ما قامَ لَولا هَواكَ المُدنَفُ الوَصِبُ | |
|
| يَبكي الطلولَ وَأَهلُ المُنحَنى غَيَبُ |
|
وَيَسأَلُ الربعَ عَن سُكّانِهِ سَفَهاً | |
|
| وَقَد مَحَت آيَه الأَرواحُ تعتَقبُ |
|
يُكَفكفُ الدَمعَ أَحياناً وَتَبعَثُهُ | |
|
| لَواعِجُ الشَوقِ أَحياناً فَيَنسَكِبُ |
|
صَبٌّ إِذا نامَ أَهلُ الحَيِّ أَزعَجَهُ | |
|
| ذِكرٌ يُعاوِدُهُ مِن عيدِهِ طَربُ |
|
تَدعو هَواجِسُهُ طَيفَ الخَيالِ وَسُل | |
|
| طانُ الكَرى عَنهُ بِالأَشواقِ مُحتَجبُ |
|
يَهيمُ شَوقاً بِأَقمارٍ عَلى قُضُبٍ | |
|
| مُلدٍ تَجاذَبُها ظُلماً لَها الكُثُبُ |
|
مِن كُلِّ واضِحَةِ اللَبّاتِ تَبسِمُ عَن | |
|
| مُرَتَّلٍ زانَهُ التَأشيرُ وَالشَنَبُ |
|
تُريكَ مِن وَجهِها الوَضّاحِ إِن سَفَرَت | |
|
| بَدراً وَتَبدو هِلالاً حينَ تَنتَقِبُ |
|
يا ضَرَّةَ الشَمسِ إِنَّ الحُبَّ أَبعَدَني | |
|
| فَلَيتَ شِعري بِماذا مِنكِ أَقتَرِبُ |
|
إِن كانَ لِلحُسنِ في العِشرينَ عِندَكُم | |
|
| حَقُّ الزَكاةِ فَإِنّي البائِسُ الجُنُبُ |
|
وَمَهمَهٍ طامِسِ الأَعلامِ مُتَّصِلٍ | |
|
| تَواهَقَت بِيَ في أَجوازِهِ النُجُبُ |
|
في لَيلَةٍ مِثلِ عَرضِ البَحرِ حالِكَةِ ال | |
|
| جلباتِ قامَت بِها لا تَهتَدي الشُهُبُ |
|
فَأَسفَرَ الصُبحُ لي عَن رايَةٍ بَلَغَت | |
|
| أَقصى المَدى وَتَناهَت دونَها الرُتَبُ |
|
المَورِدُ العَذبُ وَالنادي الرَحيبُ وَإِد | |
|
| راكُ المُنى وَالقِرى وَالمَربعُ الخصِبُ |
|
في ظِلِّ أَبلَجَ يُستَسقى الغَمامُ بِهِ | |
|
| فَيَستَهِلُّ وَيُستَشفى بِهِ الكلَبُ |
|
المُستَقِلُّ بِما أَعيا المُلوكُ بِهِ | |
|
| وَالمُستَقِلُّ لَنا الدُنيا إِذا يَهَبُ |
|
ثَبتُ الجَنانِ لَهُ حُلمٌ يَوَقِّرُهُ | |
|
| إِذا هَفا بِحَلومِ السادَةِ الغَضَبُ |
|
مَعَشَّقٌ لِلمَعالي لا يَزالُ لَهُ | |
|
| في كُلِّ مَرتَبَةٍ عَذراءُ تُختَطَبُ |
|
صافي الضَمائِرِ مَرضِيُّ السَرائِرِ مَح | |
|
| مودُ المَآثِرِ تُزهى بِاِسمِهِ الخُطَبُ |
|
لَهُ أَيادٍ مُقيماتٌ مُسافِرَةٌ | |
|
| لَم يَخلُ مِن بِرها عُجمٌ وَلا عَربُ |
|
مَولىً إِذا اِفتَخَرَ الساداتُ في مَلَأٍ | |
|
| سَما بِهِ الأَشرَفانِ العِلمُ وَالحَسَبُ |
|
وَإِن دَجا لَيلُ خَطبٍ عَمَّ فادِحُهُ | |
|
| ذَكا لَهُ النَيِّرانِ الفَضلُ وَالأَدَبُ |
|
وَإِن سَقَت رَوضَةَ القِرطاسِ راحَتُهُ | |
|
| رَأَيتَ سَيفيَّ وادٍ مِنهُ تَعتَجِبُ |
|
كَأَنَّما صَدرُهُ البَحرُ المُحيطُ وَمِن | |
|
| أَقلامِهِ غاصَةٌ لِلدُّرِ تَنتَخِبُ |
|
إِذا اِحتَبى لِلفَتاوى فَهوَ مالِكُها | |
|
| وَإِن حَبا خَجِلَت مِن جودِهِ السُحُبُ |
|
فَما رَأَينا إِماماً قَبلَ رُؤيَتِهِ | |
|
| يَرى النَوافِلَ فَرضاً فِعلُها يَجِبُ |
|
وَالحوبُ أَن يَسبِقَ السُؤّالُ نائِلَهُ | |
|
| وَأَعظَمُ الذَنبِ أَن يَبقى لَهُ نَشَبُ |
|
يَنأى بِعِطفَيهِ إِعظامٌ وَيَجذِبُهُ | |
|
| طَبعٌ كَريمٌ إِلى الحسنى فَيَنجَذِبُ |
|
يَقظانُ لِلمَجدِ يَحمي ما تَوارَثَهُ | |
|
| آباؤُهُ الصيدُ مِن فَخرٍ أَبٌ فَأَبُ |
|
مِن أُسرَةٍ حازَ شيبانُ الفخارَ بِهِم | |
