُسامي وَعَزمي لا عَدِمتُهُما | |
|
| وِردي وَلَكِن عَلى رَبِّ العُلى صَدَري |
|
وَكَيفَ أَرهَبُ مَوتاً أَو أَخافُ رَدىً | |
|
| وَحامِلُ المَيتِ مَحمولٌ عَلى الأَثَرِ |
|
وَلَستُ مِمَّن إِذا نابَتهُ نائِبَةٌ | |
|
| أَحالَ عَجزاً وَإِشفاقاً عَلى القَدَرِ |
|
يا ضَيعَةُ العُمرِ في قَومٍ تَخالُهُمُ | |
|
| ناساً وَلا غَيرَ أَثوابٍ عَلى صُوَرِ |
|
لَو أَنَّ ذا الحِلمِ قَيساً حَلَّ بَينَهُمُ | |
|
| لَوَدَّ مِنهُم ذَهابَ السَمعِ وَالبَصَرِ |
|
وَلَو يُعَمِّرُ نُوحٌ فيهمُ سَنَةً | |
|
| لَقالَ يا رَبِّ هَذا غايَةُ العُمُرِ |
|
فَآهِ مِنّي بِحَجّاجٍ يزُولُ بِهِ | |
|
| ما كانَ مِن عُجَرٍ عِندي وَمِن بُجَرِ |
|
أَدنِ النَجيبَةِ لِلتِرحالِ واِرخِ لَها | |
|
| زِمامَها وَاِخلط الرَوحاتِ بِالبُكَرِ |
|
وَخَطِّها الخَطَّ إِرقالاً وَأَولِ قِلىً | |
|
| أَوالَ لا نادِماً وَاِهجُر قُرى هَجَرِ |
|
أَماكِناً لَعِبَت أَهلُ الفَسادِ بِها | |
|
| فَدَمَّرُوها بِلا فِكرٍ وَلا نَظَرِ |
|
لَم يَبقَ في خَيرِها فَضلٌ وَلا سَعَةٌ | |
|
| عَنِ العَدُوِّ لذي نَفعٍ وَلا ضَرَرِ |
|
أَما وَلَولا اِبن عَبدِ اللَهِ لا كَذِبا | |
|
| لاِستُهلِكَت بَينَ نابِ الشَرِّ وَالظَفُرِ |
|
لَولا الهُمامُ اِبنُ عَبدِ اللَهِ لاِنقَلَبَت | |
|
| حَصّاءَ نابٍ بِلا هُلبٍ وَلا وَبَرِ |
|
لَكِنَّهُ لَم يَزَل يَجلو بِهِمَّتِهِ | |
|
| عَنها غَياهِبَ مِن ذُلٍّ وَمِن قَتَرِ |
|
كَم نارِ شَرٍّ عَلَت فيها فَأَخمَدَها | |
|
| مِن بِعدِ أَن عَمَّتِ الآفاقَ بِالشَرَرِ |
|
وَكَم أَخي ثَروَةٍ أَودى بِثَروَتِهِ | |
|
| تَحامُلٌ مِن صُروفِ الدَهرِ وَالغِيَرِ |
|
أَهدى إِلَيهِ الغِنى مِن غَيرِ مَسأَلَةٍ | |
|
| كَذا يَكونُ فِعالُ السادَةِ الغُرَرِ |
|
وَكَم مِن مَضيمٍ تَمَنّى مِن مَضامَتِهِ | |
|
| مَوتاً يُؤَدّي إِلى الفِردَوسِ أَو سَقَرِ |
|
أَغاثَهُ وَأَزالَ الضَيمَ عَنهُ فَما | |
|
| يَخشى سِوى اللَه في بَدوٍ وَلا حَضَرِ |
|
فَحَبَّبَ العَيشَ وَالدُنيا إِلَيهِ وَقَد | |
|
| تَحلو الحَياةُ لِفَقدِ الخَوفِ وَالضَرَرِ |
|
وَكَم غَشومٍ شَديدِ البَطشِ ذي جَنَفٍ | |
|
| بِالكِبرِ مُشتَمِلٍ بِالتِّيهِ مُؤتَزِرِ |
|
لا يَذكُرُ اللَهَ إِلّا عِندَ رابِيَةٍ | |
|
| يَرقى وَعِندَ اِرتِجاسِ الرَعدِ وَالمَطَرِ |
|
