حتى خيالك لا وَفَّى ولا وَافى | |
|
| بل خافَ منكَ ومعذورٌ إِذا خَافَا |
|
ما كان أَكرمَه طيفاً أَلِفْتُ به | |
|
| يأْتِي ويُؤتي مِن التَّقْبيلِ آلاَفا |
|
وربَّما أَنْفق التقبيلَ مُقْتصداً | |
|
| وكنتُ أُنْفِقُ دمعَ الْعَينِ إِسْرَافاً |
|
حسبُ المتيَّم فقراً بعد مَسكنةٍ | |
|
| أَن يسأَل الطيفَ إِلحاحاً وإِلْحافا |
|
يا حاجبيةُ مِنْ قوسٍ بحاجبها | |
|
| ارمي القلوب فقد أَصبحْن أَهْدَافاً |
|
أطرقتِ عُجْباً فأَضرمتِ الحشا فلئِنْ | |
|
| أَغمدتِ سيْفاً لقد جَردْتِ أَسْيَافا |
|
والله أَغْرى بذاكَ الطَّرفِ فترتَه | |
|
| وأَنتِ أَغريْت بالعنَّابِ أَطْرَافاً |
|
والغصنُ يَحكي إِذا مال النسيمُ به | |
|
| منكِ انْعِطافاً وما يحكيكِ أَعْطافاً |
|
تلتفُّ قامتُها بالوشى إِن خطَرت | |
|
| في حَلْيها فأَرى الجنَّاتِ أَلْفَافا |
|
أَفْدِي لآلئَ ثغرٍ في مقَبَّلِها | |
|
| إِذا انْتَسَبْن عَدَدْن الدُّر أَسْلاَفا |
|
يَكَادُ يَهوِي حصى الياقوتِ من يدها | |
|
| لردفها إِذ تظن الرِّدفَ أَحْقَافا |
|
ولم تَدع لغزال المسك نكهتُها | |
|
| والريقُ ميماً ولا سيناً ولا كافا |
|
لو وَاصلتني يوماً أَمُتْ كمداً | |
|
| إِذ كُنتُ أَدخلُ فِردوساً وأَعرافا |
|
ويْلِي عليها ومِنها إِذ تُعذِّبني | |
|
| بالوعد والصَّدِّ إِبقاءً وإِتْلافا |
|
وقلتُ للقلب عفِّ عنها وقلت لها | |
|
| عافِي سقامي فلا عافَتْ ولا عَافا |
|
إِن لم تُطيعي فإِنَّ القلبَ طاوعَني | |
|
| أَوْلا تُطيفِي فإِنَّ الصَّبْر قَد طافا |
|
شكوتُ نأَيَكِ بالمبيضِّ أَنديةً | |
|
| وعيشَ وصلِك بالمخضَرِّ أَكْنَافا |
|
بمن يرى الأَرضَ داراً والأَنامَ بها | |
|
| له عبيداً وبالمعروف أَضْيَافا |
|
الفاضلُ المانحُ الأَوصافِ واصفَه | |
|
| فراح يطلب للأَوْصافِ أَوْصَافا |
|
تُبدِي السجايا ملوكاً من تَرفُّعِها | |
|
| عن الخلائِق والأَفعالُ أَشرافا |
|
تأَلَّقَتْ في معاليها خلائقُه | |
|
| فأَصبحت فيه إِخواناً وأُلاَّفا |
|
منزَّه الفِعل عن عَيبٍ فلستَ ترى | |
|
| في المنِّ مَنّاً ولا في الوعدِ إِخْلافا |
|
صاغَ القلائدَ للأَعناقِ نائلهُ | |
|
| وبالمدائِح صاغ النَّاسُ أَشْنَاقا |
|
عادتْ رءُوساً به قصَّادُه وبه | |
|
| عاد الملوكُ على الأَطرافِ أَطْرافا |
|
ما كنتُ من قبل أَقلامٍ له قُطِعت | |
|
| أَظنُّ أَن من الأَقلامِ أَسْيافَا |
|
ولم أَخَلْ قبلَ أَنْ أَبْدى جواهرَه | |
|
| أَنَّ الجواهِر قَدْ أَصْبَحن أَصْدَافا |
|
وكنتُ أَحسَب قُسّاً في فصاحته | |
|
| فَرْداً فأَبصرْتُ قُسّاً عِنده فَافا |
|
يرى الخفيَّ بلا عينٍ وإِنَّ له | |
|
| على المغيَّب عن عينه إِشْرَافا |
|
ما مال قَطُّ إِلى الدُّنْيا وزُخْرُفها | |
|
| ما زال لِلْعَطف ميَّالاً وعَطَّافا |
|
وقد حَواها وأَعطَاها بجملتها | |
|
| برّاً وجوداً وإِنعاماً وإِسْعافا |
|
فصيِّر الشَّطر مبذولاً ومنتهَبا | |
|
| وصيَّر الشَّطْر أَحباساً وأَوْقَافا |
|
أَقرضتَ ربَّك قرضاً سوف يُضْعِفه | |
|
| يوم القيامة أَضْعافاً وأَضْعَافا |
|
كفاك فاشكره في الدُّنْيا وتَشكره | |
|
| في جَنَّةِ الخلد والمأْوى إِذَا كَافا |
|
إِني أُهَنِّي بما لم يأت موعُده | |
|
| كما أَهنيك بالعيد الَّذي وَافى |
|
وافى فناءَك مشتاقاً ورغبتُه | |
|
| أَن لو أَقام ولو شَتَّى ولو صَافا |
|
فاسعد بِه تُعْلِ لِلْخُدَّام أَرؤسَهم | |
|
| فيه وتُرغم للأَعداءِ آنافا |
|
واكفُف نوالَك قد أَضررتَ بي كرما | |
|
| من جاورَ البحر إِخْفَاءً فقد خَافا |
|
جادت أَياديك حتَّى أَثقَلتْ عُنقي | |
|
| وأَنت أَكثر خلقِ الله إِنصافا |
|