عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر العباسي > غير مصنف > ابن سناء الملك > مَرَّت كبارِقَةِ السَّحابِ

غير مصنف

مشاهدة
1497

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

مَرَّت كبارِقَةِ السَّحابِ

مَرَّت كبارِقَةِ السَّحابِ
ثُمَّ انْطَوَتْ طَيَّ الكِتَابِ
أَيَّامُ وصْلٍ كالشَّبا
بِ مَضَتْ بأَيَّامِ الشَّبَابِ
أَغْفَلْتُ وَجْهَ شَبيبَتي
حتَّى تَنَقَّبَ بِالنِّقَابِ
وذَهَلْت عن شَمْس الصبا
حتَّى تَوارَتْ بِالحِجَابِ
أَيامَ أَغْنانِي صِبا
يَ عَن التَّعَرُّضِ للتَّصَابِي
لله أَيامٌ مضَتْ
بينَ الحبائِبِ والحَبَابِ
ومَليحةٍ كالبدْر دَمْ
عي بَعْدها مثلُ السَّحابِ
أَدْعو الوِصَال فلا أَرَى
غيرَ الجوى بِي من جَوابِ
ما كُنْتُ أَحْسِب عِنْدها
أَنِّي أُنَاقَشُ فِي الحِسابِ
يا عاذلين كَشَفْتُم
غَيِّي وأَخْفَيْتُم صَوابِي
زدتُم غَرامي لا نَقَص
حين زدتم في عتابي
هي قد كفتكم ما أراد
تُم بالصُّدودِ والاجْتِنَابِ
دعْها كما شاءَت تُما
طِل بالرِّضَا أَو بالرُّضَاب
فَلَمَدْح مَوْلى الخلقِ أَحْ
لَى مِنْ ثَنَايَاها العِذابِ
مَلِكٌ له الأَمْلاكُ تد
خُل سُجَّداً مِنْ كُلِّ بَاب
تأْتيه خاشعةَ الوُجو
ه لَديهِ خاضِعَةَ الرِّقَابِ
مَلكُ الأَنَامِ ولا أُحا
شِي والمُلوكِ ولا أُحَابي
إِنْ أَظْلَمَ الخَطْبُ المُلِمُّ
فرأْيُه مثلُ الشِّهابِ
أَوْ خَاطَبتْك النَّائِبا
تُ فعِنده فصْلُ الخِطابِ
يشفِي الصُّدورَ بِفعلِه
يومَ النَّوالِ أَوِ الضِّرَابِ
فَلِقَاؤه يومَ الوعي
د وَجُودُه قبلَ الطِّلابِ
من بَأْسِه غابَ الغَضَنْ
فر خَائِفاً في كُلِّ غَابِ
ولِبَطْشه خبَّا المهنَّ
دُ شَفْرَتَيهِ في القِرَاب
يأَيُّها الملِكُ الَّذي
يُعطِي الكثيرَ بلا حِساب
أُنْهي إِليكَ وأَشْتكِي
فَقْرِي وضُرِّي واكْتِئابي
ولقد عَجَزْتُ لفرط فَقْ
رِي عن طَعامِي أَو شَرَابِي
ولقد كُسيتُ من النُّح
ولِ كمَا عَرِيتُ من الثِّيابِ
فاغْنَم ثَوابِي لا شغِل
تَ ولا فَرَغْتَ من الثَّوابِ
آذَنَتْنَا يومَ اللوى بالحَرْب
أَسْهُمُ التُّركِ في عُيونِ العُرْبِ
ورمَتْ كُلَّ من رَآها سِوى قل
بِي فإِنِّي أَرْمِي إِليهَا قَلْبِي
وغَدت سالباتٍ عقلي ولم تَقْ
تُلْ وقَتْلي أَسَرُّ لي مِنْ سلبي
وَوَراءَ السُّجوفِ محتجباتٌ
تَهْتَزُّ أَنوارُها بالْحُجْبِ
لُثِّمتْ فوق نَقْبِها فَهنِيئاً
ولا غَرْوَ فالهَنا في النَّقْبِ
وتبدَّت مليحةً قد تبدَّت
تسْكُنُ الشِّعب مع ظِباءِ الشِّعب
لو نأَتْ عن فَلاتِها لأَحسَّ السِّ
رْبُ إِذ فارقَتْه نَقْصَ السِّرب
ترتعي بالصُّدودِ أَخضرَ عَيْشِي
أَتُراها ظَنَّتْه بَعْضَ العُشْب
