أهلاً بشهر الصوم من شهر |
بالناطق المحمود في الذكر |
أهلاً به وصيامه وقيامه |
خير الشهور وسيد الدهر |
نزل القرآن على النبي محمد |
فيه وفيه ليلة القدر |
وتفتح الفردوس فيه لأهله |
وتضمخ الخيرات بالعطر |
وتغلق النيران عن صوامه |
وبغل كل عمردٍ عفرِ |
وعلى الجميع من الورى أن يخرجوا |
بعد الصيام صبيحة الفطر |
حتى الكعاب من الحجال فما لها |
عذرٌ وما للشيخ من عذرِ |
أكرم به يوماً وأعظمُ قدرهُ |
يوم الجزا ومثابة الأجر |
والصوم فيه بشاهدٍ متخبرٍ |
والفطرُ فيه بشاهدي برِّ |
فإن اختفى فاستفرغوا أيامه |
كملا كذلك قال ذو الخبر |
إن الزكاة من النفوس صيامه |
وطهارة من أفضل الطهر |
وصيامه بالحلم فيه وبالتقى |
لله لا باليبس والضمر |
صوموا لرؤية بدره ثم افطروا |
أيضاً لرؤيته بلا شجر |
وكلوا لمسقط شمسه ووجوبها |
حتى يبين تنفس الفجر |
ودعوا الشكوك وما يريب وكلما |
يدعو إلى التخيبر والختر |
والصوم بالثقة الرضى إذا اختفى |
عنهم وغابت سنة البدر |
صاموا ثلاثين سوى اليوم الذي |
شهد الرضى به من الشهر |
والعدلة الأنثى يرد مقالها |
إذ هي نصف العادل الحبر |
وإذا رأى شوال يلمع بدره |
أحدٌ وأفطر دبرة العصر |
فعليه يوم أفطر جاهلاً |
بدلاً لذاك اليوم في القدر |
وكذاك يوم الشك إن هو صامه |
أحدٌ بجهلٍ وهو لا يدري |
فعليه يبدله ولو قامت به |
شهداء برٍّ ايمابر |
وعلى الورى أن يمسكوا عن أكله |
حتى يؤوب مسافرُ المصرِ |
فإن اعتدوا قبل الضحى فتصبحوا |
وأتاهم العسفاء بالخبر |
كانوا جفاةً في الفعالِ وأمسكوا |
عن أكلهم والله ذو غفر |
وإنه اعتدى عادٍ فتم أكله |
عمداً فذاك يبوء بالوزر |
وإن ادعى جهلاً وقال حسبته |
حلا كحلِّ الحيض والسفر |
لم يلزموه سوى قبالة يومه |
والله أولى فيه بالعذر |
وكذك أن هاع الطعام وقاءه |
ثم استتم اليوم بالفطر |
والمشكرون إذا أتوا فتحنفوا |
والبالغون به ذوو الصغر |
فالقول أن عليهم إبداله |
وصيام يومهم على الحصر |
هذا وفيه رخصةٌ من بعضهم |
في هدمه عنهم بلا إصرِ |
وإذا ذكرت وكنت تأكلُ ناسياً |
فيه فأمسك ساعةَ الذكر |
وكذاك إن أحييت نفسك من صدى |
ثم اعتمدت بها على الزجر |
فعليك شهران وشهرٌ ثالثٌ |
بدلاً ليومك أيما شهر |
وإذا تحصحص سبق يوم بعد ما |
سنح الصيام برؤية البدر |
صدروا بلا بدلٍ وإن هو جاءهم |
فيه تعقبهم لدى الأمر |
والصوم والإفطار منك بنيةٍ |
تنوى بها في الليل للأجر |
وعلى الكبير إذا تباين ضعفه |
إطعام ذي سغبٍ وذي صر |
في كل يومٍ أكلتان فطوره |
وسحوره في كل ما يجزى |
