عادَ المتيّمَ شَوقٌ كانَ قَد ذَهبا | |
|
| وَزادَ في قَلبِهِ طولُ النَوى لهبا |
|
صَبٌّ قَريبُ الأَماني في البِعاد إِذا | |
|
| تذكَّرَ الهاجرين الجيرَةَ الغَيبا |
|
أَيّامُهُ وَلياليهِ مقسَّمَةٌ | |
|
| أَن يَلتَقي السهدَ فيها أَو يَرى الحربا |
|
يَستَنشِق الريحَ مِن تلقائهم فَإِذا | |
|
| هَبَّت شَمالٌ غَلا في عشقهِ وَصبا |
|
قالَ العذولُ تصبَّر عن محبّتهم | |
|
| وَالحبّ كالقَلب بَعدَ البُعدِ قَد وَجبا |
|
بَينَ الفؤادِ وَبينَ الصبرِ فاصِلَةٌ | |
|
| واِسأل رحيلي عَنهم تعرف السببا |
|
رفعتُ صَبري عَنّي إِذا رَحلتُ وَقَد | |
|
| لقيت في سَفَري من بعدهم نصبا |
|
هَل عائِدٌ والأَماني لَم تزل عرضاً | |
|
| لِلقَلب من جوهر الأَفراح ما ذَهبا |
|
يا كامِلَ الحُسنِ حزني وافِرٌ وأَرى | |
|
| وجدي مَديداً وَصَبري عنك مقتَضَبا |
|
لا أَبعد اللَهُ أَيّاماً بقربك قَد | |
|
| حلَّت ولكنّها مَرَّت فَوا عَجَبا |
|
أَيّامَ أَمسى حَبيبُ القَلب مقترباً | |
|
| منّي وَأَبعدَ من قَد كانَ مرتقبا |
|
وَبِتُّ أبصِرُ كأسي وَالمدامُ بِها | |
|
| طَرفاً صَقيلاً إِذا ما صال أَو ضربا |
|
حَتّى قَضى اللَه بِالتِرحال عنه فَقَد | |
|
| أَمسى الحَبيب بظهر الغيب مُحتَجِبا |
|
عوِّضتُ بِالبَدر مَحقاً وَالرضى سُخطاً | |
|
| وَبِالوصال جفاً وَالدُّرِّ مُخشَلَبا |
|
قَد اِتّخذتُ شُهوداً بِالَّذي صنعت | |
|
| أَيدي النَوى بيَ إِن أَنكرتم النُوَبا |
|
الحزنَ فالهمّ فالدمعَ الموَرَّدَ فالط | |
|
| طَرفَ المسَهَّد فالأوصاب فالتَعبا |
|
وَاِبيضَّ طرفي واِحمَرَّت مَدامِعُهُ | |
|
| وَاِسودَّ طرفُ اِصطِباري بعدكم وَكبا |
|
طَلَبتكم فاِستَحال القربُ لي بُعُداً | |
|
| ما كلّ وَقت يَنال المرء ما طلبا |
|