أَفي كُلِّ دارٍ لي عَدُوٌّ أُصاوِلُه | |
|
| وَخَصمٌ عَلى طُولِ اللَيالي أُزاوِلُه |
|
وَطاوٍ عَلى بَغضايَ تَصرُفُ نابُهُ | |
|
| عَلَيَّ وَبِالشَحناءِ تَغلي مَراجِلُه |
|
كَأَنَّ أَباهُ كانَ قاتِلَهُ أَبي | |
|
| وَها أَنا إِن أَوفى بيَ العُمرُ قاتِلُه |
|
دَعُوني وَأَرضَ اللَهِ فَهيَ عَريضَةٌ | |
|
| فإِن يَفلُلِ العَزمُ الَّذي أَنا حامِلُه |
|
سَتَشهَدُ لي بِالسَيرِ في كُلِّ مَهمَهٍ | |
|
| أَواخِرُ لَيلي إِن أَعِش وَأَوائِلُه |
|
سَئِمتُ مُداراةَ اللَيالي وَغَرَّني | |
|
| صَديقٌ أُصافيهِ وَخِلٌّ أُواصِلُه |
|
وَضِقتُ ذِراعاً باِبنِ عَمٍّ مُحَبَّبٍ | |
|
| إِلَيَّ وَإِن لَم تَسقِ أَرضي مَخاثِلُه |
|
فَكَم لَيلَةٍ عَلَّلتُ نَفسي بِذِكرِهِ | |
|
| وَسَكَّنتُ قَلبي فَاِطمَأَنَّت بَلابِلُه |
|
فَلَمّا اِلتَقَينا كانَ حَظّي جَفاؤُهُ | |
|
| وَكانَ لِغَيري بِرُّهُ وَنَوافِلُه |
|
وَلَم أَسَتشِر قَلبي عَلى بَتِّ حَبلِهِ | |
|
| مِنَ اليَأسِ إِلّا كادَ لُبّي يُزايِلُه |
|
حُنُوّاً عَلَيهِ وَاِنتِظاراً لَعَلَّهُ | |
|
| يُريعَ فَتُعصى في اِصطِناعي عَواذِلُه |
|
وَإِنّي مَعَ الغَبنِ الَّذي يَرمضُ الحَشا | |
|
| لأَحمي وَأَرمي دُونَهُ مَن يُناضِلُه |
|
وَأُظهِرُ للأَقوامِ أَنّي بِقُربِهِ | |
|
| مَليكٌ يُرَجّى رِفدُهُ وَفَواضِلُه |
|
وَإِن ذَكَروهُ في النَدى قُلتُ ماجِدٌ | |
|
| وَهوبٌ لِجُلِّ المالِ حُلوٌ شَمائِلُه |
|
وَعَنَّفَني في قَصدِهِ وَاِصطِفائِهِ | |
|
| رِجالٌ وَفي النَظمِ الَّذي أَنا قائِلُه |
|
وَقالوا أَلَيسَ الماءُ يَعرِفُ طَعمَهُ | |
|
| بِأَوَّلَ سِجلٍ مُرتَويهِ وَناهِلُه |
|
وَأَنتَ فَقَد جَرَّبتَ كُلَّ مُجَرَّبٍ | |
|
| وَطاوَلتَ ما لا كانَ خَلقٌ يُطاوِلُه |
|
وَقُلتَ فَأَحسَنتَ المَقالَ وَلَم تَدَع | |
|
| لِمُبتَدِعِ الأَشعارِ مَعنىً يُحاوِلُه |
|
وَقُمتَ مَقاماً لَو يُقامُ لِغَيرِهِ | |
|
| لَقالَ اِرتياحاً أَحسُن البِرِّ عاجِلُه |
|
فَدَع عَنكَ مَولىً لا يُفيدُكَ قُربُهُ | |
|
| وَذُمَّ اِبنَ عَمٍّ لا يَعُمُّكَ نائِلُه |
|
