خَليلَيَّ حَالَ البعدُ دونَ لقاكما | |
|
| فمَن لي يا ابْنَيْ سالمٍ أن أراكُما |
|
فواللّهِ ما أَنْ حَالَ لمَّا نَأيْتُما | |
|
| بِعادٌ كما بيني وبينَ هَوَاكُما |
|
ولا حلتُ عَمّا تعلمان من الوفا | |
|
| ولا أَلِفَتْ رُوحي بديلاً سِوَاكُما |
|
وددتُ لوَ انَّ الدهرَ أسْعَفَ إنِّني | |
|
| تجرَّعْتُ كَأْسَ الحَتْفِ قبلَ نَوَاكما |
|
فبالرغْمِ منّي أن يَرُوحَ ويغتدي | |
|
| يناوِحُ أفواجَ الرياح حِمَاكُمَا |
|
لَحَا اللَّهُ هذا الدهرَ فيما أتَى بهِ | |
|
| ولا سَالمتْ أيدي الزمانِ عِداكما |
|
وَخَصَّ رجالاً حيثُ كانوا فإنَّهُمْ | |
|
| سعَوا جَهْدَهم لا قدّسوا في أذاكُما |
|
أَبى اللّهُ والبيتُ التميميُّ أن يَرَى | |
|
| عَدَوُكُمَا من وَصْمة في عُلاكُما |
|
أَلاَ فَسَقَى تاروت حَمَّةَ مَائِهِ | |
|
| لأجلِكُما صَوبَ الحَيَا وسَقَاكُمَا |
|
وجَهْلٌ بنا استسقاؤنا صَيّبَ الحَيَا | |
|
| لدارٍ يُغَادِي سَاحتيها حَيَاكُما |
|
لعمري لأضحَى ليلُها كنهارِها | |
|
| لما انبثَّ في أرجائِها من سناكُما |
|
وإنَّ قُرَى البحرين أضحَى نهارُها | |
|
| دُجَىً بعدما فارقتُماها كِلاكُما |
|
لَعمري لنِعْمَ المستجيبانِ أنتُما | |
|
| لمن ساورتْهُ نكبةٌ فدعاكُما |
|
ونِعْمَ حُسَامَي نعمةٍ أنتُما لِمن | |
|
| تكنَّفَهُ أعداؤُه فانتَضَاكُما |
|
ونعمَ مُنَاخُ الطارقين إذا ارتمتْ | |
|
| بهم نُوَبٌ فاستعصَمُوا بِنَداكما |
|
وكَهْفَيْ حِمىً يغشَى الأنامُ ذُراكما | |
|
| ويَعصِمُ من رِيبِ الزمانِ ذُرَاكُما |
|
فأُقْسِمُ لوْ أَنّي أُسَائِلُ واحداً | |
|
| من الناسِ مَنْ خيرُ الورى ما عَدَاكما |
|
أَلاَ رضِيَ اللهُ المهَيمنُ عنكما | |
|
| وبَارَكَ في أصلٍ كريمٍ نَمَاكما |
|
ولازالَ ما استصحبتُما سرمدَ البقَا | |
|
| على هامِ من عاديتماه خُطاكُما |
|