هَتَفَتْ بِدَمْعِ العَينِ وَهْي سَجُومُ | |
|
| دِمَنٌ حُبِسْنَ عَلَى البِلَى ورُسُومُ |
|
من كلِّ شَاخِصَةِ الطُلُولِ كأَنَّهَا | |
|
| مما جَلَتْ عنها السيولُ رُقُومُ |
|
فكأنَّ قامةَ كلِّ وِدٍّ مَائِلٍ | |
|
| أَلِفٌ ودَارَةَ كلِّ نُؤْيٍ مِيْمُ |
|
نَادَى الغُرَابُ بها الغُرَابَ كما دَعَا | |
|
| فيها فَجاوبَهُ أخُوهُ البُومُ |
|
يَتَجَاوَبَانِ لذا وذَاكَ بجوِّهَا | |
|
| زَجَلٌ يَطِنُّ بِرَجْعِهِ ويُنيمُ |
|
تلكَ المنازلُ ما لطارقِها قِرًى | |
|
| إلاَّ بَلابِلُ أَنْفُسٍ وهُمُومُ |
|
قَلِقَتْ بِسَاكِنِها فَطَارَ بِظَعْنِهِمْ | |
|
| عَنْها تَرفُّضُ أَيْنُقٍ ورسِيمُ |
|
لِلَّهِ مَنْ تركُوا غَدَاةَ وَدَاعِهِمْ | |
|
| وكأنَّهُ ممّا بِهِ مَسْمُومُ |
|
صَبٌّ يقولُ ولو يَرَى أَظعانَهُمْ | |
|
| لَقَضَى فَأَمْرُ رَحِيلهِمْ مَكْتُومُ |
|
ويُغيّضُ العَبَراتِ إذْ لو أُرْسِلَتْ | |
|
| لَغَدتْ بِها تِلكَ المطيُّ تَعُومُ |
|
أَتَراهُمُ اقتعدُوا المَطِيَّ وعندَهُ | |
|
| مما يكابِدُ مُقْعَدٌ ومُقِيمُ |
|
يصلُ المدامِعَ بالزفيرِ وينتضي | |
|
| نَفَساً لمعوجِّ الضُّلُوعِ يُقيمُ |
|
أَأَحِبَّتي إنْ هَانَ عندَكُمُ الكَرَى | |
|
| ليلاً فَلي عَينٌ عَلَيهِ تَحُومُ |
|
فَسَلُوا بِيَ الليلَ الطويلَ فإنَّهُ | |
|
| بالسَّاهرِين وبالنِّيامِ عَلِيمُ |
|
هَلْ زَارَ بعدَكُمُ الرُّقَادُ مَحَاجِرِي | |
|
| أو مَرَّ مُجْتازاً بها التهويمُ |
|
أَذَوي الرُّقَادِ هُبُوا القَليلَ لِنَاظِري | |
|
| مِنْ ذَاكَ فَهْو السَّائِلُ المحرومُ |
|
يا دَارَهُمْ والعَهْدُ مَسؤُولٌ ومَنْ | |
|
| لم يرعَ ذِمَّةَ صَاحبٍ مَذْمُومُ |
|
وَسَمَتْكِ حَاليةُ الرَّبيعِ وفي الحَشَا | |
|
| مِمَّا مَحَتْكِ يَدُ الخُطُوبِ رُسُومُ |
|
ونَحتْكِ أَنفاسُ الرياحِ مريضةً | |
|
| فَأتَتْ وأَعْصَفُ مَرِّهِنَّ نَسيمُ |
|
وهَفَا إلى أَظْلالِ دَوحِكِ جُؤْذَرٌ | |
|
| يعطُو إلى أَغْصَانِهِنَّ ورِيْمُ |
|
مِمَّا أَغَارَ على السُّرُورِ فَبَاتَ في | |
|
| أيدي المصَائِبِ عِقْدُهُ المنظُومُ |
|
نَبأٌ أَلَمَّ فَمَا تقشَّعَ غَيمُهُ | |
|
| إلاَّ وفي الأَحْشاءِ منهُ غُمُومُ |
|
أَخَوَانِ كانَا لِي فَأوْدَى مِنهما | |
|
| مَنْ كَانَ أَلْصَقُ بي وذَاكَ عَظِيمُ |
|
فمتَى تُمدُّ لحاجَةٍ فَتَنالُها | |
|
| كفِّي وأَطولُ سَاعِدَيَّ جَذِيمُ |
|
فَسَحَابُ مَنْ أرجُو نَدَاهُ وبرقُ مَنْ | |
|
| أرنُو مَخَايلَ وَمْضِهِ وأَشِيمُ |
|
قد كان إفطَارِي على مَعْرُوفِهِ | |
