أَبَت لَكَ العِزَّةُ القَعساءُ وَالكَرَمُ | |
|
| أَن تَقبَلَ الضَيمَ أَو تَرضى بِما يَصِمُ |
|
وَطالَبَتكَ العُلى إِنجازَ ما وَعَدَت | |
|
| فِيكَ المَخائِلُ طِفلاً قَبلَ تَحتَلِمُ |
|
وَأَقبَلَت نَحوَكَ الأَيّامُ مُذعِنَةً | |
|
| طَوعاً لِأَمرِكَ وَاِنقادَت لَكَ الأُمَمُ |
|
فَاِنهَض وَسِر وَاِفتَحِ الدنيا فَقَد ضَمِنَت | |
|
| لَكَ المَهابَةُ ما تَهوى وَتَحتَكِمُ |
|
فَالبِيضُ ماضِيَةٌ وَالسُمرُ قاضِيَةٌ | |
|
| وَالخَيلُ خاضِبَةٌ أَطرافها زَلَمُ |
|
خَيلٌ مَتى صَبَّحتَ حَيّاً بِيَومِ وَغىً | |
|
| فَما لِمُستَعصِمٍ مِن بَأسِها عِصَمُ |
|
قَد عُوِّدَت كُلَّ يَومٍ خَوضَ مَعرَكَةٍ | |
|
| ضيوفُ أَبطالِها العِقبانُ وَالرَخَمُ |
|
وَوَسَّمَتها العَوالي في مَناخِرِها | |
|
| طَعناً كَما وَسَّمَت آنافَها الحَكَمُ |
|
يَحمي فَوارِسَها يَومَ الوَغى مَلِكٌ | |
|
| حامي الذِمارِ لَهُ في الغايَةِ القدَمُ |
|
رَحبُ الذِراعِ إِذا ما هَمَّ أَنجَدَهُ | |
|
| عَزمٌ بِهِ جَوهَرُ العَلياءِ مَنتَظِمُ |
|
كَأَنَّهُ مِن تَمامِ الخَلقِ جاءَ بِهِ | |
|
| عادٌ أَبُو السَلَفِ الماضِينَ أَو إِرَمُ |
|
عَفُّ السَريرَةِ حَمّالُ الجَريرَةِ وَل | |
|
| لاجُ الظَهيرَةِ وَالمَعزاءُ تَضطَرِمُ |
|
أَرسى قَواعِدَ مُلكٍ كانَ أَسَّسَها | |
|
| قِدماً أَبُوهُ وَبَحرُ المَوتِ يَلتَطِمُ |
|
مِن قَبلِ أَن قِيلَ رَثَّ المَجدُ وَاِنفَصَمَت | |
|
| عُرى المَعالي وَماتَ العَهدُ وَالذِّمَمُ |
|
وَقالَ قَومٌ تَوَلّى المُلكَ مُنصَرِفاً | |
|
| عَن آلِ فَضلٍ لَقَد ضَلّوا وَقَد وَهِمُوا |
|
وما دَرَوا أَنَّ فَضلَ الجُودِ يُكذِبُهُم | |
|
| عَمّا قَليلٍ بِما في زَعمِهِم زَعَمُوا |
|
وَيَجلِبُ الخَيلَ كَالعِقبانِ يَقدُمُها | |
|
| عَلَيهِمُ القُورُ وَالغِيطانُ وَالأَكَمُ |
|
سَواهِماً لَم تَزَل تَدمى شَكائِمُها | |
|
| مِمّا تَصَلصَلُ في أَشدَاقِها اللُجُمُ |
|
يا آلَ فَضلٍ أَماتَ اللَهُ حاسِدَكُم | |
|
| غَيظاً ثِبُوا في ذُرى العَلياءِ وَاِعتَزِمُوا |
|
فَفيكُمُ البَيتُ مِن عَدنانَ تَعرِفُهُ | |
|
| إِذا اِلتَقت لِلفخارِ العربُ والعَجَمُ |
|
بَيتٌ سَما فَرعُهُ فَوقَ السَما وَرَسى | |
|
| في التُربِ حَتّى اِنتَأَت عَن أَصلِهِ التُخُمُ |
|
