في كُلِّ يَوم نَشطَةٌ وَوَثاقُ | |
|
| فَمَتى يَكونُ لِدائِها إِفراقُ |
|
إِن كانَ أَعطاها جِذابُ نُسوعِها | |
|
| سَفَهاً فَقَد لَغبَت بِها الأَعناقُ |
|
تَشكو صَداها وَالدُّموعُ مَناهِلٌ | |
|
| وَوَجى المَناسِمُ وَالخُدودُ طِراقُ |
|
فَاستَبقِ فَضلَتَها إِذا دَبَّ الوَنا | |
|
| فيها فَما كُلُّ السُّرى أَعناقُ |
|
وَدَعِ النَّسيمَ بُعيدُ من أَخبارِهِ | |
|
| فَلَهُ حَواشٍ لِلحَديثِ دِقاقُ |
|
ما ثَمَّ مِن عُلَقِ العُذَيبِ بِغائِبٍ | |
|
| إِلّا وَقَد شَهِدَت بِهِ الآماقُ |
|
وَعَلى العَضا إِن كُنتَ مِن جيرانِهِ | |
|
| نارٌ تَقاسَمَ حَرَّها العُشّاقُ |
|
وَمُحلؤُن عَنِ المَناهِلِ بَعدَ ما | |
|
| شَرِقَت بِحَمَّةِ مائِها الطُّرّاقُ |
|
وَمُشَتَّتِ العَزَماتِ يُنفِقُ عُمرَهُ | |
|
| حَيرانَ لا ظَفَرٌ وَلا إِخفاقُ |
|
أَمَلٌ يَلوحُ اليَأسُ في أَثنائِهِ | |
|
| وَغِنى يَشِفُّ وَراءَهُ الإِملاقُ |
|
يَمري غَفافَةَ ثَروَةٍ لَو أَنَّها | |
|
| نَومٌ لَما شَعَرَت بِهِ الأَحداقُ |
|
وَتَروقُهُ خُدَعُ المُنى فَكَأَنَّها | |
|
| حَقٌّ وَكاذِبُ وَعدِها ميثاقٌ |
|
أَثرى اللِّئامُ وَجَدُّهُ بِنَسيئَةٍ | |
|
| عَذراء ما فَطِنَت بِها الأَرزاقُ |
|
لَولا نَصيرُ المُلكِ طالَ ثَواؤُهُ | |
|
| فيها وَلَيسَ لأَسرِهِ إِطلاقُ |
|
القائِدُ البُزُل الصِّعاب كَأَنَّها | |
|
| مِمّا يَجوبُ بِهِ الفَلاةَ حِقاقُ |
|
وَمُؤَلِّفُ الأَهواءِ بَعدَ شَتاتِها | |
|
| طَوعاً فَما بَينَ القُلوبِ شِقاقُ |
|
يَسطو وَقَد بَرَقَت أَسِرَّةُ وَجهِهِ | |
|
| بِشراً فَيَمزُجُ أَمنَهُ الإِشفاقُ |
|
كَالسَّيفِ يُسعِرُ حَدُّهُ نارَ الوَغى | |
|
| وَالماء في صَفَحاتِهِ رَقراقُ |
|
ما هَزَّهُ طَرَبُ العُقارِ وَإِنَّما | |
|
| أَعطَتهُ نَشوَةَ كَأسِها الأَخلاقُ |
|
هِيَ في الهَوى وَعدُ الوِصالِ وَفي الكَرى | |
|
| طَيفُ الخَيالِ وَفي الوَداعِ عِناقُ |
|
يَنمى إِلى حَسَبٍ تَقَدَّمَ مُلهَمٍ | |
|
| فيهِ وَعَزَّ عَلى النُّجومِ لَحاقُ |
|
بَيتٌ لَهُ الشَّرَفُ القَديمُ وَغَيرُهُ | |
|
| كَالشَّيبِ جِدّةُ مِثلِهِ إِخلاقُ |
|
البَركُ دَثرٌ وَالقِبابُ فَسيحَةٌ | |
|
| وَالجودُ غَمرٌ وَالجِفانُ عِماقُ |
|
أَحيا النَّدى جَذلانَ ثُمَّ بِحلمِهِ | |
|
| بِشرٌ يُهابُ كَأَنَّهُ إِطراقُ |
|
وَحَمى العَواصِم بَعدَ ما عاثَ العِدى | |
|
| فيها وَحاوَلَ سَرحَها المرّاقُ |
|
ما ضَرَّها جَدبٌ وَأَنتَ رَبيعُها ال | |