|
| فاليومَ أُمْسِكُ بَعْدَهُ وأَصُومُ |
|
سُدَّتْ وُجُوهُ رَجَايَ وانقَصَمَتْ عُرَى | |
|
| أَمَلي فَبَابُ مَطَالبِي مَرْدُومُ |
|
لِتقلَّ هَاشِمُ بَعْدَهُ من فَخْرِها | |
|
| فلَعَظْمُ مَفْخَرِها بِهِ مَهْشُومُ |
|
وليَحْسُ مُرَّ الضَّيْمِ ثاكِلُ نَاصِرٍ | |
|
| فالمرءُ ما فَقَدَ النصيرَ مَضِيمُ |
|
فلئِنْ حُسِدْتُ بِهِ فَهَا أنذا كما | |
|
| شَاءَ الحَسُودُ خِلافَهُ مرحومُ |
|
إنْ يضْحَ وَارِثُهُ سِوَايَ فَذَا لَهُ | |
|
| سَهمٌ يُخَصُّ بِهِ وَذَاكَ سُهُومُ |
|
فَهَنَاهُمُ فَتُراثُهُ عندي شَجاً | |
|
| يُطوَى على لَذَعَاتِهِ الحَيْزُومُ |
|
أَفَتَى الفُتُوَّةِ والمُرُوءَةِ والحِجَى | |
|
| بُعْداً ليومِكَ إنَّهُ لمَشومُ |
|
إِنَّ امرءاً لم يَشْجُ يومُكَ قلبَهُ | |
|
| لَفُؤَادُهُ من صَخْرةٍ مَلْمُومُ |
|
لو أَنَّ وَجْهَكَ لا تخوَّنَهُ البِلَى | |
|
| وانشقَّ عنهُ اللحدُ وَهْو وسيمُ |
|
كُشِفَ الغِطَاءُ لهُ رأَى من حَالِنَا | |
|
| ما عندَهُ فَرْطُ الشَّقَاءِ نَعِيمُ |
|
وَرأَى أَصَائِلَنَا وَهُنَّ هَوَاجِرٌ | |
|
| مَسْجُورةٌ ونَسيمُهُنَّ سَمُومُ |
|
فالخِلُّ خِلٌّ والنديمُ نَدَامَةٌ | |
|
| والردءُ مُردٍ والحميمُ حَميمُ |
|
والخِصْبُ جَدْبٌ والثَرَاءُ خَصَاصَةٌ | |
|
| والعَذْبُ مُرٌّ والغَدِيرُ وخيمُ |
|
وسَبيلُ أنديةِ النَّدَى عَافٍ على | |
|
| العَافِي ورَوْضُ المكْرمَاتِ هَشِيمُ |
|
والفضلُ أكْسَدُ ما يعرِّضُ تاجرٌ | |
|
| للبيعِ في أَسواقِنا ويسُومُ |
|
فَلَئِنْ تبوَّأْتَ النعيمَ فعندَنا | |
|
| مما نكابدُهُ عليكَ جحِيمُ |
|
أَأُخَيَّ لا لأبٍ ولا أُمٍّ سِوَى | |
|
| وِدٍّ لأيدينَا عَليهِ ضُمُومُ |
|
أثريتُ بعدَكَ من عِدَايَ وإنني | |
|
| بخلافِ ذَاكَ من الصَّدِيقِ عَدِيمُ |
|
فَكَأنَّمَا الأيامُ آلَى صَرفُها | |
|
| أنْ لا يدومَ على الزَّمَانِ كَرِيمُ |
|
يا قاتلَ اللّهُ الحِمامَ بمثلِهِ | |
|
| وجَرَى عليهِ قضاؤُهُ المحتُومُ |
|
أَفْنَى أَوَائلَنَا فأشْرَبَ فارِساً | |
|
| من كأسِهِ ما أفضلتْهُ الرُّومُ |
|
مِن كُلِّ مَنْ طَافَ البلادَ ومَنْ طَوَى | |
|
| الأحياءَ في طَلَبِ الغَرِيمِ غَرِيمُ |
|
يَطَأُ الملوكَ فكلُّ ذِي جَبْرِيَّةٍ | |
|
| بالذلِّ مارنُهُ لَهُ مَخْطُومُ |
|
أورافعٍ فوقَ السماءِ بِنَاءَهُ | |
|
| فَيَرَى له بنُجومِهِ تَعْمِيمُ |
|
جَاثٍ على حَدِّ الفُرَاتِ كبازلٍ | |
|
| سِيمَ البُرُوكَ وظهرُهُ مَعْكُومُ |
|
وَجثَا على حَيّيْ نِزارَ ويعرُبٍ | |
