نَعَمْ أخَجَلَتْ وردَ الرياض خدودها | |
|
| وأزرَت ْ برمان الغصون نهودُها |
|
رَداح تَجافَتْ أنْ تلامِسَ مَسّها | |
|
| لأردافِها عندَ التَّثَنّي بُرودُها |
|
فَمَثنى إذا رامَتْ نُهوضاً نُهوضُها | |
|
| وفَل إذا رامَتْ قُعوداً قُعودُها |
|
هِي الظبيُ لا ما للظباء قوامُها | |
|
| هيَ البدرُ لا ما للبدور عقودُها |
|
وللبدر منها وجْهُها ومكانُها | |
|
| وللظّبي مِنها مُقْلتاها وجيدُها |
|
ونافِرَةٍ عني سأنصُبُ في الكرى | |
|
| حبائلّ أحلامٍ لَعلَي أَصيدُها |
|
وَمَنْ لي بِعَينٍ تألفُ الغمضَ ليلةً | |
|
| إذا ألفَتْ طيفَ الخيال رُقودُها |
|
إلى الله أشكو قلبَ من لا يُريدني | |
|
| على مقتَضى حظّي وَقَلبي يُريدُها |
|
ولا ذنب لي إلا تلثمُ لوعةٍ | |
|
| أبى الصَّبر أنْ تبدو ودمعي يعيدُها |
|
ومِسقامَة الجفنين والخصر لم تَعُدْ | |
|
| وَوُدِّي أنّي كلَّ يومٍ أعودُها |
|
محجبةٌ تَجني على الصّب دَلّها | |
|
| ولا مِثلما تَجني عَلَيْه صُدودُها |
|
لها مُقلةٌ أنكى مِنَ البيضِ في الحشا | |
|
| إذا جرَّدَتْها فالقلوبُ غمودُها |
|
أَباحَتْ لهَا قَتْلَ المحبِّ تَعَمُّداً | |
|
| وماذا تُرى قَتْلُ المحِبُ يُفيدُها |
|
إذا قُلْتُ سَلماً حارَبتني لحاظُها | |
|
| ألا فاشهدوا أنّي الغداةَ شهيدُها |
|
أما وَليالينا بكاظمة الحمى | |
|
| وَقَدْ أشغَفَتْنا بالتواصُل غيدُها |
|
وذكّرني صيدَ الظباءِ اقتناصُها | |
|
| بِتركِ كماةٍ ماترامُ أسودُها |
|
ولمّا وَقَفنا بالقطاحيّة التي | |
|
| تنفّس مِسكاً بالرّياضِ صَعيدُها |
|
وقد ضمَّ ذاك الجيش بالبيدِ حَلْقَةً | |
|
| على كُلِّ قُطْرٍ ليسَ يحصى عَديدُها |
|
وَللْغَيْثِ رشٌّ بالرَّذاذِ وَمِثْلُه | |
|
| سحائبُ نيلٍ والصّريخُ رُعودُها |
|
وَسَلْ بالصّقورِ الطاميات مَنِ الذي | |
|
| تجشّمها حتى أتيحَ ورودُها |
|
وهل غيرُ خيلِ الصالحِ الملك التي | |
|
| بها اتّسَمَتْ أغوارُها ونُجودُها |
|
أطلّتُ على البحرِ الطّويل مغيرةً | |
|
| سريعٌ إلى ما يبتغيهِ مديدُها |
|