عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر المملوكي > غير مصنف > ابن علوان الرفاعي > لولا إبائي بنفسي عن ذوي البخل

غير مصنف

مشاهدة
1866

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

لولا إبائي بنفسي عن ذوي البخل

لولا إبائي بنفسي عن ذوي البخل
وصون مدحي عن الانذال والسفل
ما كنت انشد والافاق تشهد لي
أصالة الرأي صانتني عن الخطل
وحيلية الفضل زانتني لدى العطل
صبرا فليس لما قد فات مرتجع
فالصبر ينفع إذ لا ينفع الجزع
والدهر يخفض أقواما وإن رفعوا
مجدي أخيرا ومجدي أولا شرع
والشمس رأد الضحى كالشمس في الطفل
لواعج الشوق تطويني وتنشرني
إلى بلادي ومن خلفت في وطني
واطول شوقي وواجدي وواحزني
فيم الاقامة بالزوراء لاسكني
بها ولا ناقتي فيها ولا جملي
مثل الحسين بأرض الطف حين غدا
لهفي عليه وحيدا بين جمع عدا
لا يرقبون لديه ذمة أبدا
ناء على الأهل صفرا الكف منفردا
كالسيف عري متناه عن الخلل
يشكو إلى الله ما يلقى من المحن
ويحتمي بظبا الهندي واللدن
يقول هل ناصر لله ينصرني
فلا صديق إليه مشتكى حزني
ولا أنيس لديه منتهى جذلي
ماذا أردتم لعنتم من مكاتبتي
أبعدتموتي عن جدي ومنزلتي
برحلة قتلت أهلي وقاطبتي
طال اغترابي حتى حن راحلتي
ورحلها وقرا العسالة الذبل
كم قد سفكتم لابناء النبي دما
وكم أبحتم له في كربلاء حرما
قتلتمونا على بعد وعظم ظما
وضج من لغب نضوي وعج لما
يلقي ركابي ولج الركب في عذلي
أما نَهى عن بني الزهراء نور نهى
بقتلهم قد ملأتم قلبها ولها
أتيت أطلب حقا ليس مشتبها
اريد بسطة كفٍ أستعين بها
على قضاء حقوق للعلا قبلي
خرجت للامر بالمعروف من وطني
والنهي عن منكر والله يأمرني
فجاء يخذلني من كان ينصرني
والدهر يعكس آمالي ويقنعني
من الغنيمة بعد الكد بالقفل
إن تظلموني فجدي خاتم الرسل
غريمكم وأمير المؤمنين علي
ولي تأس ببحيى وهو خير ولي
وذي شطاط كعقد الرمح معتقل
لمثله غير هياب ولا وكل
شقيقي الحسن المسموم من فرجت
لفقده الارض والافلاك وانزعجت
والنفس بعد أخي العباس ما ابتهجت
حلو الفكاهة مر الجد قد مزجت
بقسوة البأس منه رقة الغزل
فجعتم المصطفى الهادي بعترته
قتلى وأسرى لكم يا شر اُمّتهِ
وابني علي فلو لا عظم مرضتِهِ
طردت سرح الكرى عن ورد مقلته
والليل يغري سوام النوم بالمقل
غادرتم الله والمختار في غضب
والانبياء وأهل الحق في حرب
أتقتلونا بلا ذنب ولا سبب
والركب ميل على الاكوار من طرب
صاح وآخر من خمر الهوى ثمل
أدعو الشقي ابن سعد كي يساعدني
وقد جرى الدم من رأسي ومن بدني
دعوت نذلا لئيما لا يجاوبني
فقلت أدعوك للجُلّى لتنصرني
وأنت تخذلني في الحادث الجلل
جيوشكم بإله العرش كافرة
دنيا طلبتم ففاتتكم وآخرة
لتَندمَنَّ إذا ضمتك ساهرة
تنام عني وعين النجم ساهرة
وتستحيل وصبغ الليل لم يحل
فقال كل امرىءٍ منهم لصاحبه
هذا الحسين أتانا في أقاربه
وعزمنا الفتك فيه مع حبائبه
فهل تعين على غي هممت به
والغيُّ يصرف أحيانا عن الفشل
فجردوا كل عضب صارم خذم
وأقبلوا نحو خير العرب والعجم
ماذا تريد فقال السبط ذو الكرم
إني اريد طروق الجزع من إضم
وقد حمته حماة الحي من ثعل
قلتم لنا الدين أضحى من جوانبه
قد هد والكفر في أعلى مراتبه
وجئتم بابن سعد في كتائبه
يحمون بالبيض والسمر للدان به
سود الغدائر حمر الحلي والحلل
أجبتكم برسول الله مقتديا
والعدل والفضل والمعروف مرتديا
وقلت للصحب عاد الدين مبتديا
فسر بنا في ظلام الليل مهتديا
فنفحة الطيب تهدينا إلى الحلل
