قُمُ فَاِشدُدِ العِيسَ لِلتِرحالِ مُعتَزِماً | |
|
| وَاِرمِ الفِجاجَ بِها فَالخَطبُ قَد فَقِما |
|
وَلا تَلَفَّت إِلى أَهلٍ وَلا وَطَنٍ | |
|
| فَالحرُّ يَرحَلُ عَن دارِ الأَذى كَرَما |
|
كَم رِحلَةٍ وَهَبَت عِزّاً تَدينُ لَهُ | |
|
| شُوسُ الرِجالِ وَكَم قَد أَورَثَت نِعَما |
|
وَكَم إِقامَةِ مَغرُورٍ لَهُ جَلَبَت | |
|
| حَتفاً وَساقَت إِلى ساحاتِهِ النِقَما |
|
وَاِسمَع وَلا تُلغِ ما أَنشَأتُ مِن حِكَمٍ | |
|
| فَذُو الحِجا لَم يَزَل يَستَنبِطُ الحِكَما |
|
لَم يَبكِ مَن رَمِدَت عَيناهُ أَو سُبِلَت | |
|
| جفناهُ إِلّا لِخَوفٍ مِن حُدوثِ عَمى |
|
إِنَّ المَنِيَّةَ فَاِعلَم عِندَ ذِي حَسَبٍ | |
|
| وَلا الدَنِيَّةَ هانَ الأَمرُ أَو عَظُما |
|
مَن سالَمَ الناسَ لَم تَسلَم مَقاتِلُهُ | |
|
| مِنهُم وَمَن عاثَ فيهِم بِالأَذى سَلِما |
|
لا يَقبَلُ الضَيمَ إلّا عاجِزٌ ضَرِعٌ | |
|
| إِذا رَأى الشَرَّ تَغلي قِدرُهُ وَجَما |
|
وَذُو النَباهَةِ لا يَرضى بِمَنقَصَةٍ | |
|
| لَو لَم يَجِد غَيرَ أَطرافِ القَنا عِصَما |
|
وَذُو الدَناءَةِ لَو مَزَّقتَ جِلدَتَهُ | |
|
| بِشَفرَةِ الضَيمِ لَم يَحسِس لَها أَلَما |
|
وَمَن رَأَى الضَيمَ عاراً لَم تَمُرَّ بِهِ | |
|
| شَرارَةٌ مِنهُ إلّا خالَها أُطُما |
|
وَكُلُّ مَجدٍ إِذا لَم يُبن مَحتِدُهُ | |
|
| بِاليَأسِ نَقَّرَهُ الأَعداءُ فَاِنهَدَما |
|
لا يَضبطُ الأَمرَ مَن في عُودِهِ خَوَرٌ | |
|
| لَيسَ البُغاثُ يُساوي أَجدَلاً قَطِما |
|
وَلِلبُيوتِ سِطاعاتٌ تَقُومُ بِها | |
|
| لا خِروَعاً جُعِلَت يَوماً وَلا عَنَما |
|
ما كُلُّ ساعٍ إِلى العَلياءِ يُدرِكُها | |
|
| مَن حَكّمَ السَيفَ في أَعدائِهِ حَكَما |
|
مَن أَرعَفَ السَيفَ مِن هامِ العِدى غَضَباً | |
|
| لِلمَجدِ حُقَّ لَهُ أَن يُرعِفَ القَلَما |
|
لا تَطلُبِ الرَأيَ إِلّا مِن أَخي ثِقَةٍ | |
|
| لا يُصدِرُ القَومَ مَن لا يُورِدُ العَلَما |
|
وَلا يُعَدُّ كَريماً مَن مَواهِبُهُ | |
|
| تُمسي وَتُصبِحُ في أَعدائِهِ دِيما |
|
وَالبُخلُ خَيرٌ مِنَ الإِحسانِ في نَفَرٍ | |
|
| أَبَرُّهُم بِكَ مَن أَغرى وَمَن شَتَما |
|
وَواضِعُ الجُودِ في أَعداءِ نِعمَتِهِ | |
|
| كَمُودِعِ الذِئبِ في بَرِّيَّةٍ غَنَما |
|
