خَليلىَّ إِنّى قَد أَرِقتُ ونِمتُما | |
|
| فَهَل أَنتُما بالعِيسِ مُدَّلِجَانِ |
|
فقالا أَنِمتَ اللَّيلَ ثُمَّ دَعَوتَنَا | |
|
| ونحنُ غُلاَما نَعسَةٍ حَدَثَانِ |
|
فَقُم حَيثُ تَهوى إِنَّنا حَيثُ نَشتهى | |
|
| وإِن رُمتَ تَعرِيسابً بِنَا غَرِضانِ |
|
خَليلىَّ مِن أَهلِ اليَفاعِ شُفِيتُمَا | |
|
| وعُوفِيتُماَ مِن سَيّىءِ الحَدَثانِ |
|
أَلا فَاحمِلاَني باركَ اللهُ فيكما | |
|
| إِلى حاضرِ القَرعَاءِ ثُمَّ دَعَاني |
|
مُتَيِّمتايَ حَلَّتا بشَقِيقَةٍ | |
|
| مَنصِّفَةٍ بَينَ اللِّوى وقِرَانِ |
|
خَليلىَّ كُفَّاالألسُنَ العُوجَ وَاعلما | |
|
| مِنَ العِلمِ أَن لاَجُهدَ بي وَذَرَانى |
|
وإِنّى تَدَبَّرتُ الأُمُورَ وَاعلما | |
|
| بِنَفسىَ والفٍِتيَانِ مُنذُ زَمَانِ |
|
فلم أُحفِ باللَّومِ الرَّفيقَ ولَم أَجِد | |
|
| خَلِيَّا ولاَذَا البَثِّ يَستَوِيَانِ |
|
أَحَقًّا عِبَادَ اللهِ أَن لَستُ مَاشِياً | |
|
| بِمرحَابَ حتّى يُحشَرَ الثَّقَلاَنِ |
|
ولاَ لاَهِياً يَوماً إِلَى اللَّيلِ كُلِّهِ | |
|
| بِبيضٍ لَطيفاتِ الخُصُورِ رَوانى |
|
يُمَنّينَنا حتّى تَزِيغَ عُقُولُنَا | |
|
| ويَخلِطنَ مَطلاً ظاهِراً بلَيانِ |
|
وما حُبُّ أُمِّ الغَمرِ إِلاّ سَجِيَّةٌ | |
|
| عليها بَرانى اللهُ ثُمَّ طَوَانِى |
|
طَوَانِى عَلًَى حُبٍّ لها وسَجِيَّةٍ | |
|
| أَجَل وأُنوفُ الكاشحينَ عَوَانِى |
|
نَذُودُ النُّفُوسَ الحائماتِ عَنِ الهوى | |
|
| إِذا كان قَلبانا بِنَا يَرِدَانِ |
|
ذِيادَ الصَّوَادِى عَن قِرى الماءِ بَعدَما | |
|
| مضى والفَلا سَبعٌ لَها وثَمانِ |
|
ولَو أَنَّ أُمَّ الغَمرِ اَمسَت مُقيمةً | |
|
| بِتَثليثَ أَو بالخَطِّ خَطِّ عُمانِ |
|
تَمَنَيَّتُ اَنَّ اللهَ جامعُ بَينِنا | |
|
| بما شَاءَ فى الدُّنيَا فَمُلتَقِيَانِ |
|
وكنّا كَرِيمَى مَعشَرٍ حُمَّ بينَنا | |
|
| تَصَافٍ فَصُنّاهُ بِحُسنِ صِوَانِ |
|
سَيَبقى ولا يَبلى ويَخفى ولا يُرى | |
|
| فَما عَلِموا من أَمرِنَا بِبَيَانِ |
|
مِنَ النَّاسِ إنسانانِ دَينى عليهما | |
|
| مَلِيّانِ لَو شاءا لَقَد قَضَيَانِى |
|
خَليلىَّ أَمّا أُمُّ عَمروٍ فمنهما | |
|
| وأَمّا عَنِ الأُخرَى فَلاَ تَسَلاَنِى |
|
مَنُوعانِ ظلاّمانِ لا يُنصِفَانِنى | |
|
| بِدَلَّيهما وَالحُسنِ قَد خَلَبانِى |
|
