غَرامٌ غَريمُ الوَصلِ فيهِ مُماطِل | |
|
| وَصَبرٌ لحليِ الجيدِ بِالدَمعِ عاطِلُ |
|
وَأَيّامُ هَجرٍ مِن حَبيبٍ مُغاضِبٍ | |
|
| عَهِدناهُ أَيّامَ الرِضى وَهوَ واصِلُ |
|
غَنيُّ جَمالٍ لا يَلينُ لِبائِسٍ | |
|
| وَلا يَرحَمُ المُشتاقَ وَالدَمعُ سائِلُ |
|
كأَنَّ الثَرى في المَحلِ مُستَشفعٌ بِهِ | |
|
| لِيَرويَهُ مِن سُحبِ جفنيَّ وابِلُ |
|
فَيا عاذلي إِنّي قُتِلتُ تولّهاً | |
|
| فإِن لُمتَني فيهِ فَما أَنتَ عاقِلُ |
|
سَقى اللَهُ دَهراً كانَ للشملِ جامِعاً | |
|
| بِهِ فَهَل الرضوانُ لِلجَمعِ شامِلُ |
|
وَأقسِمُ أَيماناً بِحَقِّ مُحَمَّدٍ | |
|
| لَقَد أَوحشتني مِنهُ تِلكَ الشَمائِلُ |
|
وَلَولا اِشتِغالي في مَدائِحِ أَحمَدٍ | |
|
| وَآثارِهِ ما كانَ لي عَنهُ شاغِلُ |
|
نَبيِّ الهُدى المُختارِ مِن آلِ هاشِمٍ | |
|
| فَعَن فَخرِهِم فَليُقصِر المُتَطاوِلُ |
|
خَطيب الهُدى وَالسَيفِ وَالعَقلِ وَالنَدى | |
|
| إِذا خرسَت في كُلِّ حَفلٍ مقاوِلُ |
|
فَقيسٌ إِذا ما قيسَ في الرأيِ جاهِلٌ | |
|
| لَدَيهِ وَقُسٌّ في الفَصاحَةِ باقِلُ |
|
تَنَقَّلَ في أَصلابِ قَومٍ تَشَرَّفوا | |
|
| بِهِ مِثلَ ما لِلبَدرِ تِلكَ المَنازِلُ |
|
وَأَرسَلَهُ اللَهُ المُهَيمِنُ رَحمَةً | |
|
| فَلَيسَ لَهُ في المُرسَلينَ مُماثِلُ |
|
فَما تبلُغ الأَشعارُ فيهِ وَمَدحُهُ | |
|
| بِهِ ناطِقٌ نَصُّ الكِتابِ وَناقِلُ |
|
نَعَم إِنَّ في كَعبٍ وَحَسّانَ أُسوَةً | |
|
| وَغَيرِهما فليهنَ من هوَ فاضِلُ |
|
فَهاتِ فَإِن يُسعِدكَ بِالمَدحِ مقولٌ | |
|
| فَإِنَّكَ في ظِلِّ السَعادَةِ قائِلُ |
|
وَلي إِن تَوَسَّلتُ الهَناء بِمَدحِهِ | |
|
| لأنّيَ مستجدٍ هُناكَ وَسائِلُ |
|
لَهُ معجزاتٌ جاوز الرملَ عَدُّها | |
|
| لخدمتها زَهرُ السَماءِ مواثِلُ |
|
لَقَد جمعَ الحفّاظُ فيها وَأَطنَبوا | |
|
| لأنّ مَحَلَّ القَولِ لِلقَولِ قابِلُ |
|
وَلا مِثلَ جمع البَيهَقيّ فَحُسنُهُ | |
|
| تَقومُ لَهُ يَومَ الفخارِ دَلائِلُ |
|
فَيا رَبِّ بالإِحسانِ في الخُلدِ جازِهِ | |
|
| فَإِنَّكَ بالإِحسانِ كافٍ وَكافِلُ |
|
وَعمِّر سِراجَ الدينِ بالنورِ وَالهدى | |
|
| يُحاوِلُ إِطفاءَ الرَدى وَيصاوِلُ |
|
وَلا زالَ شَيخُ المُسلمينَ مسلَّماً | |
|
| يجدِّلُ أَعداءً لَهُم وَيُجادِلُ |
|
إِمامٌ لَهُ في طالبي العلم راحة | |
|
| عَلى أَنَّها ما أَتعبتَها الفَواضِلُ |
|
وَلَو لَم تُجار السحب في العلم وَالنَدى | |
|
| أَياديهِ لَم تعقد عَلَيها الأَناملُ |
|
فَيا رَبّ عاملنا بِلطفكَ إِنَّنا | |
|
| نَرى بِجَميل الظَنّ ما أَنتَ فاعِلُ |
|
أَعذنا مِنَ الأَهواء وَالفِتَن الَّتي | |
|
| أَواخرها توهي القوى وَالأَوائِلُ |
|
وَصلّ عَلى خَيرِ الأَنام وآله | |
|
| وَسَلّم وبارِك كُلَّما آب آفلُ |
|