أَظُنُّ نَسيمَ الرِّيحِ مِن حَيثُ أَرسَلا | |
|
| أَعادَ عَلى بَرقِ اللِّوا ما تَحَمَّلا |
|
وَما لاحَ مُختالاً عَلَينا بِعِلمِهِ | |
|
| وَعَرَّضَ بِالدَّهناءِ إِلّا لِيُسأَلا |
|
رَوى مُجمَلاً وَالبانُ يَتلو حَديثَهُ | |
|
| فَفَسَّرَ ما قالَ النَّسيمُ وَفَصَّلا |
|
وَخَيَّرَ بِالمَحلِ الركائِبَ بَعدَ ما | |
|
| ضَمِنّا لَها خِصبَ العُذَيبِ تَعَلُّلا |
|
فَما كانَ إِلّا صادِقاً غَيرَ أَنَّهُ | |
|
| حَديثٌ هَوَينا فيهِ أَن يَتأَوَّلا |
|
وَهَل عَلِمَ البَرقُ اليَمانيُّ أَنَّنا | |
|
| طَرَفنا بِهِ طَرفاً مِنَ اللَّيلِ أَكحَلا |
|
وَما بالَهُ خَصَّ الغَضا بِابتِسامَةٍ | |
|
| وَسَلَّ عَلى رَملِ الشَّقيقَةِ مَنصَلا |
|
وَفي الرَّكبِ طاوٍ لَو أَتى الذِّئب ضافَه | |
|
| عَلى الزّادِ إِمّا غادَة أَو تَفَضَّلا |
|
إِذا خَطَرَت في جانِبِ البِشرِ نَفحَةٌ | |
|
| تَرَنَّحَ في أَعطافِهِ وَتَمَلمَلا |
|
يَعُدُّ أَناتي لِلعَدوِّ قَساوَة | |
|
| وَطَوعَ قيادي لِلصَّديقِ تَدَللا |
|
يَلومُ عَلى عَيشٍ تَبَرَّضتُ عَفوَهُ | |
|
| وَأَيُّ حُسامٍ لَم يُصادِف مِفصَلا |
|
إِلَيكَ فَإِنّي قَد عَقَلتُ رَكائِبي | |
|
| فَلَم أَرَ عاراً مِثلَ أَن أَتَرَحَّلا |
|
رَمى البُخل طُلّاب الغِنى في سُؤالِهِ | |
|
| وَكُنتُ عَلى وَجهي أضِنُّ وَأَبخَلا |
|
وَأَثقَلُ رِفدٍ ما امتَطى المَنُّ ظَهرَهُ | |
|
| وَشَرُّ ثَراء ما أَتاكَ تَطَوُّلا |
|
لأَخلفَ غَيثٌ بِالسُّؤالِ انتِجاعَهُ | |
|
| وَأَجذَبَ رَوضٌ بِالمَذَلَّةِ يُجتَلى |
|
عذيري مِنَ الأَيّامِ تُلقى بِثابِتٍ | |
|
| مِنَ البِشرِ رَوضاً أَو مِنَ الجودِ جَدوَلا |
|
كَريمٌ إِذا ضَنَّ الغَمامُ فَكَفُّهُ | |
|
| كَفيلٌ بِطَردِ العامِ أَغيَرَ مُمحِلا |
|
يُغيرُ عَلى جُنحِ الظَّلامِ بِغُرَّةٍ | |
|
| تُعَلِّمُ وَجهَ البَدرِ أَن يَتَهَلَّلا |
|
دَعَتهُ إِلى بَذلِ النَّدى أَريَحِيَّةٌ | |
|
| تَعَوَّدَ مِنها أَن يَقولَ وَيَفعَلا |
|
نَوالٌ يَعُمُّ الأَرضَ حَتّى كَأَنَّهُ | |
|
| تَضَمَّنَ أَرزاقَ الوَرى وَتَكَفَّلا |
|
إِذا استَحدَثَ المَجد الطَّريف أَبَت لَه | |
|
| مَناصِبُهُ إِلّا القَديمَ المُؤثَّلا |
|
عُلاً وُجِدَت وَالدَّهرُ في حِجرِ أُمِّهِ | |
|
| وَخَيرُ خَليلَيكَ الَّذي كانَ أَوَّلا |
|
مِنَ القَومِ حَلّوا في السَّماءِ فَمِنهُمُ الس | |
