أَستَغفِر اللَه لا دينٌ وَلا حسب | |
|
| لِخائِنٍ غدرَه الإِخوانُ ما حَسِبوا |
|
خانَ الأَمانَةَ واِستَنَّ الخِيانة واِس | |
|
| تَثنى الدِيانة جانٍ ثمرهُ العطبُ |
|
أصيب في عَقلِهِ بالعَين إِذ لمعَت | |
|
| فَقال قَد ذهب المَحصول وَالذَهبُ |
|
وَعاجَ يَطلُبُ عَودَ الودِّ مُعتَذِراً | |
|
| بِزَعمِهِ في بُيوت ركنُها خربُ |
|
جاءَت تَبختَرُ في ثَوبين حشوُهما | |
|
| مُنافِقٌ بِخداع القَول مُحتَجِبُ |
|
لا مَرحَباً بِكِ يا غَرارَةً خَدعَت | |
|
| بِالنُسك قَلباً سَليماً غَرَّهُ الأَدبِ |
|
وَباعَتِ الدين بِالدُنيا فَما اِكتَسبَت | |
|
| رِبحاً سِوى الخزيِ بئسَ الربحُ يكتسبُ |
|
وَما اِكتفت بِقَبيح الذنب تصنعُهُ | |
|
| حَتّى أَصرَّت عَلَيه حينَ تَرتَكِبُ |
|
وَإِنَّ أَقبحَ من ذنب ومن خَطأ | |
|
| إِصرارُ فاعله من بعد ما يَثِبُ |
|
تَقول ما ذقت من ريق سوى ضرَبٍ | |
|
| فَكَيفَ أَوجب ضَربي ذَلِكَ الضربُ |
|
لَو ذُقتُ خمراً لَقُلتُ السكرُ موجبه | |
|
| حَدٌّ بِلا مسكر هَذا هوَ العجبُ |
|
وَصرتُ في دَيلَمٍ ملقىً لأجل فَتى | |
|
| ما كانَ لِلتُركِ يَوماً قَطُّ يَنتَسِبُ |
|
مَهلاً دَع الإِفكَ فَضَّ اللَهُ فاك لَقَد | |
|
| بالَغتَ في الفتك حَتّى فاتَكَ الأَرَبُ |
|
إِنَّ الخِيانةَ في الأَموال حرمتُها | |
|
| أَشَدُّ من شُربِ ما لِلعَقلِ يختلبُ |
|
فهبكَ لَم تشرب الخَمرَ السُلافَ أَما | |
|
| شَرِبتَ إِثماً جَناهُ اللَهوُ وَالطَرَبُ |
|
وَإِنَّ من يكفر النعمى يعزّره | |
|
| قاضٍ لنيل ثَواب اللَه يَحتَسِبُ |
|
فَإِنَّ حَبسَ الَّذي يَلوي عقوبَتُهُ | |
|
| لا سيَّما خادِعٌ من شأنه الهربُ |
|
وَإِنَّ متلفَ مالِ الغَير يتلفه | |
|
| رَبُّ العِباد الَّذي يُخشى وَيُرتهَبُ |
|
لَقَد تَعدَّيتَ حدّ المُتلفين لَهُ | |
|
| فَقَلبُهُ لِدَوام الصَدِّ مُطَّلِبُ |
|
أَلَيسَ يَكفيكَ مِنّي التَركُ قل لي هَل | |
|
| هَذا صَنيعُ اِمرئٍ لِلتُّركِ يَنتسبُ |
|
وَقلتَ بانَ لهم غَدري وَما عرفوا | |
|
| عُذري وَلَو عرفوا عذري لما عتبوا |
|
يا ليت شعريَ ما عُذرُ اِمرئٍ جحَدَ الن | |
|
| نُعمى وَقابلَها مِن ضدِّ ما يَجبُ |
|
أَيَزعم القدر المَكتوب أَوقعه | |
|
| فالضَرب وَالحبس أَيضاً فيهِ مُكتَتبُ |
|
وَاللَه لا عُذرَ إِلّا الغَدرُ صَحَّفَهُ | |
|
| قَلبٌ عَن الحقّ للأَطماع مُنقَلِبُ |
|
وَقلتَ إِنَّ الَّذي أَهواهُ لا شرسٌ | |
|
| وَلا حَقودٌ ولا فَظٌّ وَلا صخِبُ |
|
فَهَبهُ كان كَما بالغتَ فيهِ أَما | |
|
| تَرضى بعفوٍ وَإِن لَم يسكُن الغضبُ |
|
وَهبهُ كان فَلم حلَّلتَ ما اِجترحَت | |
|
| يَداك مِن ماله تَسطو وَتنتهبُ |
|
لم حُلتَ بَينَ الَّذي يَهواه مُعتَدياً | |
|
| وَبينَ مَحبوبه هَذا هوَ العجبُ |
|
زعمتَني أَريَحيّاً لَيسَ فيَّ مِرىً | |
|
| لأَنَّني لصميم العُرب أَنتَسبُ |
|
لَو كُنتُ من مازِن لَم تَستبح ذهبي | |
|
| يا اِبنَ اللَقيطة لَكِن قَومُنا ذَهَبوا |
|
لَو أَنَّ مالي ركازٌ لَم يحلّ لِذي ال | |
|
| حاجات منه سِوى الخمسُ الَّذي يَجبُ |
|
