دَعِ العيسَ وَالبَيداءَ تَذرَعُها شَطحا | |
|
| وَسِمها بُحورَ الآلِ تَسبَحُها سَبحا |
|
وَلا تَرعَها إِلّا الذَميلَ فَطالَما | |
|
| رَعَت ناضِرَ القَيصومِ وَالشيحَ وَالطَلحا |
|
وَلا تُصغِ لِلنّاهِينَ فيما نَوَيتَهُ | |
|
| وَخَف حَيثُ يُخفي الغِشَّ مَن يُظهِرُ النُّصحا |
|
فَكُن قَمَراً يَفري الدُجى كُلَّ لَيلَةٍ | |
|
| وَلا تَكُ كَالقُمرِيِّ يَستَعذِبُ الصَدحا |
|
وَقارِض هُمومَ النَّفسِ بِالسَّيرِ وَالسُّرى | |
|
| عَلى ثِقَةٍ بِاللَهِ في نَيلِكَ الرِبحا |
|
وَأُمَّ بِساطَ اِبنِ الشَريفِ مُحَمَّدٍ | |
|
| مُبيدِ العِدا ذِكراً وَمُبدي الهُدى صُبحا |
|
فَتىً يَسَعُ الدُنيا كَما هِيَ صَدرُهُ | |
|
| فَأَمسى بِهِ صَدرَ الدِيانَةِ مُندَحّا |
|
وَمَن هَديُهُ ساوى النَهارَ وَلَيلُهُ | |
|
| فَأَمسى يُنيرُ الخافِقَينِ كَما أَضحى |
|
وَمَن هُوَ غَيثٌ أَخضَلَ الأَرضَ رَوضُهُ | |
|
| فَلا يَظمَأُ الآوي إِلَيهِ وَلا يَضحى |
|
وَلَيثٌ بِحَقِّ اللَهِ لَم يُبقِ رُعبُهُ | |
|
| عُواءً لِكَلبِ التُرَّهاتِ وَلا نَبحا |
|
هِزَبرٌ عَدا في شِرعَةِ الرُّمحِ وَالعِدا | |
|
| غَدَوا بَقَراً يَستَعمِلُ النَحرَ وَالذَبحا |
|
أَميرٌ مُلوكُ الكُفرِ أَضحَوا لِسَيفِهِ | |
|
| كَما تَتَبَغّى الذَبحَ في عيدِها الأَضحى |
|
تَزيدُ عَلى الفاقاتِ فَيضاتُ كَفِّهِ | |
|
| فَيَغرَقُ في التَيّارِ مَن يامُلُ النَضحا |
|
فأَيُّ مُنىً لَم نَروَ مِنها فَإِن تَكُن | |
|
| فَمَحزومَةٌ أَن تُبرِدَ الظَّمَأَ البَرحا |
|
فَلا تَرُمِ التَّشبيهَ فيهِ فَقَد جَرى | |
|
| مَعَ الظاهِرِ المُدني إِلى السُكَّرِ المِلحا |
|
سَعى وَسَعَوا لِلمَكرُماتِ فَأَقصَروا | |
|
| وَلَم يَرضَ حَتّى اِستَكمَلَ الكَرَمَ القُحّا |
|
وَفَلَّقَ فيهِم بَيضَةَ المَجدِ قاسِمٌ | |
|
| فَناوَلَهُم قَيضاً وَناوَلَهُ المُحّا |
|
فَتىً يَستَقِلُّ البَحرُ جودَ بَنانِهِ | |
|
| عَلى حالَةِ اِستِكثارِ حاتِمٍ الرَشحا |
|
مَساعيهِ في الخَطبِ الجَليلِ يَرومُهُ | |
|
| كَآمالِ مَن يَرجوهُ تَستَصحِبُ النُجحا |
|
صِفاتٌ كَدُرِّ البَحرِ صَفواً وَلُجِّهِ | |
|
| حِساباً فَمَن يَأتي عَلى مائِهِ نَزحا |
|
وَآياتُ عِلمٍ أَغمَدَ الجَهلَ نورُها | |
|
| وَغاياتُ جِدٍّ لَيسَ تَطلابُها مَزحا |
|
وَرَأيٌ يُريهِ اليَومَ ما في حَشا غَدٍ | |
|
| وَيَكشِفُ عَنهُ مِن دُجى لَيلِهِ جُنحا |
|
وَحَزمٌ يَهُزُّ الراسِياتِ ثَباتُهُ | |
|
| وَعَزمٌ يُحاكي الزَندَ ماضيُهُ قَدحا |
|
وَكَفٌّ تُري وَكفَ الحَيا كَيفَ يَنهَمي | |
|
| إِلى خُلُقٍ يُري نَسيمَ الصَبا النَفحا |
|
وَبِشرُ مُحَيّا عَلَّمَ الصُبحَ ما السَّنا | |
|
| وَقَبضٌ أَرى النارَ التَأَجُّجَ وَاللَفحا |
