أُمَيمُ لا تُنكِري حِلّي وَمُرتَحَلي | |
|
| إِنَّ الفَتى لَم يَزَل كَلّاً عَلى الإِبِلِ |
|
وَسائِلي وارِدَ الرُكبانِ عَن خَبَري | |
|
| يُنبيكِ أَنّيَ عَينُ الماجِدِ البَطَلِ |
|
لا أَشرَبُ الماءَ ما لَم يَصفُ مَورِدُهُ | |
|
| وَلا أَقولُ لِمُعوَجِّ الوِصالِ صِلِ |
|
تُكَلِّفِيني مُقاماً بَينَ أَظهُرِكُم | |
|
| وَلَيسَ يَبدُو فِرِندُ السَيفِ في الخِلَلِ |
|
ما دامَتِ البيضُ في الأَجفانِ مُغمَدَةً | |
|
| فَما يَبينُ لَها في الهامِ مِن عَمَلِ |
|
وَفي التَنَقُّلِ عِزٌّ لِلفَتى وَعُلاً | |
|
| لَم يَكمُلِ البَدرُ لَولا كَثرَةُ النَقلِ |
|
وَالمَندَلُ الرَطبُ في أَوطانِهِ حَطَبٌ | |
|
| وَقَد يُقوَّمُ في الأَسفارِ بِالجُملِ |
|
داوَيتُكُم جاهِداً لَو أَنَّ داءَكُمُ | |
|
| مِمّا يُداوى بِغَيرِ البيضِ وَالأَسَلِ |
|
وَكُلَّما زادَ نُصحي زادَ غَيُّكُمُ | |
|
| لا بارَكَ اللَهُ في وُدٍّ عَلى دَخَلِ |
|
أَسَأتمُ وَظَنَنتُم لا أَباً لَكُمُ | |
|
| أَن لا أُحِسَّ بِطَعمِ الصابِ في العَسَلِ |
|
إِن أَترُكِ العَودَ في أَمرِ اِغتِنائِكُمُ | |
|
| فَنَهلَةُ الطَرفِ مَجزاةٌ عَنِ العَلَلِ |
|
كَم قَد غَرَستُ مِنَ الإحسانِ عِندَكُمُ | |
|
| لَو يُثمِرُ الغَرسُ في صَفواءَ مِن جَبَلِ |
|
لا تَحسَبُوا أَنَّ بُعدَ الدارِ أَوحَشَني | |
|
| البُعدَ آنَسُ مِن قُربٍ عَلى دَغَلِ |
|
لَقَد تَبَدَّلتُ مِنكُم خَيرَ ما بَدَلٍ | |
|
| فَاِستَبدِلُوا الآنَ مِنّي شَرَّ ما بَدَلِ |
|
شَرُّ الأَخِلّاءِ مَن تَسري عَقارِبُهُ | |
|
| لا خَيرَ في آدِمٍ يُطوى عَلى نَغلِ |
|
لا تَنقِمُونَ عَلى مَن لا يَبيتُ لَكُم | |
|
| مِنهُ سَوامٌ وَلا عِرضٌ عَلى وَجَلِ |
|
يُزانُ ناديكُمُ يَومَ الخِصامِ بِهِ | |
|
| كَما تُزانُ بُيُوتُ الشِعرِ بِالمَثَلِ |
|
إِذا خَطِيبُكُم أَكدَت بَلاغَتُهُ | |
|
| أَجابَ عَنهُ فَلَم يُقصِر وَلَم يُطِلِ |
|
أَثرى زَماناً فَلَم يَذمُمهُ سائِلُهُ | |
|
| وَقَلَّ مالاً فَلَم يَضرَع وَلَم يَسَلِ |
|
يَكسُوكُمُ كُلَّ يَومٍ مِن مَحاسِنِهِ | |
|
| وَمَجدِهِ حُلَلاً أَبهى مِنَ الحُلَلِ |
|
وَلَم يَزَل هَمُّهُ تَشييدَ مَجدِكُمُ | |
|
| يَوَدُّ لَو أَنَّهُ أَوفى عَلى زُحَلِ |
|
يُهينُ في وُدِّكُم مَن لا يَوَدُّ لَهُ | |
|
| هُوناً وَيُكرِمُ فيهِ عِلَّةَ العِلَلِ |
|
إِن قُلتُمُ الخَيرَ يَوماً قالَ مُبتَجِحاً | |
|