مَنِ اِستَخَفَّ بِأَربابِ العُلى سَفَهاً | |
|
| وَسامَها الخَسفَ أَدمى كَفَّهُ نَدَما |
|
أَلا فَسَل عَن كُلَيبٍ كَيفَ جَدَّلَهُ | |
|
| جَسّاسُ هَل كانَ إِلّا أَن حَمى فَرَمى |
|
وَلا يعزُّ الفَتى إِلّا بِأُسرَتِهِ | |
|
| لَو كانَ في البَأسِ عَمراً وَالنَدى هَرِما |
|
لا تَرضَ بِالهُونِ في خِلٍّ تُعاشِرُهُ | |
|
| فَلَن تَرى غَيرَ جارِ الذُلِّ مُهتَضَما |
|
وَأَخسَرُ الناسِ سَعياً رَبُّ مَملَكَةٍ | |
|
| أَطاعَ في أَمرِهِ النِسوانَ وَالخَدَما |
|
وَقائِلٍ قالَ لي إِذ راقَهُ أَدَبي | |
|
| وَالمَرءُ قَد رُبَّما أَخطَا وَما عَلِما |
|
وَذاكَ بَعدَ سُؤالٍ مِنهُ عَن خَبَري | |
|
| وَالصِدقُ مِن شيمتي لَو أَورَثَ البَكَما |
|
هَلّا اِمتَدَحتَ رِجالاً بِالعِراقِ لَهُم | |
|
| مالٌ رُكامٌ وَجُودٌ يَطرُدُ العَدَما |
|
فَجاشَتِ النَفسُ غَبناً بَعدَ أَن شَرِقَت | |
|
| عَينايَ بِالدَمعِ حَتّى فاضَ وَاِنسَجَما |
|
فَقُلتُ كَلّا وَهَل مِثلي يَليقُ بِهِ | |
|
| مَدحُ الرِجالِ فَكَم جُرحٍ قَدِ اِلتَأَما |
|
إِنّي عَلى حادِثاتِ الدَهرِ ذُو جَلَدٍ | |
|
| تَجلُو الحَوادِثُ مِنّي صارِماً خَذِما |
|
وَلَستُ أَوَّلَ ذِي مَجدٍ لَهُ ظَلَمَت | |
|
| صُرُوفُ أَيّامِهِ العَوصاءُ فَاِنظَلَما |
|
يَأبي لِيَ الشَرَفُ العاليُّ مَنصِبهُ | |
|
| أَن أَورِدَ النَفسَ حِرصاً مَورِداً وَخِما |
|
أَنا اِبنُ أَركانِ بَيتِ المَجدِ لا كَذِباً | |
|
| وَالنازِلينَ ذُرى العَلياءِ وَالقِمَما |
|
قَومي هُمُ القَومُ في بَأسٍ وَفي كَرَمٍ | |
|
| إِنِ اِدَّعى غَيرُهُم ما فيهِمُ وَهِما |
|
في الجاهِلِيَّةِ سُدنا كُلَّ ذي شَرَفٍ | |
|
| بِالمَأثُراتِ وَسُدنا العُربَ وَالعَجَما |
|
وَصارَ كُلُّ مَعَدّيٍّ لَنا تَبَعاً | |
|
| يَرعى بِأَسيافِنا الوَسمِيَّ حِيثُ هَمى |
|
حُطنا نِزاراً وَذُدنا عَن مَحارِمِها | |
|
| وَلَم نَدَع لِمُناوي عزِّها حَرَما |
|
حَتّى أَتى اللَهُ بِالإِسلامِ وَاِفتَتَحَت | |
|
| كُلَّ البِلادِ وَأَضحَت لِلأَنامِ سَما |
|
وَفَضلُ آخِرنا عَن فَضلِ أَوَّلِنا | |
|
| يُغني ولَكِنَّ بَحراً هاجَ فاِلتَطَما |
|
شِدنا مِن المَجدِ بَيتاً لا تُقاسُ بِهِ | |
|
| ذاتُ العِمادِ وَلَكِن لَم نَكُن إِرَما |
|
سَلِ القَرامِطَ مَن شَظّى جَماجِمَهُم | |
|
