إِليكَ فَقَلبي لا تقِرُّ بلابلُه | |
|
| إِذا ما شدَت فوقَ الغُصون بلابلُه |
|
تَهيجُ له ذكرى حَبيبٍ مُفارِقٍ | |
|
| زرودُ وحُزوى وَالعَقيقُ منازلُه |
|
سقاهُنَّ صوبُ الدَمعِ منّي ووبلُه | |
|
| منازلَ لا صوبُ الغمام ووابلُه |
|
يحلُّ بها من لا أصرِّحُ باِسمِه | |
|
| غَزالٌ على بُعد المزارِ أُغازِلُه |
|
تقسَّمه رقُّ الجَمال وَجزلُه | |
|
| فرنَّ وشاحاهُ وصُمَّت خَلاخِلُه |
|
وَما أَنا بالناسي لَياليَ بالحِمى | |
|
| تقضَّت ووردُ العَيش صفو مناهلُه |
|
لَيالي لا ظبيُ الصَريم مصارمٌ | |
|
| ولا ضاقَ ذَرعاً بالصُدود مُواصلُه |
|
وَكَم عاذِلٍ قَلبي وقد لجَّ في الهَوى | |
|
| وما عادِلٌ في شِرعة الحبِّ عاذلُه |
|
يَلومونَ جَهلاً في الغَرام وإنَّما | |
|
|
فَلِلَّهِ قَلبٌ قد تَمادَى صَبابَةً | |
|
| عَلى اللَوم لا تنفكُّ تغلي مراجلُه |
|
وَبالحلَّة الفَيحاءِ من أَبرقِ الحِمى | |
|
| رَداحٌ حماها من قنا الخَطِّ ذابلُه |
|
تَميسُ كما ماسَ الرُدَينيُّ مائداً | |
|
| وَتهتزُّ عُجباً مثلما اِهتزَّ عاملُه |
|
مهفهفةٌ الكَشحَين طاويةُ الحَشا | |
|
| فَما مائدُ الغصن الرَطيبِ ومائِلُه |
|
تعلَّقتُها عصرَ الشَبيبة والصِبا | |
|
| وَما عَلِقَت بي من زَماني حبائلُه |
|
حذرتُ عليها آجلَ البُعد والنَوى | |
|
| فَعاجَلني من فادح البَين عاجلُه |
|
إِلى اللَهِ يا ظمياءُ نَفساً تَقَطَّعَت | |
|
| عليكِ غَراماً لا أَزال أُزاولُه |
|
وخطبَ بعادٍ كلَّما قُلتُ هذه | |
|
| أَواخرهُ كرَّت عليَّ أَوائِلُه |
|
لئن جارَ دَهري بالتفرُّق واِعتَدى | |
|
| وَغال التَداني من دُهى البين غائلُه |
|
فإنّي لأَرجو نيلَ ما قد أَملتُه | |
|
| كَما نال مِن يحيى الرَغائبَ آملُه |
|
كَريمٌ وفي إِحسانه ونوالِه | |
|
| بما ضمِنَت للسائِلين مخائلُه |
|
من النَفر الغرِّ الَّذين بمجدهم | |
|
| تأَيَّد أَزرُ المجد واِشتدَّ كاهلُه |
|
لَقَد ألبِسَت نَفسُ المَعالي برودَه | |
|
| وزُرَّت على شَخص الكَمال غلائلُه |
|
جَوادٌ يَرى بذلَ النوال فَريضةً | |
|
| عليه فما زالَت تعمُّ نوافلُه |
|
له همَّةٌ نافت على الأَوج رفعةً | |
|
| تقاصرَ عنها حين همَّت تُطاولُه |
|
أَجلُّ همامٍ أَدرك المجدَ همَّةً | |
|
| وأَكرمُ مولىً جاوز الحدَّ نائلُه |
|
وقد أَيقنت نَفسُ المكارم أَنَّها | |
|
| لَتَحيا بِيَحيى حين عمَّت فواضلُه |
|
أَخٌ ليَ ما زالَت أَواخي إِخائه | |
|
| موطَّدةً منه ببرٍّ يواصلُه |
|
ليَهنكَ مجدٌ يا ابنَ أَحمدَ لم تَزَل | |
|
|
أَبى اللَهُ إلّا أَن يُنيفَ بكَ العُلى | |
|
| وَيُعلي بك المجدَ الَّذي أَنتَ كافلُه |
|
وَما زِلتَ تَسعى بالمكارم طالباً | |
|
| مَقاماً تناهى دونَه من يُحاولُه |
|
فحسبُك قد جُزتَ الأَنامَ برتبةٍ | |
|
| تُشيرُ لَها مِن كُلِّ كفٍّ أَناملُه |
|
سأَشكُرُ ما أَهدَيتَ لي من أَزاهرٍ | |
|
| يَجولُ عليها من نَدى الحُسن جائلُه |
|
وأثني على ما صُغتَه من قلائِدٍ | |
|
| تَحَلّى بها من جيدِ مدحيَ عاطلُه |
|
فدم سالِماً من كُلِّ سوءٍ مهنّأً | |
|
| بما نلتَه دَهراً وما أَنتَ نائلُه |
|
ودونكها من بَعض شُكري وما عَسى | |
|
| يَفي بالَّذي أَوليتَ ما أَنا قائلُه |
|