وَهَل يَنفَعُ النَجدِيّ غَيمٌ لِأَرضِهِ | |
|
| صَواعِقُهُ العُظمى وَلِلغَورِ وابِلُه |
|
فَقُلتُ رُوَيداً إِنَّهُ اِبنُ مُحمَّدٍ | |
|
| وَإِن ساءَني إِعراضُهُ وَتَغافُلُه |
|
وَإِنّي لَأَرجُو وَليَةً مِن غَمامِهِ | |
|
| بِها يَمرَعُ الوَادي وَيَخضَرُّ باقِلُه |
|
أَقولُ لِرَهطٍ مِن سُراةِ بَني أَبي | |
|
| وَدَمعُ المَآقي قَد تَداعَت حَوافِلُه |
|
إِلى مَ بَني الأَعمامِ نُغضي عَلى القَذى | |
|
| وَنُكثِرُ لَيّانَ العُلى وَنُماطِلُه |
|
هَلِ الشَرُّ إِلّا ما تَرونَ وَرُبَّما | |
|
| تَعَدّى فَأَنسى عاجِلَ الشَرِّ آجِلُه |
|
وَهَل يَحمِلُ العَزمَ الثَقيلَ أَخُو العُلى | |
|
| وَيَضعُف عَن حَملِ الظُلامَةِ كاهِلُه |
|
وَما بَعدَ سَلبِ المالِ وَالعِزِّ فَاِعلَمُوا | |
|
| مُقامٌ وَزادُ المَرءِ لا بُدَّ آكِلُه |
|
وَلا بَعدَ تَحكيمِ العِدى في نُفوسِنا | |
|
| وَأَموالِنا شَيءٌ مِنَ الخَيرِ نَأمُلُه |
|
أَطاعَت بِنا إِخوانُنا كُلَّ كاشِحٍ | |
|
| خَبيثِ الطَوايا يُشبِهُ الحَقَّ باطِلُه |
|
وَجازَ عَلَيهِم قَولُ مَن قالَ إِنَّنا | |
|
| عَدُوٌّ مَعَ الإِمكانِ تُخشى غَوائِلُه |
|
فَأَينَ عُقولُ القَومِ إِذ يَقبَلونَهُ | |
|
| فَما يَستوي مَنقوصُ عَقلٍ وَكامِلُه |
|
أَنَحنُ بَنَينا العِزَّ أَم كانَ غَيرُنا | |
|
| بَناهُ وَشَرُّ الناسِ مَن خابَ عامِلُه |
|
وَهَل كانَ عَبدُ اللَهِ والِدَ مَعشَرٍ | |
|
| سِوانا فَيُستَصفى وَتَمشي وَسائِلُه |
|
فَأُقسِمُ ما هَذا لِخَيرٍ وَإِنَّهُ | |
|
| لَأَوَّلُ ما الأَمرُ المُقَدَّرُ فاعِلُه |
|
وَمَن يَستَمِع في قَومِهِ قَولَ كاشِحٍ | |
|
| أُصيبَت كَما شاءَ المُعادي مَقاتِلُه |
|
وَما كُلُّ مَن يُبدي المَوَدَّةَ ناصِحٌ | |
|
| كَما لَيسَ كُلُّ البَرقِ يَصدُقُ خائِلُه |
|
وَقَد يُظهِرُ المَقهُورُ أَقصى مَوَدَّةٍ | |
|
| وَأَوهاقُهُ مَبثُوثَةٌ وَمَناجِلُه |
|
وَمَن لَم يُقابِل بِالجَلالَةِ قَومَهُ | |
|
| أَتاهُ مِنَ الأَعداءِ ما لا يُقابِلُه |
|
وَمَن لَم يُبِح زُرقَ الأَسِنَّةِ لَحمَهُ | |
|
| أُبيحَ حِماهُ وَاِستُرِقَّت حَلائِلُه |
|
