إِلَيكُنَّ عَنّي فَاِنصَرِفنَ عَلى مَهلِ | |
|
| فَلَستُ بِمُرتاعٍ لِهَجرٍ وَلا وَصلِ |
|
وَما ذاكَ مِن بُغضٍ لَكُنَّ وَلا قِلىً | |
|
| وَلَكِنَّ قَلبي عَن هَواكُنَّ في شُغلِ |
|
أَبَت لِي وِصالَ البِيضِ هِمّاتُ ماجِدٍ | |
|
| بَعيدِ الحَمايا غَيرِ نِكسٍ وَلا وَغلِ |
|
غَيُورٍ عَلى العَلياءِ أَن يَبتَني بِها | |
|
| رَزايا أُناسٌ ما تُمِرُّ وَلا تُحلي |
|
سَواسِيَةٍ لا في مَعَدٍّ مِن الذُرى | |
|
| وَلا في بَني قَحطانَ في الكاهِلِ العَبلِ |
|
مَضَت حِقبُ الدُنيا وَما في بُيُوتِهِم | |
|
| لِعِزِّ المَعالي مِن سَليلٍ وَلا بَعلِ |
|
أَضاعُوا حِماها فَاِستُبيحَ وَأَيقَظُوا | |
|
| عَلَيها البلا مِن كَلِّ حافٍ وَذي نَعلِ |
|
وَباعُوا بِرُخصٍ باعِثَ العدلِ فيهِمُ | |
|
| فَراحُوا وَكُلٌّ مِنهُمُ في يَدَي عَدلِ |
|
وَأَضحَوا كَفَقعٍ أَو أَداحِيِّ قَفرَةٍ | |
|
| تُقَلَّبُ بِالمِنساةِ وَاليَدِ وَالرِجلِ |
|
تَسُومُهُمُ سُوءَ العَذابِ بِغلظَةٍ | |
|
| عِداهُم وَيُسقونَ المَهانَةَ بِالرَطلِ |
|
فَذُو المَالِ مِنهُم لا يَزالُ لِأَجلِهِ | |
|
| يَروحُ أَخا وَيلٍ وَيَغدُو أَخا ثُكلِ |
|
وَذُو الفَقرِ في هَمَّينِ هَمّ مَعيشَةٍ | |
|
| وَهَمِّ عَدُوٍّ فَهوَ يَمشي بِلا عَقلِ |
|
فَأَروحُهُم مَن راحَ فيهم وَرَأسُهُ | |
|
| كَرَأسِ عَلاةِ القَينِ وَكَفِّهِ الطَبلِ |
|
فَذُو الحَزمِ مَن أَعطى بِباعٍ قَصيرَةٍ | |
|
| وَأَلقى مَقاليدَ الأُمورِ إِلى نَذلِ |
|
وَذُو العَزمِ مَن أَمسى وَأَصبَحَ عائِذاً | |
|
| بِجِلفٍ مِنَ الأَعرابِ أَو عاهِرٍ طِملِ |
|
وَإِمّا اِنتَدى بَعضَ البَوادي وَبَعضُهُم | |
|
| سَواءٌ بِضاحي البَرِّ أَو باحَةِ الرَحلِ |
|
فَأَقوَلُهُ قَد كانَ جَدّي وَوالِدي | |
|
| وَجَدُّ أَبي خُدّامَ رَهطِكَ مِن قَبلي |
|
فَإِن يَتَلقّى بِالقَبُولِ مَقالَهُ | |
|
| فَيا لَكَ مِن فَخرٍ وَيا لَكَ مِن فَضلِ |
|
وَإِن قالَ كلّا ما عَلِمتُ فَيا لَها | |
|
| خُوَيخِيَّةٌ تُدعى مُضَيَّقَةَ السُبلِ |
|
وَإِن جاءَ يَوماً نازِلاً لِهَوانِهِ | |
|
| تَلَقّاهُ مِنهُ بِالإِقامَةِ وَالنُزلِ |
|
كَأَنَّ عَلَيهِ إِذ يَحُلُّ نَقيعَةَ ال | |
|
| قُدُومِ وَلَيسُوا لِلسَماحَةِ بِالأَهلِ |
|
أَلا يا لَقَومي مِن رَبيعَةَ هَل أَرى | |
|
| لَكُم يَومَ بَأسٍ يَصدِمُ الجَهلَ بِالجَهلِ |
|
إِلى مَ تُقاسُونَ الهَوانَ أَذِلَّةً | |
|
| وَأَنتُم إِذا كُوثِرتُمُ عَدَدُ النَملِ |
|
يَسُوقُكُم كَرهاً إِلى ما يَسُوءُكُم | |
|
| عَبيدُكُمُ سَوقَ الأُحَيمِرَةِ الهُزلِ |
|
وَكَم تَتَرَدُّونَ الخُمولَ ضَراعَةً | |
|
| وَلُؤماً وَتَشرونَ الغَباوَةَ بِالنُبلِ |
|
