على كلِّ حالٍ ليس لي عَنْك مَذْهبُ | |
|
| وَمَا لِغَرَامِي عِنْد غيركَ مَطْلبُ |
|
وقدْ زَعمُوا أَنِّي قُتِلتُ وأَنَّنِي | |
|
| رَضيتُ فما بالُ المليحةِ تَغْضَبُ |
|
ومِسْكيةِ الأَنفاسِ نَدِّيةِ اللَّمى | |
|
| بها الطِّيبُ يُنْسَى لاَلَها الطِّيبُ يُنْسَب |
|
وشاربةٍ خمرَ الدلالِ فدهرها | |
|
| يغنِّي عليها حلُيها وهي تشرَبُ |
|
إِذا طلعَتْ للبدرِ والبدرُ طالعٌ | |
|
| تأَخَّرَ حتى كادَ في الشَّرقِ يَغْرُب |
|
لها بَشَرٌ مثلُ الحريرِ وخدُّها | |
|
| يُخِّبرُنا أَنَّ الحريرَ مُذَهَّبُ |
|
أُشيرُ إِليها من بعيدٍ بقبلة | |
|
| فأُبصرُها فيِ مائه تَتَلَهَّبُ |
|
أَخوضُ دُموعِي وهْي تلعبُ غَفْلةً | |
|
| فإِنِّي وإِيَّاها نَخُوضُ ونَلْعَبُ |
|
وأَشْكُو إِلى ليلِ الغَدائِر غدرَها | |
|
| وأُمْلي عليه وهْو في الأَرْضِ يَكْتُبُ |
|
وإِنْ شَابَ رأْسي اليومَ من مُرِّ هجْرها | |
|
| فإِنسانُ عَيني قبلُ بالدَّمْعِ أَشْيَبُ |
|
وشيبُ الفَتى عِند الفتاةِ يَشينه | |
|
| وما الشَّينُ إِلا الشيبُ والزينُ زينَبُ |
|
وزينبُ كالدُّنيا تُحَبُّ وتُشْتهَى | |
|
| على غَدْرِها فالغِرُّ فيها مُجرِّب |
|
خليليَّ مُرَّا بِي عليها ونكِّبَا | |
|
| سِواهَا فقلْبي عَنْ سِواهَا مُنَكَّبُ |
|
وإِيَّاكُما أَنْ تَقربَا أُمَّ جُندبٍ | |
|
| فما هِي إِلاَّ في القماءَةِ جُنْدُبُ |
|
وإِيَّاكُما أَنْ تصدِفَا بي عن العُلا | |
|
| فَلِي مَذْهَبٌ يُفْضِي إِليها ومَذْهب |
|
وإِني لطمَّاحُ المطامِع نحوَها | |
|
| وما كُلُّ طماحِ المطامع أَشْعَبُ |
|
وإِيَّاكُما أَن تَتْركانِي على الصَّدَى | |
|
| فكَفُّ أَبِي بكرٍ بما شئتُ تَسْكُب |
|
فَلِي ثقةُ في جودِه لا تَخُونُني | |
|
| ولي أَملٌ في فضلِه لا يُخَّيب |
|
أَمنتُ زمانِي وارْتَقَبْتُ نوالَه | |
|
| وبحرَ نوالٍ عنده البَحْرُ مِذْنَبُ |
|
وطرَّى جفافَ الحالِ منِّي بجوُدِه | |
|
| فَهَا أَنا أُطْرَي بالمديحِ وأَطْربُ |
|
وأَنشُرُ شكراً ذكرُه ليس يُفْتَرى | |
|
| وأَنْظِمُ مدْحاً دُرُّه ليس يُثقَبُ |
|
هو الملكُ المحيي المميتُ ببأْسِه | |
|
| ونائِله أَيَّانَ يرْضَى ويغضَبُ |
|
يرجِّيه ملآنُ الفؤادِ مهابةً | |
|
| لترجيبه فهو المرَجَّى المرجَّبُ |
|
فلا يُحجَب الراجُون عن بابِ رِفْدِه | |
|
| وعن بَابِه المِلكُ المحجَّبُ يُحْجَبُ |
|
على بابه الأَملاكُ تَزْحَمُ وفدَه | |
|
| وإِن قَرُبوا بالإِذن فالوفدُ أَقرَبُ |