مِنَ البيضِ نَجلاَ والعُيُونِ غَذَاهما | |
|
| نَعيمٌ وعَيشٌ ضارِبٌ بِجِرَانِ |
|
يَظَلاّنِ حَتّى يَحسِبَ النّاسُ أَنّنى | |
|
| قُضِيتُ ولاَ واللهِ مَا قَضَيَانِى |
|
أَفِى كلِّ يَومٍ أَنتَ رَامٍ بلادَهَا | |
|
| بِعَينَينِ إِنسَاناهما بالهَمَلاَنِ |
|
إِذا اغرَورقَت عَينَايَ قَالَ صَحابتى | |
|
| لَقَد أُولِعَت عَينَاكَ بالهَمَلاَنِ |
|
وإِن لَم يُنازِعنى رَفيقاىَ ذِكرَهَا | |
|
| تَجَوَّيتُ مِن مِطوَىَّ واجتَوَيانى |
|
أَطَعتُكِ حَتى أَبغَضَتنى عَشِيرتي | |
|
| وأَقصَى إِمَامِي مَجلسِى وجَفانِى |
|
ورامَيتُ فيكِ النَّفسَ حَتّى رَمَيتنِنى | |
|
| مَعَ النّابلِ الحَرّانِ حَيثُ رَمَانى |
|
وأكبرُ فَقدٍ مِنكِ قَد رَاحَ أَو غَدَا | |
|
| فَبَانَ بلا ذَنبٍ وَلاَ شَنآنِ |
|
فَوَدّعتُهُ ثُمَّ انصَرَفتُ كأنَّنى | |
|
| سُدىً لم تُصِبنى لَوعَةُ الحَدَثَانِ |
|
لَعَلَّكِ أَن يَبقى لكِ الذَّنبُ عِندَهُ | |
|
| فَتُجزَى بهِ إِن اُخِّرَ الأَجَلانِ |
|
لَعَمرُ أَبي أَشماءَ والنَّأىُ يشتفى | |
|
| لَقِدماً أَرَى الهَجرَ الطَّوِيلَ شَفَانى |
|
خَليلىَّ مَكُنُونُ الهوى صَدَع الحَشا | |
|
| فكيفَ بمَكنونِ الهوى تَرَيانِ |
|
بَرَى الحبُّ جِسمى غَيرَ جُثمانِ أَعظُمي | |
|
| بَلِينَ وإنّى ناطِقٌ بِلسانِى |
|
أَلاَ هَل أدُلُّ الوارِدَينِ عَشِيَّةً | |
|
| عَلَى مَشرَبٍ غَيرِ الّذِى يَرِدَانِ |
|
عَلَى مَشرَبٍ سَهلِ الشَّرِيعَةِ بارِدٍ | |
|
| هُوَ المُستَقَى لا حَيثُ يَستَقِيانِ |
|
فإنَّ عَلَى الماءِ الّذِى يَرِدَانِهِ | |
|
| غَرِيماً لَوَانى الَّدَّينَ مُنذُ زُمَانِ |
|
لَطِيفَ الحَشا عَبلَ الشَّوَى طَيِّبَ النَّثا | |
|
| لهُ عِلَلٌ ما تَنقَضِى وَأَمانى |
|
لَوَ أنّى جُلِدتُ الحَدَّ فيهِ صَبَرتُهُ | |
|
| وَقُيِّدتُ لم أَملَل مِنَ الرَّسَفانِ |
|
فَمُرّا فَقُولاَ نحنُ نطلُبُ حاجةً | |
|
| وعُودَ فَقُولاَ نحنُ مُنصَرِفَانِ |
|
لَئِن كَانَ فى الهِجرانِ أَجرٌ لقَد مَضَى | |
|
| لىَ الأجرُ فى الهِجرانِ يافَتَيَانِ |
|
فَوَاللهِ مَا أَدرِى أكلُّ ذَوِى الهَوى | |
|
| عَلَى ما بنا أم نحنُ مُتَلَيانِ |
|
وَإِنّا لمشهورانِ مُؤتَمَرٌ بنا | |
|
| بُلقيانِ مَن لا نَشتَهِى ظَفِرَانِ |
|
وَإِنّا لَمِن حَيَّينِ شَتَّى وَإِنَّنا | |
|
| عَلَى ذَاكَ ما عِشنَا لَمُلتَقِيانِ |
|