أَلاَ يا سَلمَ عُوجِى تُخبِرِينَا | |
|
| مَتَى تُمضِينَ وَعدَكِ وَاصدُقِينَا |
|
وَإِن صَرَّمتِنِى فَلِمثلِ وَصلِى | |
|
| إِذا رَجَّمتُ بِالغَيبِ الظُّنونَا |
|
أَمِيناً عِندَ سِرِّكِ أَن يُعَانَى | |
|
| بِما استَودَعتِنى حَصِراً ضَنِينَا |
|
فَلا مِثلِى يُعَلَّلُ بِالأَمانِى | |
|
| وَلا يُسقَى بِكأسِ المُترَفِينَا |
|
وَلاَ مِثلِى يُوَافِقُهُ خَلِيلٌ | |
|
| إذا كانَت مَوَدَّتُهُ فُنُونَا |
|
فَسَلمَى مِثلُ شاء الرّملِ إِلاّ | |
|
| ذَوَائِبَها وما حُلِىَ البُرِينَا |
|
وَدِعصاً رابِياً فِى المِرطِ مِنها | |
|
| وحُسنَ الدَّلِّ وَالكَعبَ الدَّفِينَا |
|
حَصَانُ الجَنبِ لَم تُرضِع صَبِيَّا | |
|
| بِثَديَيهَا وَلَم تَحمِل جَنِينَا |
|
وَمَا عَسَلٌ مُصَفّىً فِى زُجَاجٍ | |
|
| بِرَاحٍ لَذَّةٍ لِلشَّاربِينَا |
|
بِاَطيَبَ مَوهِناً مِن رِيقِ سَلمَى | |
|
| إِذا عَصَبَ الكَرَى بِالسَّامِرينَأ |
|
بِلا عِلمٍ بِهِ إِلاّ افتِياقا | |
|
| خَلاءً مَنظَرَ المُتَأَمِّلِينَا |
|
أَلاَ يا أَيُّها المُعتَدُّ فَخراً | |
|
| هَلُمَّ أَلاَ أُخَبِّرُكَ اليَقينَا |
|
فَإِنَّكَ إِن فَخَرتَ وَلَم تُصَدِّق | |
|
| حَدِيثَكَ آيةً لِلسَّائِلِينَا |
|
وِإنَّكَ إِن فَخَرتَ بِغَيرِ شَيءٍ | |
|
| تَرُدُّ بِهِ حَديثَ المُبطِلِينَا |
|
فَإِنَّ لِخَثعَمٍ آياتِ نُعمَى | |
|
| أَماراتِ الهُدَى نوراً مُبينَا |
|
وَمِن آياتِ رَبِّك أَن تَرَانَأ | |
|
| بِمَسكَنَةِ القَبائِلِ مارَضِينَأ |
|
وَإِنَّكَ إِن تَرَى منّا فَقيراً | |
|
| يُضيفُ غِنىَّ قَومٍ آخَرِينا |
|
وَإِنَّ الجَارَ يَنبُتُ فى ثَرَانَا | |
|
| ونُعجِلُ بالقِرَى لِلنَّازِلِينا |
|
وِإنّا لَن نُصاحِبَ رَكبَ قَومٍ | |
|
| وَلاَ أَصحابَ سِجنٍ ما حَيِينَأ |
|
فَيَختلِطُوا بِنا إِلاّ افتَرَقنَا | |
|
| عَلَيهِم بِالسَّماحَةِ مُفضِلينَا |
|
وَمِن آياتِ رَبِّكَ مُحكَماتٍ | |
|
| مَواثِلَ مَادَرَسنَ وَما نَسِينَا |
|
مَغَاوِرُ مِن فَوارِسَ مِن كِلابٍ | |
|
| وَعَمرٍو يَعتَرِفنَ وَيَشتَكِينَا |
|
بِأَنَّ الحَىَّ خَثعَمَ غادَرَتهُم | |
|
| كَلِيلاً حَدُّهُم مُتَضَعضِعِينا |
|
لَيالِيَ عامرٌ تَلحَى كِلاباً | |
|
| عَلَى جَهدٍ وَلَيسُوا مُؤتَلِينَا |
|
وكانَ مُلاعِباً حَتَّى التقَينَا | |
|
| فَجَدَّ بِهِ وَكُنَّا اللاّعِبِينَا |
|
وَغادرَنا فَوارِسَهُ وَرِعلاً | |
|
| بِفَيفِ الرِّيحِ غَيرَ مُوَسَّدِينَا |
|
وَنَحنُ التّارِكُونَ عَلَى سَلِيلٍ | |
|
| مَعَ الطَّيرِ الخَوامِعَ يَعتَرِينَا |
|
كأَنَّ بِخَدِّهِ وَالجِيدِ مَنهُ | |
|
