سَماع يا أَيُّ هَذا الفاضل النَطِسُ | |
|
| وَمن تسامت بِعَلياهُ طَرابلسُ |
|
وَمَن غَدا في بَنيها الزُهر منذُ سَما | |
|
| سَماء فَضلٍ وَهُم مِن حَولِهِ حَرَسُ |
|
وَمِن هَو الغَيثُ في يَوم النَوال بَل ال | |
|
| بَحر الزُلال بِها في الجود يَنبَجسُ |
|
وَمَن إِذا خَفَقَت راياتُ فِكرَتِهِ في ال | |
|
| بَحث شاهَدتَ لَيث الغاب يَفتَرِسُ |
|
وَمَن بِهِ جاءَتِ الأَيّامُ طَودَ عُلاً | |
|
| رِعانُهُ مِن خُطوب الدَهر مُحتَرِسُ |
|
ذا عَزمَةٍ كَغِرارِ السَيفِ ماضيهِ | |
|
| وَهمَّة مَنزِلِ الجوزاءِ تَكتَنِسُ |
|
أَغَرَّ طَلقِ المُحَيّا زانَهُ خُلُقٌ | |
|
| حَوى اعتِدالاً فلا لينٌ وَلا شَرسُ |
|
مهَذَّباً لَو دَعى قُسّ فَصاحَتهُ | |
|
| عَراه عِندَ تَناهي نُطقهُ خَرسُ |
|
مِن مَعشَرٍ كَسُيوفِ الهِندِ ماضِيَةٍ | |
|
| نَمتهُم لِلمَعالي سادَةٌ نُطسُ |
|
مِن كُلِّ أَزهر حرِّ الوَجهِ غُرَّتُه | |
|
| كَأَنَّها في دَياجي ظُلمَةٍ قَبَسُ |
|
يَهمِي سَحابُ النَدى مِن صَوب راحَتِهِ | |
|
| كَما هَمى وَاكفُ الأَنداءِ يَرتَجِسُ |
|
قَومٌ لَهُم في سَماءِ المَجدِ مَنزِلَةٌ | |
|
| زُهر الكَواكِبِ مِنها النور تقتَبسُ |
|
وَمَن هُوَ الحَكَمُ التُرضى حُكُومَتُهُ | |
|
| وَمَن يَدين بِعالي فَضلِهِ الأُنُسُ |
|
وَافتكَ كَالروضِ يُزَهي غِبَّ ساريَةٍ | |
|
| أَو غادةٍ يَزدَهي أَعطافَها المَيَسُ |
|
في طَرفِها صَيَدٌ في جيدِها جَيَدٌ | |
|
| في قَدِّها مَيَدٌ في ثَغرِها لَعَسُ |
|
مِن نازِحِ الدارِ قَد شَطَّت بِجيرَتِهِ | |
|
| نَوىً شطونٌ وَدَهرَقُ جائِر تَعِسُ |
|
لَم يَبقَ مِنهُ عَلى نَأي الدِيار سِوى | |
|
| رَسمٍ مَتى صَحَّ بِالتَذكارِ يَنتَكِسُ |
|
يَبكي المَنازلَ أَقوت مِن أَحِبَّته | |
|
| بِمَدمعٍ في نَواحي خَدِّهِ يَطِسُ |
|
وَافَتكَ مِن جِلَّقَ الفَيحاءَ لا بَرِحَت | |
|
| عَلى مَعالِمِها الأَنواءُ تَنبَجِسُ |
|
تَسعى مُيمّمة علياكَ راجِيَةً | |
|
| جَدواكَ فَضلاً وَجَلبَ الوُدِّ تَلتَمِسُ |
|
في طَيِّها بَعد نَشر الوُدّ غامِضَةٌ | |
|
| إِلّا عَلى فهمك النَقاد يا ندسُ |
|
ما جاءَ في الذكر مما قالَ في مَلأ | |
|
| مِن نَفيِ رَبٍّ سِواه المُسرِفُ الدَنِسُ |
|
وَفيهِ قَد قيل نَفي العلم كُن فطناً | |
|
| مُستَلزِمٌ نَفي مَعلومٍ كَذا دَرَسوا |
|
وَكَونُهُ في بَني ذا النَوع تُبطِله | |
|
| أَدِلّةٌ مِن كَلامِ القَومِ تُقتَبَسُ |
|
إِذا فَتَجويزه في الفَرد مُمتَنِعٌ | |
|
| فَاِشرح لَنا كنهه يا أَيّها النَطِسُ |
|
أَثناءَ مَطوِيّة الكشحَينِ ناظِرَة | |
|
| عَن طَرف أَوطف لبَّ المَرء تَختَلِسُ |
|
لا زِلت عالمَ هذا القُطر سَيِّدَه | |
|
| تَحيا بِصَوبِ حَياكَ الأَربعُ الدُرُسُ |
|
ما ضاعَ في مُنتَداه الفَضلُ مُنتَشِراً | |
|
| ما بَينَ أَرجائِهِ وَالضِدُّ مُنتَكِسُ |
|
وَغَرّدت بِأَعالي رَوضةٍ سَحَراً | |
|
| وَلاحَ وُرقُ صَباحٍ وَاِنجَلى غَلَسُ |
|