حُطُّوا الرِحالَ فَقَد أَودى بِها الرَحلُ | |
|
| ما كُلِّفَت سَيرَها خَيلٌ وَلا إِبلُ |
|
بَلَغتُمُ الغايَةَ القُصوى فَحَسبُكُمُ | |
|
| هَذا الَّذي بِعُلاهُ يُضرَبُ المَثَلُ |
|
هَذا هُوَ المَلكُ بَدرُ الدِينِ خَيرُ فَتىً | |
|
| بِهِ تَعَلَّقَ لِلرّاجي الغِنى أَمَلُ |
|
هَذا الَّذي لَو يُباري فَيضَ راحَتِهِ | |
|
| فَيضُ البِحارِ لما أَضحى لَها بَلَلُ |
|
هَذا الَّذي لَو لِلَيثِ الغابِ نَجدَتُهُ | |
|
| ما حَلَّ إِلّا بِحَيثُ الشِيحُ وَالنَفَلُ |
|
هَذا الَّذي بِالنَدى وَالبَأسِ يَعرِفُهُ | |
|
| وَبِالتُقى كُلُّ مَن يَحفى وَيَنتَعِلُ |
|
هَذا الهُمامُ الَّذي أَقصى مَطالِبِهِ | |
|
| ما لا يُحدُّ وَأَدنى هَمِّهِ زُحَلُ |
|
الناسُ كُلُّهُمُ هَذا وَلا عَجَبٌ | |
|
| الخَلقُ أَفضَلُ مِنهُم كُلِّهِم رَجُلُ |
|
اللَهُ أَكبَرُ جاءَ الدَهرُ مُعتَذِراً | |
|
| إِلَيَّ يَسأَلُني العُتبى وَيَبتَهِلُ |
|
وَقَبلُ كَم سامَني خَسفاً وَألزَمَني | |
|
| ما لَيسَ لِي ناقَةٌ فيه وَلا جَمَلُ |
|
فَآهِ يا دَهرُ هَلّا كانَ عُذرُكَ ذا | |
|
| وَلَم يَغِب عَن عَياني الجشُّ وَالجَبَلُ |
|
الشُكرُ في ذا لِمولىً أَنتَ لا كَذِباً | |
|
| عَبدٌ لَهُ كُلُّ مَن يَهواهُ يَمتَثِلُ |
|
وَكُلُّ مَن فَوقَ ظَهرِ الأَرضِ مِن مَلِكٍ | |
|
| وَسَوقَةٍ فَلِسامي مَجدِهِ خَوَلُ |
|
أَبو الفَضائِلِ أَولى الناسِ كُلِّهِمُ | |
|
| بِما يُكَنّى بِهِ فَليُترَكِ الجَدَلُ |
|
الخَيلُ تَعرِفُ يَومَ الرَوعِ صَولَتَهُ | |
|
| بِحَيثُ في مُلتَقاها يَبطُلُ البَطَلُ |
|
كَم فارِسٍ تَحتَ ظِلِّ النَقعِ غادَرَهُ | |
|
| بِضَربَةٍ لَم يَشِن أُخدُودَها فَشَلُ |
|
تَخالُهُ أَحوالاً مِمّا بِهامَتِهِ | |
|
| وَقَبلُ لا حَولٌ فيهِ وَلا قَبَلُ |
|
يَقُولُ حينَ يَشُقُّ السَيفُ هامَتَهُ | |
|
| لِزَوجَتي وَلأُمّي الوَيلُ وَالهَبَلُ |
|
وَيَستَديرُ وَيَهذي في اِستِدارَتِهِ | |
|
| حَتّى يُخالُ بِهِ مِن قَبلِها تُؤَلُ |
|
وَالنَسرُ في الجَوِّ ما يَألُو يَقُولُ لَهُ | |
|
| لِكُلِّ نَفسٍ وَإِن طالَ المَدى أَجَلُ |
|
وَكَم لَهُ ضربَةٍ يَقضي المُصابُ بِها | |
|
| وَالنَصلُ يَعمَلُ فيهِ قَبلَ يَنفَصِلُ |
|
مَحضُ الضَريبَةِ مَيمُونُ النَقِيبَةِ طَع | |
|
| عان الكَتيبَةِ لا غَمرٌ وَلا وَكِلُ |
|
كَهلُ الشَبيبَةِ نَهّابُ الحَريبَةِ وَه | |
|