| مِن الجِريالِ مَحلُوباً رَقِينَا |
|
كأنَّ الطَّيرَ عاكِفَةً عَلَيهِم | |
|
| جُنُودٌ مِن سَوادِ الأَعجَمِينَا |
|
وَنَحنُ الوازِعُونَ الخَيلَ تَردَى | |
|
| بِفِتيانِ الصَّباحِ المُعلِمِينَا |
|
مِنَ السَّندِ المُقَابِلِ ذَا مُرَيخٍ | |
|
| إِلَى السّاقَينِ ساقَى ذِى قِضِينَا |
|
فَأَدرَكنَا الضِّبابَ وَقَد تَمَنَّوا | |
|
| لِقاءَ الجَمعِ مِنّا مُشتَهِينَا |
|
يَسُوقُونَ النِّهابَ فَغَادَرَتهُم | |
|
| فَوَارِسُنا كَشَختِ العَاضِدِينَا |
|
فَقُدنا الخَيلَ تَعثُرُ فى قَناها | |
|
| عَوَابِسَ كَالسَّعالِى قَد وجِينَا |
|
تَخَطَّى عامراً حَتَّى أَصَبنَا | |
|
| بِهِ أَهلَ السّديفِ مُبصَبِّحِينَا |
|
بِطاحِنةٍ كأَنَّ البِيضَ فيها | |
|
| نُجُومُ اللَّيلِ أَو نقب البِلينَا |
|
بِبُرقَةِ جامرٍ ضَرباً وطَعناً | |
|
| نَوَافِذَ مِن حُصُونِ الدَّارِعِينَا |
|
فَعَسكَرنا بِهِم حَتَّى قَطَعنا | |
|
| عَدامِلَ قَد وَرَدناها مَعينَا |
|
ثَلاثَةَ أَشهُرٍ حَتّى استَجَبنا | |
|
| شُعُوباً مِن هَوازِنَ أَجمَعِينَا |
|
بِسُرَّةِ دَارِهِم ضَرباً وَنَهباً | |
|
| جَوَانِحَ ما ثَأرنَ وَلا ثُنِينَا |
|
تَرَكنا عامِراً وابنَى شُتَيرٍ | |
|
| وَشَغلَى بِالسُّيُوفِ مُرَعبَلِينا |
|
وَهَزّانَ المقامر قَد قَتلَنا | |
|
| وَغادَرنا ابنَ هُوذَةَ مُستَكِينَا |
|
وعبّاساً أخا رعلٍ قَطَعنا | |
|
| بِأَبيَضَ لَهذَمٍ مِنهُ الوَتِينَا |
|
وَفِى أَنَسٍ معانِدَةٌ وَأُخرَى | |
|
| فَرَت عَن أُمَّ هامَتِهِ الشُّؤُونَا |
|
وَقَد صَبَرُوا القَنا والخَيلَ حَتَّى | |
|
| عَلَوناها كِرَاماً مُعذِرِينَا |
|
وَنَحنُ الضَّارِبُونَ بِكُلِّ عَضبٍ | |
|
| يَقُدُّ الَبيضَ وَالحَلَقَ الحَصِينَا |
|
بِشَطَّى أَخرُبٍ ضَرباً تَرَكنا | |
|
| شَنُوءَةَ بَعدَهُ مُتَخَشِّعِينَا |
|
وَأَقبَلَتِ الفَوَارِسُ مِن ثَقِيفٍ | |
|
| لِنَصرٍ عِندَ ذَلِكَ مُجلِبِينَا |
|
فَلمَّا واجَهُونا أَسلَمُوهُم | |
|
| وَهَابُوا جانِباً مِنها زَبُونَا |
|
وأَيتَمنَا رَبِيعَةَ مِن أَبيهِ | |
|
| وَبِالشَّدّاخِ بَكَينَا العُيُونَا |
|
وَقَتَّلنَا سَرَاةَ بَنِى جِحَاشِ | |
|
| وَأَثكَلنَا نِسَاءَهُمُ البَنِينَا |
|
وَهَامَ الأَخنَسَينِ مَعاً ضَرَبنَا | |
|
| بِبِيضِ كُلِّ عَظمٍ يَختَلِينَا |
|
فَغَادَرناهُمُ لَحماً عَلَيهِ | |
|
| عَوَائِدُ يَختَلِفنَ ويَلتَقِينَا |
|
وَأَتبَعنَا القَنَا فِى ابنَى دُخَانٍ | |
|
| وقَد عَرَضُوا لَنَا مُستَلئِمِينَا |
|
وَفِى أَشيَاعِهِم حَتَّى انثَنَينَا | |
|
| بِعَالِيهِنَّ مَخضُوباً دَهِينَا |
|