بَناهُ صادِقُ بَأسٍ في الوَغى وَنَدىً | |
|
| غَمرٌ فَلَيسَ عَلى الأَيّامِ يَنهَدِمُ |
|
عِمادُهُ الفَضلُ وَاِبناهُ وَمَركَزُهُ | |
|
| مُحمَّدٌ خَيرُ مَن نِيطَت بِهِ الأُدُمُ |
|
جَرّارُ كُلِّ كَثيفِ النَقعِ ذِي لَجَبٍ | |
|
| كَأَنَّما السُمرُ في حافاتِهِ أَجَمُ |
|
تَساقَطَ الطَيرُ رَزحى في جَوانِبِهِ | |
|
| وَالوَحشُ تَخطِفُها الأَيدي فَلا تَرِمُ |
|
خابَت ظُنون رِجالٍ بايَعُوا وَسَعوا | |
|
| في قَتلِهِ وَهَفَت أَحلامُهُم وَعَمُوا |
|
بِئسَ الأَمانِيُّ مَنَّتهُم نُفُوسُهُمُ | |
|
| جَهلاً وَيا قُربَ ما فاجاهُمُ النَدَمُ |
|
مُنُوا بِأَروع تَتلُوهُ خَضارِمَةٌ | |
|
| أَماجِدٌ مارَسُوا الهَيجا وَما اِحتَلَمُوا |
|
مُستَرعِفٍ بِلِواءِ النَصرِ يَحمِلُهُ | |
|
| نَهدُ المَراكِلِ مَمسُودُ القَرى زَهِمُ |
|
مِمّا حَباهُ أَميرُ المُؤمِنينَ بِهِ | |
|
| لما أَتَتهُ بِهِ الوَخّادَةُ الرَسَمُ |
|
مُستَعصِماً وَاثِقاً بِالنَصرِ مِنهُ وَهَل | |
|
| يَخيبُ مَن بِالإِمامِ البَرِّ يَعتَصِمُ |
|
أَجابَهُ حينَ ناداهُ وَقَرَّبَهُ | |
|
| أَشَمُّ في راحَتَيهِ لِلنَدى دِيَمُ |
|
أَغَرُّ أَبلَجُ مِن آلِ النَبِيِّ بِهِ | |
|
| يُستَدفَعُ البُؤسُ وَالضَرّاءُ وَالنِّقَمُ |
|
فَلَو يَشاءُ لَزَجّاها مُلَملَمَةً | |
|
| لا مَعقلٌ عاصِمٌ مِنها وَلا أُطُمُ |
|
تَحوي مِنَ التُركِ وَالأَعرابِ كُلَّ فَتىً | |
|
| كَأَنَّهُ أَجدَلٌ مُستَلحِمٌ قَطِمُ |
|
لَكِنَّهُ اِختارَ إِبقاءً وَعارِفَةً | |
|
| وَهَكَذا تَفعَلُ الأَخلاقُ وَالشِيَمُ |
|
فَنالَ ما كانَ يَرجُوهُ وَأَيَّدَهُ | |
|
| بِالنَصرِ عَدلٌ قَضاهُ لَيسَ يُتَّهَمُ |
|
فَاِسلم وَعِش لِلعُلا ما ناحَ ذُو شَجَنٍ | |
|
| وَما تَعاقَبَتِ الأَنوارُ وَالظُلَمُ |
|
وَليَهنك المُلكُ يا تاجَ المُلوكِ وَلا | |
|
| زالَت تُباكِرُك السَرّاءُ وَالنِعَمُ |
|
فَأَنتَ حِصنٌ لَنا عالٍ نَلُوذُ بِهِ | |
|
| إِن عَضَّنا الدَهرُ أَو زَلَّت بِنا القَدَمُ |
|
وَهَذِهِ دَولَةٌ لَولا الرَجاءُ لَها | |
|
| لَما اِنجَلَت كُربَةٌ عَنّا وَلا غُمَمُ |
|
عِشنا بآمالِها دَهراً وَبَلَّغَنا | |
|
| إِدراكَها وَاحِدٌ فَردٌ لَهُ القِدَمُ |
|
فَالحَمدُ وَالشُكرُ مِنّا وَاجِبانِ لَهُ | |
|
| لا يَنفَدانِ جَميعاً ما جَرى القَلَمُ |
|