عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر العثماني > غير مصنف > أبو بحر الخطي > هَتَفَتْ بِدَمْعِ العَينِ وَهْي سَجُومُ

غير مصنف

مشاهدة
747

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

هَتَفَتْ بِدَمْعِ العَينِ وَهْي سَجُومُ

هَتَفَتْ بِدَمْعِ العَينِ وَهْي سَجُومُ
دِمَنٌ حُبِسْنَ عَلَى البِلَى ورُسُومُ
من كلِّ شَاخِصَةِ الطُلُولِ كأَنَّهَا
مما جَلَتْ عنها السيولُ رُقُومُ
فكأنَّ قامةَ كلِّ وِدٍّ مَائِلٍ
أَلِفٌ ودَارَةَ كلِّ نُؤْيٍ مِيْمُ
نَادَى الغُرَابُ بها الغُرَابَ كما دَعَا
فيها فَجاوبَهُ أخُوهُ البُومُ
يَتَجَاوَبَانِ لذا وذَاكَ بجوِّهَا
زَجَلٌ يَطِنُّ بِرَجْعِهِ ويُنيمُ
تلكَ المنازلُ ما لطارقِها قِرًى
إلاَّ بَلابِلُ أَنْفُسٍ وهُمُومُ
قَلِقَتْ بِسَاكِنِها فَطَارَ بِظَعْنِهِمْ
عَنْها تَرفُّضُ أَيْنُقٍ ورسِيمُ
لِلَّهِ مَنْ تركُوا غَدَاةَ وَدَاعِهِمْ
وكأنَّهُ ممّا بِهِ مَسْمُومُ
صَبٌّ يقولُ ولو يَرَى أَظعانَهُمْ
لَقَضَى فَأَمْرُ رَحِيلهِمْ مَكْتُومُ
ويُغيّضُ العَبَراتِ إذْ لو أُرْسِلَتْ
لَغَدتْ بِها تِلكَ المطيُّ تَعُومُ
أَتَراهُمُ اقتعدُوا المَطِيَّ وعندَهُ
مما يكابِدُ مُقْعَدٌ ومُقِيمُ
يصلُ المدامِعَ بالزفيرِ وينتضي
نَفَساً لمعوجِّ الضُّلُوعِ يُقيمُ
أَأَحِبَّتي إنْ هَانَ عندَكُمُ الكَرَى
ليلاً فَلي عَينٌ عَلَيهِ تَحُومُ
فَسَلُوا بِيَ الليلَ الطويلَ فإنَّهُ
بالسَّاهرِين وبالنِّيامِ عَلِيمُ
هَلْ زَارَ بعدَكُمُ الرُّقَادُ مَحَاجِرِي
أو مَرَّ مُجْتازاً بها التهويمُ
أَذَوي الرُّقَادِ هُبُوا القَليلَ لِنَاظِري
مِنْ ذَاكَ فَهْو السَّائِلُ المحرومُ
يا دَارَهُمْ والعَهْدُ مَسؤُولٌ ومَنْ
لم يرعَ ذِمَّةَ صَاحبٍ مَذْمُومُ
وَسَمَتْكِ حَاليةُ الرَّبيعِ وفي الحَشَا
مِمَّا مَحَتْكِ يَدُ الخُطُوبِ رُسُومُ
ونَحتْكِ أَنفاسُ الرياحِ مريضةً
فَأتَتْ وأَعْصَفُ مَرِّهِنَّ نَسيمُ
وهَفَا إلى أَظْلالِ دَوحِكِ جُؤْذَرٌ
يعطُو إلى أَغْصَانِهِنَّ ورِيْمُ
مِمَّا أَغَارَ على السُّرُورِ فَبَاتَ في
أيدي المصَائِبِ عِقْدُهُ المنظُومُ
نَبأٌ أَلَمَّ فَمَا تقشَّعَ غَيمُهُ
إلاَّ وفي الأَحْشاءِ منهُ غُمُومُ
أَخَوَانِ كانَا لِي فَأوْدَى مِنهما
مَنْ كَانَ أَلْصَقُ بي وذَاكَ عَظِيمُ
فمتَى تُمدُّ لحاجَةٍ فَتَنالُها