فَيَومَ القَرنِ نَصَّت أَلفَ قَيسٍ | |
|
| ثَلاثُونَا فأَجلَوا نَادِمِيناَ |
|
وَعَدَّ النَّاسُ قَتلاَهُم وَكانُوا | |
|
| عَلَى مَا عُدَّ مِنَّا مُضعِفِينَا |
|
وَمِنهُم خَالِدٌ طاحَت يَدَاهُ | |
|
| وَهَامَةُ جَابِرٍ لَمّا انتُضِينَا |
|
وَأَبرَهَةُ بنُ صَبّاحٍ فَجَعنَا | |
|
| بِهِ أَصحَابَهُ المُتَجَبِّرِينَا |
|
وَمِن قَتَلاهُمُ قَطَنٌ وَمِنهُم | |
|
| غَنِىٌّ فِى كُماةٍ مُقعَصِينَا |
|
وأَنقَذنا قَبائلَ كان يجَبِى | |
|
| يُحابِرُ مِنهُمُ حُمراً وَجُونَا |
|
وَأَسرَعنا لَعَمرِو بَنِى زُبَيدٍ | |
|
| فأَحرَزَهُ نَجاءُ الهارِبِينا |
|
وَقُدنا أُمَّهُ حَتَّى قَرَنّا | |
|
| بِها صَفَّينِ مِن حِزَقٍ حَوِينَا |
|
إِلَى الأَعناقِ ثُمَّ تَنازَعاهَا | |
|
| بِرجلَيها يَجُرَّانِ الجَنِينَا |
|
وَيَومَ القاعِ مِن سَفّانَ جاءَت | |
|
| بَكِيلُ وحاشِدٌ مُتَأَلِّبِينَا |
|
وَجِئنا فِى مُقَدَّمَةٍ طَحُونٍ | |
|
| لها زَجَلٌ يُصِمُّ السّامِعِينَأ |
|
كأَنَّ هَرِيرَ حَملَتِنا عَلَيهِم | |
|
| هَرِيرُ النّارِ أَشعَلَت العَرِينَا |
|
تَطَايَحُ هامُهُم بالبِيضِ شَتَّى | |
|
| وُنتبِعُهُنَّ حَتَّى يَنثَنِينَا |
|
بِأَسيافٍ سَقَتهَا الجِنُّ مَلساً | |
|
| بأَيدِيها وَأَخلَصَتِ المُتُونَا |
|
وَعَن ذِى مهدَمِ لَمَّا تَعَدَّى | |
|
| مَزَقنا تاجَ مُلكِ المُعتَدِينا |
|
فأَشعَرنا حَشاهُ زَعبِيّاً | |
|
| مِنَ الهِندىِّ مَطرُوراً سَننِينَا |
|
وَقَد علِمَ القَبائِلُ مِن مَعَدٍّ | |
|
| وَذِى يَمَنٍ شِفاءِ الجائِرِينَا |
|
بِأَنّا المُعتَدُونَ إِذا غَضِبنا | |
|
| وأنّا المُفضِلُونَ إِذا رَضِينَا |
|
وأَنّا لا نَمُوتُ وَلَوغُشِينَا | |
|
| عَلَى العِلاّتِ إِلاّ مُقبِلِينَا |
|
وَأَنَّا صادِقُونَ إِذا فَخَرنَا | |
|
| بَذَخنا فَوقَ بَذخِ البَاذِخِينا |
|
بِمَأَثَرَةٍ يُبِينَ الصِّدقُ عَنها | |
|
| وَيُبطِلُ بِدعَةَ المُتَأَشِّبِينَا |
|
حَمَت ما بَينَ حَرَّةِ فَرعِ قَيسٍ | |
|
| إِلَى الأًفراطِ إِلاّ الصّائِفِينَا |
|
لَها مِنها كَتائِبُ لَو رَمَينَا | |
|
| بِطَمحَتِها جُمُوعَ العَالَمِينا |
|
معاً وَالجِنَّ طَوعاً غادَرَتهُم | |
|
| لأَوَّلِ وَقعَةٍ مِنهُم طَحِينَا |
|
زَمانَ الشِّركِ حَتَّى قامَ فِينَا | |
|
| رَسُولُ اللهِ مَرضِيّا أَمِينَا |
|
فَلمّا عَزَّ دِينُ الحَقِّ فِينَا | |
|
| صَرَفنا حَدَّها لِلكافِرينَا |
|
وَقَتَّلنا مُلُوكَ الرُّومِ حَتَّى | |
|
| سَكَنّا حَيثُ كانُوا يَسكُنُونَا |
|
وَقَدَّمنا كَتائِبَها فَجَاسَت | |
|
| مَواخِيرَ الفُجُورِ المُشركينَا |
|