أَطَيفٌ سَرى وَهناً مُتَيّما | |
|
| أَمِ الرَوض بَكّاهُ الحيا فَتَبَسّما |
|
أَنَفحَةُ وادي السِحر وافَت بِها الصَبا | |
|
| سُحَيراً أَمِ المِسكُ الذَكيُّ تَنَسّما |
|
أَوردٌ جَنيٌّ أَم رِياضٌ أَريضَةٌ | |
|
| كَسَتها يَدُ الأَنواءِ وَشياً مُنَمنَما |
|
أَزهرُ سَماءٍ أَم أَزاهِرُ رَوضَةٍ | |
|
| سَقَتها غَوادي المُزنِ سَجلاً عَلى الظَما |
|
فَأَغصانُها اللدنُ الرِشاقُ تَراقَصَت | |
|
| لِطَيرٍ عَلى هاماتِها قَد تَرَنَّما |
|
أَمِ الشَمسُ في أَوجِ الكَمالِ مُنيرَةٌ | |
|
| أَمِ البَدرُ في أُفق السِيادَةِ قَد سَما |
|
أَبُشرى عَلى يَأسٍ أَوَعدٌ عَلى رَجا | |
|
| فَلّلهِ ما أَحلى وَأَجلى وَأَكرَما |
|
فَيا راكِباً إِمّا عرضت فَعُج إِلى | |
|
| رُبا جِلَّقٍ لُقِّيتَ رُشداً مُيَمّما |
|
وَعَرِّج بِواديها المُقَدَّسِ مُنشِداً | |
|
| فَيا حَبَّذا الوادي وَيا حَبَّذا الحِمى |
|
لَقَد حَلَّ قُطر الشام نورُ هِدايَةٍ | |
|
| يَفوقُ سَنا لألائِهِ البَدرَ في السَما |
|
وَأَصبَحَتِ الأَرجاءُ تُزهى مُنيرَةً | |
|
| وَغُصنُ الأَماني بِالمَسَرَّةِ قَد نَما |
|
أَما تَنظرُ الغَنّاءُ أَبدَت مَلابِساً | |
|
| مِنَ النُورِ وَشّاها الرَبيعُ وَسَهَّما |
|
وَباكرها الوَسميُّ يَنثُر لُؤلُؤاً | |
|
| مِنَ الطَلّ في سلك البَهاءِ تَنظّما |
|
وَغَنَّت بِدَوحِ النَيّرَبَينِ حَمائِمٌ | |
|
| فَجاوَبَها قَمريّ مُقري مَزمزَما |
|
لِمَوطِئِ شَيخِ العَصرِ قاضي قُضاتِها | |
|
| إِمامٌ لَدى أَعتابِهِ السَعدُ خَيّما |
|
أَريبٌ مهيبٌ لَوذَعيٌّ مُهَذَّبٌ | |
|
| كَريمُ نَداه يُخجل الغَيثَ إِن هَمى |
|
غَياثٌ لِمَلهوفٍ أَمانٌ لِخائِفٍ | |
|
| مَلاذٌ لِمَحزونٍ شَكا مُتَظَلِّما |
|
فَيا أَوحَد الدُنيا وَيا عالِماً غَدا | |
|
| لَهُ الفَخرُ وَالشَيخُ الرَئيس مُسلِّما |
|
وَيا سَيِّداً حازَ الفَضائل كُلَّها | |
|
| فَلا عالِمٌ يَلقاهُ إِلّا وَأَحجَما |
|
وَمَن عَدلُهُ قَد شاعَ في كُلِّ مَوطِنٍ | |
|
| فَأَنجَدَ في قُطر البِلاد وَأَتهَما |
|
قَصَدتُ ذُرى عَلياكَ فَالدَهرُ قَد جَنى | |
|
| عَليّ وَما لي غَير بابِكَ مُنتَمى |
|
وَلي مُقلَةٌ قَرحى طَويلٌ سُهادُها | |
|
| وَقَلبٌ بِنيرانِ القَطيعة أُضرِما |
|
لَعَلَّك يا مَولايَ تَرحمُ فاقَتي | |
|
| وَتُنصِفُني مِن عَبدِكَ الدَهر بَعدَما |
|
فَلي عالَةٌ رَبّي العَليمُ بِحالِهِم | |
|
| فُؤادي لَهُم أَضحى بِجَمرٍ يضرّما |
|
وَنَفسٌ تَرى أَنّ السُؤالَ مَذَلَّةٌ | |
|
| سِوى أَنَّها تَرجو نَداكَ تَكَرُّما |
|
لِأَنَّكَ يا قسَّ الفَصاحَة حاتمٌ | |
|
| وَجُودُكَ يا بَحر المَكارِم قَد طَما |
|
عَسى جُودُكَ الفيَّاضُ يَأتي بِنِعمَةٍ | |
|
| تُرَوِّي بهِ وَلهانَ مِن أَلَمِ الظَما |
|
بَقيتَ بَقاءَ النَيّرَينِ بِنِعمَةٍ | |
|
| مَدى الدَهرِ ما ناحَت مُطوَّقَةٌ وما |
|