أَستَغفِرُ اللَّهَ سِرّي في الهَوى عَلَنُ | |
|
| وَقَد قَنِعتُ فَقَلَّت عِندِيَ المِنَنُ |
|
عَرَفتُ دَهري فَلَم أَحفَل بِحادِثَةٍ | |
|
| فيهِ فَلا فَرَحٌ عِندي وَلا حَزَنُ |
|
فَنٌّ مِنَ العَيشِ لا تُخشى عَواقِبُهُ | |
|
| وَلا تُثارُ بِهِ الأَحقادُ والإحَنُ |
|
ضَلَّ الَّذينَ رَأَوا في النَّسلِ فائِدَة | |
|
| وَلَو أَصابوا لَما رَبّوا وَلا حَضَنوا |
|
وَقَد تَصافى رِجالٌ لَو كَشَفتَ لَهُم | |
|
| سَجِيَّةَ النّاسِ خافوا كُلَّ مَن أَمِنوا |
|
يَجري القَضاءُ بِما تَعيا العُقولُ بِهِ | |
|
| وَيُنصَرُ الجَهلُ حَتّى يُعبَدَ الوَثَنُ |
|
وَالظُّلمُ طَبعٌ وَلَولا الشَّرُّ ما حُمِدَت | |
|
| في صَنعَةِ البيضِ لا هِندٌ وَلا يَمَنُ |
|
ذَمَمتَ دَهركَ إِذ نابَتكَ نائِبَةٌ | |
|
| بِمِثلِ ما تَشتَكيهِ يُعرَفُ الزَّمَنُ |
|
خَفِّض عَلَيكَ فَإِنَّ العُمرَ مُختَرَمٌ | |
|
| وَالمَوتُ مُنتَظَرٌ وَالحُرُّ مُمتَحَنُ |
|
وَلا يَغُرُّكَ خُلقٌ راقَ ظاهِرُهُ | |
|
| فَلَيسَ تَصدق لا عَينٌ وَلا أذُنُ |
|
صَحِبتُ قَوماً يُعَدُّ الشَرُّ عِندَهُمُ | |
|
| حَزماً تُشيرُ بِهِ الآراء وَالفِطَنُ |
|
عَموا عَنِ الرشدِ واعتادَت نُفوسُهُمُ | |
|
| فِعلَ القَبيح فَظَنّوا أَنَّهُ حَسَنُ |
|
وَقَد تَوالَت عَلى قَصدي سِهامُهُمُ | |
|
| وَلي مِنَ الزُّهدِ في أَوطانِهِم جَنَنُ |
|
رَضِيتُ عَيشي فَلا حِرص وَلا طَمَعٌ | |
|
| وَصُنتُ عِرضي فَلا عارٌ وَلا دَرَنُ |
|
إِذا سَغِبتُ فَجِسمٌ لا حَياةَ بِهِ | |
|
| وَإِن ظَمِئتُ فَماء ما لَهُ ثَمَنُ |
|
خَيرُ المَشارِبِ ما تَبقى الحَياةُ بِهِ | |
|
| في فِطرَةِ الخَلقِ لا ماء وَلا لَبَنُ |
|
وَأَفضَلُ القوتِ ما جادَت لِطالِبِهِ | |
|
| يَدُ الثَّرى وَقَراهُ العارِضُ الهَتنُ |
|
لا أَطلُبُ الرِّزقَ مِن سَيفٍ وَلا قَلَمٍ | |
|
| وَلا يُمارِسُ في ما أَكسِبُ المِهَنُ |
|
وَرِثتُ مالَ أُناس طالَ عَهدُهُمُ | |
|
| غَنيتُ مِنهُم وما خَبِرتُ كَيفَ غَنوا |
|
وَأَفسَدوا بِجِوارِ الرُّومِ عَيشَهُمُ | |
|
| إِن حارَبوا أَسَروا أَو سالَموا دَهَنوا |
|
فَما تَخَلَّفَ عَنهُم غَيرُ حادِثَةٍ | |
|
| تَلوكُها هَذِهِ الأَحداثُ وَالفِتَنُ |
|
هيَ العَواصِمُ مَرمى كُلِّ فاقِرَة | |
|
| فَلَيسَ تُسكَنُ لَولا أَنَّها وَطَنُ |
|
وَقَد تَقَدَّمَ فيها مَعشَرٌ دفنوا | |
|
| حَتّى يَحوروا وَعِندي أَنَّهُم دُفِنوا |
|
أَهون عَليَّ بِدُنياهُم وَإِن كَثُرَت | |
|
| عَلى مَحَبَّتِها الأَضغانُ والإِحَنُ |
|
يا دِمنَةَ الشَرِّ لا جادَتكِ ساريَةٌ | |
|
| فَطالَما دَرَسَت مِن جُودِك الدِّمَنُ |
|
يَمضي الزَّمانُ وَتَعفو كُلُّ حادِثَةٍ | |
|
| فيهِ وَقَد ثَبَتَت مِن ظلمِكَ السُّنَنُ |
|
أَلِفتُ شَرَّكِ حَتّى ما أراعَ بِهِ | |
|
| وَكَيفَ تَفرُقُ سَيفَ البارِقِ المُزُنُ |
|
وَأَضحَكَتني حَقودٌ مِنكَ بادِيَةٌ | |
|
| وَهَل يَضيقُ بِرَسمٍ دارِسٍ عَطَنُ |
|
تَبارَكَ اللَّهُ ما في الخَلقِ مُشكِلَةٌ | |
|
| وَلَيسَ يَطمَعُ في إِدراكِهِ المنَنُ |
|
وَلا تَهِبُّ مِنَ الأَحلامِ راقِدَة | |
|
| إِلّا وَيَغبُرُ في أَجفانِها الوَسَنُ |
|
يا عالِمَ المِصرِ هَل أَضمَرتَ خافِيَةً | |
|
| عَنِ البَصائِر في إيضاحِها شَجنُ |
|
أَم لَيسَ عِندَكَ إِلّا حيلَةً لِفَتىً | |
|
| تُصيبُهُ وَحَديث كُلُّهُ ظَنَنُ |
|
رَمَيتَ خَصمَكَ بِالتَّقليدِ مُتَّبِعاً | |
|
| فيهِ وَأَنتَ بِما أَنكَرتَهُ قَمِنُ |
|
وَكَيفَ تَصدُق في الأَخبارِ مُرسَلَةٌ | |
|
| وَما أَراكَ مَعَ الإِسنادِ مُؤتَمَنُ |
|
وَكَم تَضَمَّنَ قَومٌ في جِدالِهِمُ | |
|
| أَن يَفهَموكَ فَما أَوفوا بِما ضَمِنوا |
|
خَف مِن جَليسِكَ وَاصمِت إِن بُليتَ بِهِ | |
|
| فالعيُّ أَفضَلُ مِمّا يَجلِبُ اللّسُنُ |
|
وَلا يغرُّكَ قَولٌ سارَ في مَثَلٍ | |
|
| فَما ابنُ سيرينَ مَأمون وَلا الحَسنُ |
|
كُلّ الأَنامِ لأم غَيرِ مُنجِبَةٍ | |
|
| فَما زَكى فيهمُ عِرق وَلا غُصُنُ |
|
وَلا تَقَدَّم مِنهُم مَعشَرٌ خَمدوا | |
|
| فَلا تَغُرُّكَ أَخبارُ الَّذينَ فَنوا |
|