| هاب الرَغيبَةِ هَشٌّ بِالنَدى عَجِلُ |
|
ماضي العَزيمَةِ عَيّافُ الغَنيمَةِ تَر | |
|
| راكَ الجَريمَةِ نِكلٌ لِلعِدى نَكِلُ |
|
أَرسى قَواعِدَ مُلكٍ لَو يُدَبِّرُهُ | |
|
| كِسرى وَإِسكَندَرٌ أَعيَتهُمُ الحِيَلُ |
|
مِن بَعدِ أَن قِيلَ ضاعَ المُلكُ وَاِنفَصَمَت | |
|
| مِنهُ العُرى وَاِستوى الرِئبالُ وَالوَرلُ |
|
وَقالَ قَومٌ تَوَلّى المُلكَ مُنصَرِفاً | |
|
| عَن أَهلِهِ وَكَذا الدُولاتُ تَنتَقِلُ |
|
تَبّاً لِحَدسٍ سَما كُلَّ التَبابِ وَلا | |
|
| زالَت عُقولُهُمُ يَعتادُها الخَبَلُ |
|
أَما دَرَوا أَنَّ بَدرَ الدِّينِ لَو رُدِيَت | |
|
| بِهِ الشَواهِقُ لَم يَعقِل بِها وَعَلُ |
|
وَكَيفَ يُخشى عَلى مَلكٍ وَقَد ضُرِبَت | |
|
| لِمَجدِهِ في ذُراهُ الخيمُ وَالكِلَلُ |
|
مَلكٌ تَحَمَّلَ ما لا يَستَطيعُ لَهُ | |
|
| حَملاً ثَبيرٌ وَثَهلانٌ فَيَحتَملُ |
|
جَوادُهُ بارِقٌ وَالعَزمُ صاعِقَةٌ | |
|
| وَسَيفُهُ قَدرٌ في لَحظِهِ أَجَلُ |
|
غَدا بِهِ المُلكُ بِالجَوزاءِ مَنتَطِقاً | |
|
| وَراحَ وَهوَ بِظَهرِ الحُوتِ مُنتَعِلُ |
|
إِذا شُمُوسُ مَواضيهِ طَلَعنَ فَما | |
|
| لَهُنَّ إِلّا بِهاماتِ العِدى أَفَلُ |
|
وَإِن نُجومُ عَوالِيهِ لَمَعنَ فَما | |
|
| يَغِبنَ إِلّا بِحَيثُ الغِشُّ وَالدَغَلُ |
|
مِقدامُ مَعرَكَةٍ كَشّافُ تَهلُكَةٍ | |
|
| طَلّابُ مَملَكَةٍ تَسمُو بِها الدُوَلُ |
|
وَيَوم نَحسٍ يُواري الشَمسَ عِثيَرُهُ | |
|
| حَتّى يُخالُ الضُحى قَد غالَهُ الأُصُلُ |
|
كَأَنَّما البِيضُ راحَت وَهيَ مُصلَتَةٌ | |
|
| فِيهِ بَوارِقُ غَيثٍ رَعدُهُ زَجَلُ |
|
وَالسُمرُ قَد جَعَلَت تَحكي أَسِنَّتَها | |
|
| كَواكِبَ القَذفِ وَالفُرسانُ تَنتَصِلُ |
|
وَالنَبلُ في الجَوِّ تَحكي لِلمُشَبِّهِهِ ال | |
|
| كبرِيتَ في رُوسِهِ النِيرانُ تَشتَعِلُ |
|
سَما لَهُ مِشيَةَ الرِئبالِ لا خَوَرٌ | |
|
| يَشِينُهُ في تَهادِيهِ وَلا كَسَلُ |
|
بِصارِمٍ لَو عَلا ضَرباً بِهِ حَضناً | |
|
| لَقِيلَ كانَ قَديماً ها هُنا جَبَلُ |
|
إِذا بَدا ضاحِكاً في يَومِ مَعرَكَةٍ | |
|
| بِكَفِّهِ بَكَتِ الأَعناقُ وَالقُلَلُ |
|
فَصَكَّ هامَ العِدى صَكّاً بِهِ مُقَلٌ | |
|
| قَرَّت لِأَن سَخِنَت مِن وَقعِهِ مُقَلُ |
|
طَودٌ إِذا لَم يَكُن في الحِلمِ مَفسَدَةٌ | |
|
| وَإِن يُهَج فَالسَبنتى ظَلَّ يَأتَكِلُ |
|
بَحرٌ يُواري الرُبى وَالقُورَ مُزبدُهُ | |
