أَفي كُلِّ يَومٍ لِلخُطوبِ أصالي | |
|
| أَلا ما لِأَحداثِ الزَمانِ وَما لي |
|
يُفَجِّعنَني في كُلِّ يَومٍ يَمُرُّ بي | |
|
| بِأَنفَسٍ مالٍ أَو بِأَشرَفِ آلِ |
|
أَرى الشَرَّ قُدّاماً وَخلفاً وَأَتَّقي | |
|
| نِبالَ الأَذى عَن يَمنَةٍ وَشِمالِ |
|
إِذا قُلتُ جَلّى بَعضُ هَمّي أَتَت لَهُ | |
|
| نَوائِبُ أَمضى مِن حُدودِ نِصالِ |
|
كَأَنَّ الرَزايا وَالمَنايا تَحالَفا | |
|
| عَلى عَكسِ آمالي وَبَثِّ مَآلي |
|
لَحى اللَهُ هَذا الدَهرَ كَم يَستَفِزُّني | |
|
| لِخَوضِ بِحارٍ أَو لِشَقِّ جِبالِ |
|
يُكَلِّفُني جَريَ الجَوادِ وَقَد لَوى | |
|
| شِكالاً عَلى ساقَيَّ خَلفَ شِكالِ |
|
وَقَد مَصَّ مُخَّ العَظمِ حَتّى إِزارهُ | |
|
| وَبَدَّلَهُ مِن نِيِّهِ بِهُزالِ |
|
وَهَل يَقطَعُ الشّكلَ الجَوادُ عَلى الوَنى | |
|
| وَلَو جالَ في الآرِيِّ كُلَّ مَجالِ |
|
أَقولُ وَقَد فَكَّرتُ في أَمرِ خِلَّتي | |
|
| وَأَمري وَحالِ الأَرذَلينَ وَحالي |
|
أَلا لَيتَني قَد كُنتُ خِدناً مُخادِناً | |
|
| لِخَيطِ نَعامٍ في الفَلا وَرِئالِ |
|
وَلَم أَكُ عارَفتُ اللِئامَ وَلَم أَنُط | |
|
| حِبالَ خَسيسٍ مِنهُمُ بِحِبالي |
|
فَلَم أَرَ مِنهُم غَيرَ خِبٍّ يَمُدُّ لي | |
|
| لِسانَ مُحِبٍّ مِن طَوِيَّةِ قالِ |
|
لَهُ شِيمَةُ السَنَّورِ في لُطفِ خدعِهِ | |
|
| وَلَكِنَّهُ في اللَمسِ حَيَّةُ ضالِ |
|
إِذا جِئتُ فَدّاني وَأَبدى بَشاشَةً | |
|
| وَلاحَظَني مِنهُ بِعَينِ جَلالِ |
|
وَإِن غِبتُ أَدنى ساعَةٍ مِن لحاظِهِ | |
|
| تَمَحَّلَ في غَيبي بِكُلِّ مِحالِ |
|
إِلى اللَهِ أَشكُو مَنجَمي في مَعاشِرٍ | |
|
| هُمُ شَرُّ ماضٍ في الزَمانِ وَتالِ |
|
صَحِبتُهُمُ مُستَصفِياً فَوَجَدتُهُم | |
|
| أَليمَ عَذابٍ في أَشَدِّ نِكالِ |
|
إِذا قُلتُ حَلَّ الدَهرُ غِلَّ صُدُورِهِم | |
|
| أَبَت سُوءُ أَخلاقٍ وَقُبحُ خِصالِ |
|
ولا ذَنبَ لي إِلّا حِجىً وَبَراعَةٌ | |
|
| وَمَجدٌ وَبَيتٌ في رَبيَعَةَ عالِ |
|
وَمَيلي إِلى أَهلِ التَواضُعِ وَالعُلى | |
|
| بِوُدّي وَبُغضي الأَسفَلَ المُتَعالي |
|
وَمَعرِفَتي آباءَهُم وَجُدُودَهُم | |
|
| وَرَفضي لِقيلٍ في الأَنامِ وَقالِ |
|
لِعِلمي بِيَومٍ ما بِهِ ذُو نَدامَةٍ | |
|
| يُرَدُّ وَلا ذُو عَثرَةٍ بِمُقالِ |
|
وَلا السَيِّدُ الجَبّارُ فيهِ بِسَيِّدٍ | |
|
| مُطاعٍ وَلا عالي الرَعاعِ بِعالِ |
