عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر العثماني > غير مصنف > أبو بحر الخطي > أَبا هَاشمٍ أُنهِي إليكَ تحيةً

غير مصنف

مشاهدة
798

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

أَبا هَاشمٍ أُنهِي إليكَ تحيةً

أَبا هَاشمٍ أُنهِي إليكَ تحيةً
يُجيبكَ رَيَّاها برائحةِ العِطْرِ
وأشكُو لَكَ الدهرَ الذي عَضَّ جَاهداً
فَأدمى وسَامَ العظمَ نَازِلةَ الكَسرِ
وأَنْحَى على عُودِي فَمَازَالَ عَابِثاً
بأوراقِهِ حتى أَلَحَّ على القِشْرِ
وحَظّاً لو استسريتَ نَاسِمَةَ الصَّبَا
شتاءً لأَسْرَاها أحرَّ من الجمْرِ
وإخوانَ سوءٍ إن رَمَى الدهرُ سَهْمَهُ
فأخطأني كانوا سَدَادَ يَدِ الدهرِ
أزرتُهُمُ عَوْنَ الثناءِ فأنثني
مُقايضةً منهمْ بحادثةٍ بِكْرِ
وأُتبع تسليمي إذا ما لقيتُهُمْ
ببشْرى فأُجزَى بالعُبُوسِ عن البِشْرِ
تَعَوَّضتهُمْ عن مَعْشَرٍ لو دعوتُهُمْ
لَحَاولَ كلٌ في النُهُوضِ من القَبْرِ
أَطَالوا يَدي فالشِبرُ باعٌ فمذ قَضَوا
تقاصَرَ بَاعِي عن مُطَاولَةِ الشبرِ
ثكلتُهُمُ ثُكْلَ الحَوَائِمِ وِرْدَها
وقد نازعتْ أحْشَاءَها غُلَّةُ العَشْرِ
عققتُهُم إن لم أُكاثرْ بأَدْمُعي
عليهم غمارَ البحرِ أو سَبَلَ القَطْرِ
برغْميَ أن أَلقَى بني الدهرِ بعدهم
قذىً وشَجاً للعين منّي وَلِلصَدْرِ
وتثرَى بهم أهلُ القُبُورِ وإنني
أَروحُ وأَغْدو منهُمُ بِيَدٍ صُفْرِ
قَضَى من قضَى منهم وأصبحَ من بَقَى
أخا نكباتٍ يستقيلُ من العُمْرِ
تقسَّمهم رَيْبُ الزَّمانِ فأصبحُوا
فريقين في نَابِ الحَوَادِثِ والظُّفْرِ
أَسِفْتُ لهذا الشَّطْرِ منهم وإنني
لذُو كَمَدٍ باقٍ على ذَلكَ الشَّطْرِ
ومُتَّسِمٍ بالودِّ يُبطِنُ ضِدَّهُ
وأضيعُ شيءٍ خلطُكَ الحُلْوَ بالمُرِّ
أُدافعُ عنهم ما اسْتَطَعْتُ وإنهُ
لَيخذلُني ما شاءَ إن سِمتُهُ نَصْري
أرَى قُرْبَهُ غُنْمي ولم أدرِ أنّهُ
على عكسِ ما عنديْ يرَى غُنمَهُ هَجْري
سَلَكْتُ به نهْجَ الوفاءِ فَغَرَّني
ونكَّبَ مختاراً إلى جَانِبِ الغَدْرِ
سَقَى اللهُ حَيّاً من تميمٍ بقدرِ ما
شَرِبْنا بأيدِيهِمْ من النائِلِ الغَمْرِ
هُمُ أوطأونا غَارِبَ اليُسْرِ بعدَما
أَزَلَّتْ خُطَا أقدامِنا عَثْرَةُ العُسْر
فلم تَبلُغِ الأُمُّ الرؤومُ بِبِرِّها
بنيها مَدَى ما أسلفُونا من البِرِّ
وأنتَ ابنُ أُخْتِ القَومِ والخالُ والدٌ
وإن كانتِ الأعمامُ من ضِئضِئِ النّصْرِ
وأنتَ الذي يُعْدِي على المَحْلِ جُودُهُ
ويُعشِبُ من معروفِهِ يابسُ الصخرِ
وإنَّ قُعُودي عنكَ حينَ ابتعثتَني
إليكَ على قُربِ المكانين من عُذري
أُمورٌ لَوَ أنّي سُمْتُها الحَصْرَ لم يكنْ
ليأتي على مِعْشَارِ مِعْشَارِها حَصْري
وإلاَّ ففي نفسي إلى هندجانِكُمْ
تَباريحُ يَصْدَعْنَ الجَوَارحَ لو تدري
