هُوَ الأَجَلُ المَوقوتُ لا يَتَخَلَّفُ | |
|
| وَلَيسَ يُرَدُّ الفائِتُ المُتَأَسِّفُ |
|
رَضينا قَضاءَ اللَهِ جَلَّ جَلالُهُ | |
|
| وَإِن ضَلَّ فيهِ الجاهِلُ المُتَعَسِّفُ |
|
هُوَ الحَقُّ يَجزينا ثَوابَ صَنيعِهِ | |
|
| وَنُنفِقُ مِن خَيراتِهِ وَهوَ يُخلِفُ |
|
يُعافي وَيَعفو عَن كَثيرٍ وَلَم يَزَل | |
|
| حَليماً وَما زِلنا نُسيءُ وَنُسرِفُ |
|
فَكَيفَ يُؤَدّي حَمدَهُ حَقّ حَمدِهِ | |
|
| كَما يَنبَغي مَجداً لِسانٌ وَأَحرُفُ |
|
إِلَهي عَجزنا دونَ ما أَنتَ أَهلُهُ | |
|
| وَخِفنا وَنَرجو ما لَدَيكَ وَنَرجُفُ |
|
أَشارَت يَدُ الدُنيا بِتَوديعِ أَهلِها | |
|
| وَكِدنا نَرى الأَشراطَ وَاللَهُ يَلطُفُ |
|
رَجَوناكَ مِفضالاً وَخِفناكَ عادِلاً | |
|
| فَهَب ما نُرجي وَاكفُ ما نَتَخَوَّفُ |
|
هِيَ الجسر لِلأُخرى فَسِر ضَيفَ لَيلَةٍ | |
|
| عَلَيها فَكُل ما تُستَضافُ وَتُعلَفُ |
|
تُكَلِّفُنا أَشياءَ لا نَستَطيعُها | |
|
| وَنَعلَقُ فيها بِالمُحالِ وَنَكلَفُ |
|
فَأَمّا هَوانا طولُها فَلِأَنفُسٍ | |
|
| شَديدٍ عَلَيها تَركُ ما كانَ تَألَفُ |
|
تَصَرَّفَتِ الهَوجاء فينا عَلى عَمىً | |
|
| فَلا غَرَضٌ تَبغيهِ فيما تُصَرِّفُ |
|
وَما ذاكَ إِلّا أَنَّها جَدُّ كَلبَةٍ | |
|
| وَما طُبِعَت إِلّا عَلى الكَلبِ تَصرِفُ |
|
يَبَشّ مُحيّاها إِلى كُلِّ ناقِصٍ | |
|
| وَتَعبَس في وَجهِ الكَريمِ وَتَصدُفُ |
|
وَلَيسَ يَفي فيها يُفيدُ سُرورُها | |
|
| بِأَحزانِها فيما تُبيدُ وَتُتلِفُ |
|
فَلا تَرضَها جَمعاءَ كَتعاءَ جُملَةً | |
|
| تَحِلَّةَ ما تولي عَلَيهِ وَتَحلِفُ |
|
وَلا دارُ سُكنى وَهيَ قَصرٌ مُشَيَّدٌ | |
|
| فَكَيفَ وَهَذا قاعُها وَهوَ صَفصَفُ |
|
وَما الزُّهدُ في إلغائِها وَهيَ عَلقَمٌ | |
|
| زُعاقٌ وَلَكِن وَهِيَ صَهباءُ قَرقَفُ |
|
مَضَت غَيرَ ما سُوف عَلى زَرَجونِها | |
|
| وَلَكِن عَلى مِثلِ اِبنِ يوسُفَ يوسَفُ |
|
فَتانا وَمُفتينا المُصيبُ وَشَيخُنا | |
|
| وَنِبراسُنا فيما يَهُمُّ وَيَسدِفُ |
|
يُعايِنُ أَعقابَ الأُمورِ فَراسَةً | |
|
| إِياسِيَّةً تُلقى إِلَيهِ وَتَهتِفُ |
|
وَتَسمَعُ عَنهُ بِالعَجيبِ وَما تَرى | |
|
| بِأَحسَنَ مِمّا كانَ يَروي وَأَطرَفُ |
|
تَهُمُّ قُلوبُ الحاسِدينَ بِغَمصِهِ | |
|
| فَتَسبقُهُم أَفواهُهُم فَتُشَرَّفُ |
|
بَصيرٌ بِحَلِّ المُشكِلاتِ كَأَنَّما | |
|
| يُكاشِفُ عَن أَسرارِها ثُمَّ يَكشِفُ |
|
حَكيمٌ تَلاشى فيهِ سَحبانُ وائِلٍ | |
|
| وَقِسٌّ وَأَفعى الجُرهُمِيُّ وَقَلطَفُ |
|
وَرِسطا وَقِسطا وَاِبنُ وَهَرمُسٌ | |
|
| وإِقليدِس ذو الجَوسَفَينِ وَاِسقُفُ |
|
غَمامٌ بِماءِ المُزنِ يَنهَلُ مُزنُهُ | |
|
| وَبَحرٌ بِأَصدافِ المَكارِمِ يَقذِفُ |
|
تَمَلَّكَ أَطرافَ القَضاءِ وَفِقهَهُ | |
|
| وَما هُوَ إِلّا مالِك وَمُطَرَّفُ |
|
تُخاطِبُنا كُبرى اِبن يوسُفَ عِندَهُ | |
|
| دَعَوا كَثرَةَ الأَراءِ هَذا المُصَنّفُ |
|
دَرى في اللُّغى وَالنَّحوِ ما شاءَ في الصِبا | |