|
بِهِ الحُكمُ لِلّهِ الَّذي لا قَضاؤُهُ | |
|
| بِحَيفٍ وَلا سُلطانُهُ بِمُزالِ |
|
أُداريهمُ حَتّى كَأَنّي لَدَيهمُ | |
|
| أَسيرُ طِعانٍ أَو أَسيرُ سُؤالِ |
|
وَلَو شِئتُ قَد كُنتُ المُدارى لِأَنَّني | |
|
| أَصُولُ بِأَيدٍ في الأَنامٍ طِوالِ |
|
إِذا شِئتُ لَبّى دَعوَتي كُلُّ ماجِدٍ | |
|
| يُعَدُّ لِيَومَي نائِلٍ وَنِزالِ |
|
جِبالٌ إِذا طاشَت حُلومُ بَني الوَغى | |
|
| رَواسٍ وَلَكِن في شُخوصِ رِجالِ |
|
عَلى كُلِّ مَحبُوكِ القَرى شَنجِ النَسا | |
|
| تَجِيءُ رِعالاً مِن وَراءِ رِعالِ |
|
نِتاجُ اِبنِ حَلّابٍ وَقَيدٍ وَلاحِقٍ | |
|
| وَغُلِّ المَذاكي كامِلٍ وَعُقالِ |
|
بِها كم وَطِئنا مِن رِقابِ قَبيلَةٍ | |
|
| وَحَيٍّ عَلى مَرِّ الزَمانِ حِلالِ |
|
وَذُو الحُمقِ لَو نادى أَراهُ نِداؤُهُ | |
|
| بَناتِ اِبنِ آوى في شُخوصِ سَعالي |
|
تَجِيءُ بِآلاتٍ لَها مُستَعِدَّةً | |
|
| لِحَصدِ غِلالٍ لا لِضَربِ قِلالِ |
|
عَلى كُلِّ مَرقُومِ الذِراعَينِ يَنتَمي | |
|
| لِأَلأَمِ عَمٍّ في الكِدادِ وَخالِ |
|
تَشاحَجُ فيها آتُنٌ مُوجدِيَّةٌ | |
|
| يَنُسنَ بِآذانٍ لَهُنَّ طِوالِ |
|
لَنا كَدحُهُم في حَيثُ كانُوا وَكَدحُها | |
|
| حَلالٌ مِن الباري وَغَيرُ حَلالِ |
|
عَدِمتُ زَمانَ السُوءِ أَمّا بُزاتُهُ | |
|
| فَعُطلٌ وَأَمّا بُومُهُ فَحوالِ |
|
أَراهُ وَلُوعاً بِالكِرامِ يَلُسُّها | |
|
| كَلَسِّ الكَلا مِن يَمنَةٍ وَشِمالِ |
|
كَأَنَّ لَهُ ثَأراً عَلى كُلِّ ماجِدٍ | |
|
| جَمالٍ لِأَهلِ الأَرضِ وَاِبنِ جَمالِ |
|
فَقُل لِبَني الأَوباشِ مَهلاً فَإِنَّها | |
|
| لَيالٍ وَتَأتي بَعدَهُنَّ لَيالِ |
|
فَإِن رَقَدَت عَينُ الزَمانِ هُنَيئَةً | |
|
| فَكَم يقظَةٍ مِنهُ أَتَت بِزَوالِ |
|
فَلَولا أُفُولُ الشَمسِ لَم يَبنِ السُها | |
|
| وَلَولا الدُجى ما لاحَ ضَوءُ ذُبالِ |
|
فَلا تَطمَعِ الأَوباشُ فينا فَإِنَّنا | |
|
| رَحاها وَما الأَوباشُ غَيرُ ثُفالِ |
|
فَإِنَّ هُتَيماً لَو حَوَت مالَ هاشِمٍ | |
|
| هُتَيمٌ فَلا يَغرُركَ طَيفُ خَيالِ |
|
سَتَرجِعُ فيما عُوِّدت مِن حَميرِها | |
|
| وَمِن خَرقِ أَشنانٍ وَخَصفِ نِعالِ |
|
فَصَبراً قَليلاً سَوفَ تَجني غِراسَها | |
|
| ثَمارَ بَلايا أَينَعَت وَوَبالِ |
|
وَإِلّا فَلا عَزَّت مُلُوكُ بَني أَبي | |
|
| وَلا خَطَرَ الفِعلُ الجَميلُ بِبالي |
|