|
| عَرَكاً كما سِيمَ الدباغَ أَديمُ |
|
وَقَفَا بنا تِلكَ القرومَ فشرُّهُ | |
|
| فينا وفيهمْ حَادِثٌ وقديمُ |
|
لَشَرِبْتَ شُرْبَ الهِيمِ أَعْمارَ الوَرَى | |
|
| هلاّ صَدرتَ كما صَدَرْنَ الهِيمُ |
|
هَلاَّ اتَّخَمْتَ بما أَكَلْتَ فَطَالَما | |
|
| أُوذِي بتخمَةِ أَكْلِهِ المَنْهُومُ |
|
لم ينجُ مِنْكَ أَزَلُّ ينطِفُ مَاؤُهُ | |
|
| عَلَقَا ولا جَهْمُ اللقاءِ شَتيْمُ |
|
كلاَّ ولا رقشاءُ يَقدحُ لَحْظُها | |
|
| شرراً بِهنَّ إِهابُها مَوْسُومُ |
|
وَمتَى شَحَتْ فَاهاً فثَمَّ سَحَائبٌ | |
|
| بِيضُ المَخَايلِ وَدْقُهُنَّ سُمُومُ |
|
وطويلُ قَادِمَةِ الجَنَاحِ له إذا | |
|
| شَمَّ الهوانَ بِجَوِّهِ تَدويمُ |
|
مَاضٍ يشيّعُهُ إلى أوطارِهِ | |
|
| حَجْزٌ بهِنَّ من الدماءِ وُسُومُ |
|
وأَثِيثُ عُرْعُرَةِ السَّنَامِ كأنَّها | |
|
| نبتٌ على بعضِ الهِضَابِ عَميمُ |
|
يتخبّطُ الأحياءَ حتى لم يكدْ | |
|
| لَيسيمُ خشيتَهُ السوامَ مُسِيمُ |
|
تَتَناذرُ الأحياءُ صولَتَهُ فَمَا | |
|
| حيٌّ وليس له عليهِ هُجُومُ |
|
يَسِمُ الفحولَ بِنَاجِذَيْهِ فمُعوِزٌ | |
|
| حَيٌّ وليس بصفحتَيْه كُلُومُ |
|
أَرْثِي الحَمِيمَ فَما تتمُّ قصيدةٌ | |
|
| يُرْثَى بها حتَّى يموتَ حميمُ |
|
إنْ يُتَّخَذْ نظمُ المراثي لامرئٍ | |
|
| دوني فَجُلُّ قَصَائِدي مَقْسُومُ |
|
أَرِجَالَهُ وأَخُصُّ منكُمْ جَعْفَراً | |
|
| ولشأَنِكُمْ ولشأنِهِ التعظِيمُ |
|
قَمرَ المحافلِ لا يُشَكَّكُ أنَّه | |
|
| للبدرِ في حُسْنِ الرُّوَاءِ قَسِيمُ |
|
المُرْتضي الشِّيَمَ التي لو قُسِّمتْ | |
|
| في الناسِ ما كَانَ امرؤٌ مَذْمُومُ |
|
وَذَوِي مودَّتِهِ وأَوّلُكُمْ فَتَى | |
|
| الدنيا أبو إسحاقَ إبراهيمُ |
|
قَلَمُ الخِلافَةِ والذي لقضائِهِ | |
|
| في أهلِها التأخيرُ والتقديمُ |
|
قَلَمٌ تُحاطُ بهِ البِلادُ ويُحفظُ الْ | |
|
| إقليمُ فالإقليمُ فالإقليمُ |
|
لاجدّدتْ لكمُ الليالي تَرْحةً | |
|
| وانفضَّ جَيْشُ الحُزْنِ وَهْو هَزِيمُ |
|
وثَنَى أَعِنَّتَهُ وأنفذَ نَبلَهُ | |
|
| قَلَقٌ وأَمْضَى بِيضِهُ مثلومُ |
|
حاجاتُنا في الدهرِ أَنْ تبقُوا لَنَا | |
|
| فابقُوا بَقَاءَ النَّيِّرَاتِ ودُومُوا |
|
وأنا أَبو الكَلِمِ اللواتِي رَوْضُها | |
|
| أَبَداً على رَعْيِ الخُطُوبِ جَميمُ |
|
من كلِّ مَعْلَمةٍ كما نَشَّرتَ من | |
|
| طَيِّ البُرُودِ يزينه التسهيمُ |
|
هُنَّ النجومُ فإنْ سَمَا مُتمَرِّدٌ | |
|
| لسمائِهِنَّ فإنَّهنَّ رُجُومُ |
|