يا راحلينَ وهم في القَلب سكّانُ | |
|
| هَل غَيرُ قَلبي لكم مأوى وأَوطانُ |
|
خذوا من الأَرض أَنّى شئتم نُزُلاً | |
|
| فأَنتم في سويدا القَلب قُطّانُ |
|
وأَنتَ يا حاديَ الظُعن الَّتي ظعنت | |
|
| فيها العشيَّةَ أَقمارٌ وأَغصانُ |
|
باللَه إِن لم يكن بدٌّ لمن ظعنوا | |
|
| من منزل بالحِمى تأويه أَظعانُ |
|
فعُج بشرقيِّ وادي الرَمل من إضم | |
|
| حيثُ الغضا والأَضى والرندُ والبانُ |
|
لعلَّهم أَن يَحلّوا منه منزلةً | |
|
| كانوا يحلُّونها والدهرُ جَذلانُ |
|
أَيّامَ أَختالُ في برد الصِبا مَرَحاً | |
|
| والعمرُ غضٌّ وصفو العيش فَينانُ |
|
لا أَوحشَ اللّهُ من ناءٍ تؤرِّقُني | |
|
| ذكراه وهو خليُّ البال وَسنانُ |
|
أَذوى وَريق شَبابي بعدَه ظمأٌ | |
|
| وَغصنُه من مياهِ الحُسن ريّانُ |
|
حَيّا به اللَهُ يَوماً روحَ عاشقه | |
|
| فإنَّما هو للأَرواح رَيحانُ |
|
قد جلَّ في حُسنه عن أَن يقاسَ به | |
|
| ظبيٌ وَبَدرٌ وأَغصانٌ وكثبانُ |
|
لِلَّه كَم فيه مِن حُسنٍ يُدِلُّ به | |
|
| لو كانَ يشفعُ ذاك الحسنَ إِحسانُ |
|
يا عاذلي في هَواه لا ترم شططاً | |
|
| دَعني فعذلُك شانٌ والهوى شانُ |
|
وَاللَه ما جادَل العذالَ عاشقُه | |
|
| إلّا وقام له بالحسنِ بُرهانُ |
|
وأَين من سمعيَ اللاحي وزُخرفُهُ | |
|
| ولي من الحُبِّ سُلطانٌ وَشيطانُ |
|
وَلَيلةً بات بَدري وهو مُعتنقي | |
|
| فيها سُروراً وبدرُ الأُفق غَيرانُ |
|
فظلَّ يَنقَعُ من قَلبي غَليلَ جوىً | |
|
| إذ كانَ من قبل إِعراضٌ وهجرانُ |
|
حتّى بدا الفَجرُ فاِرتاعت كواكبُها | |
|
| كأَنَّها نَقَدٌ وَالفَجرُ سرحانُ |
|
فَقامَ يَثني قواماً زانَه هَيَفٌ | |
|
| كأَنَّه بِمُدام الوصل نَشوانُ |
|
وَراحَ وَالدَمعُ من أَجفانِه دُرَرٌ | |
|
| وَرحتُ والدَمعُ مِن جفنيّ عِقيانُ |
|
لِلَّه أَزمانُ وَصلٍ قد مَضَت وقضت | |
|
| أَن لا تَعودَ بها ما عشتُ أَزمانُ |
|
مرَّت فَلَم يَبقَ لي إلّا تذكُّرُها | |
|
| وذكرُ ما قد مَضى للوجد عنوانُ |
|
فَيا زَمانَ اللِوى حيِّيتَ من زَمَنٍ | |
|
| ولا أَغبَّ اللِوى وَالسَفحَ هتّانُ |
|