فَكُلٌّ لَهُ مِمّا قَضى اللَهُ عادَةٌ | |
|
| سَتُدرِكُهُ لَو نالَ كُلَّ مَنالِ |
|
فَسَوفَ تَرونَ الشَمسَ قَد غالَ نُورُها | |
|
| نُجُوماً مُسَمّاةً وَبَدرِ كَمالِ |
|
فَكَيفَ بِها مَخسُولَةً لَو تَساقَطَت | |
|
| لَما عَدَلَت في الفَقدِ عُودَ خِلالِ |
|
وَمَن عَوَّدَ اللَهُ الجَميلَ فَإِنَّهُ | |
|
| سَيَبقى بِجِدٍّ في العَشيرةِ عالِ |
|
عَلى ذاكَ مِنّي شاهِدٌ غَيرُ غائِبٍ | |
|
| يُبَيِّنُ لِلأَقوامِ صِدقَ مَقالي |
|
وَآلُ بَني جَروانَ لَمّا رَمَتهُمُ | |
|
| بِداءٍ عَلى غَيرِ الكِرامِ عُضالِ |
|
أَرادَت عِداهُم نَيلَ ما كانَ مِن عُلىً | |
|
| لَهُم يا لَقَومي مِن عَمىً وَضَلالِ |
|
وَأَطمَعَهُم قَتلُ الرَئيسِ وَما جَرى | |
|
| مِن اِخراجِ آلٍ وَاِستِباحَةِ مالِ |
|
فَما رَبِحُوا غَيرَ العَناءِ وَإِن غَدَت | |
|
| عُقُولُهُم تُدعى عُقُولَ سِخالِ |
|
وَهَل عَمَلٌ أَغنى عَن المالِ أَو شَفى | |
|
| حَرارَةَ ظَمآنٍ تَرَيّعُ آلِ |
|
فَلم يَمضِ إِلّا الحَولُ ثُمَّ رَأَيتُهُم | |
|
| عَلى رَغمِ شانِيهِم بِأَنعَمِ بالِ |
|
يَلُوذُ مُعادِيهم بِهم وَهو خاضِعٌ | |
|
| كَما تَخضَعُ الجُربُ العِجافُ لِطالِ |
|
فَلَو أَنَّهُم شاؤُوا لأَضحَت مَنازِلٌ | |
|
| تَمُرُّ بِها الأَيّامُ وَهيَ خَوالِ |
|
وَلَكِنَّ حُسنَ العَفوِ مِنهُم سَجِيَّةٌ | |
|
| إِذا ما عَفا وَالٍ وَعاقَبَ والِ |
|
وَمِن حَقِّ بَيتٍ مِنهُ يُعزى اِبنُ عَبدَلٍ | |
|
| دَوامُ عُلُوٍّ في أَتَمِّ كَمالِ |
|
وَمَن يَلقَ إِبراهيمَ يلقَ اِبنَ تارَحٍ | |
|
| أَخي العَزمِ في نسكٍ وَعَزمِ خِلالِ |
|
وَيَلقَ اِبنَ يَعقُوبَ المُكَرَّمَ يُوسُفاً | |
|
| نَبِيَّ الهُدى في عِفَّةٍ وَجَمالِ |
|
فَتىً حَلَّ مِن عَليا لُكَيزٍ وَعامِرٍ | |
|
| بِأَعلى مَحَلٍّ مِن ذُرىً وَقِلالِ |
|
فَيا بِأَبي أَخلاقُهُ الغُرُّ إِنَّها | |
|
| لَأَعذَبُ مِن صافي الثِّغابِ زلالِ |
|
أَخٌ وَاِبنُ عَمٍّ حينَ أَدعُو وَوالِدٌ | |
|
| شَقيقٌ وَخِلٌّ لا يَخُونُ وَكالي |
|
كَفى ساكِنَ البَحرَينَ كُلَّ عَظيمَةٍ | |
|
| وَناءَ بِأعباءٍ تكِدنَ ثِقالِ |
|
فَلولاهُ لا زالَ الرَفيعَ عِمادُهُ | |
|
| لَصال عَلَيها الدَهرُ كُلَّ مصالِ |
|
فَدامَ لَهُ طُولُ البَقاءِ مُعَظَّماً | |
|
| لِعَقرِ مَتالٍ أَو لِمَنعِ نَوالِ |
|
وَلا زالَ يَعلُو في السَعادَةِ جَدُّهُ | |
|
| وَيَنمى بَلا نَقصٍ بِماءِ هِلالِ |
|