|
| فَشَبَّ عَلى تَحقيقِهِ يَتَفَلسَفُ |
|
يُجَوِّدُ آياتِ الكِتابِ فَصَدرُهُ | |
|
| لِمَجموعِ ذي النورَينِ عُثمان مُصحَفُ |
|
عَواطِلُ آذانٍ مِنَ العِلمِ لَم يَكُن | |
|
| يُقَرِّطُها تَدريسُهُ وَيُشَنَّفُ |
|
يُفَسِّرُهُ تَفسيرَ حَبرٍ مُوَفَّقٍ | |
|
| يُسَنّى لَهُ فَيضُ العُلومِ فَيَغرِفُ |
|
نَضَت جودَها في كَفِّهِ كَفُّ حاتِمٍ | |
|
| وَزَرَّ عَلَيهِ جُبَّة الحِلمِ أَحنَفُ |
|
أَشَمُّ المَعالي هَمُّهُ وَهوَ هَمُّها | |
|
| وَيشغَفُ فيها مِثلَ ما فيهِ تشغَفُ |
|
قَصَرنَ عَلَيهِ الطَرفِ وَهوَ كَأَنَّما | |
|
| بِرُؤيا سِواها كانَ يَقذى وَيُطرَفُ |
|
وَما كُنتُ أَدري قَبلَهُ المَوتَ زَعزَعا | |
|
| يُدَكدِكُ جودِيَّ المَعالي وَيَنسِفُ |
|
وَلا حاجِياً أَن يَستَهِلَّ اِبنُ لَيلَةٍ | |
|
| عَلى النّاسِ بَدراً كامِلاً ثُمَّ يُكسَفُ |
|
تَوَغَّلتَ سِجنَ الهَمِّ فَاِصبِرهُ حِسبَةً | |
|
| يُجازيكَ مَن مَجزِيِّ يوسُفَ يوسُفُ |
|
أَرادَ بِكَ اللَهُ الَّتي هِيَ عِندَهُ | |
|
| أَحَظُّ وَأَحظى بِالمَفازِ وَأَشرَفُ |
|
وَلَو أَنَّ آثامَ البَرِيَّةِ كِفةٌ | |
|
| لَخَفَّت بِما فيها ثَوابُكَ يُصرَفُ |
|
وَبَخ بَخ وَبَشِّرِ أُمَّ أَحمَدَ بِالَّذي | |
|
| يُثَنّى لَها مِن أَجرِهِ وَيُضَعَّفُ |
|
فَلا تَجزَعا يا والِدَيهِ فَرَبُّهُ | |
|
| أَبَرُّ بِهِ مِن والِديهِ وأَرأَفُ |
|
وَخَلّي وَمَن أَصفَيتِ وُدّي وَمَن بِهِ | |
|
| أُقيم اِعوِجاجي كُلَّهُ وَأُثَقّفُ |
|
وأَفرَشتني شَوكَ القَتادِ وَإِنَّما | |
|
| فَراشاكَ في الفِردَوسِ لاذٌ وَرَفرَفُ |
|
وَجازاكَ عَنها خَيرَ خَيرٍ يَنالَهُ | |
|
| وَيُجزى بِهِ الدَيّانَةُ المُتَحَنِّفُ |
|
وَخَلّى لِمَولاهُ الحَضيضَ وَأَهلَهُ | |
|
| فَلَيسَ لَهُ إِلّا إِلَيهِ التَشَوُّفُ |
|
وَتَعزوهُ لِلأَحداثِ سِنٌّ صَغيرَةٌ | |
|
| وَيَعزوهُ لِلأَشياخِ عِلمٌ يُؤَلَّفُ |
|
تَعَجَّبتُ مِن تَقديمِهِ عِندَ عدِّهِم | |
|
| وَهُم وَهوَ عَقدُ السُؤدَد المَحضِ نَيفُ |
|
تَغَلغَلَ في عِلمِ التَصَوُّفِ آخِذاً | |
|
| عَلى نَفسِهِ دونَ الحُظوظِ التَصَوُّفُ |
|
وَأَدناكَ إِذا لَم تَرضَ نَفسُكَ حَيَّةً | |
|
| بِما لَيسَ يُدني مِن رِضاهُ وَيُزلِفُ |
|
وَغَلَّ لِساني فيكَ ما غَمَّ خاطِر | |
|
| فَها أَنا أَرسو في الكَلامِ وَأَرسُفُ |
|
وَلَم أَقضِ أَدنى حَقِّهِ غَيرَ أَنَّني | |
|
| أُبَهرِجُ في تَأبينِهِ وَأُزَخرِفُ |
|
رَثاء الَّذي لا يُسخِطُ اللَهَ قَولُهُ | |
|
| وَيَحزَنُ مِنهُ القَلبُ وَالعَينُ تَذرِفُ |
|
تَمَنَّيتُ لَو أُعطيتَ في القَولِ بِسطَةً | |
|
| فَأَهتِفُ فيهِ بِالَّذي أَنا أَعرِفُ |
|
نَعَم كَيفَ يُفني غارِفٌ مُتَحَفِّنٍ | |
|
| بِغرفَتِهِ البِحرَ المُحيطَ وَيَنزِفُ |
|
لَهُ شيمٌ مِثلُ النُجومِ عَديدَةٌ | |
|
| فَمِنهُنَّ مَوصوفٌ وَما لَيسَ يوصَفُ |
|
وَغاياتُ سَبقٍ في الكَمالاتِ تَنتَهي | |
|
| جِيادُ القَوافي دُونَهُنَّ وَتوقَفُ |
|