جعلتَهُ مالَ حربيٍّ ظفِرتَ بِه | |
|
| قَهراً فَصارَ حَلالاً عندك السلَبُ |
|
وَاللَه ما هوَ إِلّا مالُ ذي رهَب | |
|
| مِن رَبِّهِ وَلَه في جودِهِ رغَبُ |
|
عاملتَهُ بِبَسيط الغدر منسرِحاً | |
|
| فَحزنُهُ وافِر وَالصَبرُ مُقتضَبُ |
|
فَسَوفَ تعلمُ حَقّاً أَيَّ مُنقَلبٍ | |
|
| يَومَ القِيامة يا ذا الظلمِ تنقلبُ |
|
وقلتَ قَد صرتُ مَتروكاً بِلا نَشَبٍ | |
|
| لأَنَّني لَيسَ لي إِلّاكُمُ نشبُ |
|
وَصارَ مِن بَعدِ حُبّي في الحَشا لهب | |
|
| فَلَيتَ شِعري مَتى تَدنو وَتَقتَرِبُ |
|
من المسعِّرُ نارَ الغدر غيرُك يا | |
|
| هَذا فَدَع قَلبكَ الغدّار يلتهبُ |
|
وَلَيسَ يَنفَعُ تَقريبُ الجُسوم إِذا | |
|
| كانَ الوِدادُ بستر الغيظ يَنحَجِبُ |
|
إِذا الأَذى خالَطَ الودَّ القَديم فَلا | |
|
| تَطمَع بِجمعها فَالوُدُّ ينقلبُ |
|
فَكَيفَ تَطلبُ مِنّي بَعدَها نشباً | |
|
| هَيهاتَ ما بَينَنا في خِلَّةٍ نسبُ |
|
بَيني وَبَينَ وِدادي فيكَ فاصِلَةٌ | |
|
| فَما له وتدٌ يُبنى وَلا سَبَبُ |
|
وقلتَ قَد غَرَّني من صُبحِ غُرَّتِهِ | |
|
| وَقَد عدمت الهُدى مذ عاد يحتجبُ |
|
أَنتَ الغرورُ الَّذي بالدّين غَرَّ فَتىً | |
|
| لَولاهُ ما كنت في دُنياه تَنتشِبُ |
|
نَعَم وَإِنَّ اِمرَءاً يَجزي عَلى حسَنٍ | |
|
| سُوءاً فَلا عَجَبٌ أَن ظَلَّ يَكتَئِبُ |
|
وَحينَ يُلدَغُ مِن جُحر فَتىً فَطِنٌ | |
|
| يَوماً فَلَيسَ إِلَيهِ قَطُّ يَقتَرِبُ |
|
وَقُلتَ جِئتُ إِلى أَنوار غُرَّتِهِ | |
|
| أَبغي الهدى فتبدّى الغيُّ وَالغلَبُ |
|
كذبتَ لا غيَّ عِندي بَل حَوى رشدا | |
|
| مُتابِعي وتجلّت دونه الحجُبُ |
|
أَقول هَذا اِنتِصاراً لا مفاخرَةً | |
|
| وَاللَه حسبيَ لا مالٌ وَلا حسبُ |
|
وَقلتَ لاموكَ في دَعوى محبّة من | |
|
| عراك مِن كلّ معنىً حازه النصبُ |
|
مَحَلَّ لَومِك لِم لَم تنه نفسَك عَن | |
|
| خِيانَةٍ لِلَّذي تَرجو وَتَرتَقِبُ |
|
تَعصي وَتُظهِر حبّاً بالمحال أَلَم | |
|
| تَستَحي يا شَيخُ ماذا البَهتُ وَالكذبُ |
|
إِنَّ الوَفاءَ لِمَن شرط المحبِّ فمن | |
|
| يَخُن يَهُن وَتَبِن في حبّه الرِيَبُ |
|
وَالحُبُّ مِن شَرطِهِ طوعُ المُحبِّ لمن | |
|
| يَهوى وَلَو لامه النصّاح أَو عتبوا |
|
وقلتَ أَوَّلُهُ مطلٌ وَأَوسطه | |
|
| عَدلٌ وَآخره وَصلٌ وَمقترَبُ |
|
هَذا يَكون لتَجريبٍ فَمَن عَرَفوا | |
|
| منه الصَفا وَالوَفا أَدنَوه واِقتربوا |
|
ومن بِغشٍّ يَعِش يَقصوه مُكتَئِباً | |
|
| فَشأنُهُ أَنَّهُ يَبكي وَينتَحِبُ |
|
ثُمَّ اِنتهيتَ إِلى المَدح الَّذي شهِدَت | |
|
| أَغزالُهُ أَنَّهُ لِلذَمّ مُنقِلبُ |
|
فَقُلتُ ما فيهِ مِن وَصلٍ فَمُنقَطِعٌ | |
|
| وكلّ ما فيهِ مِن وُدٍّ فَمُضطَرِبُ |
|
فَلا أَعُوجُ عَلى ما فيهِ مِن عِوَجٍ | |
|
| بِالرَدِّ فالدُرُّ حَقّاً فيهِ مخشَلبُ |
|
لَكِن تأمّلتُ ما يَحوي اِقتباسُك مِن | |
|
| عِلمِ الحَديثِ الَّذي تَبدو بِهِ النُخَبُ |
|
فَلَم أَجِد لك فيهِ مِن موافَقَةٍ | |
|
| فَقُلتُ وافقَ رأيي واِنتَهى الطَلَبُ |
|