عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر العباسي > غير مصنف > ابن سنان عبد الله الخفاجي > سَلا ظَبيَةَ الوَعساء هَل فَقَدَت خِشفا

غير مصنف

مشاهدة
1336

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

سَلا ظَبيَةَ الوَعساء هَل فَقَدَت خِشفا

سَلا ظَبيَةَ الوَعساء هَل فَقَدَت خِشفا
فَإِنَّا لَمَحنا في مَراتِعِها طَرفا
وَقولا لخوطِ البانِ فَليُمسِكِ الصَّبا
عَلَينا فَإِنَّا قَد عَرَفنا بِها عَرفا
سَرَت مِن هِضابِ الشّامِ وَهيَ مَريضَةٌ
فَما ظَهَرَت إِلّا وَقَد كادَ أَن يَخفى
عَليلَةُ أَنفاسٍ يُداوى بِها الجَوى
وَضَعفاً وَلَكِنَّا نُرَجّي بِها ضَعفا
وَهاتِفَةٍ في البانِ تُملي غَرامَها
عَلَينا وَتَتلو مِن صَبابَتِها صُحفا
عجِبتُ لَها تَشكو الفِراقَ جَهالَةً
وَقَد جاوَبَت مِن كُلِّ ناحِيَةٍ إِلفا
وَيُشجي قُلوبَ العاشِقينَ غِناؤُها
وَما فَهِموا مِمّا تَغَنَّت بِهِ حَرفا
وَلَو صَدَقَت فيما تَقولُ مِنَ الأَسى
لَما لَبست طَوقاً وَلا خَضَبَت كَفّا
أَجارَتَنا أَذكَرتِ مَن كانَ ناسِياً
وَأَضرَمتِ ناراً لِلصَّبابَةِ ما تُطفى
وَفي جانِبِ الماء الَّذي تَرِدينَهُ
مَواعيدُ ما يُنكِرنَ ليّاً وَلا خُلفا
وَمَهزوزَةٍ لِلبانِ فيها شَمائِلٌ
جَعَلنَ لَهُ في كُلِّ قافِيَةٍ وَصفا
لبسنا عَلَيها بِالثَّنِيَّةِ لَيلَةً
مِنَ السّودِ لَم يَطوِ الصَّباحُ لَها سُجفا
لَعَمري لَئِن طالَت عَلَينا فَإِنَّنا
بِحُكمِ الثُّرَيّا قَد قَطَعنا لَها كَفّا
رَمَينا بِها في الغَربِ وَهيَ ذَميمَةٌ
وَلَم تُبقِ لِلجَوزاء عِقداً وَلا شَنفا
كَأَنَّ الدُّجى لَمّا تَوَلَّت نُجومُهُ
مُدَبِّرُ حَربٍ قَد هَزَمنا لَهُ صَفّا
كَأَنَّ عَلَيهِ لِلمَجَرَّةِ رَوضَةً
مُفَتَّحَةَ الأَنوارِ أَو نَثرَة زَعفا
كَأَنّا وَقَد أُلقي إِلَينا هِلالُهُ
سَلَبناهُ تاجاً أَو فَصَمنا لَهُ وَقفا
كَأَنَّ السُّها إِنسانُ عَينٍ غَريقَةٍ
مِنَ الدَّمعِ تَبدو كُلَّما ذَرَفَت ذَرفا
كَأَنَّ سُهَيلاً فارِسٌ عايَنَ الوَغى
فَفَرَّ وَلَم يَشهَد طِراداً وَلا زَحفا
كَأَنَّ سَنا المَرّيخِ شُعلَةُ قابِسٍ
تَخَطَّفَها عَجلانُ يَقذِفُها قَذفا
كَأَنَّ أفولَ النَّسرِ طَرف تَعَلَّقَت
بِهِ سِنَةٌ ما هَبَّ مِنها وَلا أَغفى
كَأَنَّ نَصيرَ المُلكِ سَلَّ حُسامَهُ
عَلى اللَّيلِ فانصاعَت كَواكِبُهُ كَسفا
رَعى اللَّهُ غَيماً طَبَّقَ الأَرضَ جودُهُ
فَلَم يُخلِ سَهلاً مِن نَداهُ وَلا نَعفا
وَحَيّا عَلى رَغمِ اللَّيالي خَلائِقاً
