عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر المملوكي > غير مصنف > ابن هتيمل > يَعِزُّ عليّ أَن عَظُمَ المُصابُ

غير مصنف

مشاهدة
3116

إعجاب
2

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

يَعِزُّ عليّ أَن عَظُمَ المُصابُ

يَعِزُّ عليّ أن عَظُمَ المُصابُ
ولا صَبرٌ لَدَيّ ولا احتسابُ
فَتخسرُ صَفقَتي دُنيا وأُخرى
فلا ذاتُ الوِشاحِ ولا الثَّوابُ
عرفتُ النائباتِ فكلُّ حِين
أُعاتِبُها فما نَفَعَ العِتابُ
إذا استفتَحتُها لِلخَيرِ باباً
تعرَّض دونَه لِلشَّر بابُ
يئُوبُ الغائبُونَ وكُلُّ مَيتٍ
يُشَيَّعُ ما لِغَيبَتِه إيابُ
بنفسي عصرَ يومِ السبتِ نَعشٌ
تَداولَه المناكبُ والرِّقابُ
تُسَلُّ إلى الحَفِيرَةِ منهُ شمسٌ
تَبلَّجَ في جَوانِبها شِهاب
من الخَفِراتِ يُخفي الليلُ منها
إذا ما جَنَّ ما لا يُستراب
ففي الوَقَداتِ كانونٌ إذا ما
لَهوتُ بِها وفي الشَّتَواتِ آب
تُكفَّنُ في الثِّيابِ فليتَ جِلدِي
لَها كَفَنٌ ولَيتَ دمي خِضاب
أَمُفتَتِحَ الخطابِ إليّ خوفاً
عَليَّ وما عَلَيَّ له خِطابُ
أقلبي مُضغَةٌ أم طَودُ رَعنٍ
وأضلاعي حَنايا أم هِضابُ
فإن تَرَني فلا وَجدٌ كوجدي
فما كمصابِ فاطمةٍ مصابُ
أأمُّ المعزبي أم ابتعادٌ
عن الوطنِ القريبِ أمِ اقترابُ
أهابُ عليكِ عاديةَ الليالي
ولا أخشى علَيّ ولا أهابُ
يُجَدِّدُ قبرُكِ المعمورُ حُزني
مُطاولَةً ومنزِلُكِ الخَرابُ
وعَزَّ عليّ أن أمسَيتُ بينِي
وبَينَكِ ما سِوى الدُّنا حِجابُ
أحَيِّي بالسَّلامِ فا أحَيّا
وأُعلِنُ بالكَلامِ فلا أُجابُ
وما بَيني وبينَك قابُ قَوسٍ
وأقرَبُ ما يكون القُربُ قابُ
ولو أنّي قَتلتُ عَليكِ نفسي
لَكانَ خَطايَ في الفعلِ الصَّوابُ
ولو أدَّيتُ حَقَّكِ ما حَلا لِي
لِفُرقتِكِ الطعامُ وال الشراب
وعَلَّمَنا الغُرابُ الدَّفنَ حتى
دُفِنتِ لَبئسَ ما فَعَلَ الغُراب
أُوَسدُكِ الترابَ وكنتُ أحفَى
بِخَدَّكِ أن يباشِرَهُ التراب
وأَسمَحُ لِلبِلَى بِجَمالِ وَجهٍ
يُؤَثِّرُ في مَحاسنِه النِّقابُ
فما فَعلَ الثرى ويَدُ اللَّيالِي
بِجِسمٍ كان تُؤلِمُهُ الثِّياب
وما فعلَت مَحاجِرُكِ السَّواجي
وما فعلت ثناياكِ العِذابُ
وما فَعَلَ الصِّبا الغَضُّ المُباهِي
بِزَهرَتِه وَما فعَلَ الشَّبابِ
تُجاذُبني النِّساءُ حِبالَ وُدٍّ
وهيهاتَ المَوَدَّةُ والجِذابُ
فما عِوضٌ عن البِيضِ الدَّءادي
ولا خَلفٌ من الماءِ السَّراب
يهوِّنُ لَوعَتي أن لا حِسابٌ
عليكِ مِن الإله ولا عِقاب
وأنَّ الدهرَ لان لَهُ المُقاسِي
لِعزَّتِه وذَلَّ لَهُ الصِّعابُ
فَما خَلدَ الفَواطِمُ فِيهِ قدماً
ولا سَكَنَت سُكَينَةُ والرَّبابُ
سَتمضي إخوَةٌ كَثُروا وقَلُّوا
وتَمضِي إخوَةٌ خَبُثُوا وطابوا
وينصَدِعُ الصِّلابُ الصُّمُّم حتى
تُزايِلَ بعضَها الصُّمُّ الصِّلابُ
ولا يَبقَى عَلَى أمَدِ اللَّيالِي
من البَشَرِ القُشورُ ولا اللُّباب
سَقاكِ الرَّفهَ بعد الرَّفهِ حتّى
تَثِجَّ ثراكِ دمعي والسَّحابُ
ابن هتيمل
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الثلاثاء 2009/11/03 06:34:44 صباحاً
التعديل: الأربعاء 2022/12/28 12:27:17 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com