قَد حالَ ما بيني وَبَينَ مآربي | |
|
| سُخطي تحمُّلَ منَّةٍ من واهِبِ |
|
لَو كُنتُ أَرضى بالخضوع لمطلبٍ | |
|
| ما اِستصعَبت يَوماً عليَّ مطالبي |
|
خيَّرتُ نَفسي بَينَ عزِّ المكتفي | |
|
| بِأَقلِّ ما يَكفي وَذُلِّ الراغبِ |
|
فتخيَّرت عزَّ القَنوع وأَنشدَت | |
|
| دَعني فَلَيسَ الذلُّ ضَربةَ لازِبِ |
|
لا فَرقَ ما بَينَ المَنيَّة والمُنى | |
|
| إِن نالَ من عِرضي لِسانُ الثالبِ |
|
إنّي لأَسغبُ والمَطاعِمُ جمَّةٌ | |
|
| حذراً وخوفاً من مقالةِ عائِبِ |
|
أَصدى ولا أَرِدُ الزُلالَ المُشتَهى | |
|
| ما لَم ترُق مِمّا يَشينُ مَشاربي |
|
وَعلى اِحتمالي للفَوادِح أَنَّني | |
|
| ليروعُني هَجرُ الحَبيب العاتبِ |
|
وَيشوقُني ذِكرُ الصَبابة والصِبا | |
|
| وَيَروقُني حُسنُ الرداح الكاعِبِ |
|
لا تَملكُ الأَعداءُ فضلَ مقادَتي | |
|
| وَيقودُني ما شاءَ ودُّ الصاحِبِ |
|
إِنّي لأَعذُبُ في مذاقِ أَحبَّتي | |
|
| وَعدايَ منّي في عَذابٍ واصبِ |
|
وَمَتى يَظُنُّ بي الصَديقُ تملُّقاً | |
|
| لَم يَلقَني إلّا بظنٍّ كاذِبِ |
|
وإذا رأى منّي الحضورَ لرغبةٍ | |
|
| أَولَيتُهُ ودَّ الصديق الغائبِ |
|
سيّان عندي مَن أَحَبَّ ومَن قَلى | |
|
| إِن غضَّ طَرفاً عَن رِعاية جانبي |
|
جرَّبتُ أَبناءَ الزَمان فَلَم أَجِد | |
|
| من لم تُفدني الزُهدَ فيه تَجاربي |
|