لو انتَحَلَتها ما ذَمَمنا لَها صَرفا
وَأَبلَجَ أَحيا دارِسَ العَدلِ بَعدَما
ثَوى وَشَقى المَعروفَ مِن بَعدِ ما أَشفى
لَهُ نَشوَة في الجودِ حَتّى كَأَنَّما
يُديرُ لَهُ العافي مُعَتَّقَةً صِرفا
خَفِيَّ مَرامِ الكَيدِ تَفري شَباتُهُ
وَما مالَ عَن نَهجِ الوَقارِ وَلا خَفّا
تَفَرَّدَ عَن أَهلِ الزَّمانِ بِمَذهَب
يَزيدُ بِهِ مَستورَ لُؤمِهِمُ كَشفا
إِذا أَفقَروا أَغنى وَإِن هَدَموا بَنى
وَإِن بَخلوا أَعطى وَإِن غَدروا أَوفى
جَرى سابِقاً في حَلبَةِ الجودِ وَحدَهُ
وَقالَ العِدى كانَ السَّحابُ لَهُ رِدفا
جَمَعتَ عَلى المَعروفِ شَملَ فَزارَةٍ
وَثَقَّفت بالإِحسانِ خَيلَهُمُ الخُنفا
وَقُدَّت إِلَيهِم جُلَّةَ يَمَنِيَّةً
فَقَد حَمَدوا تِلكَ المَوَدَّةَ وَالحِلفا
وَلَو كُنتَ في يَوم الهباءَةِ شاهِداً
لَطالَ عَلى نَفسِ الجَذيميِّ أَن يَشفى
وَقَد أَسنَدَت كَلبٌ إِلَيكَ أُمورَها
فَما فَقَدت نَصراً وَلا عَدِمَت عُرفا
وَكَم لَكَ فيهِم مِن يَدٍ مُلهَمِيَّةٍ
إِذا انتَجَعَت أَرخَت سَحائِبَها الوطفا
أَصابَ سِنان دَرَّها وَهوَ حافِلٌ
وَخَلَّفَ لِلهِرماسِ مِن بَعدِهِ خِلفا
مَواهِبُ في قَيسٍ وَقَحطانَ لَم تَدَع
لَها حافِراً يَطوي البِلادَ وَلا خُفّا
أَقامَت عَلى الأَوطانِ تَشرَبُ ماءَها
نَميراً وتَرعى رَوضَها خَضِلاً وَحفا
وَقَد بَدَرَت في بُحتُرٍ لَك غَضبَةٌ
مَنَحتَهُمُ فيها القَساوَةَ وَالعُنفا
فَدانوا لأَطرافِ الأَسِنَّةِ عُنوَة
وَكانوا لِقاحاً مارَضوا خُطَّةً خَسفا
إِذا نَظَروا خِصبَ السَّوادِ وَدونَهُ
سُيوفُكَ حاروا لا أَماماً وَلا خَلفا
وَما حَلَبُ الوَرهاء إِلّا خَريدَة
عَطَفتَ عَلَيها ثُمَّ طَلَّقتَها أَلفا
فَإِن ظَهَرَت فيها عيوب كَثيرَة
فَما عَدِمَت وَجداً عَلَيكَ وَلا لَهفا
وَإِن كَفَرَت آياتُ جودِك ضَلَّةً
فَما طَلَبَت إِلّا الصَّواعِقَ وَالخَسفا
وَقَد عَرَّسَت فيها الخُطوبُ مُقيمَةً
فَلا عَدِمَت مِن بَعدِكَ الجورَ وَالعَسفا
لَكَ الخَيرُ قَد وَفَّيتَ جودَكَ فَرضَهُ
وَمَن بَذَلَ المَجهودَ في شُكرِهِ وَفّى
وَلي فيكَ مِن غُرِّ القَوافي فَضائِلٌ
تُقَبَّلُ أَفواهُ الرُّواةِ لَها رَشفا
يَنِمُّ بِها طيبُ النَّسيمِ إِذا هَفا
وَيَنشُرُها نُورُ الرِّياضِ إِذا رَفا
وَما ادّعى دُرَّ الكَلامِ لأَنَّهُ
صِفاتُكَ إِلّا أَنَّني أحسِنُ الرَّصفا
ابن سنان عبد الله الخفاجي
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الأحد 2005/11/20 07:00:09 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com