سَما لَكَ مِن أُمِّ العُبَيدِ خَيالُ | |
|
| وَدُونَ لِقاها أَجرُعٌ وَسَيالُ |
|
سَما وَمَطايانا كَأَنَّ اِقتِحامَها | |
|
| غَوارِبَ أَمواجِ الفُراتِ فِيالُ |
|
فَأَهدى سُروراً عازِباً كانَ قَد مَضى | |
|
| وَأَنسَتهُ أَيّامٌ مَرَرنَ طِوالُ |
|
وَعادَ فَلَم يَلبَث فَواقاً كَأَنَّما | |
|
| عَلَيهِ بِتَعجيلِ الرُجوعِ كفالُ |
|
فَشايَعتُهُ أَقضي الذِّمامَ لِأَنَّني | |
|
| لِذاكَ أَبٌ في الحالَتَينِ وَخالُ |
|
إِلى أَن بَلَغنا الجِسرَ وَالتُرعَةَ الَّتي | |
|
| بِأَكنافِها الحَيُّ الكِرامُ حِلالُ |
|
وَحانَت لِعَيني يَقظَةٌ بانَ عِندَها | |
|
| بِأَنَّ الَّذي قَد كُنتُ فيهِ مُحالُ |
|
فَواهاً لَها تَهوِيمَةً بَعَثَت جَوىً | |
|
| حُرِمتُ لَهُ اللّذّات وَهيَ حَلالُ |
|
أرَتني دِيارَ الحَيِّ قَومي وَدُونَها | |
|
| وِهادٌ وَأَطوادٌ عَلَت وَرِمالُ |
|
وَكُلَّ اِبنِ شَرٍّ قَرنُهُ مِن رِدائِهِ | |
|
| يَرى شَخصَهُ جِنُّ الفَلا فَيُهالُ |
|
رَعى اللَهُ هاتيكَ الدِيارَ وَإِن سَرَت | |
|
| إِلَينا أَفاعٍ أَنبَتَت وَصِلالُ |
|
أَقُولُ لِرَكبٍ مِن عُقَيلٍ لَقيتُهُم | |
|
| وَأَعناقُها لِلقَريَتينِ تُمالُ |
|
أَيا رَكبُ حُيِّيتُم وَجادَت بِلادَكُمُ | |
|
| غَمائِمُ أَدنى سَحِّهِنَّ سِجالُ |
|
إِذا جِئتُمُ أَرضَ الحَساءِ وَقابَلَت | |
|
| قِبابٌ بِضاحي بَرِّها وَتِلالُ |
|
فَأَرخُوا لَها فَضلَ الأَزمَّةِ ساعَةً | |
|
| وَإِن كانَ أَينٌ مَسَّها وَكَلالُ |
|
إِلى أَن تُوافوا الدَربَ وَالمَسجِدَ الَّذي | |
|
| بِهِ الحَيُّ حَيٌّ وَالشَمالُ شَمالُ |
|
فَثَمَّ تُلاقُونَ المُلوكَ بَني أَبي | |
|
| وَيَكثُرُ عَنّي حينَ ذاكَ سُؤالُ |
|
فَقُولُوا لَهُم إِنّا تَرَكنا أَخاكُمُ | |
|
| بِحَيث مَآلُ الراغِبينَ مَآلُ |
|
لَدى مَلِكٍ لا يَبلُغُ الوَصفُ مَدحَهُ | |
|
| وَإِن أَطنَبَ المُدّاحُ فيهِ وَقالُوا |
|
حَمُولٌ لِأَعباءِ الأُمورِ وَإِنَّها | |
|
| عَلى غَيرِهِ لَو رامَها لَثِقالُ |
|
لَهُ أَبَداً عِرضٌ مَصونٌ عَنِ الخَنا | |
|
| وَمالٌ لِمُمتاحِ النَوالِ مُذالُ |
|
هُوَ المَلكُ لا يَجري البَذا في نَدِيِّهِ | |
|
| وَإِن طالَ قِيلٌ في الخِصامِ وَقالُ |
|
تَوَلّى فَأَولى كُلَّ خَيرٍ فَأَصبَحَت | |
|
| بِهِ المُهَجُ العَطشى وَهُنَّ نِهالُ |
|
وَلاقى الرَعايا خافِضاً مِن جَناحِهِ | |
|
| وَفي بُردَتَيهِ هَيبَةٌ وَجَلالُ |
|
جَوادٌ لَو اِنَّ البَحرَ عارَضَ جُودَهُ | |
|
| لَما اِبتَلَّ لِلمُجتازِ فيهِ قِبالُ |
|
وَلَو أَنَّ لِلعَضبِ اليَمانِيِّ عَزمَهُ | |
