عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر العباسي > غير مصنف > ابن سناء الملك > حَسْبي كَما حَكَم الغرامُ وحَسْبُها

غير مصنف

مشاهدة
1424

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

حَسْبي كَما حَكَم الغرامُ وحَسْبُها

حَسْبي كَما حَكَم الغرامُ وحَسْبُها
أَنَّ الغَرامَ يَزُورُني ويَغيِبُّها
هل تِلك عَادتَي الَّتي عُوِّدتُها
مِمَّن أُحِبُ وشفَّ قَلبي حبُّها
أَسْرِي بأَوْديةِ الفَلا فتَخُصُّنِي
بِسرابِها ويَخُصُّ غيري شُرْبُها
وأُحِبُّ لَيلى وهِي لَيْس تُحبُّني
وتحِبُّني لُبنى ولَسْت أُحِبُّها
بأَبِي مُحجَّبةُ الوِصالِ مَليَّةٌ
بالعُجْب أَصبحَ حجْبها هو عُجْبُها
ما أَنصفَتْكَ لأَنَّ قَلْبَكَ عندها
أَبداً ولكنْ عند غيرِك قَلْبُها
بدويةُ الأَوْطانِ لا حضريِّةُ ال
أَعطانِ عَطَّر ثوبَها لَكَ حُبُّها
والدَّلُّ منها فِعْلُها لا قولُها
والحُسْنُ مِنْها طبْعُها لا كَسْبها
شعثاءُ ما عَرفَ التكحلَ طرْفُها
يوماً ولا عرفَ التَّخضُّبَ كَعْبُها
فسوارها هو نوبُها وخِباؤُها
هو شِعْبها ورقيبها هو كَلْبها
والمِسكُ يُنْسبُ للِظِّباءِ وَهذهِ
منهمْ ولكنْ مِسْك هَذِي تُربُها
ما السّكر تَجْنِيه المُدامُ وكأْسُها
السُّكْرُ تَجنيه الحليبُ وقَعْبُها
وهي التي يحيي حياتي حُبُّها
شَغفاً ويَشْعَبُ صَدْعَ قَلبي شِعْبها
عُلِّقتُ ظَبْيتَه وعيشي أَخضَرُ
فَرَعَتْهُ ظنّاً أَنَّ عَيِشيَ عُشْبُها
عهدي بِحُلَّتِها تحلُّ سماءَها
شمسُ الضُّحى وتنيرُ فِيها شُهبُها
والمستهامُ يرومُ من أَتْرابِها
عُرباً حَمَتْه بالأَسِنَّةِ عرْبُها
فكأَنما هو بالوُقوف عَمودُها
وكأَنَّما هُو مِنْ ضَنَاه ظُنْبُها
يا عاذلي في لوعةٍ لا تَنْطَفِي
الوصلُ يُطفِيها وَأَنْتَ تَشُبُّها
وكذاكَ تُذكي في فُؤادي نارَه
وأُوارُها هَذي الدُّموعُ وسَكْبُها
وأَبَى الغَرامُ لَقد رثيتُ لِمُقلَتي
إِذْ صَار شَرق الدَّمْع عندي غربُها
ضربَتْنيَ الدُّنْيا فلم أَحْفِل بها
إِنَّ المليحَة ليس يُوجعُ ضربُها
عمِيَ الأَنامُ بها فأَصبحَ عندهم
حُلواً مرارَتُها وصِدْقاً كَذْبُها
ونعم لكم ذنبٍ أَتَتْه سالفٍ
وجنته لكن قد تكَفَّرَ ذَنْبُها
رجَعَتْ وأَقبل خِصْبُها فكأَنَّه
ما جدَّ بِي حتَّى براني جَدْبُها
جاءَت إِليَّ وقد حَمِدْتُ مجيئَها
مسحوبةً وبكف أَحْمَد سُحْبُها
وبه تَبدَّى مِن إِساري غُلُّها
وتَذَلَّلت بعد التعزُّزِ غَلْبها
وبِه ارْعَوت بَعْد الجِماحِ فَصَارَ لِي
بَرْداً حرارَتُها وسَلْماً حَرْبُها
وبه رأَتْ نفسي تَنَفُّسَ كَرْبِها
ولقد تكَرَّرَ لي وعندي كَرْبُها
حمْداً لأَحْمدَ كَمْ له مِن نِعْمةٍ
أَوْرَتْ أَشِعَّتُها وأَرْوَتْ سُحْبُها
الأَشْرفُ القاضي الذي شَرُفَتْ به
أَسْلافُه وعلا القبَائِلَ شَعْبُها
عادتْ به أَيَّامُهم لمَّا انْقَضَتْ
فكأَنَّها لَم يُقْضَ مِنْها نَحْبُها
وهم الَّذين شَفَوْا وَطُّبوا دَاءَها
