أَشاقَتكَ الهَوادِجُ والخُدُورُ | |
|
| وَبَينُ الحَىِّ والظُّعُنُ البُكُورُ |
|
وَبِيضٌ يَرتَمِينَ إِذا التَقَينا | |
|
| قُلُوبَ القَومِ أَعيُنُهُنَّ حُورُ |
|
هِجانُ اللَّونِ أَبكارٌ وَعُونٌ | |
|
| عَلَيهِنَّ المَجاسِدُ وَالحَرِيرُ |
|
إِذا طَرَدَت فُنُونُ الرِّيحِ فِيهِ | |
|
| تَوَشَّى المِسكُ يأرَجُ وَالعَبِيرُ |
|
بَدَونَ كأَنَّهُنَّ غَمامُ صَيفٍ | |
|
| تَهَلَّلَ وَاكفَهَرَّ لَهُ صَبِيرُ |
|
فَلَمّا أن رَكِبنَ تَنَكَّبَتنَا | |
|
| جَوافلُ مِن ذَوِى الحاجاتِ زُورُ |
|
نَعَم فَبَدا المُجَمجَمُ مِن فُؤَادِى | |
|
| وَكادَ القَلبُ مِن وَجدٍ يَطِيرُ |
|
يُكَلِّفُنِى عَلَى الحَدَثانِ قَلبِى | |
|
| نَوًى لِلحَىِّ مَطلَبُهَا عَسِيرُ |
|
عَلَى حِينَ اندَمَلَتُ وَثابَ حِلمِى | |
|
| وَلاحَ عَلَى مَفارِقِىَ القَتِيرُ |
|
كأَنَّ القَلبَ عِندَ دِيارِ سَلمَى | |
|
| سَلِيمٌ أو رَهِينُ دَمٍ أسِيرُ |
|
كذَلكَ مِن أُمامةَ قَبلَ هذا | |
|
| لَيالَى أَنتَ مُقتَبَلٌ غَرِيرُ |
|
إِذِ المُتَهانِفُ الغُرنُوقُ يَهوى | |
|
| زِيارَتنا وَيَكرَهُنا الغَيورُ |
|
وَعِندَ الغانِياتِ لَنا دُيونٌ | |
|
| وَفِى مَأوَى القُلُوبِ هَوىً ضَمِيرُ |
|
تُرِيكَ مُفَلَّجاً عَذبَ الثَّنايا | |
|
| كَلَونِ الأُقحُوَانِ لَهُ أُشُورُ |
|
وَعَينَى ظَبيَةٍ بِجِواءِ رَملٍ | |
|
| يَصُوعُ فُؤَادَها رَشَأٌ صَغِيرُ |
|
فَلَو تُولِينَنِى لَعَلِمتِ أَبِّى | |
|
| بِمَعرُوفٍ لِفاعِلِهِ شَكُورُ |
|
أُدِيمُ لَكِ المَوَدَّةَ إِنَّ وَصلِى | |
|
| بِأَحسَنِ ما ظَنَنتِ بِهِ جَدِيرُ |
|
وَأَمنَحُكِ التِى لا عارَ فِيها | |
|
| كَأَنَّ نَسِيبَها بُردٌ حَبِيرُ |
|
أتانا بِالمَلاَ كَلِمٌ حَدَاهُ | |
|
| حِجازِىٌّ بِطِينَتِهِ فَخُورُ |
|
عَدُوٌّ لا يَنامُ ولا تَرَاهُ | |
|
| وَلَو أَبدَى عَدَاوَتَهُ بَصيرُ |
|
وَلَو جاوَبتَنِى لَقَصَرتَ عَنِّى | |
|
| وَأَنتَ عَنِ المَدَى نَاءٍ حَسِيرُ |
|
وَلَو عاوَدتَنِى لَرَأَيتَ قَومِى | |
|
| هُمُ الأَشرافُ وَالعَدَدُ الكَثِيرُ |
|
إِذا الجَوزاءُ أَردَفَتِ الثُّرَيا | |
|
| وَعَزَّ القَطرُ وافتُقِدَ الصَّبِيرُ |
|
وَبَاتَت فِى مكامِنِهَا الأَفاعِى | |
|
| وَلَم يَتَكَلَّمِ الكَلبُ العَقُورُ |
|
وَجَدتَ بَقِيَّةَ المَعرُوفِ فِينَا | |
|
| مُقِيماً ما ثَوَى بِمِنىً ثَبِيرُ |
|