|
| حالي وَكَفُّكَ غَيثُها الغَيداقُ |
|
ظَنَّ ابنُ باديسٍ بَعادَكَ جُنَّةً | |
|
| فَأَبَت نَواحِلُ كَالقِسيِّ دِقاقُ |
|
أَلهاهُ عَن نَظَرِ العَواقِبِ سامِرٌ | |
|
| غَردٌ وَكأسٌ بِالعُقارِ دِهاقُ |
|
وَأَقامَ يَسجعُ بِالظُّنون سَفاهَةً | |
|
| وَمِنَ الظُّنونِ خَديعَةٌ وَنِفاقُ |
|
حَتّى إِذا طالعت ثَغرَةَ كَيدِهِ | |
|
| وَهَفا عَلَيهِ لِواؤكَ الخَفّاقُ |
|
وَنَزَت جِيادُك لِلطِّرادِ كَأَنَّها | |
|
| سِربُ المَها وَرماحُكَ الأَوراقُ |
|
وَلّى يَذُمُ لَهُ قَوائِمُ سابِحٍ | |
|
| جَمَحَت بِهِ الخُيَلاء وَهيَ إِباقُ |
|
وَرَمى بصيرة في مَخالِبِ ضَيغَمٍ | |
|
| طَيّانَ تُفتَحُ باسمِهِ الأَغلاقُ |
|
ما دَبَّ لِلصَّهباء في أَعطافِهِ | |
|
| فَرَحٌ وَلا عَبَثَت بِهِ الأَعلاقُ |
|
دامي الأَسِنَّةِ ما تَقِرُّ جِيادُهُ | |
|
| حَتّى تُضيءُ بِعَدلِهِ الآفاقُ |
|
بِالقَيرَوان لَها عَمامَةُ عَثيَرٍ | |
|
| وَطفاء وَابِلُها الدَّمُ المهراقُ |
|
وَعَلى خَليجِ الرّومِ بَرقُ صَفائِحٍ | |
|
| تَفري ذُيولَ النَّقعِ وَهيَ صِفاقُ |
|
فَتَنازَعَ الكُفّارُ فَضلَةَ كَأسِها | |
|
| مِن بَعدِ ما ثَمِلَت بِهِ الفُسّاقُ |
|
عادَت سِهامُهُمُ الحِدادُ كَليلَةً | |
|
| حَتّى كَأَنَّ نِصالَها أَفواقُ |
|
صَبَّحتُهُم بِاللاذِقِيَّةِ فَالتَقى | |
|
| بَحرانِ ماء راكِدٌ وَعِتاقُ |
|
فاتَ الظَّلامُ بِها فَعِفت وُرودَها | |
|
| تَبعاً وَأَنتَ بِمِثلِها سَبّاقُ |
|
حَتّى إِذا سَفَرَ الضُّحى وَتَمارَتِ ال | |
|
| أَبصارُ أيَّكُما لَهُ الإِشراقُ |
|
غادَرتَها دِمَناً عَلى أَطلالِها | |
|
| يَبكي الخَليطُ وَتُذكَرُ الأَشواقُ |
|
وَشَرَعتَ دينَ قراكَ في عَرَصاتِها | |
|
| فَالنّارُ تُضرَمُ وَالدِّماءُ تُراقُ |
|
فَأَطاعَ جامِحُها وَكانَت زِبرَة | |
|
| عَوجاء ثَقَّفَ مَيلَها الإِحراقُ |
|
شَرَفاً بَني كَعبٍ فَما عَذُبَ الجَنى | |
|
| إِلّا بِما سَبَقَت بِهِ الأَغراقُ |
|
شادَت سُيوفُ أَبي عَلِيٍّ فيكُمُ | |
|
| مَجداً لَهُ فَوقَ السَّماءِ طِباقُ |
|
وَسَعى المُهَذَّبُ سَعيَهُ فَتَوافَقا | |
|
| إِن كانَ بَينَ الفَرقَدَينِ وِفاقُ |
|
يا جامِعَ الحَسَناتِ إِنَّ غَرائِبي | |
|
| تُهدى وَلَيسَ سِوى الوِدادِ صَداقُ |
|
لَو أنصفت زُفَّت إِلى خُطّابِها | |
|
| وَالبَدرُ تاجٌ وَالنُّجومُ نِطاقُ |
|
لَم تَعتَرِضها بِالحِجابِ نَقيصَةٌ | |
|
| ما كُلُّ ما سَتَرَ البُدورَ مَحاقُ |
|