|
| سَحائِبُ تُمري وَالأَهِلَّةُ تُجتَلى |
|
أَقَمتَ عَزيز الدَّولَةِ الجودَ واصِفاً | |
|
| لما غابَ مِن أَفعالِهِم وَمُمَثّلا |
|
خُلِقتَ وَدينُ البُخلِ عالٍ مَنارُهُ | |
|
| فَكُنتَ نَبيهاً بِالسَّماحَةِ مُرسلا |
|
وَلاموكَ في إِتلافِ مالِكَ بِالنَّدى | |
|
| وَحاشاكَ أَن تَغنى وَأَن تَتَمَوَّلا |
|
عَمَرتَ مِنَ الإِحسانِ ما كانَ دارِساً | |
|
| وَأَوضَحتَ في المَعروفِ ما كانَ مُشكِلا |
|
فَإِن كُنتَ فَذّا في الزَّمانِ فَإِنَّما | |
|
| سَلَكتَ سَبيلاً كانَ قَبلَكَ مُهمَلا |
|
فِداؤُكَ مُثرٍ ما أعِدَّ سَوامُهُ | |
|
| وَنيرانُهُ إِلّا لِتُرعى وَتُصطَلى |
|
أَذُمُّ لَها مِن نَحرِها بُخلَ كَفِّهِ | |
|
| فَهَل أَمِنَت مِن ذِلَّةٍ أَن تُذَلَّلا |
|
أَبوكَ الَّذي عَمَّ الأَنامَ نَوالُهُ | |
|
| فَلَم يَبقَ جيداً مِن نَداهُ مُعَطَّلا |
|
وَكَم قَصَدَ الدَّهرَ الكِرامُ بِجورِهِ | |
|
| فَما وَجَدوا إِلّا عَلَيهِ المُعَوَّلا |
|
وَمَن لِبُدورِ الأُفقِ وَالمُزنِ أَن تَرى | |
|
| بَنانَكَ مَبسوطاً وَوَجهَكَ مُقبلا |
|
وَما جاءَكَ التَّشريفُ إِلّا دلالَةً | |
|
| عَلَيكَ وَرَأياً فيكَ أَن يَتَبَدَّلا |
|
بِأَبيَضَ ماضي الشَّفرَتَينِ تَضَمَّنَت | |
|
| يَمينُكَ عَنهُ أَن يَعودَ مُفَلَّلا |
|
وَأَجرَدَ نَهد لَم يَجِد غَيرَ ظِلّه | |
|
| رَسيلاً وَلَم يَملِك مِنَ الأَرضِ مَنزِلا |
|
يَفوتُ مَجالَ الطَّرفِ حَتّى تَخالَهُ | |
|
| مِنَ البَرقِ لَولا أَنَّهُ كانَ أَعجَلا |
|
وَهَيفاء طَوعُ الرّيحِ قَد خَلَعَ الدُّجا | |
|
| عَلَيها هِلالاً بِالنُّجومِ مُكَلَّلا |
|
لَها مِن خِلالِ المَشرَفِيِّ صِقالَهُ | |
|
| وَمِن شِيَمِ الخَطِّيِّ أَن يَتَمَيَّلا |
|
وَصافِيَةٍ مِثلِ الرِّياضِ تَزورها ال | |
|
| جَنائِبُ نَشوى وَالسَّحائِبُ حُفَّلا |
|
لأَحسَن مِنها ما تَزف غَرائِبي | |
|
| إِلَيكَ وَتَكسوكَ الثَّناء المُبَجِّلا |
|
شَوارِدُ كانَت في القِيادِ أَبِيَّةً | |
|
| فَما قَرَعَت باباً مِنَ القَومِ مُقفَلا |
|
أَغارَ عَلَيها أَن يُراضَ جُموحُها | |
|
| لِغَيرِكَ أَو تَرجو سِواكَ مُؤَمَّلا |
|
وَلَو رامَها داعي النَّوالِ تَقاصَرَت | |
|
| خُطاها وَأَكدى الفِكرُ فيها وَأَجبَلا |
|
وَلَكِنَّهُ وُدٌّ صَريحٌ وَذِمَّةٌ | |
|
| بَعيدٌ عَلى أَمراسِها أَن تُحَلَّلا |
|