كفِّي وأَطولُ سَاعِدَيَّ جَذِيمُ
فَسَحَابُ مَنْ أرجُو نَدَاهُ وبرقُ مَنْ
أرنُو مَخَايلَ وَمْضِهِ وأَشِيمُ
قد كان إفطَارِي على مَعْرُوفِهِ
فاليومَ أُمْسِكُ بَعْدَهُ وأَصُومُ
سُدَّتْ وُجُوهُ رَجَايَ وانقَصَمَتْ عُرَى
أَمَلي فَبَابُ مَطَالبِي مَرْدُومُ
لِتقلَّ هَاشِمُ بَعْدَهُ من فَخْرِها
فلَعَظْمُ مَفْخَرِها بِهِ مَهْشُومُ
وليَحْسُ مُرَّ الضَّيْمِ ثاكِلُ نَاصِرٍ
فالمرءُ ما فَقَدَ النصيرَ مَضِيمُ
فلئِنْ حُسِدْتُ بِهِ فَهَا أنذا كما
شَاءَ الحَسُودُ خِلافَهُ مرحومُ
إنْ يضْحَ وَارِثُهُ سِوَايَ فَذَا لَهُ
سَهمٌ يُخَصُّ بِهِ وَذَاكَ سُهُومُ
فَهَنَاهُمُ فَتُراثُهُ عندي شَجاً
يُطوَى على لَذَعَاتِهِ الحَيْزُومُ
أَفَتَى الفُتُوَّةِ والمُرُوءَةِ والحِجَى
بُعْداً ليومِكَ إنَّهُ لمَشومُ
إِنَّ امرءاً لم يَشْجُ يومُكَ قلبَهُ
لَفُؤَادُهُ من صَخْرةٍ مَلْمُومُ
لو أَنَّ وَجْهَكَ لا تخوَّنَهُ البِلَى
وانشقَّ عنهُ اللحدُ وَهْو وسيمُ
كُشِفَ الغِطَاءُ لهُ رأَى من حَالِنَا
ما عندَهُ فَرْطُ الشَّقَاءِ نَعِيمُ
وَرأَى أَصَائِلَنَا وَهُنَّ هَوَاجِرٌ
مَسْجُورةٌ ونَسيمُهُنَّ سَمُومُ
فالخِلُّ خِلٌّ والنديمُ نَدَامَةٌ
والردءُ مُردٍ والحميمُ حَميمُ
والخِصْبُ جَدْبٌ والثَرَاءُ خَصَاصَةٌ
والعَذْبُ مُرٌّ والغَدِيرُ وخيمُ
وسَبيلُ أنديةِ النَّدَى عَافٍ على
العَافِي ورَوْضُ المكْرمَاتِ هَشِيمُ
والفضلُ أكْسَدُ ما يعرِّضُ تاجرٌ
للبيعِ في أَسواقِنا ويسُومُ
فَلَئِنْ تبوَّأْتَ النعيمَ فعندَنا
مما نكابدُهُ عليكَ جحِيمُ
أَأُخَيَّ لا لأبٍ ولا أُمٍّ سِوَى
وِدٍّ لأيدينَا عَليهِ ضُمُومُ
أثريتُ بعدَكَ من عِدَايَ وإنني
بخلافِ ذَاكَ من الصَّدِيقِ عَدِيمُ
فَكَأنَّمَا الأيامُ آلَى صَرفُها
أنْ لا يدومَ على الزَّمَانِ كَرِيمُ
يا قاتلَ اللّهُ الحِمامَ بمثلِهِ
وجَرَى عليهِ قضاؤُهُ المحتُومُ
أَفْنَى أَوَائلَنَا فأشْرَبَ فارِساً
من كأسِهِ ما أفضلتْهُ الرُّومُ
مِن كُلِّ مَنْ طَافَ البلادَ ومَنْ طَوَى
الأحياءَ في طَلَبِ الغَرِيمِ غَرِيمُ
يَطَأُ الملوكَ فكلُّ ذِي جَبْرِيَّةٍ
بالذلِّ مارنُهُ لَهُ مَخْطُومُ
أورافعٍ فوقَ السماءِ بِنَاءَهُ
فَيَرَى له بنُجومِهِ تَعْمِيمُ
جَاثٍ على حَدِّ الفُرَاتِ كبازلٍ
سِيمَ البُرُوكَ وظهرُهُ مَعْكُومُ
وَجثَا على حَيّيْ نِزارَ ويعرُبٍ