يَلقى الرِياحَ إِذا هَبَّت بِساحَتِهِ | |
|
| مُجَرَّدَ السَيفِ مِن جَهلٍ وَمِن أَشَرِ |
|
يَتلوهُ كُلُّ غَوِيٍّ حينَ تَندُبُهُ | |
|
| أَجرى مِنَ السَيلِ بَل أَشرى مِنَ النَفَرِ |
|
لا يَعرِفُ المَنعَ في شَيءٍ يُحاوِلُهُ | |
|
| وَلا يُراجِعُ في عُرفٍ وَلا نُكرِ |
|
قَد عَوَّدَتهُ ذوُو الأَمرِ النُزولَ عَلى | |
|
| ما شاءَ عادَةَ مَقهورٍ لِمُقتَهِرِ |
|
أَرادَ مِنهُ الَّذي قَد كانَ يَعهَدُهُ | |
|
| مِنهُم فَصادَفَ أَلوى طامِحَ البَصَرِ |
|
مُماحِكاً لِلعِدى عَقّادَ أَلوِيَةٍ | |
|
| أَقضي وأَمضي مِنَ الصَمصامَةِ الذَكَرِ |
|
فَعافَ مَن كانَ منَّتهُ مَطامِعُهُ | |
|
| وَاِنقادَ بَعدَ طُموحِ الرَأسِ وَالصَعَرِ |
|
لَو غَيرُهُ وُلِّيَ البَحرَينِ لاِنتُهِكَت | |
|
| وَخبِّرَ القَومُ عَنها أَسوَأَ الخَبَرِ |
|
فَقَد تَوَلَّت رِجالٌ أَمرَها وَسَعَت | |
|
| فيها فَلَم تُبقِ مِن شَيءٍ وَلَم تَذَرِ |
|
وَأَيُّ سائِسِ مُلكٍ وَاِبنُ سائِسَةٍ | |
|
| وَأَيُّ عُدَّةِ أَملاكٍ وَمُدَّخَرِ |
|
أَغَرُّ ينمِيهِ مِن شَيبانَ كُلُّ فَتىً | |
|
| حامي الذِمارِ جَوادٍ ماجِدٍ زَمِرِ |
|
سَمحٍ يَعُدُّ وَفُورَ المالِ مَنقَصَةً | |
|
| عِندَ الكِرامِ إِذا ما العِرضُ لَم يَفِرِ |
|
لَو لَم يَكُن لِبَني شَيبانَ مَنقَبَةٌ | |
|
| إِلّا أَبوهُ لَطالَت كُلَّ مُفتَخِرِ |
|
وَلَم يَمُت مَن صَفِيُّ الدِينِ وارِثهُ | |
|
| إِنَّ الغُصونَ لَقَد تُنمى عَلى الشَجَرِ |
|
جُودُ الأَكارِمِ إِخبارٌ وَجُودُهُما | |
|
| شَيءٌ تَراهُ وَلَيسَ الخُبرُ كَالخَبَرِ |
|
يَفديكَ يا ذا العلى وَالمَجدِ كُلُّ عَمٍ | |
|
| عَنِ المَكارِمِ بادي العِيِّ والحَصَرِ |
|
إِذا يُلِمُّ بِهِ خَطبٌ ذكَرتَ بِهِ | |
|
| تِلكَ النَعامَةَ لَم تَحمِل وَلَم تَطِرِ |
|
فإِنَّهُ وَالَّذي تَعنُو الوُجُوهُ لَهُ | |
|
| لَولاكَ لَم يَبقَ لِلعَلياءِ مِن وَزَرِ |
|
قالوا نُهَنِّيكَ بِالعيدِ الكَبيرِ فَقَد | |
|
| وافى وَتَركُ الهَنا مِن أَعظَم الكبَرِ |
|
وَهَل تهَنّا بِعيدٍ أَنتَ بَهجَتُهُ | |
|
| لَولاكَ لَم يَحلُ في سَمعٍ وَلا بَصَرِ |
|
بَقيتَ ظِلّاً عَلى كُلِّ الأَنامِ وَلا | |
|
| زِلتَ المَؤَيَّدَ بِالإِقبالِ وَالظَفَرِ |
|
وَلا خَلَت مِنكَ دُنيا أَنتَ زَهرَتُها | |
|
| حَتّى يُقارَن بَينَ الشَمسِ وَالقَمَرِ |
|