أو أن يصوم وليه بقصاص ما |
يأتيه من إرثٍ ومن ذخرِ |
وعلى الجماعة أن يكون صيامهم |
تبعاً لصومِ الأولِ الذمر |
فإذا الفساد أصاب صومَ أخيرهم |
فسد الصيام به من الجذر |
من أجل أن الصوم منهم واحدٌ |
وإذا أبوا تركوا من القهر |
والفطر بعد الفرسخين فجائز |
لأخي النوى في البر والبحر |
وغذا المسافلر والمريض تجرعا |
فيه زُعافَ الموتِ والحشرِ |
لم يلزم بدلاً وإن يك عوفيا |
مقدار خمسٍ منه أو عشرِ |
كان القضاءُ عليهما بقصاص ما |
صحا وعاد مسافرُ المِصرِ |
وإذا تطاول بالمريض ثواؤه |
حتى يحولَ الحولُ في العصر |
صام الأخيرَ إذا أطاق صيامه |
ولما مضى إطعام ذي فقر |
وعليه إن قدر الصيام يصومه |
أيضاً بلا كلفٍ ولا جبرِ |
وعليه ايضاً أن يتابع صومه |
ما كان من بدلٍ ومن نذرِ |
وعليه صومٌ بالهلال إذا بدا |
ما كان من نقصٍ ومن وَفر |
وإذا تعرض لليالي صامه |
عدداً ثلاثين بلا كسر |
وعلى المسافر أن يقدم نيةً |
في الليلِ للافطار في القفر |
وإن المريض أو المسافر أفطرا |
من غير ما نيةٍ ولا أمر |
لم يلزما بدلاً سوى ما افطرا |
فيه بشربٍ كان أو هصر |
والفطر بعد الصوم في السفر |
هدمٌ لصومِ العقِّ والبرِّ |
وإذا نوى سفراً فأفطر عنده |
في الليل ثم ابن في الخدرِ |
حتى استقل وقد ترحل يومه |
مستقبلاً للقفر بالعطرِ |
فعليه إبدالٌ لما قد صامه |
من شهره بالعنف والصغر |
وإذا نسيت فما عليك تخرجٌ |
يوماً ولا بدلٌ مدى الدهرِ |
هذا وقومٌ يلزمونك مثل ما |
فيه نسيت وأنت لا تدري |
وإذا أساغ الماء عند طهارةٍ |
لفرائض الصلواتِ والطهرِ |
من غير عمدٍ كان ذاك فما به |
بدلٌ وما في ذاك من وزر |
وعليه إن بك ذاكراً لصيامه |
وطهوره لنوافل الأجرِ |
تبديله هذا وإن يك مكرها |
فالله يعلم حالةَ القهرِ |
وعلى الذين استكرهوه صيامه |
والله عند السر والجهر |
والمرضعات فقد أجاز جميعهم |
إفطارهن لقلة الدر |
والحاملاتُ كمثلهن ولا أرى |
بأساً بذوق الحلوِ والمر |
والكيلُ للطحن للدقيق وسفيه |
للترب غير مكرهٍ حجرِ |
وقالوا ولو دخل التراب مريهُ |
أو هاعه من داخلِ الصدرِ |
من غير عمدٍ والذباب وكلما |
أمضاه من ورقٍ ومن تبرِ |
وأحب إن كان الطحين يكيله |
والثوب فوقَ الأنفِ والثغرِ |
وسعوطه حلٌّ وبعضٌ عابهُ |
ويحلُّ كحل العينِ بالصبرِ |
وإذا أذته ضروسه فأبانها |
بصق النجيعَ وكان في حذرِ |
وموسعٌ فيما أتى من رأسه |
إلا الذي يأتي من الصدرِ |
وعليه حين يصير فوق لسانه |
يرمي به في أعمق القعر |
ويصاب تكريها وغير محرمٍ |
