كَفُّ الحِمَامِ وَتَرْتِ أيَّ جَوَادِ | |
|
| ورَجَعْتِ ظَافِرَةً بأَيِّ مُرَادِ |
|
قَطَّرْتِ لَيثَ الغَابِ في أَشْبَالِهِ | |
|
| ورَجَعْتِ سَالِمةً من الآسَادِ |
|
أَخْمَدتِ ضَوءَ الكَوْكبِ الوقَّادِ منْ | |
|
| آفاقِهِ وأمَلْتِ طَوْدَ النَّادِي |
|
وكَفَفْتِ من غلواءِ مُهْرٍ طَالَما | |
|
| بَذَّ الجِيَادَ بكلِّ يَومِ طِرَادِ |
|
للسَّبْعِ بَعْدَ العَشْرِ من صَفَرٍ مُنيْ | |
|
| مِنْكِ الورَى بمُفَتِّتِ الأكْبَادِ |
|
رُزْءٌ تقاصَرَ كلُّ رُزْءٍ دونَهُ | |
|
| فَخَلا كَصَاحِبِهِ من الأَنْدَادِ |
|
رُزْءٌ أتَاحَ لِكلِّ قَلْبٍ حِرْقَةً | |
|
| تفترُّ عن جَمْرِ الغَضَى الوَقَّادِ |
|
ونَفى الرُّقَادَ عن العُيونِ فَبُدِّلَتْ | |
|
| بَعْدَ الرُّقَادِ الحُلْوِ مُرَّ سُهَادِ |
|
يا فَجعَةً مَلأَتْ صُدُورَ أُولي النُّهَى | |
|
| حُزْناً يَدُكُّ شَوَامِخَ الأَطْوَادِ |
|
أوسعتِ أَجْفَانَ البُكَاةِ مَدَامِعاً | |
|
| وأَغَضْتِ مَاءَ البحرِ ذي الإزْبَادِ |
|
فكأنَّكِ استقللتِ دمعَهُمُ على | |
|
| هَذَا المُصَابِ فَجِئْتِ بالإمْدَادِ |
|
اللّهُ أكبرُ أَيُّ طَوْدٍ شَامِخٍ | |
|
| مَالَتْ جَوَانِبُهُ وأيُّ عِمَادِ |
|
أيُّ امرئٍ صَعْبِ القِيَادِ اقتادَهُ | |
|
| دهرٌ لَدَيْهِ الصَّعْبُ كالمقتادِ |
|
بَيْنَاهُ يقتنصُ الفَضَائِلَ لا يني | |
|
| عن خَتْلِ دَانِيهنَّ والشُرَّادِ |
|
أَلقى حَبَائِلَهُ الردَى فاصطادَهُ | |
|
| فاعْجَبْ مِن المُصْطَادِ للمُصْطَادِ |
|
جَادَ الزمانُ بِهِ وعَادَ لأَخْذِهِ | |
|
| إنَّ الزَّمانَ بهِ لَغَيْرُ جَوَادِ |
|
هَيْهاتَ أَنْ وَلَدَتْ لهُ الدُّنْيا أَخاً | |
|
| أنَّى وقد عَقُمَتْ عن المِيلادِ |
|
لانَتْ بِهِ الأيّامُ ثم تَقَلَّبَتْ | |
|
| من بعدِهِ فَغَدَوْنَ جِدَّ شِدَادِ |
|
إنَّ الثلاثَ البِيضَ حَالَتْ بعدَهُ | |
|
| سُوداً فما يَعْرِفْنَ غَيْرَ ذآدي |
|
نَضَبَتْ مَوَارِدُ كلِّ خيرٍ بَعْدَهُ | |
|
| فالوِرْدُ مُعْتَلٌّ على الوُرَّادِ |
|
قُولُوا لمُزْجِي العيسِ أَعْجَلَ سَوْقَها | |
|
| وأمَالها تِلقَاءَ كلِّ مُرَادِ |
|
إنَّ الجَنَابَ الرحْبَ ضَاقَ وصَوَّحَ الْ | |
|
| مَرْعَى الخصيبُ وغَاضَ سَيْلُ الوَادي |
|
عَلِقَتْ بِهِ كفُّ الرَّدَى ولَوَ انّهُ | |
|
| قَبِلَ الفِدَاءَ لَكنتُ أولَ فَادِي |
|
عُذْراً لَوِ العَادِي عليه سِوَى الرَّدَى | |
