لمن الكتائبُ في العَجاج الأَكدَرِ | |
|
| يَخطُرنَ في زَردِ الحَديدِ الأَخضرِ |
|
ضَربت عليهنَّ الرِماحُ سُرادِقاً | |
|
| دُعِمت بساعد كُلِّ شَهمٍ أَصعَرِ |
|
وَالبيضُ تَلمَعُ في القتام كأَنَّها | |
|
| لَمعُ البوارِقِ في رُكامِ كَنَهوَرِ |
|
وَصَليلُ وَقعِ المرهفاتِ كأَنَّه | |
|
| رَعدٌ يُجَلجِلُ في أَجشَّ مُزمجِرِ |
|
وَالرايَةُ الحَمراءُ يَخفِقُ ظِلُّها | |
|
| يَهفو عليها كُلُّ لَيثٍ مُزئِرِ |
|
وَالخَيلُ قد حَملَت على صَهَواتِها | |
|
| من كُلِّ أَصيَدَ باسلٍ ذي مغفرِ |
|
مُتسربلٍ بالقَلب فوقَ دِلاصِه | |
|
| متلثِّمٍ بالنَقع لَمّا يُسفِرِ |
|
في مَوقفٍ كسَف الظَهيرَةَ نقعُه | |
|
| فأَضاءَها بشرُوقِ وَجهٍ مُقمرِ |
|
يَختالُ في حَلَق الدِلاصِ كأَنَّه | |
|
| يَختالُ منها في مُفَوَّف عَبقري |
|
من فتيةٍ أَلِفوا الأَسنَّة وَالقَنا | |
|
| فقِبابهم قصبُ الوَشيج الأَسمَرِ |
|
يَقرونَ بيضَهمُ الرِقابَ ويُنهلوا | |
|
| زُرقَ الأَسنَّة من نَجيعٍ أَحمَرِ |
|
شادوا عمادَهم بكلِّ مثقَّفٍ | |
|
| لَدنٍ ومجدَهم بكلِّ مُشهِّرِ |
|
حلّوا من العَلياء قمَّة رأسِها | |
|
| وحووا بسالةَ أَكبرٍ عن أَكبَرِ |
|
مَن مِنهمُ الملكُ المَهيبُ إذا بَدا | |
|
| خضعَت له ذُلّاً رِقابُ الأَعصرِ |
|
فَخرُ المَفاخِر والمآثِر والجحا | |
|
| فِل وَالمَحافِل والعُلى والمِنبرِ |
|
القائدُ الجيش العرمرم مُعلَماً | |
|
| مِن كُلِّ لَيثٍ ذي بَراثِنَ قَسورِ |
|
السائقُ الجُردَ المَذاكى شُزَّباً | |
|
| تَخطو وَتَخطرُ بالرِماح الخُطَّرِ |
|
الفالقُ الهامات في يوم الوَغى | |
|
| وَالسمرُ بين مُحطَّمٍ وَمكسَّرِ |
|
الشامخُ النَسبين بين ذَوي العُلى | |
|
| وَالباذِخُ الحسبين يَومَ المفخرِ |
|
الواهبُ البَدرات يتبعها النَدى | |
|
| مِن جوده بسحاب تِبرٍ مُمطرِ |
|
يَجلو دُجى الآمال منه بنائِلٍ | |
|
| متلألئٍ وَبوجه جودٍ مُسفرِ |
|
وَلكم جلا رَهجَ القتامِ بباترٍ | |
|
| متأَلِّقٍ وَسنانِ أَسمر سَمهَري |
|
ملِكٌ إذا ما جاد يوماً أَو سَطا | |
|
| فالخلقُ بين مُمَلَّكٍ ومعفَّرِ |
|
من دَوحةِ المَجدِ الرَفيعِ عمادُهُ | |
|
| وَالفَرعُ يُعرب عَن زكيِّ العُنصرِ |
|
ما يَنقَضي يَوماً شَهيرُ نَوالِه | |
|
| إِلّا وأَتبعه بآخرَ أَشهرِ |
|
هَذا الَّذي صَدعَ القلوبَ مهابةً | |
|
| وأَذلَّ كلَّ عملَّسٍ وغَضَنفَرِ |
|
هَذا الَّذي غَمرَ الأَنامَ سَماحةً | |
|
| من جودِه الطامي الجَليلِ الأَبهَرِ |
|
هَذا الَّذي حازَ المَعالي قُعَّساً | |
|
| وَسِواه يلطمُ خدَّ حَزنٍ أَقفَرِ |
|
هَذا نظامُ الدين واِبنُ نظامه | |
|
| نَسَبٌ يؤولُ إِلى النَبيِّ الأَطهَرِ |
|
لمعَت أَسِرَّةُ نوره في وجهه | |
|
| فاِزورَّ عنها كُلُّ لَحظٍ أَخزَرِ |
|
يَجلو لَنا من حلمه في حَزمِه | |
|
| أَخلاقَ أَحمدَ في بسالة حيدَرِ |
|
بَينا تَراه مُصَدَّراً في رَسته | |
|
| ملِكاً تَراهُ فَوقَ صَهوة أَشقَرِ |
|
أَربيبَ حجر المكرُمات ورَبّها | |
|
| وَرَضيعَ ثدي العارض المُتَعَنجرِ |
|
لِلَّه جدُّكَ أَيُّ مَجدٍ حُزتَه | |
|
| فَشأوتَ كُلَّ مقدَّم ومؤخَّرِ |
|
أَنتَ الَّذي أَحرَزتَ كلَّ فَضيلَةٍ | |
|
| وَوردتَ بحرَ الفضل غير مُكدَّرِ |
|
ظَمئت أَمانيُّ الرِجال لَدى العُلى | |
|
| فوردتَ منهلَها وَلَمّا تَصدُرِ |
|
وَإليكها غَرّاءَ قد أَبرَزتُها | |
|
| تُجلى بشكرَك في نَديِّ المحضرِ |
|
أَحكَمتُ نظمَ قَريضها فَتَناسقَت | |
|
| كالعِقد يَزهو في مُقلَّد جُؤذَرِ |
|
يَذكو بمدحك نشرُها فكأَنَّني | |
|
| أَذكيتُها منه بمِسكٍ أَذفَرٍ |
|
ما ضاعَ نشرُ ثنائِها في مَجلسٍ | |
|
| إِلّا تفتَّق عن ذَكيِّ العنبَرِ |
|
واِسلم على دَرَج المَعالي راقياً | |
|
| بأَجلِّ أَخبارٍ وأَصدَقِ مخبَرِ |
|