يَوَدُّ الفَتى مِنكُم إِذا عَنَّ أَو بَدا | |
|
| لَهُ مِن بَني القِيناتِ أَسوَدُ كَالحَجلِ |
|
بِأَنَّ حَضيضَ الأَرضِ أَضحى بِقَعرِهِ | |
|
| لَهُ نَفَقٌ مِمّا اِعتَراهُ مِنَ الخبلِ |
|
فَذُو القَدرِ مِنكُم وَالجَلالَةِ يَحتوي | |
|
| صفاياهُ مِنهُم بالمَطاميرِ وَالحَبلِ |
|
وَسائِرُكُم بِالبُهم يَرعى مُحَلِّقاً | |
|
| بِأَثوابِهِ رُعباً مِنَ الجَدِّ وَالهَزلِ |
|
عَزيزُكُمُ يَرضى مِنَ الدُرِّ بِالحَصى | |
|
| وَيَقنَعُ لَو يُعطى مِنَ الدَرِّ بِالمَصلِ |
|
فَقُبحاً لَكُم ماذا تَعُدُّونَ في غَدٍ | |
|
| إِذا اِفتَخَرَ الأَقوامُ يا أَخلَفَ النَسلِ |
|
فَإِن كانَ خَوفُ القَتلِ وَالأَسرِ داءَكُم | |
|
| فَشَأنُكُم أَدهى مِنَ الأَسرِ وَالقَتلِ |
|
فَعَزماً فَموتُ العِزِّ عِندَ ذَوي النُهى | |
|
| حَياةٌ وَعَيشُ الذُلِّ مَوتٌ بِلا غُسلِ |
|
فَقَد يُنكِرُ الضَيمَ الكَريمُ بِسَيفِهِ | |
|
| إِنِ اِسطاعَ أَو بِالشَدقَمِيَّةِ وَالرَحلِ |
|
كَما فَعَلَ العَبسِيُّ قَيسٌ وَإِنَّما | |
|
| أَخُو الهِمَّةِ العَليا أَخُو الحَسَبِ الجَزلِ |
|
أَشاعَ لِعَبسٍ بِالسَلامِ وَأرقَلَت | |
|
| بِهِ العِيسُ مِن نَجدٍ إِلى كَنَفي وَبلِ |
|
وَحَلَّ عَلى الأَتلادِ غَيرَ مُجاوِرٍ | |
|
| وَلَكِنَّ عِضّاً لا يَنامُ عَلى تَبلِ |
|
وَلا خَيرَ عِندي في حَياةٍ كَأَنَّها | |
|
| حَياةُ دَعاميصِ الفَراشَةِ في الضَحلِ |
|
وَذي إِربَةٍ أَهدى لِيَ اللَومَ ناصِحاً | |
|
| وَذُو اللُبِّ أَحياناً يُريعُ إِلى العَذلِ |
|
يَقُولُ بِتَأنيبٍ أَأُنسيتَ ما جَرى | |
|
| عَلَيكَ مِنَ الأَغلالِ والسِجنِ وَالكَبلِ |
|
وَإِحرازِ ما أُوتيتَهُ وَاِكتَسَبتَهُ | |
|
| عَلى غَيرِ ذَنبٍ مِن فِراخٍ وَمِن نَخلِ |
|
وَتفريقَهُ في كُلِّ شاوٍ وَخارِبٍ | |
|
| وَذاتِ هَنٍ كَالماءِ في رَدعِ الوَحلِ |
|
وَسَلبِ الحِسانِ المُكرَماتِ تَهاوُناً | |
|
| بِهنَّ وَدَمعُ الأَعيُنِ النُجلِ كَالوَبلِ |
|
وَما كانَ مِن إِخراجِهِنَّ صَوارِخاً | |
|
| مِنَ الضَيمِ مِن بَعدِ القِصارَةِ وَالشّكلِ |
|
وَسُكنى البَوادي دارَهُنَّ وَإِنَّها | |
|
| لَدَارُ اِمرِئٍ لا بِالحصورِ وَلا الخَطلِ |
|
أَمِثلُكَ يَرضى دارَ ذُلٍّ إِذا مَأى | |
|
| بها نَأمُ الضَيّونِ طارَ أَبُو الشِبلِ |
|
أَما كانَ في أَرضِ العِراقِ مَراغِمٌ | |
|
| تَرُوقكَ عَن دارِ الزَلازلِ وَالأَزلِ |
|
فَقُلتُ لَهُ أَربِع عَلَيَّ وَفي الحَشا | |
|
| لَوافِحُ أَحقادٍ مَراجِلُها تَغلي |
|
وَجَدِّكَ لَم تَعذِل مَلُوماً وَلَم تَهج | |
|
| جَثُوماً وَلَم تُوقِظ نؤُوماً عَلى تَبلِ |
|
لِأَمرٍ تَخَطَّيتُ الخَطايا وَلَم أَزل | |
|
| بِمَطوِ المَطايا أُتبِعُ الجَهلَ بِالجَهلِ |
