قَد أَذكَرتُ مِن عُهودِ الصَبِّ ما سَلَفا | |
|
| فَكادَ يُقضى عَلى تِذكارِهِ أَسَفا |
|
جَيداءُ منصَلت القُرطينَ في غَيَدٍ | |
|
| خَطَّت إِلَيَّ كَخُوطٍ تَنثَني قُطُفا |
|
بَعيدةُ المُرتَمى تَرمي بِناظِرةٍ | |
|
| مِن رِيمِ وَجرَة يُبدي جِفنَهُ وَطَفا |
|
خَطت على برحِ وَجدٍ بِتُّ أَكلَؤُهُ | |
|
| وَحر وقد شِغاف القَلبِ قَد شَغفا |
|
فَخِلت شَرخَ شَبابي رُدَّ رَيِّقُه | |
|
| عَلى مَن كُنتُ مَشغوفاً بِهِ كَلِفا |
|
إِذا الرُسوم تُرى بِالبِيضِ ناضِرةً | |
|
| وَبِالكَواعب تُلفى رَوضةً أُنُفا |
|
وَآفت كَقطعةِ رَوض غِبَّ سارِيَةٍ | |
|
| سَقَت أَقاحيهِ مِن رَقراقِها نُطَفا |
|
تَرَعرَعت فيهِ أَطفالُ الرُبى وَغَدا | |
|
| بَيتَ القَرار إِلى الحَوذانِ مُنعَطَفا |
|
في طَيِّها نَشرُ داريٍّ بِهِ عَطِرت | |
|
| أَرجاءُ رَبع نَديها طالَ ما شَرُفا |
|
لِلّهِ كَم جَمَعت عُليا بَلاغَتِها | |
|
| مِن كُلِّ رائِقٍ مَعنى راقَ أَو لَطُفا |
|
وَضَمّنَتهُ مِنَ الأَشواقِ في فِقَر | |
|
| كَأَنَّها الزُهر أَو زَهر الرُبى تَرَفا |
|
مِنها التَهاني بِنجم الدينِ عَبدِكُمُ | |
|
| وَحَسبُ أَمثالِهِ أَن تَمدَحوا شَرفا |
|
وَها بَعَثنا بِديوان الشَريف إِلى | |
|
| جَنابِكُم وَبِوَشيٍ إِثر ذَلِكَ قَفا |
|
لَكِنَّهُ لا كَوَشيٍ حكتَ بُردَتهُ | |
|
| يُلفى اللآلي وَما قَد حكته الصَدَفا |
|
لا زِلتَ تُرشِفُ سَمعي كُلَّ رائِقَةٍ | |
|
| تَغدو لِأَسماع آذان الوَرى شُنُفا |
|