|
| قَسَماً لكنتُ عَلَيهِ أَوّلَ عَادِي |
|
في فِتْيَةٍ ضَمِنَتْ لَهُمْ عَزَمَاتُهُمْ | |
|
| ريَّ القَنا في كلِّ يَوْمِ جِلادِ |
|
طَالُوا بًأيْدِيهِمْ عَوَالي سُمْرِهِمْ | |
|
| فَغَنوا بِهِنَّ عن القَنَا المَيَّادِ |
|
قَوْمٌ إذَا اسْتَلُّوا الصَّوَارِمَ أُغْمِدَتْ | |
|
| بِمَقَرِّ تَاجٍ أو مَنَاطِ نِجَادِ |
|
وإذَا هُمُ شَرَعُوا الرِّمَاحَ تبَوَأَتْ | |
|
| أطرافُهنَّ مَكامِنَ الأَحْقَادِ |
|
يتسابقُونَ على السَّوَابقِ للوغَى | |
|
| كَسِباقِها بِهِمُ إلى الآمَادِ |
|
أَعَلِمتَ من حَمَلُوا على أَعْوَادِهِم | |
|
| المجدَ قد حَمَلُوا على الأَعْوَادِ |
|
عُمْري لقد نَقَلُوا إلى دَارِ البِلَى | |
|
| طَوْداً أَشَمَّ ونجمَ ليلٍ هَادِي |
|
ومُهَنَّداً أبلَى الغُمُودَ ذَلاَقَةً | |
|
| فغدا التُرَابُ لَهُ مِنَ الأَغْمَادِ |
|
لو كَانَ يعلَمُ قَبرُهُ ما شَأْنُهُ | |
|
| لانشَقَّ مُنْحَفِراً له كَفُؤادِي |
|
يا نَازِحاً قَرُبَتْ مَسَافةُ دَارِهِ | |
|
| مِنّا وأُبْعِدَ غَايَةِ الإِبْعَادِ |
|
هلاَّ فِدَاكَ أبي تَجُودُ بأَوْبَةٍ | |
|
| فتَبِلُّ أفئِدَةً إليكَ صَوَادي |
|
أوْ لا فَوَعْدٌ بالرُّجُوعِ فإنَّهُ | |
|
| كافٍ بأنَّكَ صَادِقُ الميعَادِ |
|
يا رَاكباً تطوي بِهِ شُقَقَ الفَلا | |
|
| طيَّ التّجارِ نفائسَ الأَبْرَادِ |
|
حَرْفٌ كأنَّ قُتُودَها نِيْطَتْ على | |
|
| لَهَقٍ قَفَتْهُ الضَّارِياتُ عَوَادِي |
|
إمَّا وَصَلْتَ إلى مدينةِ يثربٍ | |
|
| فَاقْرَ السَّلامَ بها النبيَّ الهادي |
|
وابْلِغْهُ أنَّ النائباتِ وتَرْنَهُ | |
|
| عن قَوْسِهِنَّ بأنفَسِ الأولادِ |
|
يا قبرَهُ حَيَّاكَ مُنْغَبِقُ الكُلَى | |
|
| جَمُّ الوَميضِ مُزَمْجِرُ الإرعادِ |
|
تُدْني أقاصِيهِ الجَنَوبُ إليهِ كالْ | |
|
| رَاعي أَهَابَ بِشَارِدِ الأذْوَادِ |
|
وتظلُّ تُمْرِيهِ الصَّبا فكأنَّهُ | |
|
| ينهلُّ سَكْباً عن خُرُوقِ مَزَادِ |
|
فلئنْ مَضَى عبدُالرءوفِ لِشَأْنِهِ | |
|
| والموتُ للأَحْيَاءِ بالمِرْصَادِ |
|
فلقَد أقَامَ لنا إِمَاماً هَادِياً | |
|
| يَقْفُوهُ في الإصْدَارِ والإيرَادِ |
|
يزهُو بهِ دَسْتُ القَضاءِ كأنَّهُ | |
|
| بَدْرٌ تَفرَّى عَنهُ جُنحُ الهادِي |
|
لا زالَ دَسْتُ الحكمِ يبصرُ منهُ عن | |
|
| عَيْنِ الزمانِ وواحدِ الآحَادِ |
|