وَمَن لَم يُدَبِّر أَمرَهُ ذُو بَصيرَةٍ | |
|
| شَفيقٌ بَكَتهُ عَن قَريبٍ ثَواكِلُه |
|
وَكَم مِن هُمامٍ ضَيَّعَ الحَزمَ فَاِلتَقَت | |
|
| عَلَيهِ عِداهُ بِالرَدى وَدخائِلُه |
|
وَما المَرءُ إِلّا عَقلُهُ وَلِسانُهُ | |
|
| إِذا قالَ لا أَبرادُهُ وَغَلائِلُه |
|
فَقُومُوا بِعَزمٍ وَاِجعَلُوني مُقَدَّماً | |
|
| فَأَيُّ حُسامٍ لَم تُرَصَّع حَمائِلُه |
|
وَسِيرُوا عَلى طَيرِ الفَلاحِ فَقَد أَرى | |
|
| رَسُولَ الجَلا وافى وَقامَت دَلائِلُه |
|
فَإِنّي كَفيلٌ بِالخَرابِ لِبَلدَةٍ | |
|
| يُراعى بِها مِن كُلِّ حَيٍّ أَراذِلُه |
|
وَمِن ضَعفِ رَأي المَرءِ إِكرامُ ناهِقٍ | |
|
| وَقَد ماتَ هزلاً في الأَواخِيِّ صاهِلُه |
|
وَمَن ضَيَّعَ السَيفَ اِتِّكالاً عَلى العَصى | |
|
| شَكى وَقعَ حَدِّ السَيفِ مِمّن يُنازِلُه |
|
وَلَيسَ يَزينُ الرُمحَ إِلّا سِنانُهُ | |
|
| كَما لا يَزينُ الكَفَّ إِلّا أَنامِلُه |
|
فَإِن تَرفُضوا نُصحي فَما أَنا فيكُمُ | |
|
| بِأَوَّلِ مَيمُونٍ عَصَتهُ قَبائِلُه |
|
سَأُمضي عَلى الأَيّامِ عَزمي وَإِن أَبَت | |
|
| لَأَظفَرَ مِنها بِالَّذي أَنا آمِلُه |
|
فَإِنَّ بِقُربي مِن رِجالي مُتَوَّجاً | |
|
| تُواصِلُ أَسبابَ العُلى مَن يُواصِلُه |
|
مَنيعُ الحِمى لا يُذعِرُ القَومُ سَرحَهُ | |
|
| وَلا يَمنَعُ الأَعداءُ شَيئاً يُحاوِلُه |
|
إِلَيكَ عِمادَ الدّينِ عِقدُ جَواهِرٍ | |
|
| تَناهى فَما يُؤتى بِعقدٍ يُشاكِلُه |
|
فَقَد كُنتُ قَد عِفتُ القَريضَ زَهادَةً | |
|
| بِمُستامِهِ إِذ يُرخِصُ الدُرَّ جاهِلُه |
|
وَأَكبَرتُ نَفسي عَن مَديحي مُذَمَّماً | |
|
| بِكُلِّ قَبيحٍ بَشَّرتنا قَوابِلُه |
|
وَلَولاكَ لَم أَنبِس بِبَيتٍ وَلَو طَمى | |
|
| مِنَ الشِعرِ بَحرٌ يَردفُ المَوجَ ساحِلُه |
|
وَلَكِنَّ لي فيكُم هَوىً وَقَرابَةً | |
|
| تُحَرِّكُني وَالرَحمُ يُحمَدُ واصِلُه |
|
وَإِنّي لَأَشنا المَدحَ في غَيرِ سَيِّدٍ | |
|
| أَبُوهُ أَبي لَو زاحَمَ النَجمَ كاهِلُه |
|
فَلا زِلتَ كَهلاً لِلعَشيرَةِ يُلتَجى | |
|
| إِلَيهِ إِذا ما الدَهرُ عَمَّت زَلازِلُه |
|