ماذا بَعثتَ عَلَيَّ يا نَفَسَ الصَّبا | |
|
| مِن حَسرةٍ لِفَواتِ أيامِ الصِّبا |
|
حَرَّكتَ مِن وَلَهِ الصَّبابَةِ ساكِناً | |
|
| ما كان أبعَدَه عَلَيَّ وأقرَبا |
|
ذكَّرتَ عهداً نِمتُ أغيَدَ أمردا | |
|
| في ظِلّهِ فَشُجيتُ أشمَطَ أشَيبا |
|
يا لِمَّةً نَصَلَت ولَيس خِضابُها | |
|
| عِوَضاً وأقبِح شَيبَةً أَن تُخضبا |
|
دَلَّتُ بالتَّمويهِ حتى بُدِّلَت | |
|
| بِنُصُولِها ما كانَ أصدقَ أكذبا |
|
شَعرٌ عُشِقتُ بِه غُراباً أسوداً | |
|
| فَنَضوتُها وفُرِكتُ بازاً أشهبا |
|
وَلئِن غَدوتُ إِلى المِلاحِ مُبَغَّضاً | |
|
| فيما غَدوتُ إلى المِلاحِ مُحَبَّبا |
|
أضحى الذي قد كان لي مُتَصَدّيا | |
|
| أنَّى عَشوتُ إليهِ صَدَّ ونَكَّبا |
|
سُقيَ العذيبَ فما أمُسُّ مياهَهُ | |
|
| مُزوَدَّةً وعَذابُه ما أعذبا |
|
وبنفسيَ الرَّشاء الذي لَولا الذي | |
|
| أخشاهُ ما وَرَّيت عنه بزينبا |
|
مُتَجَلبِبٌ بِغلالَه من شَعرِه | |
|
| كُسيَ الملاحَةَ حاسِراً ومُنقَّبا |
|
قَمَرٌ تَوشَّح خَصرُه بسُواره | |
|
| فَيَجُولُ من هَيَفٍ عَليهِ لَولَبا |
|
انظر لِعقرَبِ صَدغِهِ في وجَهِه | |
|
| لِتَقولَ هذا البدرُ حلَّ العَقربا |
|
أمُلَوِّمي إنّي جَهِلتُ فَلَم أرُم | |
|
| وَطني وَلَم أذهب لِرزقيَ مَذهَبا |
|
مَهلاً فقد حَوَّلتَ مِنِّي حُوَّلاً | |
|
| طَبَئاً وقد قَلَّبتَ مِنّي قُلَّبا |
|
أنا لَستُ بالطَّمِعِ الذي إن قُدتَه | |
|
| بِحَزامَةِ الطَّبعِ المدنَّسِ أصحَبا |
|
ما زِلتُ أعلمُ بِالفَراسَةِ غامِضَ ال | |
|
| خافي وأعرِفُ بالخبيث الطيِّيبا |
|
حتى اعتَصَمتًُ من المُلُوكِ بِخَيرِها | |
|
| جَدّاً وأحسَبِها وأكرَمِها أبا |
|
بالشَّمسِ بالملك المظفر يوسف | |
|
| بأبي الهَزبرَ مُعيدِ ما أبدى سبا |
|
مَلِكٌ إذا انتسَبَ الملُوكُ فإنَّه | |
|
| تَكفيهِ شُهرةُ فَضلِه أن يُنسبا |
|
شَمسٌ إذا طَلَعت أضاء شُعاعُها | |
|
| ظَهرَ البسيطةِ مَشرِقاً أو مَغربا |
|
حَرمٌ على الإسلام يصفح إن جَنَى ال | |
|
| جاني ويَغفِرُ ذَنبَه إن أذنبا |
|
وفتى إذا ما شَكَّ تغلبُ رمحِه | |
|
| أسداً حسا كأسَ المنيةِ تَغلبا |
|
ومُظَفَّرٌ لو صَكَّ رُكنَي كَبكَبٍ | |
|
| بِدخانش عزمَتهِ لطحطح كبكبا |
|
عالي الرُّقَى يَبني بأبكارِ العُلا | |
|
| عِزاًّ فَما نَكَحَ العَوانَ الثَّيِّبا |
|
مُتَبعِّقٌ لو أمطرَت نَفَحاتُه | |
|
| بِغَمامِهِنَّ صَفا المشقَّر أعشبا |
|
دارٌ تَهِشُّ إلى الضُّيوفِ عِراصُها | |
|
| لو أنها نَطقَت لقالت مرحبا |
|
وَسيادةٌ ما سادَ فارِسَ قبلَها | |
|
| كسرى الملوك ولا كليبٌ تغلبا |
|
يا ابن الشهيد الأَغلَبِ المَلكِ الذي | |
|
| لو غالبَ الثقلين كان الأغلبا |
|
أنسَيتَنا هرَم الجوادِ وحاتما | |
|
| والمنذرينَ وذا الكِلاعِ وحوشبا |
|
فضربتَ في الأرضِ العريضة ضربَ ذي ال | |
|
| قرنين حتى لم تجد لك مَضرِبا |
|
أمّا مُحاولُ ما مَلَكتَ ف أشعبٌ | |
|
| طمَعاً وحاشا في المطامعِ أشعبا |
|
طلبَ المَناقِبَ بالمثالِبِ فانثنى | |
|
| حرّان ملتهباً يسِفُّ الأثلِبا |
|
أُمنيَّةٌ جَلبت لِفاسِدِ عقلِه | |
|
| خبلا فقعقعَ بالشَّنانِ وأجلبا |
|
ومن المحالِ مَخافَة الشَّمسش السُّها | |
|
| ومَخافَةُ الأسَدش الغِضَنفَرِ أرنبا |
|
فانهض لدجلةَ والفراتِ وواسطٍ | |
|
| دع عنك حَلياً والحِجازَ ويثربا |
|
ف بِمصرَ والاَسكندَريَّةش لَوعةٌ | |
|
| إن لم يكونا وادِعاً والقرتبا |
|
قِستُ الملوكَ الذاهبين فلم أجد | |
|
| فَرعاً كفرعِ عُلاكَ أعلى منصِبا |
|
وبَلوتُ فضلَهمُ فكنتَ الشَّمسَ في | |
|
| أعلى منازِلِهِا وكانوا الكَوكَبا |
|
أحسنتَ فيَّ فصرتُ أطيبَ مطعما | |
|
| من كل ذي أدبٍ وأعذب مشربا |
|
وأنلتَني ديَةَ القَتيلِ وضِعفها | |
|
| ذَهباً ومَرويَّ الثّيابِ المذهبا |
|
ما راثَ لي بشرٌ لديكَ ولا غَدا | |
|
| طَمَعي بسِلسِلَةِ الإياسِ مُذبذبا |
|
والماءُ لذّتُه غَريضاً سائلاً | |
|
| فإذا أقام الماءُ غاضَ وطحلبا |
|
لو قدَّمتني السنُّ كَي تَروي الَّذي | |
|
| حَبَّرتُ فيكَ من المديحِ ويُكتبا |
|
لم يُطرِ غيلانٌ بلالَ ولا قفا | |
|
| قيسُ الرّقَيّاتِ المفوّهُ مصعبا |
|
فالبس من السِّحرِ الحَلالِ خُلاصَة | |
|
| أبهى من السِّحر الحَلالِ وأعجبا |
|
مَرقُومَةَ الطَّرفين نَمنمَ وشيَها | |
|
| صَنِعٌ إذا مَدَح المظفرَ أسهبا |
|