أجيرانَ وادي الأثلِ ما فَعَلَ الأثلُ | |
|
| وَما عِلمُكُم بالرَّملِ هَل سُقيَ الرِّملُ |
|
وَما كانَ مِن أهل الغَضا أحَديثُهُم | |
|
| عَنِ البَينِ جِدٌّ أم حَديثُهُم هَزلُ |
|
قِفُوا حَدِّثُونا عَن مَنازِلَ إن خَلَت | |
|
| فَفي كَبِدي مِنها مَنازِلُ ما تَخلوا |
|
تَرِفُّ إليهِنَّ القُلُوبُ صبابَةً | |
|
| وَيَعرِضُ مِن دُونَ الفَراغِ لَها شُغل |
|
وَفي الرّائِحينَ المُصعِدين عَقائِلٌ | |
|
| هَرَقنَ دشماءً ما لِمَهرَقِها عَقل |
|
إذا لِبسَت غَيمَ البَراقِع قُدنَنا | |
|
| إلَيها الأنُوفُ الشُّم والحَدَقُ النُّجل |
|
وَمَهضُومَةَ الكَشحَينِ لَو أنَّ حِجلَها | |
|
| وِشاحٌ عَلَيها جالَ في خَصرِها الحِجل |
|
مِنَ الخَفِراتِ البيضِ يُقسِمُ أنَّها | |
|
| بِأجفانِها كُحلٌ وَلَيسَ بها كُحل |
|
تَغايَرَ نِصفاها فأُرهِفَ جَدلُها | |
|
| وأُدمِجَ في خِلخالِها القَصَبُ الجُدل |
|
أشارَت بِمخضُوبٍ تَصُورُ عُيُونُنا | |
|
| إليهِ البَنانُ الطَّفلُ والسّاعِدُ العَبلُ |
|
وَقالَت وَنَبلُ البَينِ تَرشُقُنا بِه | |
|
| قِسيُّ لَها في كُلِّ جارِحَةٍ نَبلُ |
|
تَجرَّع أُجاجَ الصَّرم واصِر عَلى النَّوَى | |
|
| فَلَولا أجُاجَ الصَّرمِ ما عَذبَ الوَصلُ |
|
وَواللهِ ما أنسَى الوَداعَ وَمَوقِفاً | |
|
| تَفَرُّقُنا فيه يَمُرُّ ولا يَحلُو |
|
إلى ابنِ سُلَيمانَ بنِ مَنصُورَ أرقَلَت | |
|
| بِنا أرَحَبيّاتٌ مَرافِقُها فَتلًُ |
|
إذا بَلَغَت وهّاسَ قبلَةَ قَصدِها | |
|
| فَما بَعدَهُ بَعدٌ وَما قَبلَهُ قَبلُ |
|
أميرٌ جَبينُ البَدرِ فَوقَ طِراقِه | |
|
| شِراكٌ وَخَدُّ الشَّمسِ في رِجلهِ نَعل |
|
يُقَرُّ لَه بالفَضلِ غَيرُ مُدافَعٍ | |
|
| عَلى أنَّهِ لِلَّهِ ثُم لَهُ الفَضلُ |
|
إذا هَمَّ لَم يَثنِ الدُّجَى جدَّ هَمِّهِ | |
|
| وإن قالَ قَولاً كانَ يَسبِقُهُ الفِعل |
|
جَمالٌ تَمَنّاهُ العَذارَى وَلا تَرى | |
|
| إذا ما رَاته ذاتُ بَعلٍ لَها بَعل |
|
تُلاثُ بِحِقوَيه الأمُورُ فَتَنتًهي | |
|
| إلى مَلِكٍ أدنَى عُقُوبَتِه القَتلُ |
|
تَقُومُ لَه صيدُ المُلُوكِ فَلا يَدٌ | |
|
| تُمَدُّ وَلا تَخطُو إلى أرَبٍ رِجلٌ |
|
قياماً لِتَقبيلِ الرُّكابِ وَكُمِّه | |
|
| فَذُلُّهُم عِزُّ وَعِزُّهُم ذُلُّ |
|
شَمائِلُ وَهّاسِيَةٌ غانِمِيَّةٌ | |
|
| هيَ الفَرعُ مِن فَرعِ النُّبُوَّةِ والأَصلِ |
|
وَمَن كانَ مِن سِبطَي عَليّ وأحمَد | |
|
| فَلَيسَ وَلا إشكالَ فيهِ لَهُ شَكل |
|
أناسٌ كِرامٌ بالنُّفُوسِ على القَنا | |
|
| وَلِكنَّهُم فيهِم بأعراضِهِم بُخلُ |
|
أوارِثَ مَنصُورَ بن أحمَدَ والَّذي | |
|
| لَهُ الخُصلُ يَومَ السَّبقِ إن جُمِعَ الخُصل |
|
تَدارَكتَ أهل البَيتِ مِنكَ بِرَحمَةٍ | |
