أَماراتُ سِرِّ الحُبِّ ما لا يُكَتَّمُ | |
|
| وَأَبيَنُ شَيءٍ ما يُجِنُّ المُتَيَّمُ |
|
ظَنَنتُ نُحُولي وَاِصفِراري مِنَ الهَوى | |
|
| وَذَلِكَ مِمّا يَقتَضيهِ التَوَهُّمُ |
|
لَعَمرُكَ ما بي مِن هَوىً غَيرَ أَنَّني | |
|
| بِغُرِّ المَعالي يا اِبنَةَ القَومِ مُغرَمُ |
|
وَقَد عَرَضَت مِن دُونِ ذاكَ فَأَحرَضَت | |
|
| أُمُورٌ لَها يُستَهلَكُ اللَحمُ وَالدَمُ |
|
إِذا خُطَّةً أَنكَرتُ مِن ذِي عَداوَةٍ | |
|
| أَتاني مِنَ الأَحبابِ أَدهى وَأَعظَمُ |
|
عَلى أَنَّني النَدبُ الَّذي يُكتَفى بِهِ | |
|
| إِذا غالَها خَطبٌ مِنَ الدَهرِ مُبهَمُ |
|
وَعِندي لِشانِيها سُيُوفٌ ثَلاثَةٌ | |
|
| لِسانٌ وَرَأيٌ لا يُفَلُّ وَمِخذَمُ |
|
وَلَستُ بِهَجّامٍ عَلى ما يَسُوءُها | |
|
| وَلا ناطِقٍ بِالعَيبِ مِنّي لَها فَمُ |
|
وَلا قابِضٍ فَضلَ الغِنى عَن فَقيرِها | |
|
| وَلا باسِطٍ كَفّاً لَها حينَ أُعدِمُ |
|
وَإِنّي لَأَقصاها إِذا ثابَ مغنَمٌ | |
|
| وَإِنّي لأَدناها إِذا نابَ مَغرَمُ |
|
وَلِي في الغِنى سَهمٌ إِذا ما أَفَدتُهُ | |
|
| وَلِلدَفعِ عَن أَحسابِها مِنهُ أَسهُمُ |
|
وَيَمنَعُني كَيدَ العَدُوِّ اِحتِقارُهُ | |
|
| وَكَيد المُداجي عِفَّتي وَالتَكَرُّمُ |
|
وَأَصفَحُ عَن جُهّالِ قَومي حَمِيَّةً | |
|
| وَإِن أَسرَجُوا في هَدمِ عِزّي وَأَلجَموا |
|
وَإِن قَطَعُوا أَرحامَ بَيني وَبَينهُم | |
|
| وَصَلتُ وَذُو العَليا أَبَرُّ وَأَرحَمُ |
|
وَأُغضي عَلى عَوراءِ قَومي وَإِنَّني | |
|
| لَأَبصَرُ مِنهُم لَو أَشاءُ وَأَعلَمُ |
|
وَأَحفَظُ وُدَّ الأَصدِقاءِ وَإِن هُمُ | |
|
| إِلَيَّ بِلا جُرمٍ أَساؤُوا وَأَجرَمُوا |
|
وَقائِلَةٍ لي وَالرِكابُ مُناخَةٌ | |
|
| بِكِيرانِها تَرغُو مِراراً وَتَزغمُ |
|
وَقَد أَيقَنَت مِنّي الرَحيلَ فَدَمعُها | |
|
| تَوامٌ كَما اِنفَضَّ الجُمانُ المُنَظَّمُ |
|
دَعِ الحلَّ وَالتِرحالَ وَالشَدَّ وَاِصطَبِر | |
|
| فَصَبرُ الفَتى لَو شَقَّ أَحرى وَأَحزَمُ |
|
وَلا تَجزَعَن إِنَّ اللَيالي بِأَهلِها | |
|
| تَقَلَّبُ وَالأَيّامُ بُؤسى وَأنعُمُ |
|
وَقَد يُصطَفى العِيرُ اللَئيمُ لِحَظِّهِ | |
|
| مِراراً وَيُخفى الأَعوَجِيُّ المَطَهَّمُ |
|
وَعاقِبَةُ الصَبرِ المُمِضِّ حَلاوَةٌ | |