| فَلقاً وَغادَرَهُم بَعدَ العُلا خَدَما |
|
مِن بَعدِ أَن جَلَّ بِالبَحرَينِ شَأنُهُمُ | |
|
| وَأَرجَفُوا الشامَ بِالغاراتِ وَالحَرَما |
|
وَلَم تَزَل خَيلُهُم تَغشى سَنابِكُها | |
|
| أَرضَ العِراقِ وَتَغشى تارَةً أَدَما |
|
وَحَرَّقُوا عَبدَ قَيسٍ في مَنازِلها | |
|
| وَصَيَّروا الغُرَّ مِن ساداتِها حُمَما |
|
وَأَبطَلوا الصَلواتِ الخَمس وَاِنتَهَكُوا | |
|
| شَهرَ الصِيامِ وَنَصُّوا مِنهُمُ صَنَما |
|
وَما بَنَوا مَسجِداً لِلّهِ نَعرِفُهُ | |
|
| بَل كُلُّ ما أَدرَكُوهُ قائِماً هُدِما |
|
حَتّى حَمَينا عَلى الإِسلامِ وَاِنتَدَبَت | |
|
| مِنّا فَوارِسُ تَجلُو الكربَ وَالظُلما |
|
وَطالَبَتنا بَنُو الأَعمامِ عادَتَنا | |
|
| فَلَم تَجِد بَكَماً فينا وَلا صَمَما |
|
وَقَلَّدُوا الأَمرَ مِنّا ماجِداً نَجداً | |
|
| يَشفي وَيَكفي إِذا ما حادِثٌ دَهَما |
|
ماضي العَزيمَةِ مَيمُونٌ نَقيبَتُهُ | |
|
| أَعلا نِزارٍ إِلى غاياتِها هِمَما |
|
فَصارَ يَتبَعُهُ غُرٌّ غَطارِفَةٌ | |
|
| لَو زاحَمَت سَدَّ ذي القَرنَينِ لاِنثَلَما |
|
إِذا اِدَّعَوا يالَ إِبراهيمَ ظَلَّ لَهُم | |
|
| يَومٌ يُشَيِّبُ مِن هامِ العِدى اللِّمَما |
|
حَتّى أَناخَ بِبابِ الحِصنِ يَصحَبُهُ | |
|
| عَزمٌ يَهُدُّ الجِبالَ الشُمَّ وَالأَكَما |
|
فَشَنَّها غارَةً شَعواءَ ناشِئَةً | |
|
| كَسى بِها العُمَّ مِن حيطانِها قَتَما |
|
فأَقبَلَت وَرِجالُ الأَزدِ تَقدُمُها | |
|
| كَالأُسدِ قَد جَعَلَت سُمرَ القَنا أَجَما |
|
فَصادَفَت كُلَّ لَيثٍ لَو يُحِسُّ بِهِ | |
|
| لَيثٌ بِعَثَّرَ أَو خَفّانَ ما زَحَما |
|
فَكَم صَرِيعٍ هَوى عَفصاً بِشِكَّتِهِ | |
|
| مِنهُم وَآخَرَ وَلّى الدُبرَ مُنهَزِما |
|
وَنَثرَةٍ أَخفَرَ الهِندِيُّ ذِمَّتَها | |
|
| إِنَّ السُيُوفَ المَواضي تَخفِرُ الذِمما |
|
فَاِستَنجَدَت عامِراً مِن بَأسِها فَأَتَت | |
|
| مُغِذَّةً لا تَرى في سَيرِها يَتَما |
|
ذُكُورُ خَيلِهِمُ أَلفٌ مُصَتَّمَةٌ | |
|
| وَرَجلُهُم يُفعِمُ الوَادِيَّ إِذ زَحَما |
|
وَجَمعُنا في مِئينٍ أَربَعٍ حَضَرَت | |
|
| عَدّاً وَلَكِنَّها أَعلا الوَرى قَدَما |
|
وَلَم نَزَل نَرِدُ الهَيجاءَ يَقدُمُنا | |
|
| ماضٍ على الهَولِ وَرّادٌ إِذا عَزَما |
|