|
| هُمُ نَبَتُوا مِنها كَما يَنبُتُ البَقلِ |
|
أجَدَّت بِنَيلِ الطّالِبينَ وَضَعفَةٍ | |
|
| وَقَدرُكَ أعلى أن يظَلَّ لَهُم نَيلُ |
|
وَلَيسَ دِماءُ النّاسِ كُفؤَ دِمائِكُم | |
|
| وَهل يَستوي في الطّاعَةِ الفَرضُ والنَّفل |
|
دَلَفتَ لِحَربِ الخالِعينَ بِعارضٍ | |
|
| أجَمّ الحَواشي وَدقُهُ الخَيلُ والرَّجلُ |
|
بِكُلِّ حَميِّ الأنفِ يَهدِرُ شِدقُهُ | |
|
| وَيُزبِدُ لِحياهُ كَما يَهدِرُ الفَحل |
|
وَنازَلتَهُم بالسَّيفِ تَحتَ غَمامَةٍ | |
|
| حَمامَتُه وَبلُ النِّبالِ لَها وَبل |
|
وأعجَلتَهُم عِندَ الصَّباحِ وَحُمرَةٍ | |
|
| فَحَرُّهُم فيهِ عَلَى مَهَلٍ مُهلُ |
|
وَوَلىَّ إياسٌ ولارِّماحُ تَنُوشُهُ | |
|
| كَأنَّ بِهِ خَبلاً وَلَيسَ بِهِ خَبلُ |
|
تَراهُ لِخَوفِ القَتلِ تَرعُشُ جِسمُهُ | |
|
| وَمِن دُونِهِ البابُ المُضَبَّبُ والقُفلُ |
|
فَواعَجَباً للِطَّبلِ يَندُبُ نَفسَهُ | |
|
| خُواراً وَلا بُوقٌ لَدَيهٍ وَلا طَبلُ |
|
وَلَو كانَ ذا عَقلٍ جَلا قَبلَ ما جَرَى | |
|
| عَلَيهِ وَلَكِن ما لِسمائِمَةٍ عَقلُ |
|
وَلولا دُخُولَ الدَّربِ أصبَحَ غانياً | |
|
| وَفي رِجلِهِ قَيدٌ وفي جيدِهِ غُلُّ |
|
وآبُو حُفاةً قَد سُلِبنَ نِعالَهُم | |
|
| وَلا فَرَسٌ تَحتَ المَجُوسِ وَلا بَغلُ |
|
فَظَلُّوا سُكارَى والصِّفاحُ لِراحِهِم | |
|
| مِزاجاً وأطرافُ الرِّماحِ لَها تَفلُ |
|
إذا ما صَحَوا مِن سكرةٍ دُرنَ بَينَهُم | |
|
| مِنَ المَوتِ أقداحٌ وَإن نَهَلُوا عَلُّوا |
|
يَذرُّونَ مِن حَرِّ الحَريقِ وَدارُهُم | |
|
| رِتاجٌ وفي أرجائها الحَطَبُ الجَزلُ |
|
كأنَّكَ لَمّا جِئتَهُم وَكَأنَّهُم | |
|
| وَقَد حَجروا مِنكُم سُلَيمان والنَّملُ |
|
نَصرتًَ سُلَيمانَ العَريضَةَ بَعدَما | |
|
| مَضَت حِجَجٌ عَنهُم وَنَصرُهُم خَذل |
|
وحُمِّلتَ حَقاً حِملَهُم فَحَمَلتَهُ | |
|
| بِغارشبِ عُودٍ كُلُّ عَودٍ لَهُ حِملُ |
|
وأُقسِمُ لَو حُمِّلتَ حَملَ مَتالِعٍ | |
|
| لَخَفَّ عَلى أطرافِ مَنكِبِكَ الثُّقلُ |
|
أراني وإن كُنتُم مَواليَ دِنيَةٍ | |
|
| وأهلي فَلي في غَيرِ أرضِكُم أهلُ |
|
تُقَبَّلَ كَفّي قَبلَ إبراكِ ناقَتي | |
|
| وَتُنجَحُ حاجاتي وَما حُطَّ لي رَحل |
|
وَيَشتاقُني المَولى البَعيدُ وَسادَتي | |
|
| عُيُونُهُم عَنّي وَعَن نَظَري قُبلُ |
|
وأنتُم أحَقُّ النّاسِ بي لَو عَرَفتمُ | |
|
| بِحَقّي وَلَكن دُونَ مَعرِفَتي جَهلُ |
|
فَما حيلَتي والحالُ لَو قُمتُمُ بِها | |
|
| عَلى جِهَةِ الإنصافِ أصعَبُها سَهلُ |
|
فَما صُنتُ نَفسي عَن قِتالِ عَدُوِّكُم | |
|
| وَما قُلتُ مالي في أمُورِكُمُ دَخلُ |
|
وإنيِّ وإن أعطَشتُمُوني لَعالِمٌ | |
|
| بأنَّ الرّيِّ أحمَدُ والحَقلُ |
|