ما استنقع الصوامُ في النهرِ |
والحقن في قبل المرأةِ لعلةٍ |
حل وتكرهُ حقنةُ الدبرِ |
وعليه فيه نقضُ ما قد صامه |
حين احتشى حقناً بلا عذرِ |
والرطب في صدر النهار سواكه |
حلٌّ وبعد إقامة الظهرِ |
فلا يستحب ويستحب سواكه |
باليابس الذاوي لدى العصر |
وأحب أن يلقى الطعامَ بربحه |
من غير ما سوكٍ ولا نشرِ |
فخلوفُ رائحة الصيام ونشره |
كالمسك عند الله في النشر |
وصيام شهر الصبرِ مأمورٌ بهِ |
والبيضُ تذهبُ علةَ الصدر |
ومن اعتدى بالأكلِ وهو يظنهُ |
حرماً فوافق غرةَ الفطرِ |
قالوا فلا بدلٌ عليه وقد أسى |
في عقد نيته على الكفرِ |
والكذب يفسد صومه في يومه |
عمداً بلا غلتٍ ولا حصرِ |
وإذا رنا طرساً وفرجاً عامداً |
أو ساخَ مستمعاً إلى سرِّ |
فوضوءه نقضٌ ويمضي صومه |
فاسمع وما سمعكَ ذا وفرِ |
وإذا تشابهت الشهورُ ببلدةٍ |
لم يدرَ ما رمضان من شهر |
فصيام شوالٍ يقومُ مقامه |
وصيامُ شعبانٍ إلى هدرِ |
إن كان ذاك قضىً لما ضيعته |
وصيامُ ذاكَ جهالةُ الغرِّ |
وإذا تعمدَ لامتراءِ منيهِ |
فعليه كفارات ذي العهرِ |
هذا وليس عليه فيما جاءه |
شيءٌ بلا دلك ولا عصرِ |
وكذاك إن طرقَ الخيالُ وسادةً |
بالبضةِ الرجراجةِ البكرِ |
صبحاً فقام الغى الغدير مبادراًذ |
ليموض في إدية الغمرِ |
أيضاً فلا شيء عليه وإن يكن |
في الغسل قصر ساعة الذعر |
فعليه ما لزمَ المقصر والذي |
أمذى لشهوة ربة الخدرِ |
أيضا فلا شيء عليه وإن يكن |
أمنى وسال الشبرُ بالقطرِ |
فعليه نقض صيامه من عبقره |
فيعيده بدلاً من العقر |
وعلى الذين تغيبت أحلامهم |
إبدال ما صاموا بلا حجر |
ومن كان مجنوناً وبعضٌ حطه |
عنهم وقيلَ كذاك والسحر |
وعلى المسافر أن يحوز صيامه |
في سفره بتيمم العفر |
إن كان أجنب وهو في داوية |
غبراء ذات مهامهٍ غبر |
فتيمم لصيامه وتيمم |
للغسل قبل تبلج الفجر |
وخريدةٍ قد بت غير مروعٍ |
منها مكان السحر والنحر |
حتى إذا حسر الظلام قناعه |
قامت وواكف دمعها يجري |
فعلى المجامع وزها مع وزره |
إن كان جامعها على القهر |
في الصبح أو يكُ نامَ بعد جماعها |
ليقوم قبل الصبح للطهر |
فمضى النعاس به فأصبح نائماً |
فعليه يومٌ يا أبا النضر |
هذا وإن يك نام بعد جماعها |
جهلا فما في الجهل من عذر |
فعليه صوم الشهر مرتجعاً به |
والقصر مقروض على السفر |
والفطر يوم ليس يقطع فطره |
صوماً وصومُ صبيحةِ النحرِ |
فالحمد لله الجميلُ تلاؤُهُ |
ذي العزِّ والملكوتِ والكبرِ |
حمداً كثيراً دائماً شكراً له |
الله ربُّ الشفعِ والوترِ |