عَرَكاً كما سِيمَ الدباغَ أَديمُ
وَقَفَا بنا تِلكَ القرومَ فشرُّهُ
فينا وفيهمْ حَادِثٌ وقديمُ
لَشَرِبْتَ شُرْبَ الهِيمِ أَعْمارَ الوَرَى
هلاّ صَدرتَ كما صَدَرْنَ الهِيمُ
هَلاَّ اتَّخَمْتَ بما أَكَلْتَ فَطَالَما
أُوذِي بتخمَةِ أَكْلِهِ المَنْهُومُ
لم ينجُ مِنْكَ أَزَلُّ ينطِفُ مَاؤُهُ
عَلَقَا ولا جَهْمُ اللقاءِ شَتيْمُ
كلاَّ ولا رقشاءُ يَقدحُ لَحْظُها
شرراً بِهنَّ إِهابُها مَوْسُومُ
وَمتَى شَحَتْ فَاهاً فثَمَّ سَحَائبٌ
بِيضُ المَخَايلِ وَدْقُهُنَّ سُمُومُ
وطويلُ قَادِمَةِ الجَنَاحِ له إذا
شَمَّ الهوانَ بِجَوِّهِ تَدويمُ
مَاضٍ يشيّعُهُ إلى أوطارِهِ
حَجْزٌ بهِنَّ من الدماءِ وُسُومُ
وأَثِيثُ عُرْعُرَةِ السَّنَامِ كأنَّها
نبتٌ على بعضِ الهِضَابِ عَميمُ
يتخبّطُ الأحياءَ حتى لم يكدْ
لَيسيمُ خشيتَهُ السوامَ مُسِيمُ
تَتَناذرُ الأحياءُ صولَتَهُ فَمَا
حيٌّ وليس له عليهِ هُجُومُ
يَسِمُ الفحولَ بِنَاجِذَيْهِ فمُعوِزٌ
حَيٌّ وليس بصفحتَيْه كُلُومُ
أَرْثِي الحَمِيمَ فَما تتمُّ قصيدةٌ
يُرْثَى بها حتَّى يموتَ حميمُ
إنْ يُتَّخَذْ نظمُ المراثي لامرئٍ
دوني فَجُلُّ قَصَائِدي مَقْسُومُ
أَرِجَالَهُ وأَخُصُّ منكُمْ جَعْفَراً
ولشأَنِكُمْ ولشأنِهِ التعظِيمُ
قَمرَ المحافلِ لا يُشَكَّكُ أنَّه
للبدرِ في حُسْنِ الرُّوَاءِ قَسِيمُ
المُرْتضي الشِّيَمَ التي لو قُسِّمتْ
في الناسِ ما كَانَ امرؤٌ مَذْمُومُ
وَذَوِي مودَّتِهِ وأَوّلُكُمْ فَتَى
الدنيا أبو إسحاقَ إبراهيمُ
قَلَمُ الخِلافَةِ والذي لقضائِهِ
في أهلِها التأخيرُ والتقديمُ
قَلَمٌ تُحاطُ بهِ البِلادُ ويُحفظُ الْ
إقليمُ فالإقليمُ فالإقليمُ
لاجدّدتْ لكمُ الليالي تَرْحةً
وانفضَّ جَيْشُ الحُزْنِ وَهْو هَزِيمُ
وثَنَى أَعِنَّتَهُ وأنفذَ نَبلَهُ
قَلَقٌ وأَمْضَى بِيضِهُ مثلومُ
حاجاتُنا في الدهرِ أَنْ تبقُوا لَنَا
فابقُوا بَقَاءَ النَّيِّرَاتِ ودُومُوا
وأنا أَبو الكَلِمِ اللواتِي رَوْضُها
أَبَداً على رَعْيِ الخُطُوبِ جَميمُ
من كلِّ مَعْلَمةٍ كما نَشَّرتَ من
طَيِّ البُرُودِ يزينه التسهيمُ
هُنَّ النجومُ فإنْ سَمَا مُتمَرِّدٌ
لسمائِهِنَّ فإنَّهنَّ رُجُومُ
أبو بحر الخطي
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: السبت 2009/11/07 11:09:13 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com