|
وَما أَعجَبَتني دارُ ذُلٍّ وَإِن غَدَت | |
|
| مَنازِلَ قَومي وَالأَكارِمِ مِن أَهلي |
|
وَلَكِنَّني حاوَلتُ ما إِن أَتَمَّهُ | |
|
| لِيَ اللَهُ لَم أَجفَل بِمَحلٍ وَلا مَغلِ |
|
وَقُلتُ عَسى يَوماً كَيَومٍ شَهِدتُهُ | |
|
| قَديماً لِكَيما يلحَقَ الشُومُ بِالثُكلِ |
|
أَكُونُ بِهِ قُطبَ الرَحى وَمُديرَها | |
|
| بِعَزمٍ عَلى أَهلِ الضَلالَةِ وَالجَهلِ |
|
فأَلفَيتُ قَوماً إِن طَلَبتَ اِنبِعاثَهُم | |
|
| لِيَومِ سِبابٍ فَاِدعُ بِالخَيلِ وَالرَجلِ |
|
وإِن رُمتَ فيهم دَفعَ ضَيمٍ وَنُصرَةٍ | |
|
| بِهِم رُمتَ أَو شالاً مِنَ اِصطُمَّةِ الرَملِ |
|
يُرَجّونَ عَبداً خائِباً قَعَدَت بِهِ | |
|
| عَلى الخِزيِ أُمّاتٌ وَقَفنَ عَلى الغُسلِ |
|
شَريساً أَعارَتهُ اللَيالي جَهالَةً | |
|
| جَلالاً وَمالاً وَهيَ مَعتُوهَةُ العَقلِ |
|
قِراعٌ وَلَكِنَّ الكَوَادنَ لَم تَكُن | |
|
| لِتَجري مَعَ الخَيلِ العرابِ عَلى الحَبلِ |
|
فَما وَلَدَتني حاضِنٌ حَنَفِيَّةٌ | |
|
| عبيدِيَّةٌ تَسمُو إِلى الحسَبِ الجَزلِ |
|
وَلا عُرِفَت في المَروَتَينِ أُبُوَّتي | |
|
| وَلا كُنتُ أهدى السابِقينَ إِلى الفَضلِ |
|
وَلا نَزَلَ الأَضيافُ يَوماً بِعقوَتي | |
|
| وَلا ثَبَتَت في ماقِطٍ حَرجٍ رِجلي |
|
لَئِن أَنا لَم أَغشَ اللِئامَ بِوَقعَةٍ | |
|
| يَشيبُ لَها مِن هَولِها مَفرِقُ الطِفلِ |
|
وَيَومٍ يَظَلُّ العَثرُ فيهِ نَبائِلاً | |
|
| مُغَربَلَةً فَوقَ الشَناوِيرِ وَالزَبلِ |
|
لِيَعلَمَ أَهلُ الغَدرِ أَنَّ عَداوَتي | |
|
| لَأَمقَرُ مِن صابٍ وَأَقطَعُ مِن نَصلِ |
|
وَإِنّي لَكالنَشرِ الَّذي تَستَلِذُّهُ | |
|
| وَأَهنى لَها لَو قدِّرَت مَرتَعَ الأزلِ |
|
وَهَل يَكشِفُ الغَمّاءَ عَن ذي ضَرورَةٍ | |
|
| وَيَجلو ظَلامَ الخَطبِ إِلّا فَتىً مِثلي |
|
كَذَلِكَ كانَت مُنذُ كانَت أُبُوَّتي | |
|
| ذَوو الهامَةِ الخَشناءِ وَالجانِبِ السَهلِ |
|
إِذا السَيِّدُ الجَبّارُ أَبدى تَعامياً | |
|
| وَصَعَّرَ خَدّاً وَاِستَباحَ حِمى المَطلِ |
|
أَضاءَت لَهُ أَسيافُنا فَهَدَينَهُ | |
|
| وَقَوَّمنَهُ فَاِستَبدَلَ الحِلمَ بِالجَهلِ |
|
فَسائِل مَعَداً هَل لَها مِن مُعَوِّلٍ | |
|
| سِوانا إِذا البَزلاءُ قامَت عَلى رِجلِ |
|
وَهَل قادَنا بِالجَهضَمِيَّةِ سَيِّدٌ | |
|
| وَإِن كانَ فينا واسِعَ البَأسِ وَالفَضلِ |
|
أَلَم نَترُكِ الضحيانَ يَكبُو وَبَعدَهُ | |
|
| كُلَيباً أَذَقنا عِرسَهُ مَضَضَ الثَكلِ |
|
وَأَردى أَخانا اليَشكُريَّ وَفَرخَهُ | |
|
| فَوارِسُ مِنّا غَيرُ ميلٍ وَلا عُزلِ |
|
سَواءٌ عَلَينا قَومُنا إِذ تُضِيمُنا | |
|
| وَأَعَداؤُنا وَالفَرعُ يُنمي إِلى الأَصلِ |
|