|
| وَإِن كانَ أَحياناً يُمِضُّ وَيُؤلِمُ |
|
فَقُلتُ لَها وَالنَفسُ في غُلَوَائِها | |
|
| تَجيشُ وَأَفكاري تَغُورُ وَتُتهِمُ |
|
ذَريني فَإِنَّ الحُرَّ لا يَأَلَفُ الأَذى | |
|
| وَقَد أَكثَرَ النَسلَ الجَديلُ وَشَدقَمُ |
|
وَمَن يَكُ مِثلي ضَيمُهُ مِن رِجالِهِ | |
|
| فَتِرحالُهُ لَو مَسَّهُ الضُرُّ أَحزَمُ |
|
لَعَمري لَقَد طالَ اِنتِظاري وَلا أَرى | |
|
| سِوى نارِ شَرٍّ كُلَّ يَومٍ تَضَرَّمُ |
|
تَقُولينَ عُقبى الصَبرِ حُلوٌ مَذاقُهُ | |
|
| وَما هِيَ إِلّا مُرَّةُ الطَعمِ عَلقَمُ |
|
أَأَصبِرُ إِمّا شاكِياً مُتَعَتِّباً | |
|
| إِلى شامِتٍ أَو باكِياً أَتَظَلَّمُ |
|
سَأُرحِلُها إِمّا لِداعي مَنِيَّةٍ | |
|
| وَإِمّا لِعِزٍّ حَوضُهُ لا يُهَدَّمُ |
|
فَفي شاطِئِ الزَوراءِ مِن آلِ هاشِمٍ | |
|
| إِمامُ هُدىً يُؤوَى إِلَيهِ فَيَعصِمُ |
|
تَطُوفُ المُلوكُ الصِيدُ حَولَ فِنائِهِ | |
|
| كَما طافَ بِالرُكنِ اليَمانِيِّ مُحرِمُ |
|
تُرَجِّي بِهِ دِيناً وَدُنيا لِأَنَّهُ | |
|
| إِلى اللَهِ في الدُنيا وَفي الدينِ سُلَّمُ |
|
وَهَل مِثلُهُ يَومَ المَعادِ وَسيلَةٌ | |
|
| إِلى اللَهِ إِلّا رَهطُهُ المُتَقَدِّمُ |
|
أُبُوَّتُهُ إِمّا نَبِيٌّ مُعَظَّمٌ | |
|
| إِلى اللَهِ يَدعُو أَو إِمامٌ مُكَرَّمُ |
|
هُمُ القَومُ إِن مالُوا أَمالُوا وَإِن دُعُوا | |
|
| أَنالُوا وَإِن خَفَّت بَنُو الحَربِ أَقدَمُوا |
|
وَإِن وَعَدُوا أَوفُوا وَإِن قَدَرُوا عَفَوا | |
|
| وَإِن سُئِلُوا النَعماءَ جادُوا وَأَنعَمُوا |
|
وَإِن عاهَدُوا عَهداً أَصَرُوا وَحافَظُوا | |
|
| وَإِن عَقَدُوا عَقداً أَمَرّوا وَأَحكَمُوا |
|
وَإِن حارَبُوا قَوماً أَقامُوا وَأَقعَدُوا | |
|
| وَإِن خُوطِبُوا يَوماً أَحَرّوا وَأَفحَمُوا |
|
هُمُ نَزَلُوا أَحياءَ مَكَّةَ فَاِبتَنَوا | |
|
| بِبَطحائِها في حَيثُ شاؤُوا وَخَيَّمُوا |
|
وَأَضحوا وَبَيتُ اللَهِ فيهِم وَسَلَّمَت | |
|
| خُزاعَةُ كُلَّ الأَمرِ فيهِم وَجُرهُمُ |
|
وَلَم يَبقَ حَيٌّ في تِهامَةَ تُتَّقى | |
|
| عَداوَتُهُ إِلّا أَذَلُّوا وَأَرغَمُوا |
|
وَحَسبُكُمُ بِالناصِرِ المُهتَدى بِهِ | |
|
| فَخاراً إِذا ما الناسُ لِلحَجِّ وَسَّمُوا |
|
بِهِ يَرفَعُ الصَوتَ المُلَبّي وَبِاِسمِهِ | |
