أَبكيكِ لَو نَهَضَت بِحَقِّكِ أَدمُعُ | |
|
| وَأَقولُ لَو أَنَّ النَّوائِبَ تَسمَعُ |
|
وَأُخادِعُ الأَيّامَ وَهيَ مَلِيَّةٌ | |
|
| بِنتاجِ كُلِّ مُلِمَّةٍ لا تُخدَعُ |
|
لا تَغبِطَنَّ عَلى البَقاءِ مُرَزَّأ | |
|
| إِنَّ المُوَدِّعَ إِلفَهُ لَموَدّعُ |
|
ماطِل بِطَرفِكَ يا زَمانُ فَإِنَّهُ | |
|
| لَم يَبقَ عِندي لِلصَّبابَةِ مَوضِعُ |
|
أَو فارمِني بِسِهامِ خَطبِكَ جاهِداً | |
|
| إِن كانَ في قَوسِ الحَوادِثِ مَنزَعُ |
|
لا سَالَمَتني النّائِباتُ فَإِنَّني | |
|
| ثِلجُ الفُؤادِ إِذاً تَقودُ فَأَتبَعُ |
|
وَعَدِمتُ أَوطاني فآنسُ أَرضِها | |
|
| وَحشٌ وَأَضيَقُها عَليَّ الأَوسَعُ |
|
أَوضَحتَ لي سُبُلَ الهُمومِ كَأَنَّما | |
|
| صَبري تَخبُّ بِهِ الرّكابُ وَتوضِعُ |
|
وَأَضَقتَ ذَرعي بِالعَزاء وَطالَما | |
|
| أَمسى رَحيباً إِذ تَضيقُ الأَذرُعُ |
|
وَحَجَبتَ عَن عَيني الضِّياء كَأَنَّما ال | |
|
| آفاقُ غَربٌ لَيسَ فيهِ مَطلَعُ |
|
فَلتَفخَرِ الأَيّامُ أَنَّ مُلِمَّةً | |
|
| مِنها أهالُ بِوَقعِها وَأرَوَّعُ |
|
قُبحاً لِيَومِكَ فَالنَّوائِبُ بَعدَهُ | |
|
| جَلَلٌ وَكُلُّ رَزِيَّةٍ لا تَفجَعُ |
|
أَشكو فِراقَكِ ثُمَّ أَعلَمُ عِندَهُ | |
|
| أَنَّ السَّبيلَ إِلى لِقائِكِ مَهيَعُ |
|
وَرَجوتُ قُربَكِ وَالدِّيارُ بَعيدَة | |
|
| فَاليَومَ أَخفَقَ في اللِّقاءِ المَطمَعُ |
|
لَو كانَ يَنفَعُني السُّلوُّ نَبَذتُهُ | |
|
| أَسَفاً عَلَيكِ فَكَيفَ إِذ لا يَنفَعُ |
|
هَيهاتَ يَجمَعُ شَملَ صَبرٍ نافِر | |
|
| قَلبٌ بِأَيدي الحادِثاتِ مُوَزَّعُ |
|
أَحنو الضُّلوعَ عَلى بَواعِثِ غُلَّةٍ | |
|
| ضِمنَ ادِّكارِكَ أَنَّها لا تَنقَعُ |
|
وَأَلومُ طولَ اللَّيلِ أَرقُبُ فَجرَهُ | |
|
| أَو ما ابيضاضُ الصُّبحِ بَعدَكِ أَسفَعُ |
|
قَرَعَت إِلَيكَ ثَنِيّةٌ مَطروقَةٌ | |
|
| قَضَتِ المَنيِيَّةُ أَنَّها لا تَمنَعُ |
|
ما كانَ أَوعَر نَهجِها لَو أَنَّهُ | |
|
| خِرَق بِأَطرافِ الأَسِنَّةِ يُرقَعُ |
|
لا تَبعُدَنَّ مَصارِعٌ مَطلولَةٌ | |
|
| ما حُطِّمَت فيها الرِّماحُ الشُّرَّعُ |
|
وَمُسَنَّدونَ تَعاقَروا كَأسَ الرَّدى | |
|
| وَدَعا بِسَهمِهِم الحِمامُ فَأَسرَعوا |
|
بَرَكَ الزَّمانُ عَلَيهِمُ بِجِرانِهِ | |
|
| وَهَفَت بِهِم ريحُ الخُطوبِ الزّعزَعُ |
|
خُرسٌ إِذا نادَيتَ إِلّا أَنَّهُم | |
|
| وُعِظوا بِما يَزَعُ اللَّبيبَ فَأَسمَعوا |
|
وَفَوارِسٌ عَهِدوا السُّيوفَ ذَوائِداً | |
|
| عَن سِربِهِم لَو صادَفَت ما تَقطَعُ |
|
نَبَذوا الأَنامَ فَما أَضاءَ بِنَقعِهِم | |
|
| عَضبٌ يُشامُ وَلا سِنان يَلمَعُ |
|
البيضُ تُزهِرُ وَالدُّروعُ مُفاضَةٌ | |
|
| وَالخَيلُ تَمرَحُ وَالقَنا يَتَزَعزَعُ |
|
وَالدَّهرُ يَفتِكُ بِالنُّفوسِ حِمامُهُ | |
|
| فَلِمَن يُعَدُّ كَريمُهُ أَو يَجمَعُ |
|
عَجَباً لِمَن يُبقي ذَخائِرَ مالِهِ | |
|
| وَيَظَلُّ يَحفَظُهُنَّ وَهوَ مُضَيَّعُ |
|
وَلِغافِل وَلَه بِكُلِّ ثَنِيَّةٍ | |
|
| مُلقى لَهُ بَطن الصَّفائِحِ مَضجَعُ |
|
أَتُراهُ يَحسَبُ أَنَّهُم ما أَسأَروا | |
|
| مِن كَأسِهِم أَضعافَ ما يُتَجَرَّعُ |
|
لَو كانَ يَمنَعكَ القِراعُ مَلأتَها | |
|
| جُرداً يَغُصُّ بِها الفَضاء البَلقَعُ |
|
وَأَثَرتَ في حَلَقِ الدُّروعِ عِصابَةً | |
|
| كَالدَّهرِ تَخفِضُ ما يَشاء وَيَرفَعُ |
|
لَكِنَّها الأَقدارُ لَيسَ أَمامَها | |
|
| ما يُستَجَنُّ بِهِ وَلا يُستَدفَعُ |
|
يا قَبرُ فيكَ الصّالِحاتُ دَفِينَةٌ | |
|
| أَفَما تَضيقُ بِهِنَّ أَو تَتَصَدَّعُ |
|
لَو كُنتَ تُبلَغُ ما أَقولُ أَطَلتُ ما | |
|
| أَشكو إِلَيكَ مِنَ الهُموم وَأَضرَعُ |
|
حَيّاكَ فَجريُّ النَّسيمِ كَأَنَّهُ | |
|
| أَبَداً بِطيبِ ثَنائِها يَتَضَوَّعُ |
|
وَسَقَتكَ أَجفاني فَأَنتَ بِمَعزلِ | |
|
| عَن أَن يُتاحَ لَكَ السَّحابُ الهُمَّعُ |
|
إِن لَم يَكُن عقرٌ عَلَيكَ فَإِنَّها | |
|
| كَبِدٌ مُحَرَّقَةٌ وَقَلبٌ موجَعُ |
|