بكيتُكِ لو أنّ الدموع تُديلُ | |
|
| من الحزن أو يُطفَى بهن غليلُ |
|
وناوحتُ فيك الوُرْقَ شجواً فلي إذا | |
|
| شدتْ ولها تحت الظلامِ هديل |
|
وعاتبتُ دهري فيكِ جهلاً ومن غدا | |
|
| يعاتب هذا الدهر فَهْو جهول |
|
فما كان هذا الدهرُ يوماً عَنِ الذي | |
|
| غدا وَهْو مطبوعٌ عليه يحول |
|
إلى الله من دهرٍ كأنّ صروفَهُ | |
|
| لها أبداً عند الأنام ذُحول |
|
أبى أن يُرينا وجهَ يومٍ وما بهِ | |
|
| على إثْر ماضٍ رنّةٌ وعويل |
|
فمن هالكٍ يلقى الرَّدى حتفَ أنفهِ | |
|
|
ومستكثرٍ من حاشد الجند والردى | |
|
| شَروبٍ لأعمار الرجالِ أكول |
|
تعَاظمَ حتى كاد من فرط منعةٍ | |
|
| وعزٍّ على صرف القضاءِ يطول |
|
رماهُ الردى من حيث لم يدرِ بالتي | |
|
| يروح لها ذو الأكلِ وَهْو أكيل |
|
فباء من الجمِّ الغفير بقلّةٍ | |
|
| وأصبح بعد العزِّ وَهْو ذليل |
|
ألا في سبيل الله أقمارُ أوجهٍ | |
|
| لها أبداً تحت الترابِ أُفول |
|
وأغصانُ قاماتٍ ترفّ نضارةً | |
|
| لها عند ريعانِ النموِّ ذبول |
|
ولا كالتي أمسى بها الترْبُ مُؤْنَساً | |
|
|
وأهدتْ إلى أهل القبورِ مَسرّةً | |
|
|
وعَائِدَةٍ من حَجِّها لم يكنْ لها | |
|
| على غَيرِ أَصْحَابِ القُبُورِ نُزُول |
|
كأن لم تَؤبْ بعد المغِيبِ ولم يكنْ | |
|
| لها بعد إِزْمَاعِ الرَّحيلِ قُفُول |
|
لأَسرَعُ ما وافَتْ وفَاءَتْ كأنَّمَا | |
|
| عَلَيها بأنْ لا تَستقِرَّ كفيل |
|
وما قابلَ البُشْرَى النعيُّ وقَبَّحَتْ | |
|
| يَدُ الحزنِ وجْهَ البِشْرِ وَهْو جَمِيلُ |
|
وسَاءَتْ كما سَرَّتْ وأَبْعِدْ بِفرحةٍ | |
|
| يُعَقِّبُها رُزْءٌ أَلَمَّ جَليلُ |
|
لعمرُ أبي المَسْرُورِ بالشيءِ إنَّهُ | |
|
| إلى الحُزْنِ فيما بعدُ سَوفَ يؤولُ |
|
رأتْ أَبَويها طَالَ عَهدُهَما بِهَا | |
|
| فزارتْهما إنَّ المُحبَّ وَصُولُ |
|
فيا ابنةَ مَنْ لو كانَ بَعْدَ مُحَمَّدٍ | |
|
| رَسُولٌ لَما أَمْسَى سِوَاهُ رَسُولُ |
|
وزوجةَ من لو فَتَّشَ الخَلقُ لم يكنْ | |
|
| ليلقى له في العَالَمينَ مَثيلُ |
|
وأُختَ الذينَ استفرغُوا الجَهْدَ في العُلا | |
|
| وأثرَى بهم عَافٍ وعَزَّ نَزِيْلُ |
|
وأُمَّ الذي والسِّنُّ خَمسٌ جَرَى إلى | |
|
| مَدَى لذَوِي الخمسِينَ عنهُ نُكُولُ |
|
وإحدَى النِّساءِ اللائِي هُنَّ لِفَرْطِ ما | |
|
| كَسَبْنَ مِنَ اخْلاقِ البُعُولِ بُعُولُ |
|
عَفَائِفُ ما زُرَّتْ لَهُنَّ على الخَنَا | |
|
| جُيُوبٌ ولا جُرَّتْ عليهِ ذُيُولُ |
|
جَمَعنَ إلى عَقْلٍ عُلاً جَابَ قُمْصَهَا | |
|
| لَهُنَّ عليٌّ ذُو العُلا وعَقِيلُ |
|
وأثرينَ من هَدْيِ البَتُولِ وِرَاثةً | |
|
| فَمَنْ شِئْتَها مِنْهُنَّ فَهْيَ بَتُولُ |
|
ومن لا يُعزّى عِفَّةً ونَجَابةً | |
|
| على مِثلها طُولَ الزمانِ حَليلُ |
|
لَهوَّنْتِ أرزاءَ الحَواصِنِ فَلْتَغُلْ | |
|
| خلافَكِ مَنْ لاَثَ العِصَابةَ غُوْلُ |
|
فإنْ قَلَّ بعدَ العَوْدِ لَبْثُكِ فالأَسَى | |
|
| عليكِ وإن طَالَ الزَّمانُ طَويلُ |
|
فَزَارَكِ من رَبِّ العِبَادِ سَلامُهُ | |
|
| وزَارَكِ مِرْزَامُ العَشيِّ هَطُولُ |
|
ويا أصبرَ النَّاسِ الذينَ نَرَاهُمُ | |
|
| وأَحمَلَهُمْ للعِبْءِ وَهْو ثَقيلُ |
|
عَزاءً ولا أرضاهُ لكنْ مَقَالةً | |
|
| بها أَبَداً يُوصِي الخليلَ خليلُ |
|
فإنَّ أَسَاكَ اليومَ يستأصِلُ العَزَى | |
|
| ويتركُ رَبْعَ الصَّبْرِ وَهْوَ مَحيلُ |
|
ودونكَها كالروضِ بَاكَرَهَا الحَيَا | |
|
| وهَبَّتْ جَنُوبٌ فوقَهُ وقَبُولُ |
|
وإنِّيَ لَلْخلُّ الذي لا ترونَهُ | |
|
| يميلُ مع النَّعْمَاءِ حَيثُ تميلُ |
|
لسانُكُمُ الطَّلْقُ الذي لو رميتُمُ | |
|
| بِهِ قائِلاً لم يدرِ كيفَ يَقُولُ |
|
وسيفُكُمُ العضْبُ الذي إن ضَرَبتُمُ | |
|
| بهِ لم يُصافحْ مَضْرِبَيْهِ فُلُولُ |
|
وإنْ كانَ فيكمْ من يُنَاجِيهِ ظَنُّهُ | |
|
| عليَّ بِشَيءٍ ما عليهِ دَليلُ |
|
خلا أنَّ مَدْحاً سَارَ لي فيهِ لم تزلْ | |
|
| شَواردُهُ في الخَافِقَينِ تجولُ |
|
فدومُوا كما شئْتُمْ وشَاءَ وليُّكُمْ | |
|
| يَزُرْكم بمدحي بُكرةً وأصِيْلُ |
|