أَبُو عَلِيٍّ وَفَضلُ ذُو النَدى وَأَبُو | |
|
| مُسَيَّبٍ وَهُما تَحتَ العَجاجِ هُما |
|
وَمِسعَرُ الحَربِ مَسعُودٌ إِذا خَمَدَت | |
|
| وَماجِدٌ وَاِبنُ فَضلٍ خَيرُها شِيما |
|
هُمُ بَنُوهُ فَلا ميلٌ وَلا عُزُلٌ | |
|
| وَلا تَرى فيهمُ وَهناً وَلا سَأَما |
|
كُلٌّ يُعَدُّ بِأَلفٍ لا يَضيقُ بِها | |
|
| ذَرعاً وَيُوسِعُها طَعناً إِذا أَضِما |
|
وَمالِكٌ حينَ تَدعُوهُ وَأَيُّ فَتى | |
|
| حَربٍ إِذا ما اِلتَقى الزَحفانِ فَاِصطَدَما |
|
وَمِن بَني الشَيخِ عَبدِ اللَهِ كُلُّ فَتىً | |
|
| يُخالُ في الرَوعِ فَحلَ الشَولِ مُغتَلِما |
|
يُنمى لِفَضلٍ وَصبّارٍ وَإِخوَتِهِ | |
|
| بَني عَلِيٍّ كِعامِ الخَطبِ إِذ هَجَما |
|
وَلَم تَكُن وُلدُ غَسّانٍ إِذا حَمِيَت | |
|
| لَوافِحُ الحَربِ أَنكاساً وَلا قُرُما |
|
تِلكُم بَناتُ العُلا لا قَولُ مُنتَحِلٍ | |
|
| كُنّا وَكانَ وَلا باعاً وَلا قَدَما |
|
سَقَوا صُدُورَ القَنا عَلّا وَقد نَهِلَت | |
|
| وَأَكرَهُوا المازِنَ الخَطِّيَّ فَاِنحَطَما |
|
وَفَلَّلَ البِيضَ في الهاماتِ ضَربُهُمُ | |
|
| مِن بَعدِ أَن أَنهَلُوها في المَكَرِّ دَما |
|
بَزُّوا ثَمانينَ دِرعاً مِن سُراتِهِمُ | |
|
| في حَملَةٍ تَرَكَت هاماتِهِم رِمَما |
|
وَكَم لَنا مِثلُها لَم تُبقِ باقِيَةً | |
|
| إِلّا الزَعانِفَ وَالأَطفالَ وَالحَرَما |
|
فَسَلَّمَ الأَمرَ أَهلُ الأَمرِ وَاِنتَزَحُوا | |
|
| عَن سَورَةِ المُلكِ لا زُهداً وَلا كَرَما |
|
وَأَصبَحَت آلُ عَبدِ القَيسِ قَد ثَلَجَت | |
|
| صُدُورُها فَتَرى المَوتُورَ مُبتَسِما |
|
ثُمَّ اِنتَحَينا لِعَوفٍ بَعدَما وَرِمَت | |
|
| أُنُوفُها فَفَشَشنا ذَلِكَ الوَرَما |
|
دُسناهُمُ دَوسَةً مِرِّيَّةً جَمَعَت | |
|
| أَشلاهُمُ وَضِباعَ الجَوِّ وَالرَخَما |
|
لَم يَنجُ غَيرُ رَئيسِ القَومِ تَحمِلُهُ | |
|
| خَيفانَةٌ كَظَليمٍ رِيعَ تَحتَ سَما |
|
ثُمَّ اِنثَنَينا بِجُردِ الخَيلِ نَجنِبُها | |
|
| نَقائِذاً وَأَفَأنا السَبيَ وَالنَعَما |
|
وَسَل بِقارُونَ هَل فازَت كَتائِبُهُ | |
|
| لَمّا أَتَتنا وَهَل كُنّا لَهُم غُنَما |
|
وَالشَرسَكِيَّة إِذ جاءَت تُطالِبُنا | |
|
| دَمَ النُفوسِ وَفينا تقسِمُ القِسَما |
|
بَيتانِ عِندَهُما كانَت رَعِيَّتُنا | |
|
| عَوناً عَلَينا ضَلالاً مِنهُمُ وَعَمى |