|
| عَلى اللَهِ في دَفعِ المُلِمّاتِ يُقسِمُ |
|
تُقِرُّ مِنىً وَالمَأزِمانِ بِفَضلِهِ | |
|
| وَيَشهَدُ جَمعٌ وَالمُصَلّى وَزَمزَمُ |
|
وَكَعبَةُ بَيتِ اللَهِ تَعلَمُ أَنَّها | |
|
| لَهُ وَكَذا البَيتُ المُقَدَّسُ يَعلَمُ |
|
وَكُلُّ بِقاعِ الأَرضِ قَد جُعِلَت لَهُ | |
|
| حَلالاً فَيُعطي مَن يَشاءُ وَيَحرِمُ |
|
وَلا دينَ إِلّا ما اِرتَضاهُ وَقالَهُ | |
|
| وَحَسبُ اِمرِئٍ يَأباهُ دِيناً جَهَنَّمُ |
|
أَضاءَت بِهِ الدُنيا سُروراً وَبَهجَةً | |
|
| فَأَيّامُها تِيهاً بِهِ تَتَبَسَّمُ |
|
وَأَلقَت إِلَيهِ بِالمَقاليدِ بُلغَرٌ | |
|
| وَعُربٌ وَأَكرادٌ وَتُركٌ وَدَيلَمُ |
|
وَما الناسُ وَالأَملاكُ إِلّا عَبيدُهُ | |
|
| صَريحُهُمُ إِن يُنسَبُوا وَالمُخَضرَمُ |
|
وَأَضحى بِهِ الإِسلامُ غَضّاً وَأَصبَحَت | |
|
| عُيونُ الأَذى عَن سِربِهِ وَهيَ نُوَّمُ |
|
وَمُذ خَفِقَت راياتُهُ وَبُنُودُهُ | |
|
| فَوَجهُ بِلادِ الشِّركِ بِالضَيمِ يُلطَمُ |
|
لَها كُلَّ يَومٍ مِنهُ شَعواءُ لا تَني | |
|
| تَؤُزُّ نَواحيها وَجَيشٌ عَرَمرَمُ |
|
وَمُذ سَلَكَت فرسانُهُ مِن دِيارِها | |
|
| مَحارِمَها لَم يَبقَ لِلشِركِ مَحرَمُ |
|
أَعَزَّ بِهِ اللَهُ الرَعِيَّةَ فَاِغتَدَت | |
|
| وَلا ظالِمٌ فيها وَلا مُتَظَلِّمُ |
|
وَخَلّي الأَذى مَن كانَ لَولا اِنتِقامُهُ | |
|
| يُشَمِّرُ عَن ساقٍ لَهُ وَيُصَمِّمُ |
|
وَمَن أَلزَمَ الأُسدَ القِصاصَ فَهَل تَرى | |
|
| أُوَيساً عَلى شاءٍ بِوادِيهِ يُقدِمُ |
|
جَنَت ما جَنَتهُ وَهي تَحسِبُ أَنَّها | |
|
| مِنَ العُجبِ إِذ كانَت سِماكٌ وَمِرزَمُ |
|
فَلَمّا رَماها بِالعُقوبَةِ لَم تَرُح | |
|
| مِنَ الغابِ إِلّا وَهيَ لَحمٌ مُوَضَّمُ |
|
فَأَصبَحَ يَرعى آمِناً في جَنابِهِ | |
|
| عَتُودٌ وَسِرحانٌ وَعِيرٌ وَضَيغَمُ |
|
إِلَيكَ سَمِيَّ المُصطَفى وَاِبنَ عَمِّهِ | |
|
| تَخَطَّت بِيَ البَيداءَ وَجناءَ عَيهمُ |
|
وَخاضَ بِيَ الرَجّافَ عارٍ عِنانُهُ | |
|
| يَبيتُ بِيُمنى فارِسٍ لا يُوَهّمُ |
|
وَحُسنُ اِعتِقادي وَالوَلاءُ أَجاءَني | |
|
| إِلَيكَ وَوُدٌّ خالِصٌ لا يُجَمجَمُ |
|
وَأَفضَلُ ما يُرجى ثَوابُ زِيارَةٍ | |
|
| يَؤُمُّ بِها أَكنافَ دارِكَ مُسلمُ |
|