أَقومُ بِفَرضِ العامِرِيَّةِ وَالنَفلِ | |
|
| وَأَصدِقُها في القَصدِ وَالقَولِ وَالفِعلِ |
|
وَآتي إِلى ما تُشَهّيهِ وَإِن يَكُن | |
|
| مَريراً وَجَدتُ المُرَّ مِثلَ جَنيِ النَحلِ |
|
وَأَمضى إِلى ما تَبتَغيهِ وَإِن غَدا | |
|
| وَمِن دونِ البيضِ الصَوارِمِ وَالنيلِ |
|
وَأَمنَحُها وُدّي وَأَحفَظُ عَهدَها | |
|
| وَأَرقُبُها في حالي الوَجدُ وَالقَلِّ |
|
قَضَيتُ شَبابي في قَضاءِ حُظوظِها | |
|
| وَهَذا مَشيبي قَد تَهَيَّأَ لِلنَزُلِ |
|
وَلَم أَرَ مِنها مُذ عَلِقتُ بِحُبِّها سِوى ال | |
|
| غَمصُ وَالإِصرارُ وَالبُخلُ بِالوَصلِ |
|
سَأَمضي لِشأَني وَأَطرِحُها وَشَأنُها | |
|
| فَشُغلي بِها قَد بانَ مِن أَقبَحِ الشُغلِ |
|
وَأَصَلتُ مِن غِمدِ السَجِيَّةِ مُرهَفاً | |
|
| مِنَ العَزمِ ماضٍ قَد تَحاشا عَنِ الفُلِّ |
|
وَإِنَّ اِمرِأَ تَلَقّاهُ يَطلُبُ حَقَّهُ | |
|
| وَيُذهِلُ عَن شَيءٍ عَلَيهِ لَذو جَهلِ |
|
وَشاهِد إِفلاسَ الفَتى جَهلَ عَيبِهِ | |
|
| وَذِكرُ عُيوبِ العالَمينَ مِنَ العَقلِ |
|
وَإِيّاكَ أَن تَختارَ صُحبَةَ مَن تَرى | |
|
| لَهُ ظاهِراً يُعجِبُكَ مِن قَبلُ أَن تَبلى |
|
لَقَد عَزَّ في هَذا الزَمانِ مُوافِقَ | |
|
| يُعينُكَ في مَجدٍ وَيَنهاكَ عَن سَفلِ |
|
إِذا قُلتَ خَيراً قالَ لَبَّيَكَ مَسرَعاً | |
|
| وَإِن قُلتَ شَرّاً قالَ أَقليكَ أَو تَقلي |
|
فَما عَيشُ مَن يُمسي وَيُصبِحُ فاقِداً | |
|
| أَخا ثِقَةِ مَأمونٍ في الجِدِّ وَالهَزَلِ |
|
يُوازِرُهُ في كُلِّ أَمرٍ يَرومُهُ | |
|
| وَيَحفَظُهُ في المالِ وَالنَفسِ وَالأَهلِ |
|
مُظاهَرَةُ الإِخوانِ أَمرٌ مُقَرَّرٌ | |
|
| عَلَيهِ يَدورُ الشَأنَ فَاِستَوصِ بِالخَلِّ |
|
أَمّا إِنَّ هَذا الدَهرَ قَد ظَلَّ أَهلُهُ | |
|
| هُمومَهُم في لِذَّةِ الفَرَجِ وَالأَكلِ |
|
وَفي جَمعٍ مالَ خَوفَ فَقرَ فَأَصبَحوا | |
|
| وَقَد لَبِسوا قَمصاً مِنَ الجُبنِ وَالبُخلِ |
|
وَقَد دَرَجَ الأَسلافُ مِن قَبلُ هَؤُلا | |
|
| وَهَمتَهُم نَيلَ المَكارِمِ وَالفَضلِ |
|
لَقَد رَفَضوا الدُنيا الغَرورُ وَما سَعوا | |
|
| لَها وَالَّذي يَأتي يُبادِرُ بِالبَذلِ |
|
فَقيرهُم حُرٌّ وَذو المالِ مُنفِقُ | |
|
| رَجاءَ ثَوابِ اللَهِ في صالِحِ السُبُلِ |
|
لِباسُهُم التَقوى وَسيماهُمُ الحَيا | |
|
| وَقَصدُهُم الرَحمَنُ في القَولِ وَالفِعلِ |
|
مَقالُهُم صِدقٌ وَأَفعالُهُم هُدىً | |
|
| وَأَسرارُهُم مَنزوعَةَ الغِشِّ وَالغَلِّ |
|
خُضوعٌ لِمَولاهُم مُثولٌ لِأَمرِهِ | |
|
| قُنوتٌ لَهُ سُبحانَهُ جَلَّ عَن مِثلِ |
|
فَقَدنا جَميعَ الخَيرِ لَمّا تَرَحَّلوا | |
|
| وَمِنهُ خَلا وَعرَ البَسيطَةِ وَالسَهلِ |
|
وَصِرنا حَيارى في مَفاوِزِ جَهلِنا | |
|
| نُشبِهُ بِالبَهمِ السَويرحَةَ الغَفلِ |
|
نَخبِطُ لا نَدري الطَريقَ إِلى النَجا | |
|
| وَبِالجَورِ نَمحو سَنَةَ البِرِّ وَالعَدلِ |
|
فَآهاً عَلَيهِم لَيتَ داهِيَةَ الفَنا | |
|
| بِحِزبِ الرَدى حَلَّت وَحِزبِ الهُدى خَلِّ |
|
سَأَبكي عَلَيهِم ما حَييتُ بِعَبرَةٍ | |
|
| لَها مَدمَعٌ في الخَدِّ يَشهَدُ بِالثَكلِ |
|
وَأَحمِلُ نَفسي ما اِستَطَعتُ عَلى اِقتِفا | |
|
| سَبيلِهِم حَتّىأَوسَدَ في الرَملِ |
|
حَياتُهُم خَيرٌ لَهُم وَمَماتُهُم | |
|
| فَطوبى لَهُم فازوا وَسادوا عَلى الكُلِّ |
|
عَلَيهِم سَلامُ اللَهِ أَن كانَ قَد مَضوا | |
|
| فَذِكرُهُم باقٍ وَقَد شاعَ بِالنَقلِ |
|
إِلَهي بِحَقِّ القَومِ مِن بِتَوبَةٍ | |
|
| مِنَ الذَنبِ تَغسِلُنا بِها أَبلَغُ الغَسلِ |
|
اَغَثُّ يا مُغيثَ قُلوبِنا | |
|
| بِغَيثٍ هَدى يُحيي القُلوبَ مِنَ المَحلِ |
|
وَصَلَ عَلى الهادي البَشيرِ شَفيعَنا | |
|
| نَبيُّ الهُدى بَحرُ النَدى خاتَمُ الرُسُلِ |
|