|
فَفَرَّجَ اللَهُ وَالبِيضُ الحِدادُ لَنا | |
|
| وَعِزَّةٌ لَم تَكُن يَوماً لِمَن غَشَما |
|
وَأَصبَحَت حاسِدُونا في قَبائِلِنا | |
|
| لَحماً أَقامَ لَهُ جَزّارُهُ وَضَما |
|
لَكِن عَفَونا وَكانَ العَفوُ عادَتَنا | |
|
| وَلَم نُؤاخِذ أَخا جُرمٍ بِما اِجتَرَما |
|
وَلَم يُنَجِّ اِبنَ عَيّاشٍ بِمُهجَتِهِ | |
|
| يَمٌّ إِذا ما يَراهُ الناظِرُ اِرتَسَما |
|
أَتى مُغِيراً فَوافَى جَوَّ ناظِرَةٍ | |
|
| فَعايَنَ المَوتَ مِنّا دُونَ ما زَعَما |
|
فَراحَ يَطرُدُ طَردَ الوَحشِ لَيسَ يَرى | |
|
| حَبلَ السَلامَةِ إِلّا السَوطَ وَالقَدَما |
|
فَاِنصاعَ نَحوَ أَوالٍ يَبتَغي عِصَماً | |
|
| إِذ لَم يَجِد في نَواحي الخَطِّ مَعتَصما |
|
فَأَقحَمَ البَحرَ مِنّا خَلفَهُ مَلِكٌ | |
|
| مازالَ مُذ كانَ لِلأَهوالِ مُقتَحما |
|
فَحازَ مُلكَ أَوالٍ بَعدَ ما تَرَكَ ال | |
|
| عَكرُوتَ بِالسَيفِ لِلبَوغاءِ مُلتَزِما |
|
فَصارَ مُلكُ اِبنِ عَيّاشٍ وَمُلكُ أَبي ال | |
|
| بَهلُولِ مَع مُلكِنا عِقداً لَنا نُظِما |
|
مَن ذا يُقاسُ بِعَبدِ اللَهِ يَومَ وَغىً | |
|
| في بَأسِهِ أَو يُباري جُودهُ كَرَما |
|
مِنّا الَّذي جادَ بِالنَفسِ الخَطيرَةِ في | |
|
| عِزِّ العَشيرَةِ حَتّى اِستَرحَلَ العَجَما |
|
مِنّا الَّذي قامَ سُلطانُ العِراقِ لَهُ | |
|
| جَلالَةً وَالمَدى وَالبُعدُ بَينَهُما |
|
مِنّا الَّذي حازَ مِن ثاجٍ إِلى قَطَرٍ | |
|
| وَصَيَّرَ الرَملَ مِن مالِ العَدُوِّ حِمى |
|
مِنّا الَّذي حينَ عَدَّ الأَلفَ خازِنُهُ | |
|
| لِضَيفِهِ قالَ ضاعِفها أَرى أَمَما |
|
مِنّا الَّذي مِن نَداهُ ماتَ عامِلُهُ | |
|
| غَمّاً وَأَصبَحَ في الأَمواتِ مُختَرَما |
|
مِنّا الَّذي جادَ إِيثاراً بِما مَلَكَت | |
|
| كَفّاهُ لا يَدَ يَجزِيها وَلا رَحِما |
|
مِنّا الَّذي أَنهَبَ اِصطَبلاتِهِ كَرَماً | |
|
| وَهيَ الجِيادُ اللَواتي فاتَتِ القِيَما |
|
وَكانَ إِن سارَ فَالعِقيانُ تَتبَعُهُ | |
|
| لِسائِلٍ رُدَّ أَو مُستَرفِدٍ حُرِما |
|
مِنّا الَّذي فَضَّ أَموالَ الخَزائِنِ في | |
|
| غَوثِ الرَعِيَّةِ لا قَرضاً وَلا سَلَما |
|
وَأَهمَلَ الدَخلَ ذاكَ العامَ فَاِنتَعَشَت | |
|
| بِهِ الرَعِيَّة حَتّى جازَتِ القُحَما |
|