فغدا كُلُّ قاصِر الطَّرفِ في المُدْ
نِ بل القَصْرِ كاعِباً في كَعْبِ
أَلِفَتْ نَوْمَها على الكُثْب حتَّى
حَمَلت في الإِزَارِ بَعْضَ الكُثْبِ
يَفْضَحُ المسكَ ما يُرى بِيدَيْها
مِنْ بَقايا طِلاءِ بَعْضِ الجُرْب
وهي ممَّن تُبدِي الصُّدود لِبنْت ال
كَرْمِ وصْلاً لدَرِّ أُمِّ السَّقْب
لا تُحِبُّ المُدامَ في الكأْس لكن
لبَنَ البَختِ في خَلَنجِ القُعْبِ
وتَعُدُّ الهبيدَ قوتاً ومن لِلصَّ
بِّ لو تشتهيه مثلُ الضَّبِّ
أَخصبَ الوجهُ بالجمالِ وخصَّ ال
خَصْرُ في فَلاَتِها بالجَدْب
عَذَّبَتْني بِحُبِّها وهو عَذْب الط
عمِ وَيْلِي من الأُجَاج العَذْبِ
رُبَّ ليلٍ واصلْتُها فِيه والشُّه
بُ تَرانِي وَاصَلْتُ بعضَ الشُّهْب
والثَّنايَا نُقْلَى وقد كادَ يُفْنَى
ماءُ أَطرافِها بلَثْمي وشُربي
آهِ واحسرتي لدهرٍ أَغرَّ
وزمانٍ غضٍّ وعيشٍ رطْب
ذاك عَيْشٌ يا قبحَ يا لؤمَ فِعْلي
حينَ لم أَقْضِ إِذْ تَقَضَّى نَحْبي
ليسَ إِلاَّ دَمْعِي الَّذي منْ رَأَى جف
نِي رَآه كأَنَّ دَمْعِيَ هُدْبي
أَنجم الدَّمع لا تغيبُ شروقاً
مَع أَنِّي رأَيْتُها في الْغَرْب
أَنا أَبكي لِما مَضى لاَ لِما يأِْتِي
فيا عَيْنُ لا تَني في السَّكب
أَمرضَتْني خطوبُ ذا الدهرِ لكن
عِنْد عبدِ الرَّحيمِ مِنْها طِبِّي
الأَجَلُّ الموقِّي النكباتِ الر
عنَ إِذ رُعن بالرِّياح النُّكْبِ
مَن مَدارُ الدُّنيا عليه فَلا تَع
جَبْ إِذا كان ثَابِتاً كالقُطْب
وله الرِّيُّ في القلوبِ الصَّوادِي
وله الغُلُّ في الرقاب الْغُلْبِ
كُلُّ وجهٍ له يُعَفَّر إِمَّا
بسجودٍ لطاعةٍ أَو سَحْبِ
هَيبةٌ أَرْغَبت صروفَ اللَّيالِي
فَهِي منها مَنصورةٌ بالرُّعب
ومَعالٍ تجِلُّ قدراً عن الأَو
صافِ إِلا عن وصفها بالسَّلْبِ
كلُّ من ضيَّق الزَّمانُ عليه
نازِلٌ منه في الفِناءِ الرَّحْب
وهْوَ فَكُّ الأَسير مُحْيي رَميمَ ال
مجدِ قوتُ الثاوين زادُ الرَّكب
غَلِطُوا مَا هيَ الأساريرُ في كف
يه بل تلك مِسحبٌ للسُّحب
شاع مثلَ الشُّعاع جودُ يديه
ورَسَا حِلْمُه كمِثْلِ الهُضْبِ
أَبداً قَصْدُه عَن الخلْق صَرْف الصَّر
فِ من بينهم وخَطْمُ الخَطْبِ
ظَفِرَ النَّاسُ بالقشورِ من السَّعْ
دِ وحَازَ الأَجَلُّ جُلَّ اللُّبِّ
وهْو في كُلِّ روضةٍ لِلْمعالي
في اقتطافٍ وغيرُه في حَطْبِ
أَنْحلَتْه عبادةٌ هو فيها
من مَضاءٍ ورِقَّةٍ كالعَضْبِ
هُو صبٌّ بها فلا غَرْو أَن ين
حَل إِنَّ النُّحولَ حَلْيُ الصَّبِّ
ورأَت حبَّه الملوكُ من الفر
ضِ ولا فرضَ مثلُ حُبُّ النَّدب
وجميعُ التِّيجان إِن عصبُوها
فهو قد صار مثلَهم بالعَصْب
غَنيت بالآراءِ مِنْه وبالسع
دِ عن الطَّعْن في الوَغَى والضَّرْبِ