فجاءت الخيل منكم وهي راكضة
والعهد والدين والايمان ناقضة
وفي دما خير خلق الله خائضة
فالحب حيث الردى والاسد رابضة
حول الكناس لها غاب من الاسل
لبس ما شاهدت عيني وما لقيت
منكم ومن بعدكم يا ليت لا بقيت
يا قوم جدوا فإن النفس قد شقيت
نَؤُم ناشئة بالجزع قد سقيت
نصالها بمياه الغنج والكحل
جنات عدن كساها الله ثوب بها
عدونا لجحيم والولي بها
بها توله أرباب الصفا ولها
قد زاد طيبَ أحاديثِ الكرامِ بها
ما بالكرائم من جبن ومن بخل
عوجوا عليها ولا تلووا على أحد
فالعيش في نغص والدهر
في نكد ولا تميلوا على حي ولا بلد
تبيت نار الهوى منهن في كبد
حرى ونار القرى منهم على القلل
أمر الغرام مطاع في تقلبها
فلا يفيد نهى عن حب تلك بها
بها اسود شرى غلب وفتك مها
يقتلن أنضاء حب لاحراك بها
وينحرون كرام الخيل والابل
نأيت عنهم وقلبي في ربوعهم
مقيد مغرم صب بحبهم
وما لدائي دواء غير وصلهم
يشفى لديغ العوالي في بيوتهم
بنهلة من غدير الخمر والعسل
ترقبوا دولة المهدي دانية
تجلو قلوبا لاهل الحق صادية
لا تأيسوا هذه الايات بادية
لعل إلمامة بالجزع ثانية
يدب منها نسيم البرء في عللي
إني إذا بدت الايات وارتفعت
أنوارها تملأُ الافاق إذ لمعت
وأدبرت دولة الكفار وانقشعت
لا أكره الطعنة النجلاء قد شفعت
برشقة من نبال الاعين النجل
وآخذ الثأر من ضد يعاندني
في حب آل الحسين الطهر والحسن
وأصطلي الحرب بالهندي واللدن
ولا أهاب الصفاح البيض تسعدني
باللمح من صفحات البيض في الكلل
ولا أحول إذا ما حال بي زمني
لكن أصول ولو ادرجت في كفني
ولا ابقي على اسد تنازلني
ولا اُخلُّ بغزلان تغازلني
ولو دهتني اسود الغيل بالغيل
أتقتلون حسينا مع مناقبه
واحسرتاه مذودا عن مشاربه
لهفي له حين يدعو مع مصاحبه
حب السلامة يثني عزم صاحبه
عن المعالي ويغري المرء بالكسل
صبرا ولا تنكلوا جبنا ولا فرقا
ضربا يقد الظبا والبيض والدرقا
فكيف أطلب في دار الفناء بقا
وإن جنحت إليها فاتخذ نفقا
في الارض أو سلما في الجو واعتزل
سابق إلى قصبات السبق واسم علا
فالطعن في أعين والضرب فوق طلى
وإن عدلت بنفس في البلى ببلا
ودع سبيل العلا للمقدمين على
ركوبها واقتنع منهن بالبلل
تهوى العلا وسبيل المجد تبغضه
كمبتن لبناء وهو ينقضه
لا ترض بالدون من دنياك تقبضه
يرضى الذليل بخفض العيش يحفظه
والعز عند رسيم الاينق الذلل
لا تترك النفس في الأهواءِ غافلة
وخذ لدينك من دنياك نافلة
وحثحث العيس نحو العز قافلة
وادرأْ بها في نحور البيد جافلة
معارضاتٍ مثاني اللجم بالجدل
واعلم بأن ذرى العلياء رائقة
بحبها أنفس العشاق وامقة
ولا تعقك عن الادلاج عائقة
إن العلا حدثتني وهي صادقة
فيما تحدث أن العِزَّ في النقل
فخذ لنفسك عن دار الفنا وطنا
فكيف تظفر في دار الفنا بهنا
ولا تقل مسكنا فارقت أو سكنا
لو كان في شرف المأوى بلوغ منى
لم تبرح الشمس يوماً دارة الحمل
فالحظ والفضل في دنياك ما جمعا
لواحد من جميع العالمين معا
ولو أجابا جوابا أو لو انخذعا
أهبت بالحظ لو ناديت مستمعا
والحظ عني بالجهال في شغل
أنا الحسين بجدي الطهر فقتهم
والعدل والصدق والمعروف خزتهم
والدهر حرب لامثالي وسلمهم
لعله إن بدا فضلي ونقصهم
لعينه نام عنهم أو تنبه لي
كواهلي بعد خفَّ الحمل مثقلة
وحالتي عند أهل الجهل مهملة
فإن تولت حياتي وهي مرقلة
لم أرض بالعيش والايام مقبلة
فكيف أرضى وقد ولَّت على عجل
صفت موارد شتى كنت أشربها
عزا ولست بذل النفس أقربها
رجاء نعمة ربي منه أطلبها