مِن بعد أَنْ قَدْ كَانَ أَعْيا طِبُّها
وبهم خَبا بَعْد التَّوقُّد شرُّها
وبِهم صَفَا بَعْد التَّكَدُّر شرْبُها
وأَتت لدُورِهِمُ الملوكُ يقودُها
لهمُ ومنهم رُعْبها أَو رَغْبها
دارَت بِدُورِهمُ الملوكُ وكَيْفَ لا
وهُمُ وقد دارت عليهم قُطْبُها
ورأَوا بِنُجْلِهمُ طلوعَ نُجومِهم
مِن بَعْد مَا قَدْ غَيَّبَتْها تُربُها
سَمعوا بِعدْنٍ عنه ما قد سرَّهم
من سيرةٍ قُرِئَت عليهم كُتْبُها
المُنْهِبُ الآلافَ علماً إِنَّه
لا يَحْرسُ العلياءَ إِلاَّ نَهْبُها
والمشترِي حُرَّ الثناءِ بأَنْعُمٍ
رَكَضَتْ بِه جُردُ الجِياد وقَبُّها
المعْتَلِي فوقَ السماءِ بِهمَّةٍ
لم ترضَ إِلاَّ والكواكبُ صَحْبُها
ولكمْ له مِن عَزْمةٍ في أَزْمةٍ
تُرضَى عواقِبُها ويُحْمَد غبُّها
تاهَت به الأَيَّامُ وازْدَانَت به
وبِه ازْدَهى شَرْقُ البلاد وغَرْبُها
وبه أُعيدَتْ لِلمعالي رُوحُها
وبجودِه رَحِم الخلائقَ ربُّها
وأَقامَ شَرعاً للمعارفِ خيرُها
مِنه وفَرْضاً للمكارم نَدْبُها
طَلْقُ الخلائق أَشوسٌ يَسْتصغِر الدَّ
نيا ويصْغُر في يَديه خَطْبُها
زان الشَّبيبةَ بالتَّنسك وهو بال
علياءِ عاشُقها المتَّيمُ حبُّها
عجِزَت سيوفُ الهندِ من أَقْلامِه
عن قَطْعها فكأَنَّما هي قِرْبُها
وكذا العقودُ حسدْن ما قد سطَّرت
يُمناه حتَّى اصفّر منها حَبُّها
أَمقرِّبَ النعماءِ منِّي بعد ما
شطَّ المزارُ بها وأَبعدَ قُرْبها
أَصبحتُ لا شَعثاً يُرى في حالتي
أَنَّي وأَنْتَ ترمُّها وتَرُبُّها
طيّرتُ أَعدائِي عليك وحُسّدي
برياح جودٍ لا يُسَدُّ مهبُّها
وإِذا مدَحْتُكَ سرَّني ويسوؤها
ما سرَّني فكأَنَّما هُو سبُّها
ولطالَما ضجَّت عليَّ ذِئَابُها
وتحكَّكَت بيَ في زمانِي جُرْبُها
والمدح فيك يغيظها وعلى القتا
دِ يجرُّها وعلى الوجوهِ يكبُّها
ما منهمُ من قال فِيك مَدائِحي
لا لَفْظُها لا وَزْنُها لا ضَرْبها
أُثني عليكَ ثَناءَ مَنْ لاَ يبتَغِي
إِلاَّ المثوبةَ بِالودَاد فَحَسْبُها
ملأَت يَداكَ يَدي بِعشْر سَحائِبٍ
قد كَانَ يُغرِقُ قَطْرُها بَلْ صَبُّها
لم يبقَ عِنْدي موضعٌ لِنوَالِهَا
مَلأَتْ شِعابيَ وَهْدُهَا أَوْ هُضْبُها
ولقد وَثِقْتُ بِكُلِّ ما تَرْضَى به
نَفْسي وزَالَ عَن اللَّيالِي عَتْبُها
ولقد مَدَحْتُ عُلاكَ مِنْ حُبِّي لها
وهْي الَّتي ليست يُلام مُحِبُّها
ولقد أَطَلْتُ مَدائِحي وأَطَبْتُها
وأُجَاجُ فِكْري جَاء مِنْها عَذْبُها
عُذراً فإنَّ صِفَاتِ مجدِك أَعْجزَت
فِكْري وقد أَعْيا يميني كَتْبُها
وتَهَنَّ شهراً مُؤذِناً بسعادة
رُفِعَتْ إِليكَ وعَنْك تُرفَعُ حُجْبها
وبها تَنالُ من الحظوظِ أَجلَّها
ويَفُلُّ عنك من النوائِب غَربُها
أَمّا البَرِيَّةُ فالقشورُ لهذه الدُّ
نيا وأَمَّا أَنْتَ أَنت فَلُبُّها
ابن سناء الملك
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الثلاثاء 2009/10/13 12:22:20 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com