|
| وَإِنَّما البَحرُ تَشبيهاً بِهِ وَشَلُ |
|
إِن عُدَّ جُودٌ فَمَن كَعبٌ وَمَن هَرِمٌ | |
|
| أَو عُدَّ مَجدٌ فَمَن حصنٌ وَمَن حَمَلُ |
|
يا عاذِلاً لامَهُ في البَذلِ دَعهُ وَسِر | |
|
| مَن يَعشَقِ الجُودَ لَم يَعلَق بِهِ العَذَلُ |
|
وَلا تُفَنِّد كَريماً عَن سَجِيَّتِهِ | |
|
| حُسنُ السَجِيّاتِ مِن رَبِّ العُلى نِحَلُ |
|
طابَت بِهِ المَوصِلُ الحَدباءُ وَاِتَّسَعَت | |
|
| لِساكِنِيها بِها الأَرزاقُ وَالسُبُلُ |
|
وَأَصبَحَت جَنَّةً لا يَبتَغي حِوَلا | |
|
| قُطّانُها لَو إِلى دارِ البَقا نُقِلُوا |
|
وَحَسبُهُ مَفخَراً أَنَّ الإِمامَ بِهِ | |
|
| بَرٌّ وَأَنَّ لَدَيهِ شَأنَهُ جَلَلُ |
|
إِمامُنا الناصِرُ الهادي فَما اِختَلَفَت | |
|
| فِيهِ العِبادُ وَما جاءَت بِهِ الرُسُلُ |
|
خَليفَةٌ قَسَماً لَولا مَحَبَّتُهُ | |
|
| لَما تُقُبِّلَ مِن ذي طاعَةٍ عَمَلُ |
|
هُوَ الَّذي اِفتَرَضَ الرَحمَنُ طاعَتُهُ | |
|
| وَمن سِواهُ فَلا فَرضٌ وَلا نَفَلُ |
|
فَعاشَ ما شاءَ لا ما شاءَ حاسِدُهُ | |
|
| في دَولَةٍ نَجمُها بِالسَعدِ مُتَّصِلُ |
|
يا أَيُّها المَلِكُ المُغني بِنائِلِهِ | |
|
| إِذا المُلوكُ بِأَدنى نائِلٍ بَخِلُوا |
|
إِلَيكَ مِن بَلَدِ البَحرَينِ أَنهَضَني | |
|
| هَمٌّ لَهُ أَنفُسُ الأَشرافِ تُبتَذَلُ |
|
كَم جُبتُ دُونكَ مِن مَجهُولَةٍ قَذَفٍ | |
|
| تِيهٍ قَليلٌ بِها حلٌّ وَمُرتَحَلُ |
|
وَمُزبِدٍ لا يَلَذُّ النَومُ راكِبَهُ | |
|
| لَهُ إِذا اِضطَرَبَت أَمواجُهُ زَجَلُ |
|
وَحُسنُ ظَنّي وَما يُثنى عَلَيكَ بِهِ | |
|
| أَجاءَني وَالزَمانُ المُفسِدُ الخَبِلُ |
|
شَهرٌ وَشَهرٌ وَشَهرٌ بَعدَ أَربَعَةٍ | |
|
| لِلمَوجِ وَاليَعمُلاتِ القُودِ بِي عَمَلُ |
|
أَقَلُّها راحَةٌ في غَيرِ مَنفَعَةٍ | |
|
| وَراحَةٌ لا يُرَجّي نَفعها شُغلُ |
|
وَكَم تَخطَّأتُ في قَصدِيكَ مِن مَلِكٍ | |
|
| لِي عِندَه لَو أَرَدتُ النَهلُ وَالعَلَلُ |
|
أَفنَيتُ زادي وَمَركوبي وَشيَّبَني | |
|
| عَلى عُتُوِّ جَناني الخَوفُ وَالوَجَلُ |
|
وَقَد بَلَغتُ الجَنابَ الرَحبَ بَعدَ وَجَىً | |
|
| وَلَيسَ إِلّا عَلى عَلياكَ مُتَّكَلٌ |
|
بَقيتَ في عِزَّةٍ قَعساءَ نائِيَةٍ | |
|
| عَن الحَوادِثِ مَقرُوناً بِها الجَذَلُ |
|
وَعاشَ حاسِدُكَ الأَشقى أَخا مَضضِ | |
|
| وَماتَ في الجِلدِ مِنهُ ذَلِكَ النَغَلُ |
|