فَمَنْ ليَ أن يأتيكمُ برسالتي
على النأيِ أنفاسُ الصَّبَا والقطا الكُدْري
وشكوىً أَنَاخَتْ بي فضقتُ تجلُّداً
بنازلِها واسترحلتْ قَاطِنَ الصبرِ
هرقتُ لها كأسَ الكرَى وتَجرَّعتْ
لها النفسُ ما تحلو له جُرَعَ الصَّبْرِ
شكوتَ أخاً عَقَّ الإخاءَ وحسَّنَتْ
له زهرةُ الدنيا القبيحَ من الأمرِ
لَعَمرُ أبي إن عَاقَ عينُكَ لم يَعُقْ
جِنانَكَ عن إعمالِ رأيٍ ولا فِكْرِ
ولا قَبَضَ الكفَّ التي هي والغنَى
جَوَادَا رِهَانٍ يجريانِ على قَدْرِ
خليليَّ إنْ ألممتُما بمباركٍ
ثِمَالِ اليتامَى في المُحُول أبي بدرِ
أخي الجَفَنَاتِ الدُّهمِ تَنْزو جَواثِماً
جُثُومَ القَطَا من فَوقِها جَزَرُ الجَزْرِ
وربِّ القنا الرجَّافِ تندَى فروعُهُ
إذا غَصَّ بالريْقِ الجبانُ من الذُّعْرِ
وطَاعِنَ أُوْلَى الخيلِ لا تَستكفُّهُ
شيءٍ سِوَى إبدالُها الكرَّ بالفَرِّ
فقولا له عن شاعِرِ الخَطِّ قَولةً
يُداوَى بها سمعُ الأَصَمِّ من الوَقْرِ
أحينَ صرفتَ العمرَ في طَلَبِ العُلا
وسَيَّرتَ ما سيّرتَ من صَالحِ الذكرِ
وأصبحتَ سُلْطَانَ الشمالِ وأُعمِلَتْ
لكَ العيسُ من نَزْوَى عُمانَ إلى الشَّحْرِ
عمدتَ إلى مُعْطِي الأُخوَّةِ حَقَّها
ومستعملِ الإخلاصِ في السرِّ والجهرِ
ومَن لو شَرَاهُ المُسْتسِمُّ مُغَالِياً
بما نَسلَتْ حَوَّاءُ ما كان ذا خُسْرِ
فأوجرتَه كأساً يضيقُ بِمُرِّها
يداً لو استُسقِي لها نُطَفُ الغُدْرِ
وأَسْمَلْتَ عَينيهِ فأجثمتَ ضَيْغَماً
إذَا تُرِكَ اختار الوثوبَ على الخِدْرِ
وأثكلتَ أيامَ الوغَى وبني الوغَى
إذا التقتِ الخَيلانِ بالبَطَلِ الذُّمْرِ
أخا الضربِ ما أغنَى الحسامُ فإن نَبَتْ
مَضَارِبُهُ فالطعنُ بالأَسَلِ السُّمْرِ
فهلْ تُبْلِغِنّيهِ على نأي دارِهِ
قَلائِصُ يعفِينَ الحُدَاةَ من الزَّجْرِ
تُسَابِقُ أخراهنَّ الاولَى فكأنَّما
ترى اليَمَّ فيما بينَها حَلْبةَ المجْري
إذا هُنَّ سابقْنَ النجومَ لغايةٍ
سبقنَ وخَلَّفنَ النجومَ على الأَثْرِ
حواملُ لا تشكُو الخداجَ وربّما
رمتْ ببنيها مرّتينِ من الشهرِ
أما وَتَرَاميهَا إليكَ مُشيحةً
تصَوُّبَ فتخاءِ الجناحِ إلى وكْرِ
كأنّ تمطّيها إذا الريحُ أعْصَفَتْ
بها وتَعَالَى تَحتَها ثَبَجُ البحرِ
إذا أتْبَعَتْها الريحُ زفَّتْ كأنَّها
ينوءُ طويلاهَا بقادِمَتَي نَسْرِ
ظَليمٌ رَعَى حِيناً فأوجَسَ خيفةً
فأقحَمَ يعلُو نَشْرَ أرضٍ إلى نَشْرِ
وما حُمَّلَتْ من مِدْحَةٍ عَرَبيةٍ
تُريكَ إذا ما أُنشدتْ عَمَلَ السِّحْرِ
لأنتَ على قُرْبِ المَكَانِ وبُعْدِهِ
إلى القلبِ أدنَى من سِخَابٍ إلى نَحْرِ
أبو بحر الخطي
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: السبت 2009/11/07 10:50:44 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com