عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر العثماني > غير مصنف > أبو بحر الخطي > حَتَّامَ أمطلُ سيِّدي شكرَ اليدِ

غير مصنف

مشاهدة
880

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

حَتَّامَ أمطلُ سيِّدي شكرَ اليدِ

حَتَّامَ أمطلُ سيِّدي شكرَ اليدِ
وإلاَمَ يُمهلُني التغاضي سيدي
وأنا الذي أوجبتُ من كرمٍ على
نفسي وإن مُوطِلْتُ شُكرَ الموعدِ
فلأشكرنَّ له وأشكرُ بعده
دهراً أَرانيهِ وبَلَّ بهِ يدي
ولأحمدنَّ مُلِمّةً صَرَفْتُ له
وَجْهي ومهما جَرَّ نفعاً يُحمَدِ
ولأجْلوَنَّ عليهِ كلَّ خَريدةٍ
عذراءَ تهزأُ بالعَذَارى الخُرَّدِ
ولأفرِغَنَّ علَى مُقلَّدِ مجدِهِ
دُرَراً يهشُّ لهُنَّ كُلُّ مُقَلِّدِ
من كلِّ مَنْ لم يسخُ راويُها بها
فيكادُ يُمسِكُها لسانُ المُنشِدِ
مازالَ يكنفُنِي بغُرِّ صِلاَتِهِ
حتى أَنَارَ ظلامَ حَظّي الأسودِ
ويرمُّ من حَالٍ لَوَى بصلاحِهَا
دهرٌ تَعَاورَها بكفَّي مُفْسِدِ
قَسَماً بِضَبْعِ فَتَى أسَفَّ بِعَزْمِهِ
ذُلَّ الخمولِ إلى الحضيضِ الأوهَدِ
وأعزَّ بالإكْرَامِ نَفْساً طَالَمَا
كانتْ تَروحُ على الهَوَانِ وتغتدي
أسدَى إليَّ يداً يضيقُ بها الثَّنَا
ذَرعاً ولمْ أبسطْ يَدَ المُسْتَرْفِدِ
كرَمٌ أَرَاحَ من السُؤَالِ عُفاتَهُ
حتَّى ابتدَى بالعُرْفِ من لم يَجْتَدِ
أَعْطَى فما أبقَى على مُسْتَطرَفٍ
عَلقَتْ يَدَاهُ بِهِ ولا مُتَلدِّدِ
كالغيثِ لا يَسْطيعُ يملكُ قَطْرَهُ
حتى لقد خِلناهُ مَخْرُوقَ اليَدِ
قد قلتُ للساعي لإدراكِ الغِنَى
يتربصُ الأَوْشَالَ عن أَمَلٍ صَدِي
يَطْوي المفاوزَ دَاخِلاً في فَدْفَدٍ
بيدِ المطيِّ وخارجاً من فَدْفَدِ
طَوْراً يَحثُّ بهِ القِلاَصُ وتارةً
يَرْمي بهِ آذِيُّ بحرٍ مُزْبِدِ
هذيْ وفودُ الحَمدِ صادرةً فَخُذْ
بطريقهِمْ تُبلِغْكَ أَعْذَبَ مَورِدِ
يَدْعُو الظُمَاةَ إليهِ صَفْوُ جَمامِهِ
وتقولُ للصَادي عُذُوبَتُهُ رِدِ
حَاشَا نَدَى العلويِّ أنْ طَلَبَ امرؤٌ
مَعَهُ الثراءَ ومَدَّ كفَّ المُجْتَدِي
هُوَ مَنْ إذا فَوَّقْتَ سهمَكَ رامياً
غَرَضَ المُنَى وَذَكَرْتَه لم يَصرُدِ
ومَتى جَمعتَ يَدَيْكَ مُقْتَدِحاً بِهِ
زَندَ الرّجا أورَى ولمّا يَصْلُدِ
ومتى أظلّكَ ليلُ نحسٍ فاستَنِرْ
بوضيءِ غُرَّتِه صباحَ الأسعَدِ
يا أيُّها الساعي ليدركَ شَأْوَهُ
أسرفتَ في إخفاقِ سَعْيِكَ فاقعُدِ
أَوَيُمكنُ السَّاعِي المُجدُّ لُحُوقَ مَنْ
يجري بأقدامِ النبيِّ مُحمّدِ
أو تَسْتَطيعُ يَدٌ مُطَاولةَ امرئٍ
رقَتِ السَّماءُ بِهِ مناكبَ أحمدِ
هيهاتَ أَنْ بلَّتْ بآخرَ مثلهِ
أيدي القَوابِلِ ما حَضَرْنَ لمولِدِ
مِن دَوحةٍ بَسَقتْ مناجي فرعِهَا
هَامَ السِّمَاكِ وحَكَّ فَرْقَ الفَرْقَدِ
ومضتْ مَخَايلُهُ لنا فسفَرْنَ عن
نَفْسٍ مُؤَيَّدةٍ وعَزْمٍ أَيِّدِ
وَيَدٍ صَنَاعٍ بالجميلِ وهِمَّةٍ
طَمَّاحَةٍ لِسَدَادِ ثَغْرِ السُؤْدِدِ
ومعاطفٍ تفترُّ عند المدحِ عن
حَركَاتِ مُطَّردِ الكُعُوبِ مُسَدَّدِ
يا غلطةَ الدهرِ التي ما عَوَّدتْ
يَدَ جودِهِ بعطيّةِ المتعمّدِ
فَهَّهتني فأنا الغبيُّ وإنَّني
لَيَنُوبُ عن عملِ الصَوَارمِ مِذْوَدي
أمَعَاشِرَ الشُّعَراءِ ضَاقَ أخوكُمُ
عن مَدْح سَيِّدِهِ فهل من مُسْعِدِ
يا أيُّها المدلي بِوَفْرِ ثَنَائِهِ
قَابِلْ بِهِ نُعْمى حُسينٍ يَنْفَدِ
فالشكرُ يَقِرُ عَنْ مُطَاوَلةِ امرئٍ
إن يشكروا ماضِي نَدَاهُ تجَدَّدِ
لازلتَ مَحْسُوداً على ما فيكَ من
نُبِلٍ وما قدْرُ امرئٍ لمْ يُحسَدِ
إنّ العُلا أُفُقاً متى استجليتَها
ألفيتَ أنجمَها عُيُونَ الحُسَّدِ
لا عُذْرَ للعلويِّ إنْ أبصرتَهُ
بعد الفِطَامِ يَشِبُّ غيرَ مُحَسَّدِ
فليهنَ والدَكَ الخلودُ وإن قضى
فالمرءُ ما أُولي بِمثلِكَ يخْلُدِ
أبو بحر الخطي
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: السبت 2009/11/07 10:49:58 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com