| عَنكُم وَإِن قُلتُمُ العَوراءَ لَم يَقُلِ |
|
ما ضَرَّكُم لَو وَفَيتُم فَالكَريمُ إِذا | |
|
| حالَ اللَئيمُ وَفى طَبعاً وَلَم يَحلِ |
|
أَلَستُ أَوفاكُمُ عَهداً وَأَحلَمُكُم | |
|
| عَقداً وَأَقوَمُكُم بِالفَرضِ وَالنَفَلِ |
|
أَلَيسَ بَيتُكُم في العِزِّ مَركَزُهُ | |
|
| بَيتي فَما كانَ مِن فَخرٍ فَمِن قبلي |
|
أَلَستُ أَطوَلَكُم في كُلِّ مَكرُمَةٍ | |
|
| باعاً وَأَحملَكُم لِلحادِثِ الجَلَلِ |
|
كَم يَنفُقُ الغِشُّ فِيكُم وَالنِفاقُ وَكَم | |
|
| لا تَرغَبُونَ إِلى نُصحٍ ولا عَذَلِ |
|
إِن يُمسِ مَقتُكُمُ حَظّي فَحُقَّ لَكُم | |
|
| الوَردُ مِن قُربِهِ يُغمى عَلى الجُعَلِ |
|
وَإِن عَكَفتُم عَلى من لا خَلاقَ لَهُ | |
|
| دُوني فَقَد عَكَفَت قَومٌ عَلى هُبَلِ |
|
أَمَّلتُ دَفعَ مُلِمّاتِ الخُطوبِ بِكُم | |
|
| فَآهِ واشَقوتا مِن خَيبَةِ الأَمَلِ |
|
وَكُنتُ أَحسَبُكُم مِمَّن تَقرُّ بِهِ | |
|
| عَيني فَأَلفَيتُكم مِن سُخنَةِ المُقَلِ |
|
إِن يَخفَ ما بَينَكم فَضلي فَلا عَجَبٌ | |
|
| لا يَستَطيعُ شُعاعَ الشَمسِ ذُو السَبَلِ |
|
يا لَيتَ شِعريَ وَالأَنباءُ ما بَرِحَت | |
|
| تُسايِرُ الريحَ بِالأَسحارِ وَالأُصُلِ |
|
هَل جاءَ قَومي وَأَخداني الَّذينَ هُمُ | |
|
| إِن أُرمَ مِن قِبَلِ الرامينَ لا قِبلي |
|
بِأَنَّني لَم أَرِد وِرداً أُعابُ بِهِ | |
|
| وَلَم أَقِف ذاتَ يَومٍ مَوقِفَ الخَجَلِ |
|
كَسَوتُ قَومِيَ وَالبَحرَين ثَوبَ عُلاً | |
|
| يَبقى جَديداً بَقاءَ الحُوتِ وَالحَملِ |
|
لَقَد تَقَدَّمتُ سَبقاً مَن تَقَدَّمَني | |
|
| سِنّاً وَأَدرَكَ شَأوي فارِطَ الأوَلِ |
|
بِذاكَ قُدوَةُ أَهلِ العِلمِ قاطِبَةً | |
|
| أَبو البَقاءِ مُحِبُّ الدَينِ يَشهَدُ لي |
|
هُوَ الإِمامُ الَّذي كُلٌّ لَهُ تَبَعٌ | |
|
| مِن كُلِّ حافٍ عَلى الدُنيا وَمُنتَعِلِ |
|
فَما الخَليلُ لَهُ مِثلٌ يُقاسُ بِهِ | |
|
| وَهَل يُقايَسُ بَينَ البَحرِ والوَشَلِ |
|
وَبَعضِ غُلمانِهِ يَكفي فَكَيفَ بِهِ | |
|
| مُهَذَّباً لَم يَحِف جَوراً وَلَم يَمِلِ |
|
وَلَم يَقُل وَحدَهُ ما قالَ بَل شَهدَت | |
|
| بِهِ الأَفاضِلُ مِن بَغدادَ عَن كَمَلِ |
|
وَلَيسَ في الشِعرِ مِن فَضلٍ يَطُولُ بِهِ | |
|
| مِثلي وَلَو فاقَ أَعلى سَبعِها الطُوَلِ |
|
بَل فَضلُ مِثلِيَ أَن يَسمُو بِهِمَّتِهِ | |
|
| عَن مَدحِ فَدمٍ عَن العَلياءِ في شُغُلِ |
|