مِنّا الَّذي جَعَلَ الأَقطاعَ مِن كَرَمٍ | |
|
| إِرثاً تَوَزَّعُهُ الوُرّاثُ مُقتَسَما |
|
وَجادَ في بَعضِ يَومٍ وَهوَ مُرتَفِقٌ | |
|
| بِأَربَعينَ جَواداً تَعلُكَ اللُجُما |
|
وَمُطعِم الطَيرِ عامَ المَحلِ فَاِسمُ بِهِ | |
|
| مِنّا إِذا صَرَّ خِلفُ الغَيثِ فَاِنصَرَما |
|
مِنّا الَّذي أَنفَقَ الأَموالَ عَن عَرضٍ | |
|
| حَتّى رَأَى شِعبَ شَملِ العِزِّ مُلتَئِما |
|
مِلءَ المُسُوكِ قَناطيراً مُقَنطَرَةً | |
|
| ما خافَ في جَمعِها حُوباً وَلا أَثَما |
|
مِنّا المُسَوَّرُ تَعظيماً وَوالِدُهُ | |
|
| كَذاكَ كانَ فَنَحنُ السادَةُ العُظَما |
|
مِنّا الَّذي كُلَّ يَومٍ فَوقَ دارَتِهِ | |
|
| داعٍ يُنادي إِلَيهِ الجائِعَ الضَرِما |
|
مِنّا الَّذي لَم يَدَع ناراً بِساحَتِهِ | |
|
| تذكى سِوى نارِهِ لِلضّيفِ إِن قَدِما |
|
وَصاحِبُ البَيتِ مِنّا حِينَ تَنسِبُهُ | |
|
| لَو لَم نَجِد غَيرَهُ سُدنا بِهِ الأمَما |
|
مِنّا الَّذي عامَ حَربِ النائِليِّ حَلا | |
|
| يَومَ السُبَيعِ وَيَومَ الخائِسِ الغُمَما |
|
مِنّا الَّذي مَنَعَ الأَعداءَ هَيبَتهُ | |
|
| حَربَ البِلادِ فَما شَدّوا لَهُ حُزُما |
|
وَماتَ يَطلُبُ يَوماً يَستَلِذُّ بِهِ | |
|
| يُطَبِّقُ الأَرضَ نَقعاً وَالحَضيضَ دَما |
|
مِنّا الَّذي ضُرِبَت حُمرُ القِبابِ لَهُ | |
|
| بِالمَشهَدَينِ وَأَعطى الأَمنَ وَاِنتَقَما |
|
لَولا عِياذُ بَني الجَرّاحِ مِنهُ بِهِ | |
|
| لَصاحَبَت دَهمَشاً أَو أُلحِقَت دَرِما |
|
مِنّا الَّذي أصحَبَ المُجتازَ مِن حَلَبٍ | |
|
| إِلى العِراقِ إِلى نَجدٍ إِلى أَدَما |
|
مِنّا الَّذي كُلَّ عامٍ بِالعِراقِ لَهُ | |
|
| رَسمٌ سَنِيٌّ إِلى أَن ضُمِّنَ الرُجَما |
|
مِنّا الَّذي رَكَزَ الرُمحَينِ ضاحِيَةً | |
|
| وَجَوّزَ العَرَبَ العَرباءَ بَينَهُما |
|
حَتّى اِحتَوى ما اِصطَفاهُ مِن عَقائِلَها | |
|
| غَصباً وَهانَ عَلَيهِ رَغمُ مَن رَغِما |
|
وَيَومَ سُترَةَ منّا كانَ صاحِبُهُ | |
|
| لاقَت بِهِ شامَةٌ وَالحاشِكُ الرَقِما |
|
أَلفَينِ غادَرَ مِنهُم مَع ثَمانِ مئىٍ | |
|
| صَرعى فَكَم مُرضَعٍ مِن بَعدها يَتُما |
|
مِنّا أَبُو يُوسُفٍ وَالمُرتَجى حَسَنٌ | |
|
| وَاِبنُ الإِمارَةِ وَالبَيتِ المُنيفِ هُما |
|
وَيُوسُفٌ وَأَبُو شُكرٍ وَإِخوَتُهُ | |