|
وَتَأليفُهُ أَشتاتَ كُلِّ فَضيلَةٍ | |
|
| وَمَكرُمَةٍ غَرّاءَ تُعجِزُنا شَرحا |
|
كَفانا اِتِّخاذَ الفالِ في القَصدِ يُمنُهُ | |
|
| فَلَسنا نَخُطُّ الرَملَ أَو نَضرِبُ القِدحا |
|
مَهيبٌ مَخوفٌ بَطشُهُ تَحتَ حِلمِهِ | |
|
| عَفُوٌّ يَرى إِلّا عَنِ الباطِلِ الصَفحا |
|
فَهَل كانَ مَعزُوّاً إِلى الحِلمِ قَبلَهُ | |
|
| نَعَم أَو كَريمٌ يَدَّعي غَيرَهُ سَمحا |
|
فَأَقدَمَ حَتّى فارَقَ الجُبنَ صافِرٌ | |
|
| وَجادَ إِلى أَن عافَ مادِرٌ الشُحّا |
|
وَلَم تذعنِ الأَعداءُ مَحضَ مَوَدَّةٍ | |
|
| إِلَيهِ وَلكِن إِنَّما كَرِهوا القَرحا |
|
رَأَو ضَيغَماً يُعطي الحُروبَ حُقوقَها | |
|
| وَإِن تَضَعِ الأَوزارَ يُبرِم لَها صُلحا |
|
وَيَستَغرِقُ الأَوقاتَ في الجِدِّ كُلَّها | |
|
| وَلا يَهَبُ التَلعابَ ما يَسَعُ اللَّمحا |
|
مُواصِلَةً حَبلَ الجِهادِ جِيادُهُ | |
|
| وَوَقفاً عَلى غَزوِ العِدا عَدوُها ضَبحا |
|
مُعاديهِ مُعطى بِالحَياةِ مَنِيَّةً | |
|
| وَبِالجَنَّةِ الأُخرى وَبِالسُندُسِ المِسحا |
|
أَيا اِبنَ أَميرِ المُؤمِنينَ وَسَيفَهُ | |
|
| وَصَمصامَهُ أَن يَرفَع الضَربَ وَالنَطحا |
|
تُشابِهُهُ خَلقاً وَخُلقاً فَسامِهِ | |
|
| إِلى الفَلكِ الأَعلى فَإِنَّكَ لا تُلحى |
|
تَهَندَسَتِ العَليا فَأَحرَزَت جِسمَها | |
|
| لِإِحرازِكَ النُقطاتِ وَالخَطَّ وَالسَطحا |
|
فَكَم مِن حَديثٍ كانَ يُسنَدُ لِلنَدى | |
|
| وَلَكِنَّهُ لَولا نَوالُكَ ما صَحّا |
|
فَأَعطَيتَني الأَعيانَ وَالعَينَ وَالكِسا | |
|
| وَبيضَ الظُبا وَالنوقَ والخَيلَ وَالطِلحا |
|
فَلا زِلتَ لِلإِسلامِ عيداً مُنَغِّصاً | |
|
| تُنَغِّصُ حُسناهُ السَعانينَ وَالفُصحا |
|
أَبوكَ لِحُكمِ الشَرعِ وَلّاكَ عَهدَهُ | |
|
| فَلَم تَلقَ كَدّاً في السُؤالِ وَلا كَدحا |
|
وَأَعطاكَهُ إِذ لَيسَ غَيرُكَ أَهلَهُ | |
|
| وَلِلعَقلِ نورٌ مَيَّزَ الحُسنَ وَالقُبحا |
|
كَفى دُرَّهُ فَخراً تَحَلّيكَ سمطَهُ | |
|
| وَمَنعَكَهُ تِلكَ المَعرَّةَ وَالقَدحا |
|
فَأَهدى إِلَيكَ الدَهرُ بِلقيسَ مُلكِهِ | |
|
| وَأَبدى لَكَ الكُرسِيَّ وَالعَرشَ وَالصَّرحا |
|
وَوَلّاكَ رَبُّ العَرشِ مُلكَ بِقاعِها | |
|
| وَأَصحَبَكَ التَمكينَ وَالنَصرَ وَالفَتحا |
|
إِلَيكَ بِها يا كَعبَةَ المَجدِ كاعِباً | |
|
| مِنَ الشِعرِ لا تُسطاعُ أَركانُها مَسحا |
|
إِذا شَهِدَت زَكّى الأَعادي حَديثَها | |
|
| وَإِن أَثخَنَت عَنّا قُلوبَهُم جُرحا |
|
أُكَلِّفُها فَرضَ المُحالِ أَداءَها | |
|
| لِشُكرِ نَدىً لا يَنتَهي مُزنُهُ سَحّا |
|
فَخُذها اِبنَةَ الحاءِ الَّتي الحَمدُ مُبتَدىً | |
|
| لَها وَبِها خَلّاقُها كَمَّلَ المَدحا |
|