كُتبٌ تَضْرِب الرِّقَاب ولم أَدْ
رِ بأَنَّ السيوفَ بعضُ الكُتْب
معجزُ القولِ منه قد طَبَّق الآ
فاق بالسِّير تَارَةً والوَثْبِ
فهو لو سَار مَشْرِقاً هو والشم
سُ لوافى مِنْ قبلها لِلْغَرْب
أَنا أشْكو إليكَ ما لم يَدُرْ لي
في حِسابٍ وأَنْتَ مِنْه حَسْبي
قَلَّ قدرِي عن العِتابِ ولكن
أَنا أُنْهِي تَظَلُّمي لا عتبي
أَنا فيما يُعيذُك اللهُ منه
في هُمومٍ عَن سُوءِ حَالِيَ تُنْبِي
واهتضامٍ لِجَانِبي ولَكمْ مُدْ
ية صدٍّ يُحَزُّ منها جَنْبي
لا مُعيني لا ناصِري لا حَميمي
لا حَبيبي لا أُسرتي لا صَحْبي
قَدْ تبَرَّا بعضي عن البَعضِ حتَّى
كَبِدي قدْ تَبَرَّأَتْ مِنْ قَلْبي
وَحْدَةٌ واستكانةٌ وافتقارٌ
واغتنامٌ وكُرْبةٌ واكَرْبِي
أَنا مَيْتٌ ما غَيَّبوني إِذ البِرُّ
بمثلي تَغْيِيبُه في التُّرب
كلُّ يسْرٍ أَراه قد صار في حقِّ
يَ عُسراً فالسَّهْل مثلُ الصَّعب
وتمالاَ عَلَيَّ كلُّ عدوٍّ
لا يَنِي في ثَلْمي ولا في ثَلْبي
قصْدُ هذا قَتْلي وهَذا مُلاقا
تي وهذا أسْري وهَذَا نَهْبي
كم سفيهٍ عليَّ أَسرفَ في سبّ
ي ولم يَلْق ناهِياً عَنْ سَبِّي
وكذوبٍ عليَّ صُدِّق حتَّى
صَارَ كالصِّدْق ما افْترى منْ كَذْبِ
وحسودٍ كما يُقال على الصَّلْ
ب فلا زال جِسْمُه في الصَّلْبِ
ليت شِعْري علامَ أُحْسَدُ يا قو
مُ وحالي حقيقةٌ بالنَّدبِ
أَمَكَانِي أَمْ مَنْصِبي أَمْ غِنَى كفَّ
يْي أَمْ قَهْرُ حاسِدي أَمْ غَلْبي
إِن حَظِّي ما هبّ بَعْدُ من النَّو
م ورِيحِي ما آذنَتْ بالهَبِّ
نِلْتُ ما أَرْتجيه لو كانَ لي عن
دكَ بَخْتٌ والبَخْتُ لا مِن كَسْبي
ودهَتْنِي أَقاربٌ لي من الأَنْ
ساب لاَ بَلْ عَقارِبٌ في اللَّب
غصبوني حَقِّي من الإِرْثِ في الخد
مَةِ إِذ دينُهم جَوازُ الغَصْبِ
هم بُزَاةٌ كواسِرٌ آكلاتُ ال
لحم ما همُ طيورُ لَقْط الحَبِّ
زعَمُوا أَنَّ مالكِي هُو ممدو
حِيَ يهْوى بُعدي ويَشْنأُ قُربي
صدقوا في مَقالهم إِنَّ بُعدَ ال
قُربِ مِنْه دليلٌ بُعدِ القَلْبِ
لي حقوقٌ أَقلُّها أَن أُجازى
بسكونِ المثْوَى وأَمْن السِّرْب
أَين مَدْحِي وأَيْن حَمدِي لا بل
أَين إِجْلاَلِي ذا وهَذَا حُبِّي
أَيُّ ذنبٍ أَذنَبْتُه ونعم أَذْ
نَبْتُ قد جئتُ تَائِباً مِنْ ذَنْبي
عَطْفَةٌ والتفاتَةٌ منك تُحيي
ني وتَلْقَى ثَوابَها مِنْ رَبِّي
أَنا رَاضٍ من الكَرامَةِ أَن تج
عل ضَرْبِي من غَيرِ هَذَا الضَّرْب
بك تَغْنَى يدي وتَنْجَحُ آما
لِي ويُؤسَى جُرحِي ويَعْلُو كَعْبي
ابن سناء الملك
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الثلاثاء 2009/10/13 12:14:41 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com