اعلل النفس بالامال أرقبها
ما أضيق العيش لولا فسحة الامل
أبي علي ونفسي جل شيمتها
كل المحامد من أبعاض قيمتها
أضحت ترى القتل من أسنى مراتبها
غالى بنفسي عرفاني بقيمتها
فصنتها عن رخيص القدر مبتذل
فلا اطيع يزيدا في تكبره
إذ ساء في ورده قدما ومصدره
أنا ابن من ليس في الدنيا كمفخره
وعادة النصل أن يزهى بجوهره
وليس يعمل إلا في يد البطل
خلافة الله إرثي من أخي الحسن
عن والدي ثم جدي أنتم بمن
يزيد يحكم في مالي وفي بدني
ما كنت اوثر أن يمتد بي زمني
حتى أرى دولة الاوباش والسفل
لا خير في العيش مع قوم عقولهم
كدينهم في البرايا ناقص وهم
أنا ابن من عَمَّ خلق الله فضلهم
تقدمتني رجال كان شوطهم
وراء خطوي إذ أمشي على مهل
عن نصرنا إذ دخلنا مصرهم خرجوا
فليس لي في حياتي معهم فرج
فإن أمت منهم غبنا فلا حرج
هذا جزاء امرىءٍ إخوانه درجوا
من قبله وتمنى فسحة الاجل
نفوسنا بالظبا والسمر تستلب
نساؤنا كسبايا الروم تنتهب
فابكوا علينا دماً يا قوم وانتحبوا
وإن علاني من دوني فلا عجب
لي اسوة بانحطاط الشمس عن زحل
فإن نصر في البرايا عبرة العبر
كما بدا سيعود الدين فاعتبر
بنا ومنا وفينا سيد البشر
فاصبر لها غير محتال ولا ضجر
في حادث الدهر ما يغني عن الحيل
وليس في أمرنا شيء بمشتبه
فيما مضى والذي لم يأت فانتبه
ولا تصاحب رفيقا إن وَلِعتَ به
أعدى عدوك أدنى من وثقت به
فحاذر الناس واصحبهم على دخل
كتب مطولة جاءت وموجزة
أن سر إلينا فإن الارض محرزة
وحسن الظن فالايام منجزة
وحسن ظنك بالايام معجزة
فظن شرا وكن منها على وجل
وثق برب به لانت جلامدها
للعارفين وقد هانت شدائدها
تَنَلْكَ في جنة المأوى فوائدها
فإنما رجل الدنيا وواحدها
من لا يعول في الدنيا على رجل
فجئت إذ شدت الكفار وابتهجت
إلى قتالي وباب الغدر قد ولجت
فقلت أيمانكم ما بالها فلجت
غاض الوفاء وفاض الغدر وانفرجت
مسافة الخلف بين القول والعمل
أجابني الحر إن القوم ربهم
عليهم ساخط إذ جل ذنبهم
بدا لهم بغضكم والضد حبهم
وشان صدقك عند الناس كذبهم
وهل يطابق معوج بمعتدل
فاقتل لمن يتعدى من طغاتهم
ولا تبق بحال من بغاتهم
فلست ترجو سرورا من سراتهم
إن كان ينجع شيء في ثباتهم
على العهود فسبق السيف للعذل
قل لابن سعد لحاك الله يا عمر
قتلت قوما بهم جبريل يفتخر
حصلت في شر نار كلها شرر
يا واردا سؤرَ عيش كله كدر
أنفقت عمرك في أيامك الاول
أتسخط الله والمختار تغضبه
بقتل أبنائه طرا تحاربه
والآلُ والمالُ تسبيه وتنهبه
فيم اعتراضك لج البحر تركبه
وأنت يكفيك منه مصة الوشل
غادرت سبط رسول الله منجدلا
طلبت ملكا كساك الله ثوب بلا
ولو قنعت لزاد الله فيك علا
ملك القناعة لا يخشى عليه ولا
يحتاج فيه إلى الانصار والخول
ويل لمن حارب ابن المصطفى ولها
عن نصره وتعدى أمره ولها
يا بائع الدين بالدنيا وأخذ لها
ترجو البقاء بدار لا بقاء لها
فهل سمعت بظل غير منتقل
كن مسلما صان عهد المصطفى ورعى
في آله وبنيه وادخر ورعا
ولب عبد بني الديان حين دعا
ويا خبيرا على الاسرار مطلعا
اصمت ففي الصمت منجاة من الزلل
أدم مفصل حمد ثم مجمله
لمن لخلقك بالايمان حمله
ثم الصلاة لمن بالحق أرسله
قد رشحوك لامر إن فطنت له
فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
ابن علوان الرفاعي
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الجمعة 2009/10/16 12:06:09 صباحاً
التعديل: الجمعة 2009/10/16 12:20:53 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com