عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر المملوكي > غير مصنف > ابن نباتة المصري > حجبت ولم أحسب سنا البدرِ يحجب

غير مصنف

مشاهدة
1226

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

حجبت ولم أحسب سنا البدرِ يحجب

حجبت ولم أحسب سنا البدرِ يحجب
ولا خلتهُ في باطنِ الأرضِ يغرب
وأوْرَثتْ عيني جود كفِّكَ فانْبرت
تسحُّ بأنواءِ الغمام وتَسكُب
يذَكرْني بدرُ السماءِ سِميّه
فها أنا أرعى كلّ بدرٍ وأرقب
ومذ آثرَت فيكَ الكواكب حكمها
صددت فما يرعى بجفنيَّ كوكب
يقولون إن الشهب في كبدِ السما
لها أسدٌ يردِي الأنامَ وعقرب
دعِ الأسدَ الأفقيّ يفترِسُ الورى
وَدَعْ عقرب الأفلاكِ للخلق يسلب
عليكَ خشيتُ الخطب قبل أوانِهِ
وحاذرتُ صرفَ الدهرِ وهو مغيَّب
وما حسبتُ كفّي نوالك كثرة
ولكنْ المحذورِ الرَّدى كنتُ أحسب
لمن يستجدّ الفكر بعدَك مدحةً
يفضِّضُ في ألفاظها ويذَهب
لمن نترجَّى بعد بابك إنَّه
لِبذْلِ الندى بابٌ صحيحٌ مجرب
لمن تلتجي العافونَ بعد عوارِفٍ
عوارفَ ما تسعَى إليه وتطلب
على شرفِ الأخلاقِ بعدكَ والوفا
سلامٌ كوجه الروض والروضُ معجب
مضت صدقاتُ السرِّ بعدك وانْقضتْ
فيا أسفاً للسرِّ بالصدرِ يذهب
مضى رونقُ الآداب بعد وضوحه
وغيَّب ذاك المنظر المتأدب
ألا في سبيل الله ساكن مَلْحَدٍ
وأوصافه في الأرضِ تُملي وتكتب
فتىً كرُمت أنسابهُ وخلالهُ
فآلاؤه إرثٌ لديهِ ومكسب
سرى غير مسبوق ثناهُ وكيف لا
وعنبره في نفحة الذِّكر أشهب
فمن مبلغٍ شيبان يوم ترحلت
عُلاه بأن الأفق بالشهب أشيب
وأنَّ بني الآمال أعوز رعيهم
وضاعوا فلا أمٌّ هناكَ ولا أب
فقدناهُ فقدانَ الربيعِ فدهرنا
جمادى وزالَ المستماح المرجب
أخا أدبٍ بين المكارمِ والتقى
على شرف الدَّارَيْن يسعى ويدأب
فلوْ لمْ تجُدْنا غُرّ نعماه جادَنا
بفضل دُعاهُ وابلُ الغيثِ يسكب
مضى حيث تنأى عنه كلُّ ذميمةٍ
وأعماله بالصالحاتِ تقرّب
وأيامهُ بدريَّةٌ لا يُضيرُها
بوادِرُ ما تأتي وما تتجنب
تجاهدُ فيها النفس والعيش ممكنٌ
وزبرج هذا العيش شيءٌ محبَّب
لحى الله دنيا لا تكون مطيَّةً
إلى دَرَكِ الأخرى تزَمُّ وتركب
عجبتُ لمن يرجو الرِّضا وهو مهملٌ
وتسويفنا مع ذلك العلم أعجب
وما هذه الأيامُ إلاَّ مراحلٌ
وأجْدِرْ بها تقضي قريباً وتقضب
إن كانت الأنفاسُ للعمرِ كالخُطَا
فإنَّ المدى أدنَى منالاً وأقرب
أساكن جناتِ النعيمِ مهنأً
وتارِكنا في حسرةٍ نتلهَّب
سقى عهدكَ الصوبُ الملِثُّ فطالما
سقانَا ملثّ من نوالك صيِّب
ولا أغمدت أيدِي النوائِب غربها
فما في حياةٍ بعدَ موتكَ مرغب
ابن نباتة المصري
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الأحد 2009/10/25 10:44:01 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com