|
| حَليُ العُلا وَكِعامُ الدَهرِ إِن عَزَما |
|
مِنّا الَّذي أَبطَلَ الماشُوشَ فَاِنقَطَعَت | |
|
| آثارُهُ وَاِنمَحى في الناسِ وَاِنطَسَما |
|
مِنّا الأَميرُ أَبو فَضلٍ مَتى اِختَصَمَت | |
|
| بَنُو الوَغى كانَ في أَرواحِها الحَكَما |
|
ما قابَلَ الأَلفَ إِلَّا وَاِنثَنَت هَرَباً | |
|
| كَأَنَّها الوَحشُ لاقَت ضَيغَماً قَرِما |
|
منّا الأَميرُ حَوارِيٌّ وَوالِدُهُ | |
|
| فَاِذكُرهُما فَلَقد طابا وَقَد كَرُما |
|
وَفي سُليمٍ لَنا عِزٌّ وَمُفتخَرٌ | |
|
| وَمُفلِحٌ وَهُما لِلّهِ دَرُّهُما |
|
وَفي أَمِيرٍ وَسُلطانٍ لَنا شَرَفٌ | |
|
| نَسمو بِهِ وَاِبنُ بَدرِ اللَيثُ بَعدَهُما |
|
مِنّا أَبو فاضِلٍ وَاللَوذَعيُّ أَبُو | |
|
| مَذكُورٍ القرمُ فَلنَفخَر بِمثلِهِما |
|
وَما حُسَينٌ وَبَدرٌ إِن ذَكَرتُهُما | |
|
| إِلّا هُمامانِ فاقَ الناسَ مَجدُهُما |
|
مِنّا الَّذي حَطَّ زُهداً عَن رَعِيَّتهِ | |
|
| كُلَّ المُكُوسِ فَأَضحى الجَورُ مُنحَسِما |
|
وَكَم لَنا مِن بَني البَيعِيِّ مِن بَطَلٍ | |
|
| إِذا رَأى مِن عَدُوٍّ هامَةً صَدَما |
|
مِنّا الثَلاثَةُ وَالفردُ الَّذينَ لَقُوا | |
|
| كَتائِباً كَأبي السَيّالِ حِينَ طَما |
|
تَدعُو عَجِيبَةَ أَحياناً وَآوِنَةً | |
|
| أُمُّ العَجرَّشِ وَالحَجّافِ بَينَهُما |
|
يَومَ الجُرَيعاءِ ما خامُوا وَما جَبُنوا | |
|
| بَل كُلُّهُم يَصطَلي نِيرانَها قَدَما |
|
مِنّا الرِجالُ الثَمانُونَ الَّذينَ هُمُ | |
|
| يَومَ القَطيعَةِ أَوفى مَعشَرٍ ذِمَما |
|
لاقُوا ثَلاثَةَ آلافٍ وَما جَبُنُوا | |
|
| عَنهُم وَلا اِستَشعَرُوا خَوفاً وَلا بَرَما |
|
فَطاعَنُوهُم إِلى أَن عافَ طَعنَهُمُ | |
|
| مَن كانَ يَحسِبُهُم غُنماً إِذا قَدما |
|
أَفعالُ آبائِهِم يَومَ الرُكَينِ وَمَن | |
|
| يُشبِه أَبَاهُ فَلا وَاللَهِ ما ظَلَما |
|
إِذ طَيَّرَ التَلَّ يَومَ القَصرِ كَرُّهُمُ | |
|
| عَلى الأَعاجِمِ حَتّى بادَ بَينَهُما |
|
نَحنُ الثِمالُ فَمَن يَكفُر بِنِعمَتِنا | |
|
| كُنّا المُثَمَّلَ يُدني الحَتفَ وَالسَقَما |
|
أَبياتُنا لِذَوي الآمالِ مُنتَجَعٌ | |
|
| إِذا الزَمانُ يُرى كَالعِيرِ أَو عَرَما |
|
وَما عَدَدتُ عَشيراً مِن مَناقِبِنا | |
|
| وَمَن يَعُدُّ ثرَى يَبرِينَ مُرتَكِما |
|