|
| لَما كادَهُ أَنَّ الرُؤوسَ جِبالُ |
|
وَلَو أَنَّ لِلضِرغامِ قَلباً كَقَلبِهِ | |
|
| لَما هالَهُ أَنَّ التُرابَ رِجالُ |
|
هُوَ الشَمسُ نُوراً وَاِرتِفاعاً وَشارَةً | |
|
| كَما قَد تَسَمّى وَالمُلوكُ ذُبالُ |
|
بِهِ البَصرَةُ الفَيحاءُ أَقبَلَ سَعدُها | |
|
| وَقَد كانَ فيها لِلنُحوسِ مَجالُ |
|
تَوَخّى شَكاياها الَّتي بَرَحَت بِها | |
|
| فَأَبرَأَ مِنها الداءَ وَهوَ عُضالُ |
|
وَلَولاهُ لَم يَبرَح مُقيماً بِأَرضِها | |
|
| هوانٌ وَذُلٌّ شامِلٌ وَنَكالُ |
|
أَزالَ الأَذى عَنها اِحتِساباً وَرَغبَةً | |
|
| وَما كانَ مَرجُوّاً لِذاكَ زَوالُ |
|
وَأَقصى وُلاةَ الجَورِ عَنها حَميَّةً | |
|
| لِيَسكُنَ مَرعُوبٌ وَيَنعُمَ بالُ |
|
فَلا عُدِمَت أَيّامُهُ الغُرُّ إِنَّها | |
|
| لَتَعدِلُ طَعمَ الماءِ وَهوَ زُلالُ |
|
وَأُقسِمُ ما تَأتي اللَيالي بِمِثلِهِ | |
|
| وَأَنّى وَما كُلُّ الرِجالِ رِجالُ |
|
فَيا أَيُّها الساعي لِيُدرِكَ مَجدَهُ | |
|
| أَفِق إِنَّ هَذا السَعيَ مِنكَ ضَلالُ |
|
وَدَع عَنكَ ما لا تَستَطيعُ فَقَد تَرى | |
|
| مَساعيَ شَمسِ الدَينِ لَيسَ تُنالُ |
|
إِذا عُدَّ أَهلُ الفَضلِ يَوماً فَكُلُّهُم | |
|
| عَلى فَضلِهِ لَو يُنشَرونَ عيالُ |
|
لِكُلِّ اِمرِئٍ مِنهُم خِصالٌ حَمِيدَةٌ | |
|
| وَلَكِنّ شَمسَ الدّينِ فيهِ كَمالُ |
|
تَرى عِندَهُ ما عِندَهُم مِن فَضِيلَةٍ | |
|
| وَفيهِ خِلالٌ فَوقَها وَخِلالُ |
|
حَياءٌ وَإِقدامٌ وَحِلمٌ وَقُدرَةٌ | |
|
| وَحَزمٌ وَجُودٌ لَيسَ فيهِ مِطالُ |
|
وَعِلمٌ وَإِيمانٌ وَعَدلٌ وَرَأفَةٌ | |
|
| وَنُسكٌ وَرَهبانِيَّةٌ وَجَمالُ |
|
تَزاحَمَ أَهلُ العِلمِ وَالطالِبُو النَدى | |
|
| لَدَيهِ لِكُلٍّ في هَواهُ سُؤالُ |
|
فَلِلطّالِبي الفَتوى بَيانٌ مُعَلَّلٌ | |
|
| كَذاكَ لِطُلّابِ النَوالِ نَوالُ |
|
فِدىً لَكَ يا تاجَ المُلوكِ مَعاشِرٌ | |
|
| سِيادَتُهُم لِلمُسلِمينَ وَبالُ |
|
لَهُم عَن فِعالِ الخَيرِ أَيدٍ قَصيرَةٌ | |
|
| وَلَكِنَّها في المُخزِياتِ طِوالُ |
|
فَدُونكَ عِقداً صاغَهُ الفِكرُ مِن فَتىً | |
|
| يَرى أَنَّ مَدحاً في سِواكَ خَبالُ |
|
وَلَستُ بِمُهدٍ لِلرِجالِ مَدائِحي | |
|
| وَإِن قَلَّ مالٌ أَو تَغَيَّرَ حالُ |
|
وَلَكِنَّ نُعمى حَرَّكَتني وَصُحبَةٌ | |
|
| وَوُدٌّ وَهَذا لِلكِرامِ صِقالُ |
|
فَلا ظَفِرَت مِنكَ الأَعادي بِغِرَّةٍ | |
|
| وَلا زِلتَ تَغزُو أَرضَها فَتُدالُ |
|
وَجُزتَ المَدى يابا شُجاعٍ وَلا عَدَت | |
|
| فِناءَكَ مِن بَعدِ الرِجالِ رِحالُ |
|