|
يطأْن بساطاً فيه للشَّمسِ منزلٌ | |
|
| وإِنْ كَان فيه للسحائِب مَسْحبُ |
|
تدينُ له طوعاً وكَرْهاً ضَراغمٌ | |
|
| تسَّهلَ منها كلُّ ما يتصَعَّبُ |
|
فيقْطعُها ماضِي العزائِم قاطعٌ | |
|
| ويغلبُها عبلُ الضَّراغِمِ أَغْلَبُ |
|
لقد نُسخَتْ من بعدمَا مُسِختْ له | |
|
| ملوكٌ به آسادُها تَتَثَعْلبُ |
|
فأَعداؤه ثوَوْا بع في بِلادِهم | |
|
| تُقيمُ وتَمْضِي حينَ يَرْضَى ويَغْضَبُ |
|
ويُسخِطُه الجانِي فيرجعُ خُلْقُه | |
|
| إِلى طَبْعِه في العَفْوِ والطبعُ أَغْلَبُ |
|
وليس القِلاعُ الشمُّ إِلاَّ ثِيابُه | |
|
| فمن شاءَ يُكساها ومن شاءَ يُسلبُ |
|
نصحتُك جنِّب بأْسَه فهو مُهْلِكٌ | |
|
| وإِن شِئْتَ يمِّم جودَه فهو مَطْلَبُ |
|
إِذا سَلَّ سيفَ الدِّين في حوْمةِ الوَغى | |
|
| فقد سَلَّ أَدْرَى بالقِرَاع وأَدْرَبُ |
|
وجرَّدَ ماضِي الكَفِّ والقلبُ ثابتٌ | |
|
| فما قلبُه يومَ الوغى يتَقَلَّبُ |
|
وسعتَ شعوبَ الخلق لما أَتيتَهم | |
|
| بجودٍ يعم الخلقَ إِذ يتشَعَّبُ |
|
ولم يبقَ صُقْعٌ لم يَلِجْه نَوَالهُ | |
|
| بناءٌ مَشيدٌ أَو خِباءٌ مُطَنَّب |
|
تَعُدُّ مَعَدُّ ما تولَّيتَها به | |
|
| ويُعرِبُ شكراً عن أَيادِيكَ يَعْرُب |
|
وَمَا فيهما مُحصٍ ولكن مُقَصِّرٌ | |
|
| ومعترفٌ أَن ليسَ يُحسِنُ مُحسِب |
|
وإِنيَ عبدٌ لم أَزَلْ فيكَ قائماً | |
|
| بمَدْحِكَ أَشْدُو أَو بحمْدكَ أَخْطُب |
|
نظمتُ مديحي فيك والسِّنُّ يافِعٌ | |
|
| وهذا مَدِيحي فيكَ والرَّأْسُ أَشْيَبُ |
|
وغنَّى بشِعْري فيك كلُّ مغرد | |
|
| ونالَ الغِنَى مِنْه مُغَنٍّ وَمُطْربُ |
|
وكلُّ قصيدٍ قلتُها فيكَ إِنَّها | |
|
| بلا مِرْيَةٍ في الحسنِ والسِّيرِ كَوْكَبُ |
|
فلا مَنْطِقٌ إِلاَّ لِقَوْلِي مَشْرقٌ | |
|
| ولا مِسْمَعٌ إِلاَّ لِقوليَ مَغْرب |
|
أَعدْتَ لأَهلِ النِّيل رِيَّ بِلاَدِهم | |
|
| بأَبحُرِ نيل عنْدَهَا النِّيلُ مِذْنب |
|
هنيئا لمصرٍ وصْلُه ووصولُه | |
|
| فقدْ كَانَ يُؤْذِي مصرَ مِنْه التَّجَنُّبُّ |
|
أخذتَ لمصرٍ من دمشقَ بحَقِّها | |
|
| فمصرُ بما أَوليْتَ تُطري وتَطرب |
|
ومَا بَرِح الفُسْطاطُ مُذْ كَانَ طيِّباً | |
|
| عَلى غيرِه لكنَّه اليوم أَطْيَبُ |
|
فلا موضعٌ قد كانَ بالأَمسِ مُجْدباً | |
|
| بنأْيِك إِلاَّ وهْو في اليومِ مُخْصب |
|
تَغَايَرت الآفَاقُ فيكَ محبَّةً | |
|
| ومنْ ذا الذِي يحبو ولا يتحبَّب |
|