|
| فَهم لَهُ شَرَفٌ باقٍ إِذا اِنتَسَبوا |
|
قَومٌ تَرى المَجدَ في أَبياتِهِم زُمَراً | |
|
| فَالمَجدُ يُخزَنُ وَالأَموالُ تُنتَهَبُ |
|
صيدٌ إِذا اِنتَسَبوا سُحبٌ إِذا وَهَبوا | |
|
| أُسدٌ إِذا وَثَبوا حَتفٌ إِذا غَضِبوا |
|
لَو أَزمَعوا أَمرَهُم يَوماً عَلى أَجَأٍ | |
|
| رَأَيتَ أَركانَ سَلمى خيفَةً تَجِبُ |
|
يا أَيُّها الصاحِبُ المَولى الوَزيرَ وَمَن | |
|
| إِلى مَفاخِرِهِ العَلياءُ تنتَسبُ |
|
دُعيتَ في الدَولَةِ الغَرّاءِ صاحِبَها | |
|
| حَقاً وَظَنَّ جَهولٌ أَنَّهُ لَقَبُ |
|
أَلبَستَها مَجدَكَ الضافي فَباتَ لَها | |
|
| ذَيلٌ عَلى مَنكِبِ الجَوزاءِ يَنسَحِبُ |
|
وَكَم رَدَدتَ العِدى عَنها بِغَيظِهِمُ | |
|
| وَأَكبُدُ القَومِ لِلأَحقادِ تَلتَهِبُ |
|
إِذا كَتائِبُها عَن نَصرِها قَعَدَت | |
|
| في حادِثٍ جَلَلٍ قامَت بِهِ الكُتُبُ |
|
كَثَرتَهُم في دِمَشقٍ وَهيَ خالِيَةٌ | |
|
| وَقَد أَناخَ عَلَيها الجَحفَلُ اللَجِبُ |
|
كَتائِبٌ أَضحَتِ البَيداءُ مُتأَقَةً | |
|
| مِنها وَضاقَت بِها البُطنانُ وَالحَدَبُ |
|
يَقودُهُم مِن بَني أَيّوبَ كُلُّ فَتىً | |
|
| ماضي العَزائِمِ لا نِكسٌ وَلا نَخِبُ |
|
أُسدٌ مَخالِبُها بيضُ الظُبى وَلَها | |
|
| مِنَ الذَوابِلِ غيلٌ نَبتُهُ أَشِبُ |
|
حَتّى إِذا أَشرَفَت مِنهُم دِمَشقُ عَلى | |
|
| حَربٍ لَها الوَيلُ مِن عُقباهُ وَالحربُ |
|
مَنَحتَها مِنكَ عَزماً صادِقاً خَضَعَت | |
|
| لَهُ ظُبى الهِندِ وَالخَطِيَّةُ السُلُبُ |
|
فَكانَ رَأيُكَ فيها رايَةً طَلَعَت | |
|
| بِالنَصرِ فَاِنجابَتِ اللأواءُ وَالكُرَبُ |
|
وَباتَ أَثبَتُهُم جَأشاً وَأَحزَمُهُم | |
|
| رَأياً وَأَمضى سِلاحاً عَزمُهُ الهَرَبُ |
|
وَكانَ ظَنُّهُم أَن تَلتَقي بِهِم | |
|
| مِصرُ البَوارَ وَتَغشى النُوبَةَ النُوَبُ |
|
فَأَجفَلوا وَزَعيمُ القَومِ غايَةُ ما | |
|
| يَرجو مِنَ اللَهِ أَن تَبقى لَهُ حَلَبُ |
|
تَدبيرُ أَروَعَ لا يَعيا بِنازِلَةٍ | |
|
| وَلا يَبيتُ لِخَطبٍ قَلبُهُ يَجِبُ |
|
إِذا شَياطينُ بغيٍ خيفَ سورَتُها | |
|
| فَإِنَّ آراءَهُ في رَجمِها شُهُبُ |
|
عَزمٌ بِهِ أَخمَدَ اللَهُ الشِقاقَ وَلا | |
|
| هُزَّت رِماحٌ وَلا سُلَّت لَهُ قُضُبُ |
|
وَلَو سَعى غَيرُهُ فيها لِيَرأَبَها | |
|
| أَنامَهُ المُقعِدانِ العَجزُ وَالتَعَبُ |
|
ضَفَت مَلابِسُ نُعماهُ عَلَيَّ فَقَد | |
|
| رُدَّت بِهاليَ أَثوابُ الصِبى القُشُبُ |
|
وَبِتُّ خِلواً مِنَ الآمالِ وَاِتَّصَلَت | |
|
| بَيني وَبَينَ العُلى مِن بابِهِ نَسَبُ |
|
هذا المَديحُ الَّذي ما شانَهُ خَلَلٌ | |
|
| كَلّا وَلا شابَهُ في مَجدِكُم كَذِبُ |
|
مَعنىً بَديعٌ وَأَلفاظٌ مُنَقَّحَةٌ | |
|
| غَريبَةٌ وَقَوافٍ كُلُّها نَخَبُ |
|
ما كُلُّ عودٍ بِنَبعٍ حينَ تَعجُمُهُ | |
|
| يَخورُ تَحتَ ثَنايا العاجِمِ الغَرَبُ |
|
قَد يَشهَدُ الحَربَ بِالزَغفِ المُضاعَفِ أَق | |
|
| وامٌ وَيَشهَدُها مَن لِبسُهُ اليَلَبُ |
|
فَاِسلَم وَلا زالَتِ الآلاءُ سابِغَةً | |
|
| عَلَيكَ ما عادَتِ الأَيّامُ وَالحُقُبُ |
|